العراق – شرح عالم آثار الرموز القديمة الغامضة الموجودة في معبد عمره 2700 عام في مدينة دور شروكين في العراق، والتي حيرت الخبراء لأكثر من قرن من الزمن.

ويظهر تسلسل “الرموز الغامضة” على المعابد في مواقع مختلفة في مدينة دور شروكين القديمة، المعروفة اليوم باسم خورسباد، شمال العراق، والتي حكمها سرجون الثاني، ملك آشور (721-704 قبل الميلاد).

وأصبح تسلسل الرموز الخمسة – الأسد، النسر، الثور، شجرة التين، والمحراث – معروفا للعالم الحديث لأول مرة من خلال الرسومات التي نشرها المنقبون الفرنسيون في أواخر القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين، كانت هناك موجة من الأفكار حول ما قد تعنيه هذه الرموز.

وقد تمت مقارنتها بالهيروغليفية المصرية التي فُسرت على أنها انعكاسات للقوة الإمبراطورية، واشتبه في أنها تمثل اسم الملك.

واقترح الدكتور مارتن ورثينغتون من كلية الثالوث للغات والآداب والدراسات الثقافية في دبلن حلا جديدا في بحث نُشر في 26 أبريل في Bulletin of the American Schools of Oriental Research، لهذه الرموز.

ويرجح ورثينغتون، وهو متخصص في لغات وحضارات بلاد الرافدين القديمة، بما في ذلك حضارات البابليين والآشوريين والسومريين، أن الكلمات الآشورية للرموز الخمسة (الأسد، النسر، الثور، شجرة التين والمحراث) تحتوي، بهذا التسلسل، على أصوات تشير إلى الشكل الآشوري لاسم “سرجون” (šargīnu). وأشار أيضا إلى أنه في بعض الأحيان يمكن كتابة نفس الاسم باختصار باستخدام ثلاثة رموز فقط (الأسد، الشجرة، المحراث) كما هو موضح في الموقع الأثري.

وعلق الدكتور ورثينغتون قائلا: “إن دراسة اللغات والثقافات القديمة مليئة بالألغاز من جميع الأشكال والأحجام، ولكن ليس من المعتاد في الشرق الأدنى القديم أن يواجه المرء رموزا غامضة على جدار المعبد”.

ووفقا للدكتور ورثينغتون، يمكن أيضا فهم كل رمز من الرموز الخمسة على أنها كوكبة. وهكذا، فإن الأسد يمثل برج الأسد، والنسر يمثل كوكبة العقاب، وتمثل شجرة التين كوكبة “الفك” التي لم تعد موجودة الآن، بناء على أن كلمة iṣu (شجرة) تبدو مشابهة لكلمة isu (الفك).

ويضيف ورثينغتون: “كان تأثير الرموز الخمسة هو وضع اسم سرجون في السماء إلى الأبد، وهي طريقة ذكية لجعل اسم الملك خالدا. وبطبيعة الحال، فإن فكرة قيام الأفراد العظماء بكتابة أسمائهم على المباني ليست فريدة من نوعها بالنسبة لآشور القديمة”.

وكانت بلاد الرافدين القديمة، أو العراق الحديث والمناطق المجاورة، موطنا للبابليين والآشوريين والسومريين وغيرهم، ويتم استكشافها اليوم من خلال الكتابات المسمارية التي ما تزال موجودة بكثرة.

وفي الواقع، ربما تم اختراع الكتابة هناك نحو عام 3400 قبل الميلاد. لذلك، على الرغم من أن علماء سرجون لم يكونوا على علم بذلك، إلا أنهم من خلال ابتكار رموز مكتوبة جديدة جعلوا تاريخ بلاد الرافدين يتردد صداه منذ أكثر من ألف عام مضت.

وأوضح الدكتور ورثينغتون: “لا أستطيع إثبات نظريتي، ولكن حقيقة أنها تعمل مع كل من تسلسل الرموز الخمسة وتسلسل الرموز الثلاثة، وأن الرموز يمكن أيضا فهمها على أنها مجموعات ملائمة ثقافيا، تذهلني بشدة”.

وتابع:”هذه المنطقة من العالم، والتي تشمل العراق الحالي وأجزاء من إيران وتركيا وسوريا، غالبا ما يشار إليها باسم مهد الحضارة. فهي المكان الذي ولدت فيه المدن والإمبراطوريات، وقصتها جزء كبير من تاريخ البشرية. إن حل الألغاز (أو محاولة حلها) يعد أمرا ممتعا بشكل خاص، لكن دراسات بلاد الرافدين بشكل عام لها هدف أكبر يتمثل في فهم التعقيد والتنوع لجزء كبير من المجتمعات البشرية والإنجازات الثقافية”.

المصدر: phys.org

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: على أن

إقرأ أيضاً:

الانتقالي يفاجئ أنصاره بإسقاط صور رموز الإمارات ورفع محمد بن سلمان

الجديد برس| فجر المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، الاثنين، مفاجأة لافتة بقراره إسقاط صور رموز الإمارات التي ظل يرفعها في فعالياته خلال السنوات الماضية، في تحول اعتبره مراقبون إشارة لتبدّل الولاءات الإقليمية. وأظهرت صور من ساحة الفعالية التي نظمها أنصار المجلس في مدينة الضالع، مسقط رأس رئيسه عيدروس الزبيدي، خلو المكان من أي صورة لرئيس دولة الإمارات أو رموزها، بينما اكتفى المجلس للمرة الأولى برفع صور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى جانب صورة الزبيدي، في مشهد غير مسبوق بتاريخ المجلس الذي تأسس بدعم إماراتي عام 2015. ولم تتضح بعد الأسباب الكامنة وراء هذه الخطوة المفاجئة، غير أنها تأتي في ظل مؤشرات متزايدة على تقارب الانتقالي مع الرياض خلال الأسابيع الأخيرة. وكان مستشار الزبيدي، عمرو البيض، قد ألمح مؤخرًا إلى استعداد المجلس تسليم محافظة حضرموت الغنية بالنفط للسعودية، بعد سنوات من خوض صراع بالوكالة ضدها، ما يعزز التكهنات بوجود تحوّل استراتيجي في تحالفات المجلس.

مقالات مشابهة

  • عاجل. ترامب يهدّد حماس: بكلمة واحدة.. إسرائيل قد تعود للحرب في غزة
  • «جثة مجهولة».. تضارب حول هوية جثمان بين حماس وإسرائيل
  • كشف لغز "الجثة الخطأ" التي سلمتها حماس لإسرائيل.. لمن تعود؟
  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلّمتها حماس تعود لـ"عميل" وليس لجندي
  • بوتين يستقبل الشرع في موسكو.. ضبط للعلاقات واحترام الاتفاقيات القديمة
  • مصدر بالمقاومة: الجثة التي تحدث عنها الاحتلال تعود لجندي أُسر في عملية للقسام بجباليا
  • جيش الاحتلال: الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لا تعود لأي أسير إسرائيلي
  • وانت في البيت.. خطوات استخراج شهادة الميلاد المميكنة أونلاين 2025
  • الانتقالي يفاجئ أنصاره بإسقاط صور رموز الإمارات ورفع محمد بن سلمان
  • غضب عالمي من «خديعة» تذاكر «مونديال 2026»!