أظهرت أحدث مؤشرات مرصد سوق العمل الذي أطلقته وزارة الموارد البشرية والتوطين، أن حصة الوظائف الخضراء في الدولة بلغت 11.69% من إجمالي وظائف سوق العمل الإماراتي خلال العام 2023، وهو ما يشير إلى أن الإمارات تواصل ترسيخ منهجيتها الشاملة في توفير الوظائف الخضراء على جميع المستويات وفي القطاعات كافة، وبما يعزز جهودها الحثيثة للانتقال نحو الاقتصاد الأخضر وبناء مستقبل مستدام لأجيالها.

ويعد ازدهار سوق الوظائف الخضراء من الأركان الرئيسة في نجاح مهمة العالم في الانتقال والتحول نحو الطاقة المتجددة ومواجهة آثار وتداعيات التغيير المناخي، وفي الإمارات يبدو أن الاستجابة لهذا المطلب الأساسي تسير على الطريق الصحيح.

وتتركز الوظائف الخضراء في سوق العمل الإماراتي في 5 قطاعات رئيسة هي التصنيع، والإنشاءات، والأنشطة العلمية والمهنية، والمعلومات والاتصالات، وأنشطة الصرف الصحي وإدارة النفايات ومعالجتها.

وبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة فإن الوظائف الخضراء هي الوظائف التي تسهم في تقليل استهلاك الطاقة والمواد الخام، وفي الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتقليل النفايات والتلوث، وحماية النظم الإيكولوجية واستعادتها، وتمكين الشركات والمجتمعات من التكيف مع تغير المناخ.

ونجحت الإمارات خلال السنوات الماضية في ترسيخ مكانتها العالمية كعلامة بارزة في تطوير الأنظمة والإستراتيجيات المتعلقة بالاقتصاد الأخضر، وباتت رائدا دوليا في دعم الجهود المبذولة للتصدي للتغيرات المناخية وتطوير نماذج واقعية للحد من آثارها الاقتصادية.

وتشكل الأجندة الوطنية الخضراء 2030 خطة طويلة الأجل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات، وجعل اقتصادها أكثر صداقة للبيئة، وبحلول 2030 ستعمل الأجندة على تنفيذ ومتابعة المبادرات والمشاريع لتحقيق أبرز المنافع المتوقعة عند التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

وتتضمن الأجندة 5 أهداف إستراتيجية هي: الاقتصاد المعرفي التنافسي، والتطوير الاجتماعي ونوعية الحياة، والبيئة المستدامة وقيمة الموارد الطبيعية، والطاقة النظيفة والتكيف مع التغير المناخي، والحياة الخضراء والاستخدام المستدام للموارد.

وفي عام 2017 أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة برنامج الوظائف الخضراء على مستوى الدولة بالتعاون مع المعهد العالمي للنمو الأخضر، وذلك في إطار الأجندة الوطنية الخضراء 2015-2030، وتماشياً مع السياسات والمبادرات المحلية بشأن التعليم البيئي والتدريب المهني ووفقاً لأفضل الممارسات الدولية لتعزيز الوظائف الخضراء في الدولة.

بدورها واكبت مؤسسات التعليم العالي في الدولة متطلبات سوق العمل المستقبلي والاقتصاد الأخضر عبر استحداث تخصصات وبرامج أكاديمية متطورة لتأهيل الطلبة للوظائف الخضراء ومجابهة تحديات المستقبل البيئي.

وتتناول البرامج الأكاديمية المستحدثة تخصصات عدة مثل التكنولوجيا الخضراء واستدامة الموارد الطبيعية، واستدامة التخطيط الحضري، وغيرها التخصصات الضرورية للتعامل مع التحديات الاقتصادية والمجتمعية والبيئية والتصدي لها بتطوير الحلول الخضراء المستدامة.

وأكدت دراسة أعدها مركز “إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية” في أبوظبي، أن منهجية دولة الإمارات الشاملة في توفير الوظائف الخضراء تعد مثالا يحتذى به للانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، مشيرة إلى اعتماد مجلس الوزراء في عام 2023 الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين، وتحديث إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 لتعزيز جهود الدولة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050.

وأضافت الدراسة أن هذه الإستراتيجيات تجسد التزام دولة الإمارات بإنتاج الطاقة المستدامة وتعزيز مكانتها ضمن الدول الرائدة والموثوقة لإنتاج وتوفير الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2031.

وأشارت إلى المستهدفات المُحدَّثة لإستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، حيث ستستثمر الدولة ما بين 150-200 مليار درهم حتى عام 2030 لضمان تلبية الطلب على الطاقة واستدامة نمو اقتصاد الدولة، فضلاً عن رفد سوق الوظائف بـ 50 ألف وظيفة خضراء جديدة بحلول 2030.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

النعيمي: جامعة عجمان منارة أكاديمية وفكرية تدعم مسيرة التنمية

شهد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء جامعة عجمان وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، حفل تخريج الفوج الثاني من «دفعة عام 2025» من طلبة جامعة عجمان والذين تجاوز عددهم 300 خريج وذلك صباح أمس في مركز الشيخ زايد للمؤتمرات والمعارض بالحرم الجامعي، وسط أجواء غمرتها الفرحة والفخر.
وبدأت مراسم الحفل بوصول صاحب السمو حاكم عجمان ومرافقوه إلى قاعة الاحتفال، حيث عُزِف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم تلاوة آياتٍ كريمة من القرآن الكريم، ثم عرض فيديو يلخّص رسالة الجامعة وأبرز إنجازاتها.
وأثنى صاحب السمو حاكم عجمان على المستوى الرفيع الذي حققه التعليم العالي في دولة الإمارات، مؤكداً أن الاستثمار في الإنسان هو الثروة الحقيقية وأن خريجي اليوم هم ركيزة النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله».
وأشار سموه إلى أن جامعة عجمان باتت منارة أكاديمية وفكرية تسهم في دعم المسيرة التنموية بفضل خريجيها المتميزين، مثمناً جهود مجلس الأمناء والإدارة والهيئة التدريسية في ترسيخ مكانة الجامعة على الصعيدين المحلي والعالمي.


