عفواً الرفاق عادل شالوكا وجاتيقوا أمواجا ( قمر دلمان) واخرون، هل جعلتم النضال المسلح غاية بدلاً من كان مجرد وسيلة وأجبرنا عليها…..مبارك أردولإستهلال: أولاً في البدء لابد من الإشادة بروح الحوار والسجال كتابة ونقاشا تعزيزاً للحجة وتفنيداً لمنطق الطرف الآخر فهو احد افضل السبل الإنسانية في التعامل مع مثل هذه القضايا الشائكة وغيرها، فالحوار يمكن أن يحقيق ارضية مشتركة يتقارب فيها الناس او تتباين فيها وجهات النظر ويكون التباعد على أسس واضحة.
انتهاج الرفاق في الحركة الشعبية قيادة الحلو لنهج الحوار هو موقف نعززه غض النظر عن قناعتنا من مايطرحونه وقوة وضعف موقفهم، نحن نريد ان نؤسس منهاج لأجيال تظل مخطوطاتنا شاهدة على مواقفنا، لا المزايدة او التخوين، فكل حكي شفاهي ينمحي ويتحور ولكن المكتوب يظل حجة وعرضحال يحدد أين كنا نحن عندما كان يجب أن نكون .ثوابت : إن موقفنا ظل طوال التاريخ ثابتا تجاه قتل المدنيين واستهدافهم، فكنا بلا فخر أول من نددنا وادن القصف الجوي للقوات
المسلحة على احد أحياء مدينة نيالا وقتل عدد من المدنيين ذلك ، وما جره علينا من اتهامات وتخوين من جانب من يصطفون بجانب
القوات المسلحة، رغم أن الجميع يفضل الصمت ويبتعد عن الوضوح في مثل هذه المواقف، ولكن صفحتنا تظل شاهدة على راينا الذي نبديه في ظل الحرب ونصائحنا للمعسكر الذي ننتمي إليه جهاراً نهاراً، وما حادثة قصف المدنيين في الهدرا إلا احد الأخطاء من جانب سلاح الطيران بالقوات المسلحة، لم نظل مكتوفي الأيدي بل تواصلنا مع كبار قادة القوات المسلحة ومنهم في هيئة الأركان ونددنا بالحادثة وعلمنا منهم انه خطأ عسكري، قتل المدنيين مدان في الهدرا عبر الطيران او غيرهم في اي مدينة في السودان وبل العالم، فلا يجب أن يؤخذ ما نقوله تبرير ودفاع بالباطل وانما موقف نابع عن قناعة قديمة ظللنا نتصدى لقصف المدنيين من هيبان الي انقولو الي كرچي ، وقد عملنا لأعوام في رصد هذه الأحداث وتوثيقها وعرضها للعالم الخارجي والداخلي ايضا، لا يمكن أن نغير موقفنا المبدئي الإنساني هذا فقط لخلاف سياسي مع قيادة الحركة الشعبية الحالية، فقتل المدنيين مدان بكامل العبارات.ولكن بالمقابل والذي اعتقد انه أثار حفيظة الرفاق اكثر من حادثة الهدرا هو ربطي للحادثة بالقصف المدفعي الذي طال المدنيين في كادقلي قبل اسبوع تقريبا من قصف الهدرا وتسبب في إصابة وأضرار وسط المدنيين نفسما ما حدث في الهدرا، قلت ان موقف الحركة الشعبية ضعيف في إدانة القصف الجوي للقوات المسلحة، لانها تفعل نفس الشي ولنفس المجتمع (النوبة) ام ان الحركة الشعبية لديها المشروعية لقتل المدنيين والنوبة بينما محرمة عند القوات المسلحة؟ يا رفاق لا يجب الكيل بمكيالين ، فبقدرما ندين القوات المسلحة ونندد بأخطائها ونحن في بورتسودان وتتفهم وبل تتقبل منا قيادتهم الرأي طلبت منكم ادانة قيادتكم للقصف المدفعي على كادقلي ، وهو ما ظللتم تتحاشونه حتى الان، اسألكم لماذا ضجت البيانات والمواكب عندكم في الهدرا بفعل غريمكم ولكن عند كادقلي صمتم حتى بيان اعتذار لم نجده ؟ مواطن كادقلي يستحق الحياة كمواطن الهدرا فلا تمييز في الضحايا يا رفاق، هذا إذا ما تركنا ما حدث من
الدعم السريع في الجنينة وهبيلا وبقية مناطق السودان ودفن الناس احياء أردمتا وصمتم عن ادانته كما فعلتم في الهدرا مع القوات المسلحة!!!.القضية الإنسانية وحماية المدنيين وقت النزاع لا تتوقف عند وقف القتل العشوائي فقط وانما تمتد وفق القانون الإنساني الدولي لتشمل حتى تحريم منع وصول الإغاثة وحرية حركة المساعدات والمواطنين ووقف الحصار والاعتقال التعسفي والتغييب القسري ، ماذا فعلتم بالمواطن في جنوب كردفان؟ هل تدرون يا رفاق أن الآلاف من المدنيين محاصرين في تلك المدن التي ترابط قواتكم في أبوابها سيما مدينتي الدلنج وكادقلي، وهذا يدخل في إطار الجرائم ضد الإنسانية، فلا يستقيم رفض القصف الجوي (الذي نرفضه) وتتعمدون قطع الطرق لوصول المساعدات الإنسانية والبضائع، فهؤلاء المواطنين هم نفسهم من كانوا يعملون في أسواق السلام (السنبك) عندما كانت الدائرة عليكم وكانوا يوصلون لكم الاحتياجات الضرورية والبضائع.مشروع السودان الجديد الذي خطه الراحل دكتور جون قرنق هو
