مايو 18, 2024آخر تحديث: مايو 18, 2024

المستقلة/-أعلنت المملكة المغربية العربية، عن تصور جديد للعمل العربي، محذرة من أن الوضع العربي الراهن يواجه “مخاطر” أمنية متعددة الأبعاد وتحديات تنموية تتطلب المواجهة وفق الروابط المشتركة، فيما شددت على رفض العدوان الغاشم الذي تشنه “آلة الحرب الإسرائيلية” في قطاع غزة وتسجيل “فظائع إنسانية” بحق الشعب الفلسطيني.


وقالت المملكة المغربية في بيان، إن “خطاب ملك المغرب محمد السادس في القمة العربية يؤكد على الإلتزام المغربي الكامل بالقضايا العربية المشتركة حيث أن العمق العربي للمملكة المغربية يشكل أحد الثوابت الإستراتيجية في السياسة الخارجية مرتكزا على الإنتماء المشترك و العديد من الروابط و نقاط الإلتقاء مع باقي الشعوب العربية الشقيقة”.
وأضافت، أن “الخطاب يؤسس بكل مسؤولية ووضوح لرؤية جديدة ذات بعد إستشرافي لمعالجة القضايا العربية المشتركة وفق مقاربة واقعية تهدف إلى مواجهة الوضع العربي الراهن الذي يواجه مخاطر أمنية متعددة الأبعاد و تحديات تنموية لها راهنيتها بالنظر إلى الازمات التي تهددها بالفشل فالمملكة المغربية لها دور مركزي و تاريخي في العمل العربي المشترك أسسه الملك الراحل محمد الخامس إنطلاقا من خطاب طنجة التاريخي سنة 1947 وكرسه الملك الراحل الحسن الثاني بتوازناته العربية وعلاقاته الدولية المتشعبة وحافظ عليه الملك محمد السادس بنهج سياسي متبصر واقعي و ديبلوماسية إستباقية صادقة”.
ولفتت الى أن “الخطاب جدد التذكير بموقف المغرب الثابت إزاء القضية الفلسطينية من خلال إمتدادتها الجيوسياسية وتقاطع مصالح ورغبات أكثر من طرف إقليمي ودولي، يشكل التوصل إلى حل مستدام و شامل لها هو الهدف الأسمى والخطوة الأولى لتحقيق الإستقرار وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط”.
وأوضحت المملكة، أن “الموقف المغربي الراسخ إزاء حقوق الشعب الفلسطيني لم يتغير بتغير الفاعلين أو تغير الشروط الموضوعية للصراع في الشرق الاوسط بل أن الأحداث الأخيرة كانت فرصة لتأكيد الموقف المغربي التاريخي من هذا الملف الذي شكل طوال عقود مضت أولوية قصوى للملوك إنطلاقا من محمد الخامس والحسن الثاني، فقد حدد الخطاب بكل الوضوح المطلوب وبدون مواربة وإنطلاقا من مسؤولية تاريخية موقف المغرب الرسمي والشعبي الرافض للعدوان الغاشم الذي تشنه آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة مستهدفة المدنيين من أطفال و نساء وعجائز حيث تم تسجيل فظائع إنسانية في حق الشعب الفلسطيني حركت معها ضمير العالم”.
وتابعت، أن “مواقف الملك محمد السادس المتقدمة في هذا الملف كان لها دورها الكبير والمتميز في دفع كل القوى الحية في العالم إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء المجازر التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية في حق المدنيين العزل في قطاع غزة و تعزيز كل المطالب الدولية بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع وضمان تدفق المساعدات بشكل إنسيابي إلى المنكوبين في القطاع و كذا وقف الإستفزازات التي تنفذها عناصر إسرائيلية متطرفة بدعم من جهات حكومية إسرائيلية في الضفة الغربية في رسالة قوية و مباشرة تضع مختلف القوى الحية في العالم أمام مسؤوليتها الأخلاقية بضرورة التدخل المستعجل لوقف الأعمال العدائية في القطاع و فتح الممرات الإنسانية لتقديم المساعدات للمدنيين العزل في أفق إسكات البنادق بالقطاع و إطلاق عملية سياسية تنهي المآسي الإنسانية التي يمر منها الشعب الفلسطيني الاعزل”.
وأشارت الى أن “الخطاب وضع النقاط فوق الحروف بالدعوة المفتوحة إلى القادة والزعماء العرب والأوساط الحكومية ومراكز التفكير الإستراتيجي والمجموعات الأكاديمية من الخليج إلى المحيط من أجل البحث عن إطار مرجعي مشترك جديد وفق رؤية عربية متكاملة لمعالجة القضايا العربية إنطلاقا من حلول عربية بأيادي عربية بعيدا عن التدخلات الخارجية وهو ما أكد عليه الملك بالحرف بأن وجود تصور استراتيجي مشترك، وتوفر إرادة سياسية صادقة، لتوطيد وحدتها ورص صفوفها، بما يخدم المصالح المشتركة لشعوبنا”.
وبينت، أن “الخطاب أشار إلى نقطة مهمة برؤية إستشرافية دقيقة إلى دور الشباب العربي في إحداث التغيير المطلوب في السياسات العربية والرقي بها إلى مستوى عال من التكامل والتنسيق والإندماج بما يخدم مصالح الأجيال المقبلة فديموغرافيا المنطقة العربية تبقى المنطقة الأكثر شبابية في العالم ففيها النسبة الأعلى من السكان الشباب (18 – 24 سنة)؛ ومن جهة أخرى فهي المنطقة التي بها أعلى نسبة لبطالة الشباب في العالم مقارنةً بالمعدل الدولي، وذلك حسب آخر المعطيات التي جاءت في التقرير الأخير لسنة 2023 الصادر عن منظمة العمل الدولية (ILO) حيث تظهر معطيات المنظمة الدولية للعمل في تقريرها الأخير لسنة 2023 وجود فروق شاسعة بين الشباب العربي و باقي شباب العالم، فالشباب العربي يُعاني مستويات عالية من البطالة ومن سوء استخدام قدراته ومن هدر وقته خارج التعليم والتدريب والعمل ، فنسبة (عدم استغلال قوة العمل) لدى الشباب العربي 40.4% ولدى الشابات العربيات 65.6%، فنسبة بطالة الشباب في العالم العربي هي 25.7 بالمئة كما جاء في تقرير منظمة العمل الدولية لسنة 2023 مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل إلى 15 بالمئة وبلغة الأرقام في ليبيا معدل البطالة بلغ فيه 49,5% أما تونس 35,8% والجزائر 29.6% ومصر 26,5%، بينما حصل المغرب على أفضل معدل في شمال أفريقيا (13٪) و لهذا فإن بناء رؤية إستراتيجية مشتركة مدعومة بالإرادة السياسية الصلبة هو خطوة أساسية لتعزيز قدرات الأمة العربية وتحقيق طموحاتها والتركيز على تنمية وتأهيل الشباب العربي هو ضرورة ملحة إذا أردنا النهوض بمجتمعاتنا وإستغلال طاقاتهم الهائلة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي المنشود”.

