اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالهجمات التي شنتها إيران الليلة الماضية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ردا على قصف تعرض له مبنى ملاصقا للقنصلية الإيرانية بدمشق، مطلع أبريل/نيسان الجاري مما أدى لمقتل مقتل 7 من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، بينهم القيادي البارز محمد رضا زاهدي،  محذرة من التداعيات المحتملة لذلك التصعيد.

ففي تعليقها على الضربات الإيرانية، قالت مجلة إيكونوميست إن الإسرائيليين يعيشون الآن ليلة مرعبة وهم يتساءلون عما إذا كانت لحظة الحقيقة قد حانت.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صحيفة إسرائيلية: قراصنة إيرانيون يخترقون رادارات إسرائيلlist 2 of 4جيروزاليم بوست: لماذا اختارت إيران مهاجمة إسرائيل بالمسيّرات؟list 3 of 4هآرتس: أكثر من 100 مسيّرة إيرانية اعترضت خارج إسرائيلlist 4 of 4فلسطيني يقود فريق خبراء بإيطاليا لبناء قضية إبادة جماعية ضد إسرائيلend of list

وفي وقت سابق من اليوم نفسه، صعد جنود إيرانيون على متن سفينة في مضيق هرمز قالت إن لها صلات بإسرائيل.

ولكن المجلة البريطانية وصفت الضربات الصاروخية وموجة الطائرات بدون طيار بأنها تمثل تصعيدا أكبر بكثير، مضيفة أن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة من أراضيها.

ورغم أن إسرائيل قادرة على التعامل بشكل شبه مؤكد مع التهديد المباشر –وفق تحليل المجلة- فإن السؤال الكبير هو كيف يمكن أن تنتقم، مع احتمالات جر المنطقة وأميركا إلى حرب شاملة.

ونقلت عن مصدر عسكري أميركي –لم تذكر اسمه- أن إيران ووكلاءها قد يسعون، في أسوأ الحالات، إلى اجتياح الدفاعات الجوية الإسرائيلية، قائلة "إنهم يريدون إبقاء الإسرائيليين في حالة تخمين"، ومع ذلك، فإن احتمالات نجاحهم في تحقيق هذا الهدف منخفضة.

واعتبرت إيكونوميست أن الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل يتجاوز خطا جديدا، مما قد يضطر إسرائيل للانتقام، وهو سيناريو "ليس مضمونا على الإطلاق".

كافة الجبهات

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقد حذرت، في مقال لمحللها العسكري عاموس هاريل، من أن الهجوم الإيراني سيشعل الحرب على كافة الجبهات.

وعزا الكاتب تأخر طهران في الرد على قصف مجمع سفارتها في دمشق إلى التحذير الذي وجهه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى القيادة الإيرانية من مغبة الانتقام من مقتل القائد الكبير في الحرس الثوري الجنرال محمد رضا زاهدي في العاصمة السورية مطلع الشهر الجاري.

وذكر هاريل في مقاله أنه ليس هناك ما يوحي بأن تحذير بايدن ردع الإيرانيين عن القيام بأي عمل، أو أنهم كانوا سيكتفون بالاستيلاء صباح يوم السبت على سفينة شحن ذات صلة غير مباشرة بإسرائيل في خليج عمان.

وأعرب عن اعتقاده بأن الحرب التي تخوضها إسرائيل حاليا قد تتفاقم أكثر، كما يتضح من التغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية التي صدرت مساء السبت.

وقال إن تحذيرات بايدن وحشده القوات الأميركية في المنطقة ينطوي على مشاكل متعددة طويلة المدى: فهو يدل أولا على اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات المتحدة، "بينما، للمفارقة، أن حكومة نتنياهو تبذل منذ أشهر كل ما في وسعها لإيذاء الرئيس الأميركي وإهانته".

وثانيا، على الرغم من تهديدات واشنطن، فمن المشكوك فيه جداً أن تقرر إيران التراجع، الأمر الذي سيلقي علامة استفهام على استعراض القوة الأميركية. ثالثا، لا يزال بإمكان طهران اختيار طرق بديلة أو إضافية للانتقام، مثل ضرب أهداف إسرائيلية في الخارج.

ولفت الكاتب إلى أنه في حال رأت إسرائيل الانتقام من هجمات إيران، السبت، فإن طبيعة الرد سوف تعتمد على التحركات الإيرانية، فضلا عن الموقف الأميركي، مشددا على أن الدعم الأميركي ليس هدية مجانية، وستكون هناك حاجة إلى الأخذ في الحسبان اعتبارات الإدارة الأميركية.

وأضاف أن الأمر الواضح بالفعل هو أن شيئا أساسيا قد تغير في حسابات إيران. ويبدو أن القيادة الإسرائيلية، وكذلك المؤسسة الأمنية، لم تأخذ ذلك في الاعتبار.