وقدَّم سموه التهاني والتبريكات للطلاب الخريجين وأسرهم، مؤكداً أن تخرَّجهم اليوم هو بدايةُ الطريق نحو حياة مهنيّة حافلة بالتجارب والعطاءِ الحقيقي، متمنياً التوفيق للخريجين في مستقبلهم العلمي والعملي في مختلف ميادين العمل والإبداع.
وقال سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي: إن جامعة عجمان وهي تحتفل بتخريج الفوج الثاني من «دفعة عام 2025»، فإنها تسهم في التنمية البشرية ودفع مسيرة البحث العلمي وتلبية احتياجات المجتمع من الكوادر العلمية المؤهلة في مختلف التخصصات، مثمناً مسيرة الجامعة وما قدمته من أفواج علمية متسلحة بسلاح المعرفة والثقافة والقيم، مما رسّخ من مكانتها داخلياً وخارجياً وعزز من تميزها العلمي والأكاديمي.
وثمّن سموه الجهود التي ظلت تبذلها قيادتنا الرشيدة في سبيل تعليم المواطن والاهتمام الذي توليه للطلاب الذين يشكلون عنصراً فاعلاً في حركة التنمية الشاملة وفي قطاعات التغيير في المجتمع من أجل تشييد دولة تزدهر بنور العلم والمعرفة.
حضر مراسم حفل التخريج الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية بعجمان والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة والدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك الشامسي وزيرة التغير المناخي والبيئة، عضو مجلس أمناء الجامعة، ورؤساء ومديري الدوائر الحكومية وعمداء الكليات والأساتذة وأولياء أمور الطلبة الخريجين وضيوف الجامعة من كبار الشخصيات والمسؤولين.


وألقى الدكتور كريم الصغير، مدير جامعة عجمان، كلمة عبَّر فيها عن جزيل الشكر والامتنان لصاحب السمو حاكم عجمان، مثمناً دعمه المتواصل لمسيرة الجامعة، وقيادته الحكيمة التي كان لها دورٌ محوريٌ في تحقيق رؤية الجامعة وأهدافها الاستراتيجية، كما أشاد بالدعم المتواصل والرؤية الطموحة التي يتبناها سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، رئيس مجلس أمناء جامعة عجمان، في ترسيخ بيئة تعليمية تنافسية تُعزّز ثقافة البحث العلمي والابتكار وتسهم في غرس قيم المسؤولية المجتمعية، بما يمكّن الشباب من تطوير قدراتهم وتحقيق طموحاتهم بثقة وكفاءة.
كما ألقى الخريج عبد الله حسين الرميثي كلمة الخريجين، التي عبّر فيها عن اعتزازه وزملائه بما حصّلوه من علم ومعرفة، موجهاً الشكر إلى قيادة الدولة وإدارة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس وأولياء الأمور على دعمهم المتواصل.
وقد كرَّم صاحب السمو حاكم عجمان، يرافقه سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، خريجي الدراسات العليا وأوائل الكليات، فيما واصل سمو ولي عهد عجمان، برفقة الشيخ راشد بن حميد النعيمي والدكتور كريم الصغير، توزيع الشهادات على جميع الخريجين.
كما قدَّم سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي درع الجامعة لصاحب السمو حاكم عجمان فيما اختُتم الحفل بتقديم درع مماثل إلى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
ويأتي هذا الاحتفال تتويجاً لمسيرة أكاديمية حافلة، وتجسيداً لالتزام جامعة عجمان بصفتها مؤسسة تعليمية غير ربحية بإعداد كوادر مؤهلة قادرة على دفع عجلة التنمية في دولة الإمارات والعمل بفاعلية في ميادين الابتكار والمعرفة. (وام)

مقالات مشابهة

  • بركة: المغرب يرفع طاقته المينائية إلى 400 مليون طن في أفق 2030 ويطلق مشاريع كبرى للهيدروجين الأخضر والغاز
  • تحقيق التنمية المستدامة لسلاسل القيمة للألبان والأجبان في مؤتمر علمي بدمشق
  • النعيمي: جامعة عجمان منارة أكاديمية وفكرية تدعم مسيرة التنمية
  • الأجانب كتير بالفريق.. خبر مثير عن مستقبل المثلوثي مع الزمالك
  • اطلع على التقرير السنوي له.. أمير الجوف يستقبل مدير عام فرع صندوق التنمية الزراعية بالمنطقة
  • أمير منطقة الجوف يطلع على التقرير السنوي لصندوق التنمية الزراعية لعام 2024
  • توقيع 6 اتفاقيات بين الحكومة والقطاع الخاص وشركاء التنمية في الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء.. وتوسيع نطاق منصة «حافز»
  • وزير البترول: تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى اقتصادية يعزز جذب الاستثمارات
  • "تأثير الأمراض المزمنة على الاقتصاد المصري في ظل التنمية المستدامة" فى ندوة بمعهد أورام أسيوط
  • رانيا المشاط: برنامج الإصلاحات الهيكلية يعزز صمود الاقتصاد ويدعم التحول الأخضر