سواليف:
2025-07-05@00:02:53 GMT

#تأملات_رمضانية

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

#تأملات_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

كان أحدهم يسير مع أحد الفقهاء في السوق، صادفهما سائل، فقام بسرقة تفاحة وأعطاها للسائل، وسأل الفقيه متباهيا: أليست تجارتي هذه رابحة، فقد كسبت سيئة بسرقة التفاحة لكني نلت عليها عشر حسنات، فالحاصل ربح تسع حسنات، أجابه الفقيه: بل خسرت، فقد اكتسبت سيئة على السرقة، لكن صدقتك لم تقبل لأن الله لا يقبل إلا طيباً.


مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي، وتشكل مجموعات صداقة مرتبطة عبر الشبكات، نشأت حملات التدين الزائف، عن طريق تلاوة أوراد وأذكار معينة، بقصد جمع الحسنات المجانية بلا جهد ومن غير أن تتكلف مالاً.
لا شك أن ذكر الله من الأعمال الجليلة، لكن المقصود بالذكر ليس التسبيح والتهليل باللسان فيما الذهن منصرف عن معاني ما يردده، مقصد الذكر أن يتمثل المرء الله عز وجل حاضرا أمامه يرى ما يفعله، ويسمع ما يقوله، فيتقيه ويتجنب ما يغضبه، فإن لم يؤد الذكر هذه المهمة، فلا ينال المرء من ورائه غير تعب اللسان.
إن الله لا يقبل الأعمال إلا إن كانت خاصة لوجهه، وأدت الحكمة التي شرعها من أجلها، لذا فهولا يثيب فاعلها إلا بقدر ما أدت مبتغاها.
فالصلاة التي لا تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، تسقط الفريضة، لكنها لا خير فيها لمؤديها.
والصوم الذي لا يُلزم الجوارح بالكف عن انتهاك حرمات الناس وأعراضهم وأموالهم، لا يكسب صاحبه الا الجوع والعطش.
قراءة القرآن ليست بعدد الختمات، بل بالتدبر والتمعن في معانيه، لأن الهدف من الحض على مداومة قراءته، هو التأمل والتفكر لاستنباط فهم متجدد، لأن الله تعالى جعل فيه خاصية فريدة، وهي أنه مهما قرأه المرء، فسيجد في كل مرة معنى وفهما ومعرفة جديدة، لم يفطن إليها سابقا، لذلك فالتأمل المتعمق في بضع آيات، أفضل من قراءته كله خطفا.
جذور ظاهرة الورع الكاذب موجودة منذ فجر الإسلام، وأكثر من حاربها الفاروق رضي الله عنه، فمنع الذين يتركون أعمالهم وينقطعون للعبادة والإعتكاف في المساجد، وضرب الذين يتمتمون بالذكر والأوراد وهم سائرون في الأسواق متماوتين تظاهرا بالورع، وعندما رفع أحدهم لوزة وجدها أثناء الطواف قائلا: لمن هذه اللوزة، صرخ به: كلها وأرحنا يا صاحب الورع الكاذب.
حديثا مشايخ السلاطين، الذين يؤدون خدمات مأجورة لأسيادهم، وجدوا في العبادات التظاهرية نفعا، هدفها الأساسي إشغال الناس بالورع الكاذب لإبعاد أنظارهم عن الموبقات التي يرتكبها هؤلاء السلاطين، وإلهائهم عن الواقع المتردي الذي يعيشونه جراء فساد حكامهم، وذلك بالوعظ بالزهد بهذه الدنيا الفانية!، وصرفهم عن الإهتمام بأمورهم المعيشية المتردية، بإيهامهم أنهم سيربحون عددا هائلا من الحسنات بمجرد ترديد عبارات الذكر عددا محددا في كل يوم.
فتفرغ هؤلاء المشايخ لتنفيذ مهامهم من خلال وسائط التواصل الإجتماعي، كأن يطلب من كل من يقرأ الرسالة أن يرسلها مجانا الى عدد كبير(وهذا أمر ميسور وبلا كلفة)، أوان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ثم يرسلها الى مائة صديق وهكذا يرسلها كل واحد الى غيره حتى يجمع الشخص ملايين الحسنات، وبذلك يثقل ميزانه مهما اقترف من سيئات!.
تشبه هذه الحالة حالات سبقت مرت فيها الأمة، كان المتقاعسون عن واجبهم في الحفاظ على ديار الإسلام من الغزاة، ويعقدون الصلح مع المعتدين، يلجأون الى إلهاء الناس بالتفرغ الى الذكر والتسبيح بدلا من محاسبة الحكام المتخاذلين.
فعندما غزت جحافل التتار أرض العراق، ارتعب حكام بلاد الشام فأرسلوا للغزاة قبل وصولهم طالبين عفوهم مقابل الإستسلام، وبرر الولاة ذلك بأنه جنوح للسلم، فنشطت حركات الصوفية، وعقدت حلقات الذكر المعروفة، واهتم المشاركون بإحصاء عدد المرات التي يرددون فيها :الله الله ، لكن “ابن تيمية” أنكر عليهم ذلك وتصدى لهم، ودعا للانصراف الى الجهاد فهو فرض عين، ومقدم على كل ماعداه من أعمال البر التي يتقرب بها الى الله.
في أيامنا هذه من يحاصرون القطاع ويجوّعونه لإرغام المقاومين على ترك الجهاد، لا ينفعهم ما يقدمونه من موائد إفطار عند الحسين والسيدة.
الخلاصة: الله تعالى هو فقط من يقدر الثواب والعقاب، لكنه بين لنا أن كل عمل يقصد به المسلم التقرب الى الله تعالى، ينال ثوابه بقدر الجهد والكلفة ونفعه للناس.

مقالات ذات صلة كلام عن الروح المعنوية 2024/04/02

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات رمضانية

إقرأ أيضاً:

تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الحدود الشمالية

أصدرت وزارة الداخلية، اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الحدود الشمالية، فيما يلي نصه:

قال الله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، وقال تعالى: "ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين", وقال تعالى: "والله لا يحب الفساد", وقال تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".

أقدم / عبدالكريم بن محمد بن داهش الرويلي -سعودي الجنسية-، على تلقي كمية من أقراص الإمفيتامين المخدرة، وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة, وبإحالته إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نُسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا.

وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بالجاني / عبدالكريم بن محمد بن داهش الرويلي -سعودي الجنسية- يوم الخميس 8 / 1 / 1447هـ الموافق 3 / 7 / 2025م بمنطقة الحدود الشمالية.

ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية أمن المواطن والمقيم من آفة المخدرات، وإيقاع أشد العقوبات المقررة نظامًا بحق مهربيها ومروجيها؛ لما تسببه من إزهاق للأرواح البريئة, وفساد جسيم في النشء والفرد والمجتمع، وانتهاك لحقوقهم، وهي تحذر في الوقت نفسه كل من يقدم على ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وزارة الداخليةمنطقة الحدود الشماليةأخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • سعة ورحمة.. يسري جبر يحدد سبب تعدد الطرق الصوفية
  • استدعاء مالك الشركة المصنعة للسيارة التي توفي فيها جوتا
  • ماذا يحدث لمن واظب على ذكر الله؟.. خطيب المسجد النبوي: ينعم بـ10 أرزاق
  • خطيب المسجد النبوي: الذكر يرضي الرحمن ويطرد الشيطان ويقوي الإيمان
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • خطبة الجمعة من المسجد النبوي
  • تأملات قرآنية
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الحدود الشمالية
  • تعرف على الدول التي يتعين على النساء فيها أداء الخدمة العسكرية
  • نور على نور