خلال رحلة التعرف على الحياة من حولهم، يواجه الأطفال العديد من المشاكل المختلفة؛ سواء تعلّق الأمر بالتعامل مع العمليات الحسابية الصعبة وغيرها من الأزمات الدراسية، أو بسبب ضغط الأقران والخلافات مع الأصدقاء، أو غيرها من أنواع المشاكل.

هنا تكمن أهمية تعليم الطفل مهارات حل المشكلات بمفرده، والتي تساعده بدورها على التعامل بفعالية مع المواقف الصعبة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الزواج الثاني بعد الطلاق.. كيف تتجنب الفشل وتُنجح التجربة؟الزواج الثاني بعد الطلاق.. كيف ...list 2 of 2لماذا لا تستطيع تكوين صداقات؟ وكيف يؤثر غياب الأصدقاء في حياتك؟لماذا لا تستطيع تكوين صداقات؟ ...end of list

فكيف يمكن غرس مهارات حل المشاكل والتعامل مع الصعوبات لدى الطفل منذ الصغر؟ وما أثرها في حياته اليومية والمستقبلية؟

تعليم الطفل حل المشكلات يزوده بالأدوات الأساسية للتغلب على تحديات الحياة وتحقيق النجاح (بيكسلز)

تعزيز أدوات الطفل

تقول المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة رولا أبو بكر للجزيرة نت إن تعليم مهارات حل المشكلات للأطفال "يعد أمرًا بالغ الأهمية في تطورهم، لأنه يزودهم بالأدوات الأساسية للتغلب على مصاعب الحياة وتحقيق النجاح، وتعزيز التفكير الناقد وتنمية الإبداع والتحلي بالمرونة، وتشكيل سلامتهم النفسية وآفاقهم المستقبلية".

وتشرح المستشارة، "أولاً وقبل كل شيء، تؤثر مهارات حل المشكلات بشكل كبير في الحالة النفسية للطفل؛ فعندما يتعلم كيفية تجاوز العقبات بشكل مستقل، يكتسب شعورًا بالتمكين والثقة بالنفس، ويصبح أقل خوفًا من الفشل وأكثر استعدادًا لتحمل المخاطر".

"وتعزز هذه الثقة احترامه لذاته وتنمي عقله وشخصيته، وهي ضرورية للتعلم على مدى الحياة"، وفق رولا أبو بكر، "كما تعزز المهارات الاجتماعية من خلال التعاون والتواصل مع الآخرين في سبيل حل المشكلات المشتركة".

ويسهم تعليم مهارات حل المشكلات في تعزيز قدرة الطفل على بناء علاقات إيجابية، "ليصبح قادرا على التأقلم مع المواقف الصعبة والتغلب على التحديات بشكل بَناء، حيث تنمو لديه الرغبة في التعلم الدائم لاكتشاف حلول جديدة ومبتكرة".

رولا أبو بكر: يكتسب الطفل شعورًا بالتمكين والثقة بالنفس عندما يتعلم مهارات حل المشكلات (الجزيرة) تزويد الطفل بالفرص

وترى المستشارة النفسية والتربوية، أن أحد أساليب تشجيع الطفل على تطوير مهارات حل المشكلات بشكل فعال تكمن في تزويده بالفرص لحل المشاكل وتحديات الحياة من خلال الانخراط في مهام مثل:

حل النزاعات مع أقرانه. التخطيط للنزهات العائلية. تقديم تحديات مبتكرة وتفاعلية تشد انتباه الطفل وتحفزه على التفكير الابداعي. استخدام الألعاب الإبداعية والأنشطة لتنمية قدرات الطفل على التفكير خارج الصندوق وابتكار حلول غير تقليدية. تشجيع الطفل على المشاركة في أنشطة جماعية تتطلب حلا مشتركا للمشكلات. استخدام قصص وحكايات تحتوي على مشاكل وتحديات وتوفر نماذج لحلول. استخدام الأنشطة والألعاب الإبداعية ينمي قدرات الطفل على التفكير خارج الصندوق وابتكار حلول غير تقليدية (بيكسلز)

أهمية التوجيه والتشجيع

وتؤكد رولا أن تعليم الأطفال مهارات حل المشكلات أمر بالغ الأهمية لتطورهم الشامل ونجاحهم في المستقبل، "فمن خلال تعزيز هذه المهارات، نقوم بتمكين الأطفال ليصبحوا أفرادًا يتمتعون بالمرونة وسعة الحيلة والقدرة على التكيف، وقادرين على التغلب على التحديات وتحقيق أهدافهم".

