سلط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الضوء على تغير لهجة ألمانيا مع إسرائيل مع استمرار نزيف دماء المدنيين في غزة جراء تواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم علي القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

وقالت الصحيفة أنه منذ بداية الحرب، كان المستشار الألماني أولاف شولتز من أوائل القادة الغربيين الذين وصلوا إلى تل أبيب حيث أعلن وهو يقف إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ألمانيا ليس لديها سوى "مكان واحد - وهو إلى جانب إسرائيل".

والآن يبدو هذا المكان محرجاً على نحو متزايد بالنسبة لألمانيا، ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل والدولة التي تصف قيادتها دعم إسرائيل بأنه سبب وطني للوجود، كوسيلة للتكفير عن المحرقة النازية.

في الأسبوع الماضي، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي القاتل على غزة، وقف المستشار الألماني مرة أخرى إلى جانب نتنياهو في تل أبيب، وتحدثت بلهجة مختلفة. وتساءل: "بغض النظر عن مدى أهمية الهدف، فهل يمكن أن يبرر مثل هذه التكاليف الباهظة للغاية؟"

ومع تزايد الغضب الدولي إزاء حصيلة الشهداء التي تجاوزت 32 ألف شهيد، واحتمال المجاعة التي تلوح في الأفق في القطاع، بدأ المسؤولون الألمان يتساءلون عما إذا كان دعم بلادهم قد ذهب إلى أبعد من اللازم.

وقال ثورستن بينر، مدير معهد السياسة العامة العالمية في برلين: “ما تغير بالنسبة لألمانيا هو أنه لا يمكن الدفاع عن هذا الدعم غير المشروط لإسرائيل”. “بالتمسك بدعم نتنياهو، أعطوا انطباعًا خاطئًا بأن ألمانيا قدمت بالفعل تفويضًا مطلقًا لنتنياهو”. 

وأصبح التغيير في الموقف الألماني ملموساً في غضون أسابيع، وفق وصف صحيفة نيويورك تايمز.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إنها سترسل وفداً إلى إسرائيل لأن بلادها، باعتبارها دولة موقعة على اتفاقيات جنيف، "ملزمة بتذكير جميع الأطراف بواجبهم في الالتزام بالقانون الإنساني الدولي".

وخلال زيارتها للمنطقة، وهي السادسة لها منذ الهجوم، وصفت السيدة بيربوك أيضًا الوضع في غزة بأنه "جحيم" وأصرت على عدم شن هجوم كبير على رفح، حيث لجأ أكثر من مليون شخص إلى المأوى. وقالت: "لا يمكن للناس أن يختفوا في الهواء".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل المانيا نتنياهو غزة نيويورك تايمز

إقرأ أيضاً:

ما البند السري الذي فعّلته إسرائيل في خطتها لاتفاق غزة؟

كشف مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري أن الحكومة الإسرائيلية فعّلت مؤخرا ما وصفه بـ"البند السري" في قرارها المتعلق باتفاق غزة، وهو بند يتيح للجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات إطلاق نار متى اعتبر أن هناك خطرا أو "خرقا" من جانب المقاومة الفلسطينية.

وقال العمري إن هذا البند ورد في الملحق (باء) من قرار الحكومة الإسرائيلية الصادر يوم الخميس الماضي، والذي تضمن بندًا حول "إعادة الأسرى الأحياء والأموات خلال 72 ساعة"، لكنه ذُيّل بإشارة إلى تفعيل ذلك الملحق السري، المرتبط بما عُرف بـ"وثيقة ترامب".

وأوضح أن التطورات الميدانية الأخيرة، ومنها إطلاق النار الإسرائيلي على فلسطينيين شرق غزة، إلى جانب تحرك ذوي الأسرى الإسرائيليين القتلى، تؤكد أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل بتطبيق ما يسمى بـ"الفرقة الساخنة"، وهي صيغة تتيح له التحرك الفوري وإطلاق النار بزعم وجود خطر محتمل.

وكانت مصادر فلسطينية أفادت باستشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين -اليوم الثلاثاء- في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس على الرغم من سريان وقف إطلاق النار في القطاع.

وأشار العمري إلى أن هذا التطور قد يمهّد لتحويل الوضع الميداني في غزة إلى نمط مشابه للوضع في لبنان، بحيث تصبح إسرائيل قادرة على شنّ هجمات متى شاءت، مستندة إلى تفسيرها الخاص لأي "خرق" أمني من جانب حماس أو الفصائل الفلسطينية.

بند خاص

وبيّن أن هذا الإجراء لا يندرج ضمن بنود اتفاق إنهاء الحرب، بل يستند إلى قرار حكومي داخلي أقرّته تل أبيب، في حين أن المرحلة الثانية من الاتفاق –التي تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار وإتمام صفقة الأسرى وإدخال المساعدات– لم تبدأ بعد.

وأضاف العمري أن التصريحات التي نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أمني إسرائيلي، والتي لوّح فيها بإيقاف المساعدات ومنع فتح معبر رفح بسبب "عدم تسليم حماس كل الجثامين"، تؤكد وجود نية إسرائيلية لإعاقة تنفيذ الاتفاق عبر "زرع العصي في دواليب العملية الهشة".

إعلان

وربط العمري بين هذا المسار وبين قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم التوجه إلى قمة شرم الشيخ، موضحًا أن الأخير خشي من مواجهة برود دبلوماسي محتمل، كما سعى إلى تجنّب أي التزام دولي بإنهاء الحرب أو إطلاق عملية سياسية قد تثير غضب قاعدته اليمينية.

وأكد أن نتنياهو بدأ بالفعل التحرك نحو انتخابات مبكرة في محاولة للالتفاف على الضغوط الداخلية المتصاعدة، بينما لا تزال المفاوضات حول المراحل اللاحقة للاتفاق تراوح مكانها في ظل غياب الثقة بين الأطراف.

ووفق حصيلة جديدة نشرتها وزارة الصحة بغزة أمس، خلّف العدوان الإسرائيلي 67 ألفا و869 شهيدا، و170 ألفا و105 مصابين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • ​شاهدوا بالصور حجم الأضرار التي تسبّبت بها الغارات الإسرائيليّة على بلدة بنعفول
  • رئيس البرلمان اللبناني: على إسرائيل وقف اعتداءاتها والانسحاب
  • نيويورك تايمز: إدارة ترامب تفوض سي آي إيه بعمليات سرية في فنزويلا
  • نيويورك تايمز: حرب ترامب التجارية مع الصين تغير المشهد الاقتصادي بالعالم
  • كشف لغز "الجثة الخطأ" التي سلمتها حماس لإسرائيل.. لمن تعود؟
  • نيويورك تايمز: فرحة فلسطينية بالإفراج عن الأسرى وسط جراح الحرب الطويلة
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع التي تسلمناها من حماس لا تخص أيا من الرهائن
  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • ما البند السري الذي فعّلته إسرائيل في خطتها لاتفاق غزة؟
  • كشف سبب اعتذار نتنياهو عن حضور قمة شرم الشيخ.. ما علاقة الأمير محمد بن سلمان والرئيس محمود عباس؟