ومن الواضح أيضا –وفق مقال هآرتس- أن هذا الأمر يرتبط بانطباع إيران بأن إسرائيل قد ضعفت، وغرقت في حربها ضد حماس، وأن من الممكن الآن أن تتعرض لضربة مباشرة.

الخط الأحمر

وفي المقال الذي نشره موقع ذا هيل الأميركي المتخصص في شؤون الكونغرس والبيت الأبيض، قالت تارا سونينشين، الباحثة في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، أن إيران ربما تكون قد تجاوزت للتو "الخط الأحمر" من خلال إطلاق مسيرات باتجاه إسرائيل.

وأوضحت أن "الخط الأحمر" يعني في السياسة الخارجية حدودا لا يمكن تجاوزها، وهو مصطلح يستخدمه قادة الدول للدلالة على أن عبوره يعني لديهم أن "الأمر جلل".

وأشارت إلى أنه سيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقرر كيفية الرد وأين يقع "الخط الأحمر" الخاص به – وما إذا كانت هذه ضربة محدودة أم بداية أزمة متصاعدة.

ومضت الدبلوماسية الأميركية السابقة في مقالها إلى القول إنه لا يُعرف كيف سترد إسرائيل، وكيف سيؤثر ذلك على الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث تم تعليق غزو مدينة رفح جنوبي القطاع.

وترى الكاتبة أن إسرائيل ستكون في حالة تأهب قصوى بالنظر إلى وضعية إيران كقوة يُعتقد امتلاكها أسلحة نووية.

ما هي الخطوة اللاحقة؟

وتحت عنوان: "ماذا ستفعل إسرائيل بعد الهجوم الإيراني؟"، قالت صحيفة تلغراف البريطانية إن تحركات نتنياهو التالية ربما تتوقف على مدى الضرر الذي أحدثه هجوم ليلة السبت وما استهدفه القادة الإيرانيون بالضبط.

وأبانت أن أحد العوامل الحاسمة فيما يتعلق بما يمكن أن يحدث بعد ذلك هو مدى قدرة إسرائيل وحلفائها على اعتراض الطائرات المسيرة وأي صواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها.

وإذا كانت بضعة مسيرات أو صواريخ تمكنت من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية صباح يوم الأحد وضربت بعض الأهداف العسكرية، وقد تكون قواعد في الشمال ذي الكثافة السكانية المنخفضة، فإن هذا قد يجعل إيران تشعر بأنها حققت هدفها دون إغراق المنطقة بأكملها في أتون الحرب.

ومع إقرار الصحيفة بأن الهجوم الإيراني يُعد تصعيدا بالغ الخطورة، إلا أنها ترى أن إطلاق طهران تلك الطائرات من داخل أراضيها سيتيح لإسرائيل وحلفائها مزيدا من الوقت لاعتراضها.

ورسمت الصحيفة البريطانية سيناريو لما قد يكون عليه الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية. وقالت إن نتنياهو قد يطلق ردا مماثلا يتمثل في شن غارات جوية على أهداف إيرانية، سواء كانت قواعد عسكرية أو مقار حكومية.

ومن الخيارات الواضحة الأخرى للانتقام الإسرائيلي –بحسب تلغراف- شن ضربات جوية على مقر الحرس الثوري الإسلامي أو قواعده حول إيران، "وعندها ربما يوقف الجانبان الأعمال العدائية، مع شعور كل طرف بأنه أخذ بثأره".

السيناريو الكابوس

وباعتقاد الصحيفة أنه لا تزال هناك احتمالات قاتمة لاندلاع حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل، وهو السيناريو الكابوس الذي من شأنه أن يفرض تكاليف باهظة على الأرواح البشرية على الجانبين، وربما يجر الولايات المتحدة ــ وربما بريطانيا ــ إلى المعركة.

ولاحظت تلغراف أن هناك شيئا مختلفا تماما في هذا الهجوم وهو أنه لا يتناسب مع نمط سلوك إيران السابق، حيث شنت هجمات سرية على إسرائيل أو اعتمدت على وكلاء إقليميين لتنفيذ أوامرها.

وهذا يعني أن إسرائيل –والغرب- أصبحا الآن في وضع غير مألوف وخطير للغاية، وفق تقرير الصحيفة.

لكن وفقًا لمصادر رسمية لم يكشف عنها استشهدت بها وسائل الإعلام الأمريكية سي أن وأكسيوس فإن بايدن حذر نتنياهو خلال محادثة هاتفية استمرت ما يقرب من نصف ساعة ليلة السبت الأحد بأن الولايات المتحدة لن ترافق إسرائيل في هجوم مضاد على إيران.