مع التوجيه والتشجيع الصحيحين، يمكن للأطفال تطوير قدرات قوية على حل المشكلات والتي ستخدمهم جيدًا طوال حياتهم، وفق رولا أبو بكر.

عايش نوايسة: على المؤسسات التربوية والاجتماعية أن توفر للطفل مساحة كافية لحل المشكلات التي تواجهه (الجزيرة) سلوك يؤثر على المستقبل

من جانبه، يقول المستشار التربوي الدكتور عايش نوايسة، "لا شك أن بناء شخصية الطفل المتوازنة نفسيا وعاطفيا واجتماعيا مرتبط بالممارسات الحياتية، ويعتمد بشكل كبير على الطريقة التي يتعامل بها الأهل مع الطفل من خلال السلوك التربوي الذي يمارس معه".

وعادة ما تتسبب طريقة تعامل الأسرة مع الطفل في جعله أكثر اعتمادا على الأهل في حل المشكلات التي تواجه، ما قد يترك أثرا سلبيا وينشأ طفلا اتكاليا.

ويؤكد نوايسة "أن هذا السلوك زمني، بحيث يسير مع الطفل في جميع مراحل حياته، وبالتالي يصبح شخصا اتكاليا عاجزا ومتذمرا دوما أمام ما يواجهه من مشكلات وتحديات في الحياة اليومية".

وبحسب المستشار التربوي، فإن الأصل في التربية الأسرية أن توجه الطفل لحل المشاكل التي تواجهه منذ بداية حياته؛ "فعندما يبدأ بالمشي ويسقط مثلا، فلندعه ينهض وحده، وهكذا يتعلم منذ البداية كيف يواجه مشكلاته بنفسه".

من ناحية أخرى، يقول نوايسة إن "على المؤسسات التربوية والاجتماعية أن توفر للطفل المساحة الكافية لحل المشكلات التي تواجهه من خلال الأنشطة التربوية والاجتماعية التي تجعله أكثر إبداعا في التفكير، وهذا يحتاج إلى بيئة تسمح للطفل بالخطأ، وتعزز لديه الأمان النفسي والاجتماعي، بحيث تجعله يتعلم من أخطائه، وتسمح له بالبحث عن حلول في بيئة خلاقة".

(بيكسلز) مهارات الطفل في حل المشكلات

من جانبه، نشر موقع "موم جونكيشن" بعض الأساليب التي من شأنها تنمية مهارات الطفل في حل المشكلات، ومنها:

اختبر طفلك: عندما يواجه طفلك مشكلة، اطلب منه الاعتراف بها وقبول التحدي، ويساعد هذا على صقل مهاراته التحليلية والاستدلالية. خذ نفَسا عميقا: من المهم تعليم طفلك أن يأخذ نفسا عميقا في كل مرة يشعر فيها أنه يفقد السيطرة على عواطفه، وبمجرد أن يهدأ يمكنه تقييم الوضع بشكل أفضل. عبّر عن المشكلة لفظيا: سيكون من المفيد لطفلك أن يعبر لفظيا عما يشعر به، وما يعاني منه بعد أن يهدأ، فهذا يساعده على اكتساب منظور يسهل عليه التوصل إلى حلول محتملة. "لا تقدم" الإجابة: في حين أنه من الصعب مشاهدة طفلك وهو يعاني من مشكلة ما، فلا تقدم له الإجابة بشكل مباشر. بدلا من ذلك، اعطه تلميحا لمساعدته على حل المشكلة وحده، وبهذه الطريقة يمكنه تعلم كيفية التوصل إلى حلول إبداعية. كن قدوة: الأطفال مثل الإسفنج؛ يلتقطون الأشياء بسرعة كبيرة. لذلك، عندما تواجه مشكلة وتتوصل إلى حل فعال، فسوف يلاحظون كيف تتعامل مع المشكلات ويحاولون تقليدك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات اجتماعي حل المشاکل الطفل على الطفل فی من خلال