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی الشباب العربی فی العالم

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط: منتدى التعاون الصيني العربي فكرة "جيدة للغاية" تعكس رغبة مشتركة في بناء "علاقات قوية"

القاهرة- أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عشية الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي المقرر عقده الخميس 30 مايو 2024، في بكين أن منتدى التعاون الصيني العربي فكرة "جيدة للغاية" تعكس رغبة مشتركة في بناء "علاقات قوية"، لافتا إلى أن العلاقة بين الجانبين تشهد نموا مطردا.

وقال أبو الغيط، بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، إن المنتدى يعد فكرة "جيدة للغاية" ربطت الصين والدول العربية بعلاقة مؤكدة واجتماعات دورية، مشيرا إلى أن المنتدى يُعقد كل عامين على مستوى وزراء الخارجية، ومرة كل عام على مستوى وكلاء الوزارات وكبار المسؤولين، وفق وكالة "شينخوا" الصينية.

وسلط الضوء أيضا على أن الصين وجهت الدعوة لعدد من رؤساء الدول العربية للمشاركة في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، واصفا ذلك بأنه أمر يدعم في حد ذاته العلاقة بين الجانبين ويؤدي إلى بنائها بشكل جيد.

ففي عام 2004، أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. وأصبح المنتدى منصة هامة لتعزيز الحوار والتعاون بين الصين والدول العربية.

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية قائلا "لقد حضرت المنتدى عام 2020 في بكين، والملاحظة الواضحة جدا أن كل وزراء الخارجية العرب كانوا متواجدين والنقاش مع وزير خارجية الصين كان مكثفا ودافئا، ما يعكس رغبة مشتركة في بناء علاقة قوية".

