في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات وتعلو فيه الضوضاء، يبقى صوت القرآن هو النور الذي لا يخبو، والنداء الذي يعيد للروح اتّزانها وللقلب سكينته، ومن هنا تولد دولة التلاوة، دولةٌ لا تُرسم على الخرائط، بل تُبنى في القلوب، وتُفتح أبوابها لكل من يبتغي لحنًا من السماء وكلمةً تهدي إلى سواء السبيل.

ففي دولة التلاوة، تجتمع حناجر من أصفياء الله، ينسجون من آياته ألحاناً من الخشوع، ويجعلون للمعاني نبضاً يحيي الأرواح، فهي رحلة تقود السامع من صوت القارئ إلى عمق الرسالة، ومن جمال الأداء إلى روعة التدبر، فأهلًا بكم في لقطات من دولةٍ يحكمها القرآن ويُبايع أهلها على السكينة والإيمان.

لقطات مؤثرة تخطف القلوب في برنامج دولة التلاوة

في واحدة من أكثر الحلقات التي شهدت بُعدًا إنسانيًا وروحيًا، استطاع برنامج «دولة التلاوة» أن يجذب أنظار الجمهور ليس فقط بالأصوات الجميلة والتجويد البارع، بل أيضاً بلحظاتٍ مليئة بالمشاعر الصادقة التي ترسم على الوجوه بريق التأثّر والخشوع.

سجل ظهور أحد المشاركين الصغار في إحدى اللقطات التي تم تداولها على نطاق واسع، وقد غلبه التأثّر بعد انتهاء تلاوته، وكيف اقترب منه أحد أعضاء لجنة التحكيم وهمس له بعبارة خاطفة:«لا تبكِ يا ولدي… فلا خاسر مع القرآن»، وتلك الجملة، وإن كانت بسيطة في النص، إلّا أنها كانت شرارةً في مشاعر المشاهدين، إذ لم تُوحِ فقط بالعزاء، بل كرّست فكرة أن العلاقة بين القارئ والقرآن ليست منافسة خاسرة، بل انتصارٌ للروح أولًا وللأداء ثانيًا.

وروى أحد المتسابقين، محمود كمال الدين محمود محمد من محافظة الدقهلية، موقفًا مؤثرًا حمل في طيّاته دموعًا وحلمًا، فقد كان والده قد توفّي منذ عشرين عامًا، وكانت مخاوفه تتجلّى في أنه ربما لم يرَه يحقّق حلمه، لكن محمود قال: «سبحان الله، كأن ربَّنا بلّغَه أني أُذاعُ وحقّقت حفظ القرآن».

وفي لقطة أخرى، قام الداعية مصطفى حسني بتقبيل يد متسابقٍ من المجموعة، في لفتة وصفها البعض بأنها «أبويّة» وعفوية، معبّرة عن التقدير العميق للموهبة والشغف.

أولى حلقات برنامج دولة التلاوة

يشار إلى أن، أولى حلقات برنامج دولة التلاوة، كانت قد انطلقت الجمعة الماضية، ويهدف البرنامج إلى اكتشاف المواهب الجديدة في تجويد وترتيل القرآن الكريم، حيث يذاع على قنوات الحياة وCBC والناس بجانب منصة watch it، يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.

برنامج دولة التلاوة

والجدير بالذكر أن، التصفيات التمهيدية لبرنامج دولة التلاوة إقبالًا كبيرًا، حيث تقدم أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، وتمت تصفية المشاركين عبر مراحل متعددة انتهت باختيار أفضل 32 موهبة للتنافس في الحلقات النهائية، تحت إشراف لجنة علمية متخصصة من وزارة الأوقاف المصرية برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.

ومن الجوائز ما يُقدَّر بملايين الجنيهات للفرعين (الترتيل والتجويد)، بالإضافة إلى تسجيل المصحف بصوت الفائز وإمامة المصلّين في مسجدٍ مرموق.