إقرأ أيضاً:

اغتيال سياسي تتجنب إيران إعلانه

#اغتيال_سياسي تتجنب #إيران إعلانه _ #ماهر_أبوطير

وقفت المنطقة على قدم واحدة لمعرفة مصير الرئيس الإيراني، ووزير خارجيته، لأن اللحظات الأولى لسقوط الطائرة ارتبطت بتصورات حول دور إسرائيلي في إسقاط طائرته انتقاما من قصف إسرائيل، قبل أسابيع بالطائرات المسيرة، والصواريخ، والعمليات من لبنان.

الإيرانيون تحدثوا عن حالة الطقس، وأن سبب سقوط الطائرة الأحوال الجوية، والتفسير غير مقنع أبدا لأنه لا يمكن أن تغادر الطائرة من طهران إلى أذربيجان وتعود إلى إيران دون أن تكون طواقم الطائرات مطلعة على خرائط الطقس والتوقعات، ولا يمكن أيضا أن يغامر قائد الطائرة بدخول هكذا أجواء ولا يعود إلى نقطة الانطلاق أمام ما يراه، ولا يمكن أيضا أن تؤدي الأحوال الجوية لإسقاط طائرة الرئيس، ووصول الطائرتين الأخريين بكل بساطة إلى إيران.

هذا يعني أننا أمام سيناريو مدبّر عبر إحدى الجهات التالية، إما جهة داخلية إيرانية على خلفية صراع سياسي أمني يتعلق بموقع الرئيس والمرشد العام لاحقا، وإما جهة إسرائيلية استطاعت بالتنسيق مع عملاء محليين أو جهات جغرافية قريبة من إيران العبث بالطائرة بطريقة ما من أجل توقف كل أجهزتها فجأة وإسقاطها دون أن تجد الوقت لإرسال استغاثات، بحيث تسقط وتتفجر، وإما تم استهداف الطائرة بعمل أمني مباشر، من خلال عمليات وتقنيات متطورة جدا، أدت إلى التشويش على الطائرة وتوقيف محركاتها، وكل أنظمتها بحيث هوت فجأة، والكل يعرف أن بعض دول العالم بما فيها إسرائيل لديها تقنيات متطورة جدا، عن قرب، ومن بعد، ولا نعرفها هنا في هذه المنطقة.

مقالات ذات صلة طائرة الرئيس والمؤامرة على الذات 2024/05/21

الخلاصة هنا تقول إن الاغتيال هو وراء سقوط الطائرة وليست حالة الجو، دون أن ننكر هنا احتمالات وقوع عطل فني عادي، وتعطل الطائرة بشكل مفاجئ، لكننا نتحدث في سياق سياسي وأمني وعسكري متوتر، سبقه تهديدات إسرائيلية بالانتقام من إيران على خلفية القصف الإيراني لإسرائيل، وتدخل واشنطن لمنع التصعيد والتهدئة، وقد رأينا ردا إسرائيليا محدودا، دون أن يمنع ذلك التخطيط سرا لعملية مدبرة من هذا الطراز لا تعترف عبرها إسرائيل بمسؤوليتها، وقد لا تتمكن أي دولة عبر التحقيقات الفنية من استكشاف أدلة على الفاعل الأصلي بحيث تقيد ضد مجهول، أو ضد حالة الطقس، وأحيانا القضاء والقدر.

