أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، خلال النقاش بمجلس الأمن حول الدور المحوري للشباب. في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط أن الأزمة الليبية طال عمرها ولا يزال يطول.

وأشار أحمد عطاف أن السبب هو العثرات التي تعترض سبيل المصالحة الوطنية، والتشتتات المؤسساتية. وصعوبة الدخول في مسار انتخابي مُوحدٍ وجامع.

وفوق كل هذا وذاك -يضيف عطاف- التدخلات الأجنبية التي يُمكن اعتبارها أكبر عائق لحل الأزمة الليبية.

كما ذكِّر كذلك بما يتعرض له الفلسطينيون في أرضهم المحتلة من عدوان جائر وغاشم. منذ أكثر من نصف عام، في فصلٍ جديد من فصول المحاولات الإسرائيلية المتكررة. الرامية لطمس معالم أقدم قضية في تاريخ المنطقة وفي تاريخ منظمتنا الأممية نفسها.

وقال عطاف “شبابُ فلسطين اليوم لم يَعُدْ من حقهم أن يَحْلُمُوا حتى بالعيش الآمن والحياة الكريمة. ولم يَعُدْ من حقهم أن يَطْمَحُوا إلى التعلم وتكوين أنفسهم،.أو أن يبنوا مُستقبلَهم ويطوروا بلدَهم الذي سُلِبَ منهم. بل إن الآلاف منهم لم يعد حتى من حقهم أن يَكْبُرُوا لِيَصِيرُوا شَبَاباً. لأن أيادي الاحتلال الإسرائيلي أصرت على سَلْبِ أرواحهم أطفالاً ورُضَّعَا”.

الحوض أضحى عرضةً لتداعيات العديد من الآفات العابرة للحدود والأوطان

ومن جانب آخر، فإن الحوض المتوسطي الذي يُمثل مُلتقى أعظم الحضارات في تاريخ البشرية. أضحى اليوم عرضةً لتداعيات العديد من الآفات العابرة للحدود والأوطان، على شاكلة الأخطار الإرهابية. وما يرتبط بها من تطرف عنيف وجريمة منظمة، إلى جانب الأضرار المتزايدة للتغيرات المناخية. التي أصبحت واقعاً معاشاً لا مجال لإنكاره أو التَسَتُّرِ عليه.

ويُضاف إلى كل هذه التحديات تحدي الهجرة غير الشرعية في الفضاء المتوسطي الذي لا يزال ينتظر من دول المنطقة. استجابات مشتركة ترقى إلى مستوى أهمية هذه الظاهرة. وما تَطْرَحُهُ من تبعات ترمي بذات الثُقل على دول المصدر والعبور والاستقبال على حدٍّ سواء.

وأشارعطاف أن هذه التطورات المتسارعة تضع شباب المَنْطِقَة المتوسطية في صلب الإشكالية المطروحة. في المرحلة الراهنة: فهم من جهة أَكبرُ ضحية من ضحايا التحديات الأمنية. ومن جهة أخرى فَهُمْ أَهَمُّ مفتاحٍ من مفاتيح رفع هذه التحديات ومعالجتها على الوجه الأكمل والأمثل والأصح.

وشدد عطاف على الحاجة الملحة لاستحداث واعتماد مقاربة جماعية تكون في مستوى طموحات وتطلعات شبابنا. وهي المقاربة التي تدعو الجزائر إلى صقلها وِفْقَ نظرةٍ مُجَدِدَةٍ تستجيب لمجموعةٍ من خمسٍ متطلباتٍ رئيسية ذات طابع أولوي واستعجالي.

فالمنطقة بحاجة أولاً إلى مقاربة تنموية، لأن التنمية المستدامة تظل وَحْدَها القادرة على ثَنْيِ الشباب. عن مخاطر الهجرة غير الشرعية، وعن الإرهاب والتطرف، وكذا عن الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها وأنواعها.