وقال بيادن، حسب تلك المصادر، إنه يعارض ذلك وإن على إسرائيل أن تعتبر ما حدث السبت انتصارا، في ضوء تحييد جميع المقذوفات الإيرانية تقريبًا دون أن يكون لها تأثير يذكر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الهجوم الإیرانی على إسرائیل الخط الأحمر أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تصعيد جديد بين الهند وباكستان… ضربات متبادلة وتصريحات متباينة وسط تحذيرات دولية

 

في تطور ينذر بتفاقم التوتر بين الجارتين النوويتين، أعلنت الحكومة الهندية مساء الثلاثاء أنها أطلقت عملية عسكرية "مركزة ومدروسة" استهدفت ما وصفته بـ "البنية التحتية الإرهابية" داخل باكستان ومنطقة جامو وكشمير. وقالت في بيان رسمي: "قصفنا 9 مواقع باكستانية، في عملية غير تصعيدية بطبيعتها تهدف لحماية أمننا القومي".

وفي تأكيد لهذه العملية، أعلن الجيش الهندي أنه "لم يستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية"، مشددًا على أن الضربة اقتصرت على مواقع وصفها بـ "معاقل للإرهاب"، دون تقديم تفاصيل إضافية عن طبيعة تلك المواقع أو مواقعها الدقيقة.

في المقابل، قال متحدث عسكري باكستاني إن الهجمات الهندية شملت ثلاثة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، من بينها المطار القديم في مدينة مظفر آباد بمنطقة كشمير الخاضعة لسيطرة باكستان. وأكد المتحدث أن القوات الباكستانية "سترد على هذه الهجمات"، لكنه لم يحدد توقيت الرد أو طبيعته، مشيرًا إلى أن الجيش يراقب الموقف ويبحث خيارات الرد.

تصريحات متوعدة من باكستان

وفي تصعيد للخطاب العسكري، حذر قائد الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، من أن "أي مغامرة عسكرية هندية ستُقابل برد سريع وحاسم ومتصاعد"، مؤكدًا أن "كشمير شريان الحياة لباكستان". جاءت تصريحاته خلال مناورة عسكرية في منطقة تيلا بإقليم جهلوم، حيث خاطب قواته قائلًا: «لا مجال للغموض… سنرد بقوة».

واعتبر محللون أن تصريحات الجنرال منير تحمل رسالة مباشرة للهند، خصوصًا في ظل تصاعد الضغوط على حكومة نيودلهي عقب الهجوم الإرهابي الأخير في كشمير الهندية، والذي أسفر عن مقتل 26 سائحًا هندوسيًا.

من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الهندية تصريحات قائد الجيش الباكستاني بأنها "تحريضية وغير مسؤولة"، مؤكدة أن "كشمير جزء لا يتجزأ من الهند".

تحذيرات دولية ودعوات للتهدئة

دعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة الجانبين إلى ضبط النفس، محذرة من خطر الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى تحركات دبلوماسية باكستانية بالتنسيق مع الصين لمناقشة التصعيد الأخير.

في الوقت ذاته، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التزام حكومته بـ "مطاردة كل إرهابي وداعميه"، في لهجة وصفت بأنها تصعيدية، تعكس إصرار نيودلهي على الرد القوي.

مخاوف من تصعيد أكبر

ويرى مراقبون أن التصريحات المتبادلة والضربات المحدودة قد تتحول سريعًا إلى مواجهة أوسع، إذا ما حدث خطأ في الحسابات أو وقع حادث عرضي على الخطوط الأمامية. ولا تزال تفاصيل الخسائر البشرية والمادية غير معلنة، وسط ترقب إقليمي ودولي لتطورات المشهد في واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.

مقالات مشابهة

  • تصعيد خطير.. تحذيرات من تحول الصراع بين الهند وباكستان إلى حرب شاملة
  • تصعيد جديد بين الهند وباكستان… ضربات متبادلة وتصريحات متباينة وسط تحذيرات دولية
  • كرادلة الفاتيكان يدعون لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط وفي أوكرانيا
  • إعلام عبري: احتمال زيارة ترامب لإسرائيل في جولته المرتقبة بالشرق الأوسط
  • التوتر مع واشنطن.. هل خسر نتنياهو ورقة الدعم الأميركي ضد إيران؟
  • افتتاح المعرض الدولي الثالث للسياحة بالشرق الأوسط في أربيل
  • NYT: أبناء ترامب في رحلة صفقات بالشرق الأوسط وأوروبا تنفع والدهم مباشرة
  • «بيئة أبوظبي» تطلق أكبر مشروع للحدائق المرجانية بالشرق الأوسط
  • آن لفرنسا وأوروبا أن تقولا لا لسياسة التدمير الإسرائيلية المتواصلة بالشرق الأوسط
  • إيران ترد على اتهامات نتنياهو بوقوفها خلف هجمات الحوثيين ضد إسرائيل