«الجيزة».. كانت وستظل واحدة من أهم المحافظات المصرية، نظرًا لعراقتها الضاربة فى الجذور، ولما تتميز به من موقع فريد على خارطة السياحة المصرية والعالمية، إضافة إلى وجود عدد كبير من المزارات والكنوز الأثرية المهمة، التى لا نظير لها.
الحادى والثلاثون من مارس كل عام، هو أحد الأيام المصرية المجيدة، خصوصًا لأبناء وشعب الجيزة، الذين يحتفلون بالعيد القومى للمحافظة، حيث يؤرخ ذلك اليوم لذكرى كفاح أبنائها إبان الثورة العظيمة الخالدة للشعب المصرى سنة 1919، التى لم تكن ثورة المصريين فحسب، وإنما شكَّلت نقطة ارتكاز، تجسَّدت فى نُضج الوطنية المصرية فى أبهى صورها، لتكون واحدة من أهم الصفحات المشرقة فى تاريخنا المعاصر، كُتبت بأحرف من نور فى ذاكرة مصر والأمة العربية.
فى هذا اليوم التاريخى «31 مارس»، كان لهيب الثورة المصرية ممتدًا إلى صعيد مصر، فتحركت قوات الاحتلال البريطانى بأعداد كبيرة لإخمادها، وعندما علم بذلك أبناء قرية نزلة الشوبك «إحدى قرى البدرشين»، تصدوا ببسالة وشجاعة لقطار الجنود، ورفضوا السماح لهم بالعبور، ثم دارت معركة غير متكافئة، سقط فيها 21 شهيدًا، كما تم القبض على عدد كبير من أبناء القرية بتهمة قتل ضابط وجندى من جنود الاحتلال.
لذلك يعتبر هذا اليوم تأريخًا جديدًا وعيدًا معاصرًا لتلك المحافظة، التى تتمتع بمقومات سياحية متميزة وفريدة، حيث تضم مواقع أثرية تعتبر من عجائب الدنيا السبع للعالم القديم، بالإضافة إلى منتجعات السياحة العلاجية والترفيهية وغيرها من المزارات والكنوز الأثرية، التى لا يوجد لها نظير فى العالم.
إن الحديث عن «الجيزة» يطول، ولا يتسع المجال لذكر بعضها، خصوصًا عندما نتحدث عن السياحة والمعابد والمتاحف والمقابر الفرعونية والكنوز الأثرية.. وكثير من الأماكن والمواقع الهائلة المدرجة على لائحة التراث العالمى، التى تحظى بشغف واهتمام العالم.
العيد القومى لمحافظة الجيزة، نجده مختلفًا بشكل كبير هذا العام، نظرًا للحدث الكبير الذى ينتظره العالم قريبًا، وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يعد أحد المشروعات القومية الكبرى فى مصر، حيث يترقب العالم بشغف بالغ، افتتاحه خلال الفترة القادمة، للاستمتاع بالتعرف على الحضارة المصرية العريقة.
هذا المتحف العملاق، سيكون هدية مصر للعالم، من قلب الجيزة، حيث يعد أكبر متحف مخصص لعرض حضارة واحدة، وهى الحضارة المصرية القديمة، كما أنه سيعرض ولأول مرة كنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون كاملة، كما أنه لن يكون متحفًا لعرض القطع الأثرية فقط، بل سيكون صرحًا ثقافيًا وتعليميًا وترفيهيًا، لا نظير له فى العالم.
ونود الإشارة إلى أن احتفال محافظة الجيزة بعيدها القومى هذا العام، يأتى مختلفًا أيضاً، فى ظل الجمهورية الجديدة، التى أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما أنه يأتى أيضاً تزامنًا مع أداء الرئيس اليمين الدستورية، بعد أن أُعيد انتخابه لولاية جديدة مدتها ست سنوات.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة الجيزة رضا سلامة الرئيس اليمين الدستورية
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: السيرة الحسنة الباقية !!
تعددت المناسبات التى أحضر فيها عزاءات لأعزاء فقدناهم وتركوا لنا عبىء العيش وحدنا دونهم فى هذه الحياة، نتذكر بالخير ونتذكر مواقف كثيرة لهم، وندعوا لهم بالرحمة والمغفرة.
شخصيات عظيمة تغيب عنا واحدًا تلو الأخر وهذه سنة الحياة "فهم السابقون ونحن اللاحقون" !
لقد تأملت المشهد المهيب الذى صاحب جنازة المرحوم الأستاذ (محمود السعدنى) الكاتب الصحفى الكبير(رحمه الله رحمة واسعة ) !!
وتأملت المعزين من كل أطياف المجتمع مسئولين حاليين ومسئولين سابقين ونخب من المجتمع من شتى مجالات الحياة المهنية فى مصر.
ولعل ما شدنى فى هذا الأمر أن كثير مما سمعت عن الرجل غير ما تيسر لى من كتب كتبها، كلام طيب وسيرة حسنة وزمالة لأجيال من الكتاب والإعلاميون يذكروا عنه طيب الحديث وروعة المواقف فى أشد الأوقات صعوبة مر بها الوطن وكان الأستاذ "محمود السعدنى" إما مشاركًا فى الأحداث كفاعل أو مفعول به طبقًا لموقفه من السلطة فى البلاد.
وأتذكر حينما قابلت المرحوم فى مكتب الوالد الراحل "وجيه أباظة" وكنت مقربًا من المرحوم "وجيك بك"، بعد أن خرج من السجن عام 1975 وجاء فى زيارة إلى إيطاليا حيث كان المرحوم "توفيق أباظة" إبن عم "وجيه بك" وزيرًا مفوضًا للسفارة المصرية فى روما وكانت تربطنى به صداقة عميقة وجاء "بعم وجيه" إلى البلدة التى أقيم فيها وهى (فيوماشينو) وبقى فيها معى "عم وجيه" لأكثر من أسبوع وتعلقنا ببعض حتى عودتى إلى القاهرة ودعوته لى بالقيام بأعمال شركة التنمية والتجارة (بيجو) وإقتربت من الرجل كأحد أبنائه (حسين وممدوح وشاكر وعزيز) إلى أن توفاه الله (رحمة الله عليه رحمة واسعة).
قابلت عند عم وجيه الأستاذ /"محمود السعدنى" عام 1979 وكان يتزاور "لعم وجيه" مجموعة من نخب المجتمع، أذكر الشيخ "متولى الشعراوى" وبعض قيادات مجلس الثورة وكذلك إعلاميين كبار مثل المرحوم "جلال معوض"، والمرحوم "محمود السعدنى" وغيرهم وكان إستمتاعى بهذه النخبة من زوار "عم وجيه" لا تضاهيها متعة.
ولقد أثرونى من المناقشات التى كانت تدور بينهم وكنت فى هذه المرحلة شابًا لايزيد عمرى عن خمس وثلاثون عامًا، فكنت فى أغلب الأوقات بل أعظمها (صامتًا) أستمع وأتعلم وأنصت بكل جوارحى للتجارب العظيمة التى وهبنى الله الفرصة لكى أتعايش بالقرب منها فى حجرة واحدة أو كراسى متقاربة لكى أستمع وأتكلم، كان المرحوم محمود السعدنى – شيىء رائع من البشر وشيىء خيالى من التجارب الرائعة التى خاضها ولم يبقى منه إلا السيرة الحسنة وكذلك هؤلاء العظماء الذين رحلوا عن عالمنا وتركوا لنا ذخيرة من المثل ومن السير الطيبة !! رحمهم الله جميعًا رحمة واسعة !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]