تصحبكم «البوابة نيوز» خلال شهر رمضان الكريم، في رحلة للقراءة، وحلقات جديدة من حلقات "كتاب في سطور"، وفى كل يوم نقدم قراءة فى رواية أو عمل أدبى أو سيرة لأحد المشاهير، أو بعض الكتب الفكرية التي تناقش الأحداث التاريخية.

 

في رحاب صاحب نوبل 

نستكمل في هذه الحلقة رحلتنا مع كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ للكاتب الكبير رجاء النقاش والصادر حديثًا عن دار الشروق، هذا الكتاب نتاج 18 شهرًا روى خلالها صاحب نوبل للأخير جوانب من حياته، بعد أن  رفض وبإصرار أن يكتب سيرته الذاتية.

 

محفوظ والوظيفة

ويقدم الكاتب الكبير رجاء النقاش في بداية هذا الجزء الخاص بعلاقة نجيب محفوظ والوظيفة وكيف كان يستقى شخصيات أعماله الروائية ويقول:"في هذا الفصل يتحدث نجيب محفوظ عن أهم مصادره التي اعتمد عليها في حياته وأدبه وهي الوظيفة الحكومية. حيث عمل موظفا لمدة 37 سنة بعد تخرجه في الجامعة مباشرة، تنقل خلالها في وظائف عدة بوزارة الأوقاف والجامعة ثم مؤسسة السينما التابعة لوزارة الثقافة. وارتقى وظيفيا حتى وصل إلى درجة نائب وزير في مؤسسة السينما ثم أحيل إلى المعاش سنة 1971. ويعترف نجيب محفوظ بأنه رغم استفادته القصوى من الوظيفة كمتحف حي للنماذج البشرية ونقله تفاصيل كثيرة من شخصيات عرفها إلى أدبه، وهو نوع من النقل الفنى وليس نقلًا تسجيليا فوتوغرافيا.

ويتابع: "إن محفوظ ينقلنا في هذا الفصل إلى دهاليز الوظيفة الحكومية في مصر وأسرارها في عصر ما قبل ثورة يوليو 1952 وما بعدها، وفى هذا الحديث عن الوظيفة يساعدنا نجيب محفوظ على رسم خلفية دقيقة لفهم أدبه، ويتميز محفوظ هنا كعادته بخفة الظل والروح الفكاهية". 

 

الوظيفة علمتني النظام

ويقول محفوظ عن الوظيفة:"  أعطتني حياتي في الوظيفة مادة إنسانية عظيمة وأمدتني بنماذج بشرية لها أكثر من أثر في كتاباتي، ولكن الوظيفة نفسها كنظام حياة وطريقة لكسب الرزق، لها أثر ضار أو يبدو كذلك. فلقد أخذت الوظيفة نصف يومى ولمدة 37 سنة، وفي هذا ظلم كبير، ولكن الوظيفة في الوقت نفسه علمتني النظام، والحرص على أن أستغل بقية يومى في العمل الأدبي قراءة وكتابة، وجعلتني أستغل كل دقيقة في حياتي بطريقة منظمة، مع عدم تجاهل أوقات الراحة والترفيه، وهذا في تصوري هو أثر إيجابي للوظيفة في ظل ظروف المجتمع الذي نعيش فيه، فمن المستحيل أن يتفرغ الأديب في مصر، ولو كنا مثل أوروبا، وصدر لى كتاب متميز لتغيرت حياتي، وكنت استقلت من الوظيفة وتفرغت للأدب، لأن الكتاب المتميز يحقق إيرادا يكفى لاتخاذ مثل هذه الخطوة.

 

نماذج بشرية

أمدتني الوظيفة بنماذج بشرية كانت غائبة عن حياتي. فأنا أعرف الأسرة والجيران والمدرسة والجامعة والمقهى، ثم أتاحت لى الوظيفة مجالًا حيويًّا مختلفًا فعرفت نماذج جديدة لم أكن أعرفها، وعرفت مكانة الوظيفة في مجتمعنا، وكيف أنه مجتمع «بيروقراطي» والقيمة الحقيقية فيه هي قيمة البيروقراطية والمكانة الوظيفية. 

ويقول محفوظ عن فترة رئاسته لمؤسسة السينما هي أسوأ فترة في حياته الوظيفية - وأعلى مرتب وصلت له 100 جنيه شهريا، وأن معاشه وصل إلى 160 جنيها.

