لبنان ٢٤:
2025-05-11@11:13:26 GMT
معركة مسيحيي الجنوب.. رابحة ام خاسرة؟
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
واحدة من اهم قواعد الخطاب السياسي والاعلامي المعارض لـ "حزب الله" والذي يرفعه خصوم الحزب المسيحيون بشكل اساسي، هو الحديث عن واقع القرى المسيحية في الجنوب، وان سكان هذه القرى لا يريدون الحرب التي يفرضها الحزب عليهم، اذ يقوم بإستخدام اراضيهم لاطلاق الصواريخ ما يستدعي ردّا اسرائيلياً وهذا بحد ذاته يزيد المخاطر الامنية على السكان، لذلك بات الصوت مرتفعاً جداً إنطلاقاً من هذه القضية التي بات لها موقع كبير على الساحة السياسية، اقله خلال هذه المرحلة.
ولعل الحدث الاخير عن محاولة "حزب الله" إطلاق صواريخ من اراضي بلدة رميش، باتت قضية رأي عام مسيحي إلى حدّ ما، وهذا ما يطرح السؤال عن الفوائد والارباح السياسية التي قد تحققها القوى المسيحية من هذا الخطاب وكذلك الخسائر التي ستترتب على هذه القوى في الوقت نفسه؟ فهل يمكن عملياً الإستمرار بمثل هذا التصعيد؟ وهل يمكن ان يؤدي إلى توتر حقيقي بين القرى المسيحية والقرى المجاورة؟
يجاهر "حزب الله" بأنه يحاول تجنيب القرى المسيحية اي معركة ويتجنب القيام بأي عمل عسكري من اراضيها، اقله في المرحلة الحالية التي لا تزال الحرب فيها منخفضة الوتيرة، لكن هذا الخطاب الحزبي لا يملك صدقية لدى خصومه، الذين يجدون انهم يحققون الكثير من المكاسب من التصعيد في هذه القضية بالذات، واحدى هذه المكاسب هي شدّ العصب المسيحي العام وجعله مخاصماً للحزب وهذا مضرّ بشكل واضح لصورة الحزب الوطنية ويجعله أقل قدرة على المناورة السياسية والاعلامية.
كما ان المعارضين يجدون أن توفير مساحات شعبية وجغرافية في عمق الجنوب اللبناني معارضة للحزب، تضغط عليه وتجعله أكثر ليونة في المفاوضات الحاصلة ومستعدا اكثر لتقديم التنازلات خصوصاً أن القرى المسيحية في الجنوب غير فارغة، وجزءا كبيرا من سكانها يرتادها بشكل دوري ومستمر، وعليه فإن اظهار واقع الجنوب غير موافق بكليته على خيارات الحزب الاستراتيجية هو بحدّ ذاته انتصار سياسي في وجه الحزب لا يمكن إغفاله او تجاوزه بالتوازي مع كل التطورات والظروف المحيطة.
في الوقت نفسه تخاطر القوى المسيحية بالواقع المسيحي في الجنوب، اذ ان الذهاب الى مثل هذا التصعيد الاعلامي بشكل مستمر قد يخلق اشكالات بين القرى ذات الغالبية المسيحية وجيرانها، في حين أن المرحلة الحالية تشهد نوعا من التلاقي والتقارب السني – الشيعي خصوصا في قرى العرقوب، بمعنى آخر قد لا يستطيع "حزب الله" بشكل دائم ضبط الاشكالات وقد تفلت الامور منه .