كما أن المنطقة بحاجة إلى مقاربة وقائية تقوم على نشر ثقافة السلم والتسامح والتعايش. وتشجيع قيم الحوار والتفاعل الإيجابي بين الثقافات، عوض زرع الانقسامات وبث التصادمات التي لا طائل منها إطلاقاً.

والمنطقة بحاجة ثالثاً إلى مقاربة تشاركية، بكل ما ينطوي عليه هذا الهدف من ضرورة إعلاء قيم التضامن والتعاون. والشراكة المتوازنة بين دول ضفتي المتوسط في مواجهة التحديات الراهنة. التي لا يمكن بأي حال من الأحوال مُقارَعَتُها في صفوف متفرقة وأساليبَ متضاربة وسياساتٍ متناقضة.

والمنطقة بحاجة رابعاً إلى مقاربة مبنية على قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. مقاربة تضع حدّاً لاحتلال أراضي الغير بالقوة، لا سيما في فلسطين وفي الصحراء الغربية. ومقاربة تُنهي بصفة جذرية التدخلات الخارجية التي تتأثر منها أيما تأثر دول الضفة الجنوبية.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: إلى مقاربة

إقرأ أيضاً:

السفير حسام زكي: الموقف العربي الجماعي لا يزال متمسكا بجوهر المبادرة العربية للسلام

رفض السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، فكرة انتهاء صلاحية المبادرة العربية للسلام، مؤكدًا أنها لا تزال مطروحة، وتمثل رؤية متكاملة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدًا، أن المبادرة تنص على السلام مقابل الأرض، وأنها لم تُسحب من التداول.

صلاح عبدالله يعلق على كلمة الرئيس السيسي في القمة العربيةكاتب صحفي: بيان القمة العربية في بغداد يؤكد ثبات الموقف العربي تجاه عدوان إسرائيل


وأشار في لقاء خاص مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أنّ المبادرة تُقدم لإسرائيل عرضًا واضحًا: اعتراف وسلام وعلاقات طبيعية مع 57 دولة عربية وإسلامية، مقابل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، متابعا: "التطرف الإسرائيلي الحالي يجعل تطبيق المبادرة أمرًا صعبًا، لكنه لا يلغي أهميتها".


وتابع أن بعض الدول العربية قد اتخذت خطوات تطبيعية، فيما تراجعت دول أخرى عن مواقفها السابقة، لكن الموقف العربي الجماعي لا يزال متمسكًا بالقواسم المشتركة، وهي جوهر المبادرة.


وأضاف أن الجامعة العربية توازن بين المواقف المختلفة للدول الأعضاء، وتحاول الحفاظ على الحد الأدنى من التوافق في القضايا الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.


 

طباعة شارك الصراع العربي الإسرائيلي إسرائيل دولة فلسطينية

مقالات مشابهة

  • الاستثمار : مصر والصين تجمعهما شراكة استراتيجية عمرها 70 عاماً
  • الباحة في سجل الحجيج.. طرق تاريخية عمرها أكثر من ألفي عام
  • السفير حسام زكي: الموقف العربي الجماعي لا يزال متمسكا بجوهر المبادرة العربية للسلام
  • في ذكرى النكبة 77 لا يزال الوجع
  • ازدهار صناعة السلاح الأوكرانية.. والدعم الغربي لا يزال حاسما
  • وزير الخارجية الجزائري: الحديث عن التنمية المستدامة يجب أن يستند إلى مبدأ التضامن
  • وزير خارجية القمر: دعمنا لفلسطين ثابت ونؤيد حقهم في إقامة دولتهم المستقلة
  • عطاف يجرى محادثات مع عدد من نظرائه العرب والمبعوث الخاص لـ بوتين 
  • «وثيقة عمرها 50 عاما».. سر خطاب سعاد حسني إلى عبد الحليم حافظ و حقيقة زواجهما «صورة»
  • عشية أشغال القمة العربية ببغداد .. عطاف يتباحث مع نظيره التونسي