قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها، الأربعاء، إن الرياض تدفع باتجاه خطة بديلة مع واشنطن بعد فشل الوصول لهدنة بين حماس وإسرائيل في الحرب الدائرة رحاها منذ ما يقرب من 7 شهور.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الولايات المتحدة والسعودية عملتا على "صياغة مجموعة من الاتفاقيات بشأن الأمن وتبادل التكنولوجيا، كان من المفترض أن تكون مرتبطة بتسوية أوسع في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل والفلسطينيين".

ومع ذلك، وفي ظل غياب وقف إطلاق النار في غزة ومواجهة مقاومة حكومة بنيامين نتانياهو الإسرائيلية لإنشاء دولة فلسطينية - وتصميمها الواضح على شن هجوم على رفح - يدفع السعوديون باتجاه خطة بديلة أكثر تواضعا تستثني الإسرائيليين.

وبموجب هذا الخيار، ستوقع الولايات المتحدة والسعودية مجموعة من الاتفاقيات، بما في ذلك اتفاقية دفاع ثنائية ومساعدة الولايات المتحدة في برنامج للطاقة النووية المدنية، والمشاركة رفيعة المستوى في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الناشئة، بحسب "الغارديان".

وتأمل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالتوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة. 

وتصر الرياض على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن.

ولكن بموجب اقتراح الرياض للخطة البديلة مع واشنطن، فإن إتمام الصفقات الأميركية السعودية لن يعتمد على موافقة حكومة نتانياهو، وفق الصحيفة ذاتها.

وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن مدير التواصل الاستراتيجي بمعهد الشرق الأوسط، فراس مقصد، إنه "يجب أن يكون هناك مجال لنموذج الأقل مقابل الأقل، لذلك لا ينبغي أن تكون العلاقة مع الولايات المتحدة رهينة لأهواء السياسة الإسرائيلية أو بنيامين نتانياهو".

ولن تتمكن إدارة بايدن من تحقيق التسوية الإقليمية التاريخية التي كانت تسعى إليها حتى ما قبل حرب غزة، لكنها ستعمل على ترسيخ شراكة استراتيجية مع  السعودية من شأنها أن تبعد النفوذ الصيني والروسي.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، هذا الأسبوع، حيث التقى بولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للمملكة، الأمير محمد بن سلمان، على هامش منتدى اقتصادي عالمي.

نيويورك تايمز: كيف تحدى محمد بن سلمان التهديدات بعزله؟ تحول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من "شخص منبوذ" إلى "شريك"، ووصفته صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير مطول نشر، السبت، بأنه "القائد السعودي الذي تحدى التهديدات بعزله".

وقال بلينكن خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي: "أعتقد أن العمل الذي تقوم به السعودية والولايات المتحدة معا في ما يتعلق باتفاقياتنا، قد يكون قريبا جدا من الاكتمال".

وأضاف: "لكن من أجل المضي قدما في التطبيع، ستكون هناك حاجة إلى أمرين: تهدئة في غزة ومسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية".

وبحسب مصادر مطلعة، لم تكشف عنها صحيفة "الغارديان"، فإن الجزء النووي من الصفقة الأميركية السعودية يمكن أن يتيح للرياض إنشاء محطة لتحويل اليورانيوم المكرر إلى غاز، لكن لن يُسمح للسعودية في البداية بتخصيب اليورانيوم على أراضيها، الأمر الأساسي لتطوير السلاح النووي.

وخوفا من فقدان دور واشنطن المهيمن كقوة عظمى في الشرق الأوسط، تخلى بايدن عن محاولته التعامل مع الأمير محمد بن سلمان ببرود على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، والانتكاهات المزعومة لحقوق الإنسان.

وبلغ التقارب الأميركي مع المملكة الخليجية ذروته في مباحثات بين بايدن وولي العهد خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى جدة في عام 2022.

ووصفت كيرستن فونتنروز، المديرة السابقة لشؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الأميركي، الصفقات النووية والدفاعية والذكاء الاصطناعي بأنها "نتائج رحلة بايدن المفاجئة إلى المملكة".

وقالت فونتنروز: "تمت صياغة الصفقة على افتراض أن السعوديين سيطرحون التطبيع مع إسرائيل على الطاولة. لكن الحكومة الإسرائيلية تولي حاليا أهمية أكبر لمنع إنشاء دولة فلسطينية أكثر من التطبيع مع السعودية. وبالتالي فإن الصفقة التي تتم مناقشتها الآن هي صفقة ثنائية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة دولة فلسطینیة محمد بن سلمان

إقرأ أيضاً:

تقرير: إسرائيل قد تهاجم منشآت إيران النووية.. خطوة تحدٍّ أم ورقة مساومة بيد ترامب؟

كشف تقرير لشبكة "سي إن إن" أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن إسرائيل تسعى إلى ضرب إيران. اعلان

وتشير بعض المصادر إلى أن تل أبيب لم تتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن تنفيذ الضربة، مع وجود خلاف عميق داخل الإدارة الأمريكية بشأن تقدير موقفها.