السؤال الأذكى الذي يتم طرحه هنا يقول: هل سترد إيران لو اكتشفت أن إسرائيل هي المسؤولة عن العملية، وهل ستعلن إيران مسؤولية إسرائيل أصلا، والأرجح هنا أن إيران حتى لو أدركت من باب المعلومات التقنية، أو التحليلات الظنية أن إسرائيل هي المسؤولة، فهي لن تعلن ذلك جهارا، لأن الكل سيطالبها برد الفعل، خصوصا، من هم في معسكرها وهي تدرك أن الانتقام للرئيس لا بد أن يكون مختلفا، وسيؤدي بالضرورة إلى حرب إقليمية واسعة تحرق المنطقة.

الخلاصة هنا تقول إن الاغتيال هو وراء سقوط الطائرة وليست حالة الجو، دون أن ننكر هنا احتمالات وقوع عطل فني عادي، وتعطل الطائرة بشكل مفاجئ، لكننا نتحدث في سياق سياسي وأمني وعسكري متوتر، سبقه تهديدات إسرائيلية بالانتقام من إيران على خلفية القصف الإيراني لإسرائيل، وتدخل واشنطن لمنع التصعيد والتهدئة، وقد رأينا ردا إسرائيليا محدودا، دون أن يمنع ذلك التخطيط سرا لعملية مدبرة من هذا الطراز لا تعترف عبرها إسرائيل بمسؤوليتها، وقد لا تتمكن أي دولة عبر التحقيقات الفنية من استكشاف أدلة على الفاعل الأصلي بحيث تقيد ضد مجهول، أو ضد حالة الطقس، وأحيانا القضاء والقدر.

السؤال الأذكى الذي يتم طرحه هنا يقول: هل سترد إيران لو اكتشفت أن إسرائيل هي المسؤولة عن العملية، وهل ستعلن إيران مسؤولية إسرائيل أصلا، والأرجح هنا أن إيران حتى لو أدركت من باب المعلومات التقنية، أو التحليلات الظنية أن إسرائيل هي المسؤولة، فهي لن تعلن ذلك جهارا، لأن الكل سيطالبها برد الفعل، خصوصا، من هم في معسكرها وهي تدرك أن الانتقام للرئيس لا بد أن يكون مختلفا، وسيؤدي بالضرورة إلى حرب إقليمية واسعة تحرق المنطقة.

هذه مجرد تصورات، قد تصح وقد لا تصح، وعلينا انتظار الرواية الإيرانية الأخيرة التي قد تحتاج إلى وقت ليس قصيرا، لكننا على الأغلب في سياقات حادثة مدبرة مجهولة الفاعل شكلا، على طريقة تفجير مرفأ بيروت، ومعروفة الفاعل ظناً وحسما دون أن يترك أي أثر.

ثم إذا حدثت مفاجأة وأعلنت طهران مسؤولية إسرائيل عكس ما نتوقعه في هذا المقال فستكون كل المنطقة في طريقها إلى جهنم الحمراء، قياسا على ردود فعل طهران في حالات سابقة.

الغد

مقالات مشابهة

  • لبنان: معدل الفقر تضاعف ثلاث مرات خلال عشر سنوات
  • "تنمية مهارات الطفل "ورشة عمل بالقومى للمرأة بالبحر الأحمر
  • إستراتيجيات لمواجهة اضطراب فرط الحركة
  • حصول 121 قيادة محلية على 4 دورات تدريبية في تنمية مهارات القيادة
  • اغتيال سياسي تتجنب إيران إعلانه
  • كيف تضع روتينا يوميا محددا لطفلك؟ وكيف تساعده على الالتزام به؟
  • مستشار أسري: من الطبيعي وجود خلافات في العلاقات الزوجية والمهم طريقة التعامل معها
  • 5 نصائح لحماية الأطفال من المشكلات الصحية المرتطبة بارتفاع درجات الحرارة
  • رئيس تعليم الكبار يشارك في ورشة «إشراك المجتمع المدني في التعليم غير الرسمي»
  • لا خير ولا نوايا حسنة تأتي من النظام الايراني