اقرأ أيضاًمواعيد عرض برنامج دولة التلاوة 2025 والقنوات الناقلة

بعد عرض الحلقة الثانية.. مواعيد برنامج «دولة التلاوة» والقنوات الناقلة

لحظة الحسم في «دولة التلاوة».. إعلان النتائج ورحيل اثنين من المتسابقين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محافظة الدقهلية قناة الحياة قناة cbc الداعية مصطفى حسني منصة WATCH IT قناة الناس دولة التلاوة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف مسابقة دولة التلاوة برنامج دولة التلاوة مواعيد عرض برنامج دولة التلاوة 14 ألف متسابق ترتيل القرآن الأصوات الجميلة الإيمان والسكينة برنامج دولة التلاوة

إقرأ أيضاً:

طارق موسى يكتب: دولة التلاوة.. حين تعيد مصر تعريف القوة الناعمة بصوت القرآن

للوهلة الأولى من المتابعة لبرنامج "دولة التلاوة"، تشعر وأنك أمام برنامج استثنائي متفرد في كل تفاصيله وعناصره من ديكور  مرورا بالإضاءة والإخراج والتصوير والمحتوى، وعلى رأسهم درة التاج المتمثلة في الفكرة نفسها، تلك الفكرة التي تعيد إلى الأذهان المقولة الشهيرة: "القرآن نزل في الحجاز وقُرئ في مصر"، في إشارة إلى المدرسة المصرية العريقة في فنون التلاوة.


وبالتزامن مع متابعة تفاصيل الحلقة الأولى، تشعر بالفخر باعتبار البرنامج إنتاج مصري خالص، بما يمثله كنوذج شديد التفرد في إعادة تقديم فنون الترتيل بروح تليق بمكانة مصر وتاريخها في خدمة القرآن الكريم. ومن وجهة نظري، أرى أن "دولة التلاوة" يجسد قوة مصر الناعمة في أبهى صورها، ويؤسس لمرحلة جديدة من تصدير الإبداع المصري إلى العالم العربي والإسلامي.


ولعل أهم ما يميز البرنامج حقا أنه لا يكتفي بإبراز جماليات التلاوة وروحها، بل يقدم للمجتمع نماذج راقية نحتاج إليها اليوم؛ نماذج تجسد الالتزام، والتهذيب، والقدوة الحسنة، فالآثر المنتظر من برنامج كهذا  يمتد إلى أبعد من شاشة العرض، فهو يرسخ قيما إيجابية في وجدان الأطفال والأجيال الجديدة، ويعيد ربطهم بجمال القرآن وأخلاقه ومبادئه، ونحن أحوج ما يكون إلى هذه القيم في يومنا هذا.

بالتأكيد كنت انتظر أن يضم البرنامج متسابقين من كل دول العالم الإسلامي، ولا أدري إن كان هذا مطروحا في الحلقات القادمة أم لا، إلا أنه يبقى محطة مهمة حال تنفيذها. كما أن استضافة شخصيات استثنائية في كل حلقة ستضيف بعدا ثريا إلى التجربة.


وفي كل الأحوال، تبقى التحية مستحقة لصناع هذا العمل، الذين نجحوا في تقديم تجربة استثنائية تجمع بين الاحترافية والهوية، وتعيد التأكيد بأن مدرسة التلاوة المصرية ستظل دائما قبلة للأذن والقلب معا

طباعة شارك دولة التلاوة التلاوة الإبداع المصري

مقالات مشابهة

  • بعد تقبيل مصطفى حسني يده في برنامج «دولة التلاوة».. من هو الطالب محمد أحمد حسن؟
  • مشهد يوجع القلب.. بكاء المتسابق عبد الله عبد الموجود عقب خسارته في مسابقة التلاوة
  • طارق موسى يكتب: دولة التلاوة.. حين تعيد مصر تعريف القوة الناعمة بصوت القرآن
  • برنامج دولة التلاوة.. اعرف أهم التفاصيل وقيمة الجوائز المخصصة له
  • الحبيب علي الجفري: دولة التلاوة منافسة نورانية تعيد أمجاد المدرسة المصرية في القرآن
  • برنامج دولة التلاوة يكرم شيخ مشايخ القراء الشيخ محمود خليل الحصري
  • دولة التلاوة.. المتسابق محمود كمال يروي موقفًا مؤثرًا مع والده ويُبهر لجنة التحكيم -(فيديو)
  • شيخ مشايخ القراء.. برنامج «دولة التلاوة» يُكرم اسم الشيخ محمود خليل الحصري
  • وزارة الأوقاف: انطلاق دولة التلاوة عبر الفضائيات يومي الجمعة والسبت