محفوظ ومكتبة قبة الغوري 

ويقول محفوظ عن عمله بمكتبة قبة الغوري والتي كانت تابعة لوزارة الأوقاف، بعد التغيير الوزاري، وطلب منه أن يترك العمل بمكتب الوزير، ورأي بعض الزملاء أن اختياره للمكتبة كان بمثابة احتجاج على قرار استبعاده، لكنه كان يلقى المتعة في المكتبة، ويقول محفوظ: "كانت المكتبة تطل على الغورية، حيث المشهد من الشرفة كان يجعلني في نشوة، وكنت أتمنى أن أبقى فيها حتى أصل إلى المعاش، وكنت سعيدا بالعمل في المكتبة، فكانت فرصة أن أعمل وسط الكتب، وقرأت فيها أعمال الروائي العظيم بروست".

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كتاب في سطور شهر رمضان الكريم نجيب محفوظ نجیب محفوظ محفوظ عن

إقرأ أيضاً:

منشور غامض من سبيستون يشعل الجدل ويعيد النقاش

صراحة نيوز ـ أثارت قناة سبيستون المخصصة للأطفال جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشرها منشوراً عاجلاً عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، دعت فيه متابعيها إلى عدم مشاهدة فيديو من مسلسل “عهد الأصدقاء”، مؤكدة أنه نُشر عن طريق الخطأ.

وقالت القناة في بيانها: “تنويه هام من سبيستون.. تتقدم القناة برسالة اعتذار لشباب المستقبل عن فيديو (عهد الأصدقاء) الذي انتشر خلال الساعات الماضية، علماً أنه تم نشره عن طريق الخطأ، ولم يتمكّن الفريق الإعلامي حتى اللحظة من حذفه.. نتمنى من الجميع تفهم الموقف وعدم مشاهدة الفيديو إلى أن يتم الحذف.”

البيان الذي بدا في ظاهره جدياً، أثار فضول المتابعين، ودفع كثيرين منهم للبحث عن الفيديو المثير للجدل، ليكتشفوا لاحقاً أنه لا يحتوي على أي محتوى مسيء أو غير مناسب، بل هو مجرد مشهد تقليدي من مسلسل “عهد الأصدقاء” المعروف.

وسرعان ما تبيّن أن ما حدث لم يكن خطأً تقنياً كما أوحت القناة، بل على الأرجح حيلة من فريق إدارة الصفحة لجذب التفاعل والمشاهدات، في خطوة قُرئت على نطاق واسع كمناورة تسويقية.

هذا التصرف قسّم الجمهور بين من رأى فيه خرقاً لقيم القناة التي لطالما ارتبطت بالرسائل التربوية والصدق، وبين من اعتبره أسلوباً دعابياً ذكياً يواكب أدوات العصر الرقمي، حيث المنافسة على جذب الانتباه على أشدها.

الحدث أعاد إلى الواجهة النقاش حول الحدود الأخلاقية للتفاعل الإعلامي، خصوصاً حين يتعلق الأمر بمنصات تخاطب فئات عمرية حساسة كالأطفال، كما عكس في الوقت نفسه مدى ارتباط جمهور “سبيستون” العاطفي بها، حتى بعد سنوات طويلة من انطلاقها.

“سبيستون” لم تكتفِ بتحريك الذكريات، بل حركت الجدل أيضاً.

مقالات مشابهة

  • ملياردير سوداني يدعم الحوكمة الأفريقية بـمؤشر وجائزة مالية تفوق نوبل
  • مذكرات ميلانيا بصوت مستنسخ يثير الدهشة!
  • 10 مذكرات تفاهم استراتيجية بين حكومة عجمان و«تشونغتشينغ»
  • الأحد المقبل.. حفل توقيع «مذكرات صلاح دياب.. هذا أنا»
  • محمد سلماوي في الثمانين.. فارس الكلمة الحرة وظلّ نجيب محفوظ
  • هل يلزم تحديث المعلومات في حساب المواطن في حال ترك الوظيفة؟.. البرنامج يجيب
  • منشور غامض من سبيستون يشعل الجدل ويعيد النقاش
  • علي جمعة: السنة النبوية وحي محفوظ كالقرآن الكريم
  • النيابة العامة تحقق في بلاغ يتهم شيرين عبد الوهاب بالسب والقذف
  • اتهمها بشتمه وتهديده.. استدعاء مدير صفحات شيرين عبد الوهاب بعد بلاغه ضدها