مشروع اشتراكي شرقي في الأساس وامتداد لحركات المقاومة والتحرر الأفريقية (البانافريكان) وهو مشروع مناهض للإمبريالية الغربية ، فيسعى لاقتلاع حكومة الكمبرادورات وكلاء المركز العالمي لصالح مجتمعات المحيط والهامش، ليقسم المشروع في جوهره فائض القيمة بالتساوي على الجميع ويقيم عدالة اجتماعية ، واما الديمقراطية هي أحد آخر اهتمامتها ، وحتى لا تكون هي اداء للنخبة لتحافظ على الحكم وتتداوله فيما بينها، فكثير من المجتمعات الديمقراطية في العالم بما فيها نظام هتلر النازي كان ديمقراطي ولكنه لا ينحاز للفقراء او يحقق عدالة اجتماعية بين جميع سكانه، بل يسعى للقتل والاستغلال والتمييز، لقد خط الراحل قرنق آليات أربعة لتحقيق غاية مشروعه هذا وهي النضال المسلح والتفاوض والانتفاضة الشعبية المحمية بالسلاح والضغط الدبلوماسي، حيث أنكم في ظل وجود الفرص للتفاوض وهو احدى آليات مشروع السودان الجديد المشروعة وقد بذلتم فيه مجهودا مقدرا من قبل وبنيت جدار من الثقة لفترة اوقفت الحرب من 2019م ولمدة خمس سنوات، وبإعلانات منفردة لوقف العدائيات، إلا أنكم خرقتم هذا الالتزام المعلن من جانب واحد وعاودت الهجمات العسكرية ، في وقت انشغلت القوات المسلحة بهجمات الدعم السريع في الخرطوم، ضربتموها من الخلف.فقد جعلتم يا رفاق الحرب كانّها غاية بدلا عن انها كانت وسيلة مع أخواتها الثلاثة أعلاه، ونحن نعلم نوايا طرف القوات المسلحة بحكم قربنا منهم انهم لا يريدون الدخول معكم في قتال ولكنكم مصرين على القتال، حتى تحولت الحرب واجب عليهم الدفاع عن أنفسهم ومواطنهم ومدنهم، هذه هي النقطة الجوهرية التي يجب نقاشها لماذا عاودت الحركة الشعبية بشن الهجوم وخرق إعلانها بعد خمس سنوات دون مبرر وتجاهلت حتى تصريحات الرئيس سلفاكير ميارديت الذي طلب من الرفيق الحلو بوقفها، اضافة اخرى لنداءاتنا لكم بعدم تعريض شعبنا لحربين في المنطقة من جانب الدعم السريع ومنكم.المركز الحالي في السودان لم يتغير ولكنه لايمكن أن يكون بنفس المستوى السابق قبل حرب الدعم السريع ، وهو احد اهم ركائز مركز الحرب على الهامش السوداني وعصاته الشديدة التي استغلت ضد الهامش وظلوا تاريخيا مع المركز بدعاوي العروبة الزائفة، فالواقع يقول اننا مقبلون على تسوية تاريخيّة تعيد تعريف الحقوق والواجبات من جديد في السودان، وإلا سيكون استمرارية الحرب هو الخيار او التفكك كخيار اخير.نحن نرى أن النأي عن العمل العسكري والتزام الحياد مثل الرفيق عبدالواحد كان خيار مفهوم عندنا لكن الاضطلاع بجانب من يقاتلون القوات المسلحة واضح ان الأمر فيه تنسيق سياسي مهما حاولتم انكاره، ولكنكم لا تستطيعون التحدث صراحة عن ذلك لان الدعم السريع منظومة اشبه بالشركات الامنية فلا مشروع سياسي لهم ما كذبوا، ومن الاسم فهم مجرد دعم لشي قائم ، كان مركز وطني ممثلا في نظام الإنقاذ او مركز إقليمي وهو نظام محمد بن زايد الذي يسعى ليكون أميرالية إقليمية او وكيلها، فحرب النفوذ الجيوبولتيكي لا تتماشي مع مشروع التحرر الوطني.