من دون ادنى شكّ أن التماسك الشيعي الشيعي، والإلتقاء المسيحي المسيحي جعل الفرز السياسي فرزاً طائفياً بالكامل، وأدى الى تحويل الخلاف الى اشتباك شيعي مسيحي، وهذا يزيد من مخاطر اي ضخّ اعلامي بإتجاهات معينة، خصوصاً في لحظة المعركة الحرب التي تجعل من ردود الفعل الانفعالية ممكنة وغير قابلة للضبط، وعليه فإن الايام المقبلة قد تشهد المزيد من التشنج بين اهالي المنطقة او اقله على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما يعنيه ذلك من امكانية ارتفاع نسبة المخاطر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
النافعة في معركة الإصلاح
كتب روجيه أبو فاضل في "الديار": هيئة إدارة السير، التي تُدار حالياً بالتكليف من قبل محافظ بيروت، تنتظر تعيين رئيس جديد يعيد إليها شيئاً من المهنية والفعالية. وكالعادة، ظهرت الضغوط السياسية والطائفية، ومحاولات فرض أسماء من قبل نواب وجهات متنفّذة. لكن حتى الآن، أصرّ الرئيس جوزاف عون ووزير الداخلية العميد أحمد الحجار ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله على عدم الخضوع لأي تسوية، واضعين الكفاءة والسيرة النظيفة كشرط أساس لأي تعيين. في هذا السياق، تمّ تكليف العميد نزيه قبرصلي (دورة 1995) برئاسة مصلحة تسجيل السيارات. وهو ضابط مشهود له بالنزاهة والشفافية، بحسب شهادة وزير الداخلية نفسه، وله سجل نظيف وخبرة متراكمة في الإدارة. وإذا تقرّر تعيين رئيس جديد لإدارة هيئة السير من الطائفة الأرثوذكسية، فهناك عدد من الضباط الأعلى رتبة من العميد قبرصلي، يمكن النظر في أسمائهم وسيرهم الذاتية، أبرزهم: - العميد الياس يونس (دورة الحربية 1994 – الترتيب 16) - العميد ربيع مجاعص (دورة الحقوقيين – الترتيب 21) - العميد ايلي البيطار (ضابط إداري – الترتيب 36) - العميد جهاد صليبا (دورة الحقوقيين – الترتيب 70) - العميد وسام صليبا (دورة الحقوقيين – الترتيب 79)لكنّ المعيار الذي يجب أن يُعتمد لا يقتصر فقط على التراتبية، بل يجب أن يشمل دراسة فعلية لأداء هؤلاء الضباط، وتقييمًا دقيقًا لإنجازاتهم السابقة، ومدى قدرتهم على قيادة مؤسسة متعثرة مثل النافعة، بنزاهة وكفاءة، وبعيدًا عن الاعتبارات السياسية. وهيئة إدارة السير لم تعُد مرفقا إداريا عاديا، بل أصبحت نموذجاً للدولة إما أن تُصلَح، أو تُكرَّس كدولة مافيات ومساومات. المطلوب ليس تعييناً صورياً، بل مسؤولًا يعرف ماذا تعني الإدارة، ويملك الجرأة على المواجهة، والقدرة على تحويل هذا المركز إلى نقطة ضوء في دولة معتمة. ولا يجوز أن يكون الإصلاح مجرّد عنوان، بل رؤية تُنفّذ، تبدأ من مؤسسات مثل النافعة التي اعتاد المواطن أن يذلّ فيها، وأن يشتري حقه بالرشوة. اليوم، نقف أمام فرصة نادرة: أن نعيد تكوين الإدارة على أسس نزيهة، بعيداً عن الطائفية والتبعية، وأن نثبت فعلاً أن عهد جوزاف عون ليس استمراراً لما قبله، بل بداية جديدة تُبنى على الكفاءة لا الولاء، وعلى الشفافية لا المحاصصة. فهل نُحسن الاختيار هذه المرّة، أم نُعيد إنتاج الخلل ذاته بحجج مختلفة؟ مواضيع ذات صلة الرئيس عون تفقد "النافعة" ومرفأ بيروت: لانتظام الرقابة الجمركية وعدم التهاون مع المخالفين Lebanon 24 الرئيس عون تفقد "النافعة" ومرفأ بيروت: لانتظام الرقابة الجمركية وعدم التهاون مع المخالفين