سمحت السلطات الإسرائيلية بخروج مظاهرة تدعو لوقف الحرب على غزة في مدينة شفا عمرو بالجليل داخل الخط الأخضر، وذلك بعد أن منعت لأسابيع طويلة تنظيم أي فعاليات للتضامن مع أهالي القطاع.

وشارك نحو 150 شخصا -بينهم يهود من حركات تنادي بالسلام- في المظاهرة التي سارت تحت شعار "وحده السلام يجلب الأمن" بعد أن حصل منظموها على تصريح من الشرطة الإسرائيلية.

وهتف المتظاهرون "سلام، حرية، عدالة اجتماعية" و"حرية، حرية لفلسطين الأبية".

وقالت الطبيبة شهد بشارة إنها تمكنت خلال المظاهرة من التعبير عن تضامنها مع غزة، مشيرة إلى أن ذلك لم يكن ممكنا في الفترة الماضية.

وأضافت بشارة "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يتعرض المجتمع الفلسطيني في إسرائيل لقمع شديد للغاية من السلطات، ولم نتمكن من التعبير عن تضامننا مع سكان غزة، وقد بذلنا مؤخرا الكثير من الجهود من أجل الحصول على تصريح من الشرطة لتنظيم مثل هذه التظاهرات".

والأسبوع الماضي، تظاهر مئات في بلدة مجد الكروم بالجليل بمبادرة من منظمة عربية للمطالبة بوقف الحرب.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تراجع متظاهرون عن تنظيم مسيرة داخل الخط الأخضر بسبب عدم موافقة الشرطة، وهو قرار أيده القضاء الإسرائيلي.

وحينها هدد قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي كل من يتظاهر ويبدي تعاطفه مع غزة بإرساله إليها.

في مظاهرة شفاعمرو: الرسالة نريد ان نقول انه آن الاوان لوقف هذه الحرب الابادية على الشعب الفلسطيني في غزة، وانه بدون وقف الحرب لا يمكن التقدم بأي شيء في المستقبل، فكل سياسة التجويع اثبتت ليس فقط فشلها وانما ايضًا تجلب المزيد من عدم الامن للمنطقة وفما ذلك الشعب اليهودي في اسرائيل. pic.twitter.com/sBBg9xnXvs

— עומדים ביחד نقف معًا Standing Together???? (@omdimbeyachad) March 30, 2024

تمييز منهجي

وقد وثّق مركز "مساواة" زيادة في "التمييز المنهجي" ضد المواطنين العرب في إسرائيل منذ بدء الحرب، وشمل ذلك اعتقالات بعد نشر آيات من القرآن أو رسائل تضامن على الشبكات الاجتماعية، كما تعرض المواطنون العرب لهجمات في الجامعات وتمييز في العمل، فضلا عن منع المظاهرات في البلدات العربية بالخط الأخضر.

وأشار مدير المركز جعفر فرح إلى أن هذه الحالات تراجعت في الأسابيع الماضية.

وأرجع ذلك إلى اتخاذ المركز إجراءات قانونية في الكثير من الحالات، موضحا أن الشرطة الإسرائيلية لم تعد تتعامل مع التحقيقات المتعلقة بحرية التعبير من دون إشراف قضائي.

كما أشار إلى أنه من أصل 350 شخصا أوقفوا، لا يزال 140 ملاحقين قانونيا.

وسجل المركز غير الحكومي نحو 20 حالة اعتقال يوميا منذ بدء الحرب، وبات يسجل عددا قليلا أسبوعيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

موسم الورد يجذب السياح من داخل وخارج سلطنة عمان

الجبل الأخضر- في قلب سلسلة جبال الحجر التي تبعد مسافة 242 كلم غرب العاصمة العمانية مسقط، وعلى ارتفاع يتجاوز 3 آلاف متر فوق سطح البحر بمحافظة الداخلية، تتفتح آلاف أزهار الورد العُماني في مشهد طبيعي يأسر الألباب، إذ يُعد موسم الورد في الجبل الأخضر -الذي يمتد من منتصف مارس حتى أوائل مايو- من أبرز الفعاليات الزراعية والسياحية في البلاد، حيث يتحول الجبل إلى لوحة فنية تتناغم فيها ألوان الورود، مع خضرة المدرجات الزراعية، مما يجذب الزوار من داخل السلطنة وخارجها. ​

في قرى مثل العين، وسيق، والشريجة، ووادي بني حبيب، تنتشر أكثر من 5 آلاف شجرة ورد على مساحات تتراوح بين 7 أفدنة (قرابة 3 هكتارات) إلى 10 (4.2 هكتارات) حسب الإحصاءات الرسمية.

هذه الأشجار تُزرع على مدرجات زراعية صخرية، تمثل إرثا زراعيا تناقلته الأجيال في هذه القرى الجبلية. مهارة الإنسان العُماني في ترويض الطبيعة أيضا تبدو واضحة في طريقة العناية بالحقول، حيث تُروى الأشجار بنظام الأفلاج، ويُعتنى بها عناية فائقة طيلة العام.