ومع ذلك، يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو ستتخذ خطواتها بناءً على تقييمها للمفاوضات الأمريكية-الإيرانية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

تحركات إسرائيلية غير عادية

ويرى أحد المصادر المطلعة على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية أن احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشأة نووية إيرانية قد ازداد في الأشهر الأخيرة، في ظل تحركات إسرائيلية غير عادية تشمل استكمال التدريبات الجوية ونقل الذخائر.

دوافع تل أبيب غير واضحة

غير أن دوافع الدولة العبرية وراء الهجوم لا تزال غامضة. إذ يعتقد البعض أنه قد يهدف إلى إفشال المفاوضات النووية، مما قد يُعد تحديًا لرغبة الرئيس دونالد ترامب في التهدئة بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إيران. بينما يرى آخرون أن واشنطن قد تستخدم تل أبيب كورقة ضغط لتحقيق اختراقات في المفاوضات التي تتدنى بشكل مطرد.

في المقابل، فسّر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد التقرير بشكل مختلف، إذ قال إنه رسالة غير مباشرة من واشنطن إلى تل أبيب لنهيها عن تنفيذ الضربة.

Relatedوسائل إعلام إيرانية: طهران تحبط هجوما استهدف منشأة نووية مدنية الانهيار يلوح في الأفق.. الاقتصاد الإيراني يترنّح والمفاوضات النووية قد تُحدّد مصيرهإيران: المحادثات النووية مع واشنطن ستفشل إذا أصرت على وقف تخصيب اليورانيومما قبل التسريبات.. رفض إيراني للمقترح الأمريكي

ويأتي توقيت التسريب الإعلامي في سياق لافت، بعد تصريحات لمسؤولين إيرانيين، بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي ووزير الخارجية عباس عراقجي، أكدوا فيها رفضهم للمقترح الأمريكي المتعلق بالعدول عن تخصيب اليورانيوم، متهمين الولايات المتحدة بالتناقض في مواقفها وتعريض المفاوضات للخطر، مما حال دون تحديد موعد للجولة التالية من المحادثات.

ففي وقت سابق، قال خامنئي، إن بلاده لا تتوقع نتائج مثمرة من المفاوضات الجارية مع واشنطن في الوقت الحالي، مضيفًا: "لا نعرف ماذا سيحدث".

ويزيد من احتمال أن يكون الحديث مجرد وسيلة للضغط، حقيقة أن إسرائيل لا تستطيع تدمير المنشآت النووية الإيرانية دون دعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، حسب "سي إن إن".

أسعار النفط ترتفع بنسبة 1%

غير أن مجرد التلويح بالفكرة كان كافيًا لإحداث اضطراب في أسواق النفط، حيث ارتفعت الأسعار بأكثر من 1% بعد صدور التقرير. فقد وصلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو إلى 66.35 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 03:30 بتوقيت جرينتش.

كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر يوليو ارتفاعًا بمقدار 96 سنتًا، أي بنسبة 1.6%، لتصل إلى 62.99 دولارًا للبرميل.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الرجل الخفي الذي يقرب واشنطن من أبوظبي ويقود الصفقات التريليونية.. من هو؟
  • متحدث فتح: دعم أمريكا لـ إسرائيل مستمر واستراتيجي رغم تباين المواقف
  • غزة تدفع أوروبا لخصام تاريخي مع إسرائيل
  • إسرائيل تنشر الصورة الأولى لقتيلي حادث المتحف اليهودي
  • الحوثيون يقصفون دولة الاحتلال بصاروخ باليستي.. وجيش الاحتلال يعلن اعتراضه
  • صحف غربية: إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة
  • تقرير: إسرائيل قد تهاجم منشآت إيران النووية.. خطوة تحدٍّ أم ورقة مساومة بيد ترامب؟
  • مسؤولون أمريكيون: إسرائيل تجهز لضربة على منشآت نووية إيرانية
  • واشنطن تكثف جمع المعلومات الاستخباراتية لمساعدة إسرائيل على ضرب إيران
  • مسؤولين أمريكيين: إسرائيل تجهز لضربة على منشآت نووية إيرانية