وأشار أبو الغيط إلى أن منتدى التعاون الصيني العربي أدى على سبيل المثال إلى عقد قمة بين الصين والدول العربية لأول مرة بالرياض في 9 ديسمبر 2022، منوها إلى أن التعاون الاقتصادي والمفاهيم الحضارية والعلاقة بين حضارة الصين والحضارة العربية وغيرها من المجالات قد ساهم المنتدى في تعميقها وإطلاقها بشكل واضح ودوري، معتبرا ذلك من أهم الأشياء فيه.  

وأوضح أن منتدى التعاون الصيني العربي له برنامج تنفيذي يتابع كل القرارات وكل المفاهيم ويسعي لتنفيذها بقدر الإمكان، ومن ثم هناك متابعة دورية لهذا السياق التنفيذي بالنسبة لكل النشاطات.

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن اعتقاده بأن العلاقات العربية الصينية هي علاقة متنامية، لافتا إلى أن الصين راغبة في تعزيز هذه العلاقة، كما أن الدول العربية في حاجة إلى توسيع انفتاحها على الصين.

وذكر في هذا الصدد أن الصين تعد قوة اقتصادية نامية للغاية ولها قدرة كبيرة على الابتكار وتقديم التكنولوجيا المتقدمة وطرح الكثير من الأفكار للعالم العربي، مشددا على أن هذا شيء يجب الاهتمام به كثيرا.

وحول آفاق التنمية المستقبلية لمنتدى التعاون الصيني العربي، رأى أبو الغيط أن الأمر الهام يكمن في أن يلتزم الطرفان بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، مشيرا أيضا إلى أهمية المتابعة الدورية لتنفيذ الأفكار وخطط التعاون التي توصل إليها الطرفان بما يسهم في تعميق بناء العلاقة بينهما.

هذا وقد وقّعت الحكومتان الصينية والأردنية في نوفمبر 2023 مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق في العاصمة الأردنية عمان. وبهذا تكون الصين قد وقعت وثائق تعاون بشأن البناء المشترك للحزام والطريق مع جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية.

وفيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق وتأثيرها على المنطقة العربية، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن كل الدول العربية أعضاء بالمبادرة، وأن المبادرة تلعب دورا مهما في تعزيز التعاون العربي الصيني.

وحول الجهود المشتركة لبناء مجتمع مصير مشترك صيني عربي في العصر الجديد، أكد أن الجانبين بينهما ثقة متبادلة عميقة ويجمعهما رباط مشترك يتمثل في التعاون المربح للجانبين، مشيدا بالعمل الجاري في إطار المنتدى لتعزيز التعاون المشترك في 19 قطاعا مثل القطاعات الثقافية وقطاعات المرأة والتجارة والإنتاج والموانئ وغيرها، واصفا إياها بمجالات مهمة للغاية وتحتاج إلى الكثير من العمل والتعاون بين الخبراء في الجانبين والابتكار والالتزام لتأمين التنفيذ.

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في ختام حديثه على أهمية تبادل الترجمات والكتب ورؤى المتاحف في دعم العلاقات الثقافية بين المجتمعين، قائلا إن كلها أفكار يمكن أن تُسهم في توثيق الثقة بين الجانبين العربي والصيني.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • كيف عادت فلسطين أم القضايا؟
  • “اللافي” يعلن رسميًا طرابلس عاصمة الشباب العربي للعام 2024
  • عمورة ضمن “التوب3” لأفضل الهدافين العرب في أوروبا
  • وانغ يي وزير الخارجية الصيني يكتب: العرب والصين.. مستقبل مشترك نحو عصر جديد
  • “الدار دارك من المحيط إلى الخليج”.. طرابلس تستعد لاحتضان الشباب العربي
  • 8 أشهر من الحرب على غزة .. لوبس: إسرائيل في مواجهة العالم
  • أبو الغيط: منتدى التعاون الصيني العربي فكرة "جيدة للغاية" تعكس رغبة مشتركة في بناء "علاقات قوية"
  • 8 أشهر من الحرب على غزة.. لوبس: إسرائيل في مواجهة العالم
  • بكين: افتتاح أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بمشاركة المغرب
  • “الدبيبة” يشارك في أعمال الجلسة الافتتاحية في الدورة العاشرة للمنتدى العربي الصيني