عملية قطف الورد تبدأ عند شروق الشمس، إذ يُفضل قطف الأزهار حين تكون نديّة للحفاظ على نقائها العطري. وبعد جمعها تُنقل الزهور إلى بيوت التقطير، حيث يُستخرج منها ماء الورد العماني الشهير.

إعلان إرث وعطر خالد

تُستخدم في عملية التقطير أدوات تقليدية، إلى جانب بعض التقنيات الحديثة، في مزيج يعكس توازنًا بين التراث والحداثة. ويُنتج ما يزيد عن 28 ألف لتر من ماء الورد سنويًا، تستخدم في صناعة العطور، وتحضير الحلويات، وإحياء المناسبات التقليدية والاستخدامات الطبية.

ُعرف ماء الورد العُماني بصفائه العالي ورائحته الفريدة التي تميّزه عن غيره في الأسواق (الجزيرة)

تتفاوت أسعار ماء الورد وفقًا لحجم الزجاجة وجودة الاستخلاص، حيث تُباع بأسعار تتراوح بين 5 إلى 11 ريالا عمانيا (ما بين 13 و28.5 دولارا). ويُعرف ماء الورد العُماني بصفائه العالي ورائحته الفريدة التي تميّزه عن غيره في الأسواق الإقليمية.

وشهد موسم 2024 نموا ملحوظا في حجم الإنتاج، حيث بلغ إجمالي المحصول قرابة 20 طنًا من الورد، بزيادة قدرها 9 أطنان مقارنة بموسم 2023، بحسب الإحصائيات الصادرة عن مركز الأعمال والحاضنات بهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة. وقدرت القيمة السوقية لهذا الإنتاج بنحو 200 ألف ريال (519 ألف دولار)، ما يعكس انتعاشًا اقتصاديًا متزايدًا مع كل موسم ورد جديد.

اقتصاد موسمي

لا يقتصر أثر موسم الورد على الجوانب الزراعية فقط، بل يشكل ركيزة اقتصادية موسمية لعشرات الأسر العُمانية التي تعتمد عليه كمصدر دخل رئيس. فإلى جانب بيع ماء الورد، تنشط صناعات أخرى كالصابون، والزيوت العطرية، والمراهم الطبيعية، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويحفّز ريادة الأعمال الصغيرة.

موسم الورد ركيزة اقتصادية موسمية لعشرات الأسر العُمانية التي تعتمد عليه كمصدر دخل رئيس (الجزيرة)

كما يشهد الجبل في هذه الفترة توافد الحرفيين والسياح والمصورين والباحثين، مما يُنعش مختلف الأنشطة التجارية من الضيافة والمطاعم إلى بيع المشغولات اليدوية.

وتترافق مواسم الحصاد مع تنظيم جولات ميدانية تتيح للزوار التفاعل المباشر مع التجربة، بدءا من المشاركة في قطف الورد، وصولًا إلى حضور جلسات تقطير الماء، والاستماع إلى قصص المزارعين. هذا التفاعل يُعزز السياحة البيئية، ويجعل من منطقة الجبل الأخضر وجهة فريدة تمزج بين الاستجمام والمعرفة.

إعلان

وتشير بيانات وزارة التراث والسياحة إلى أن الجبل الأخضر يشهد في موسم الورد ارتفاعا كبيرًا في عدد الزوار من داخل السلطنة وخارجها، ليصبح أحد أبرز المقاصد العُمانية في فصل الربيع.

بيانات وزارة التراث والسياحة تشير إلى أن الجبل الأخضر يعد أبرز المقاصد السياحية العُمانية في فصل الربيع (الجزيرة)

ويبعد الجبل الأخضر نحو 150 كيلومترا عن العاصمة مسقط، وتُعد بلدة بركة الموز بمحافظة الداخلية نقطة الانطلاق نحو القمة. ويتطلب الطريق استخدام مركبات الدفع الرباعي فقط، نظرا للطبيعة الجبلية. عند نقطة تفتيش بوابة الصعود يُجرى فحص للمركبات لضمان جاهزيتها، ثم تبدأ الرحلة بين منعطفات جبلية منحدرة، تكشف عن مناظر خلابة للوديان والتكوينات الصخرية.

إطلالات على الورد

يُعد الجبل الأخضر من أبرز مقاصد السياح في سلطنة عُمان، ولا تقتصر جاذبيته على طبيعته الخلابة فحسب، بل تمتد إلى تنوع خيارات الإقامة التي تلبّي مختلف التفضيلات والميزانيات.