لم يقف مسعاكم عند ذلك الحد بل تقدمتم للتجاوب الإيجابي مع مشروع تقدم الذراع السياسي لحكومة الكمبرادورات (عملاء الغرب) في المركز ، حتى ولو حاولتم التذاكي بكتابة مطالب هي في الأساس قام النضال من اجلها او لتحقيقها وظللنا لتسع أعوام نفاوض لتحقيق جزء قليل منها ونفس هذه المطالب التي يرددونها كانت مسار اخرين لنا بل بعض الشخصيات السياسية التي كان ثورتكم ضدهم، فيا رفاق موقفكم ضبابي فالدعم السريع مهما حاول يوسف عزت وابو شوتال تركيب مشروع السودان الجديد وإلحاقه لهم فسوف يظل فقط من اجل التعبئة وحشد المقاتلين النقامين على المركز ولكنهم سيظل عندهم مثل شعارات الشريعة التي رفعتها الحركة الإسلامية قبل ثلاث عقود، الدعم السريع وتقدم هم بالنسبة لنا ازرع للإمبريالية العالمية ونخبة مدنية وعسكرية تمتد مصالحها للخارج وتسعى للسيطرة على الدولة ومواردها مستغلة الثورة على الإنقاذ، فنحن نعلم طريق الثورة وقد سلكناه فلا هم ولا الغرب ينير لنا طريق التحرر والوقوف بجانب الثورة والفقراء والمهمشين .في الختام النقطة الجوهرية التي تحاشيتم عن ذكرها هي التنسيق مع الدعم السريع رغم أن الوقائع تقول غير ذلك حيث أنكم تركتم لقاوة وهاجمتم ام شعران وتركتم الرهد وهاجمتم الازرق وتركتكم الدبيبات وطيبة وهجمتم الدلنج اكثر من مرة بل احد قادتكم كاد ان يتسبب في سقوط الدلنج في يد الدعم السريع عندما حاول بالليل افتعال مشكلة مع القوات المسلحة لولا تدخل الأهالي ورفض الشباب المقاتلين.ولنا عودة .مبارك أردول
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية:
الحرکة الشعبیة
القوات المسلحة
الدعم السریع
من جانب
إقرأ أيضاً:
21 قتيلا في هجوم لـ"الدعم السريع" على سجن شمال كردفان
الخرطوم - أعلنت شبكة أطباء السودان، السبت 10 مايو 2025، مقتل 21 شخصًا وإصابة 47 آخرين، جراء استهداف طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع سجن مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان (جنوب).
وقالت الشبكة (غير حكومية) في بيان، "قتل 21 شخصًا وأصيب 47 آخرين باستهداف طائرة مسيرة للدعم السريع سجن مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان بشكل متعمد للمرافق المدنية".
وأضاف البيان، "تدين شبكة اطباء السودان استمرار الاستهداف المتعمد للدعم السريع لمرافق المدنية وسجن الأبيض الكبير الذي يضم ما يقارب 5 آلاف نزيل مما أدى لمقتل 21 شخص وإصابة 47 آخرين إصابات متفاوتة بعضها خطيرة".
وطالبت الشبكة "المنظمات الأممية والدولية الضغط على قيادات الدعم السريع لوقف توسع انتهاكاتها ضد المدنيين العزل واستهداف المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية في تحدي واضح لكل القرارات الدولية".
ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات حتى الساعة ( 11:45 ت.غ).
ويأتي هذا الحادث مع استمرار استهداف الطائرات المسيرة لمدينة بورتسودان شرقي السودان العاصمة الإدارية المؤقتة، لليوم السابع على التوالي.
وبحسب شهود عيان فأن طائرات مسيرة هاجمت فجر السبت، مدينة بورتسودان، فيما تصدت لها المضادات الأرضية.
ويأتي ذلك، غداة تعرض مدينة بورتسودان، لهجوم بطائرات مسيرة لليوم السادس على التوالي، تصدت لها المضادات الأرضية للجيش السوداني.
ومنذ الأحد، تتعرض بورتسودان ، إلى هجمات بطائرات مسيرة على مواقع عسكرية ومدنية، اندلعت على إثرها حرائق بمستودعات نفط ومحطة كهرباء بالمدينة.
والثلاثاء، اتهمت السلطات السودانية قوات "الدعم السريع" باستهداف مستودعات الوقود في الميناء الجنوبي ومطار بورتسودان ومحطة كهرباء، دون تعقيب من الأخيرة.
ومنذ فترة، تتهم السلطات السودانية قوات "الدعم السريع" بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، بينها محطات كهرباء وبنية تحتية بمدن البلاد الشمالية، مثل مروي ودنقلا والدبة وعطبرة، دون تعليق من الأخيرة.
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.