ففي حين توفر المنتجعات الفاخرة، مثل منتجعات إنديغو الجبل الأخضر، وأنانتارا وأليلا تجارب إقامة تتراوح أسعار الغرف فيها بين 100 و250 ريالا لليلة الواحدة (ما يعادل 260 إلى 650 دولارا)، تُتيح بيوت الضيافة المحلية والنُّزُل الصغيرة بدائل اقتصادية بأسعار تبدأ من 30 ريالا (قرابة 78 دولارا).

أزهار الجبل الأخضر تُقطف ندية عند الشروق لضمان نقاء الزيت العطري (الجزيرة)

أما على صعيد المأكولات، فيمكن للزائرين الاستمتاع بتجارب طعام متعددة، من المطاعم الشعبية التي تقدم أطباقًا عُمانية تقليدية بأسعار معتدلة تتراوح بين 2 و6 ريالات (ما بين 5.2 و15.6 دولارا) للوجبة، إلى المطاعم الفندقية الراقية التي توفر مزيجا من المأكولات العالمية والمحلية بأسعار تبدأ من 10 ريالات (نحو 26 دولارًا) للوجبة.

هذا التنوع في الإقامة والطعام يمنح السائح حرية تصميم تجربته حسب أولوياته، سواء كان يبحث عن الفخامة والراحة، أو عن بساطة الحياة الجبلية وروح الضيافة المحلية.

إعلان "إنديغو".. رفاهية بإطلالة وردية

من المنشآت السياحية الفاخرة التي افتتحت مؤخرا، منتجع وسبا "إنديغو الجبل الأخضر" التابع لمجموعة فنادق ومنتجعات "آي إتش جي" (IHG)، الذي افتُتح في 2024 في قلب الجبال المطلة على المدرجات الزراعية. ويُعد المنتجع أحد أحدث المشاريع السياحية التي تواكب النمو المتسارع في القطاع، حيث يقدم تجربة إقامة تمزج بين التصميم العصري والطابع المحلي العُماني، وتتميز معظم غرفه بإطلالات خلابة على مدرجات الورد والوديان الجبلية.

منتجع إنديغو من أحدث المشاريع السياحية التي تواكب نمو قطاع السياحة في منطقة الجبل الأخضر (الجزيرة)

ويُوفّر المنتجع لنزلائه باقة من الأنشطة الثقافية والبيئية، تشمل زيارات ميدانية لمزارع الورد، ولقاءات مع الحرفيين المحليين، والمشاركة في تجربة تقطير ماء الورد.

كما يضم مركز سبا تستخدم فيه عناصر طبيعية من بيئة الجبل كالورد والصخور البركانية، إلى جانب مطاعم تقدم مأكولات فاخرة مستوحاة من المطبخ العُماني والعالمي، لتمنح الزائر تجربة ذوقية وثقافية لا تُنسى.

طابع مستدام

تكمن أهمية موسم الورد في الجبل الأخضر في كونه نموذجا حيا للسياحة المستدامة، إذ يدمج بين الحفاظ على البيئة، وتمكين المجتمعات المحلية، والحفاظ على التراث غير المادي. وتقوم المؤسسات الفندقية في الجبل بدور محوري في هذا السياق، من خلال توظيف أبناء القرى، ودعم المنتجات المحلية، وتنظيم فعاليات ثقافية وسياحية تراعي خصوصية المكان.

جانب من الإطلالة الجميلة لمنتجع إنديغو على مدرجات الورد والوديان الجبلية (الجزيرة)

كما تعمل الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة التراث والسياحة وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، على دعم المزارعين والحرفيين وتمكينهم من التوسع في الإنتاج والتسويق، بما يعزز من مكانة الورد العُماني كمنتج وطني ذي هوية راسخة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • موسم الورد يجذب السياح من داخل وخارج سلطنة عمان
  • ليبرمان يتحضر للانتخابات الإسرائيلية القادمة ويطرح مواقف متناقضة من غزة والأسرى
  • تظاهرة حاشدة في مأرب للتضامن مع غزة وسط دعوات للتحرك الدولي
  • رئيس تجمع السودانيين بالمنظمات الدولية يكشف لـ”سبوتنيك” عن المساعي الحالية لوقف الحرب وعودة التفاوض
  • «الأمة القومي» يدعو لوقف فوري للحرب ويطلق تحركات سياسية لإنهاء الصراع في السودان
  • ما هي رسائل قطع العلاقات السودانية- الإماراتية .. وهل ” توازن الرعب” يشكل فرصة لوقف الحرب؟
  • جامعة طنطا تستضيف الداعية مصطفى حسني لتوعية الطلاب والطالبات دينيًا واجتماعيًا
  • حماس تتمسك بالاتفاق الشامل لوقف الحرب في غزة.. محاولات حثيثة
  • عاجل.. الرئيس السيسي: البنية التحتية في قطاع غزة تم تدميرها بالكامل جراء الحرب الإسرائيلية
  • جامعة طنطا تستضيف الداعية مصطفى حسني في ندوة «كيف نكون طلابًا أسوياء»