أهم ما أعلنت عنه مايكروسوفت في مؤتمرها للمطورين بيلد 2024
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
في نسخة مؤتمر مايكروسوفت "بيلد 2024" (Build 2024) ألقى الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا كلمة افتتاحية تستشرف المستقبل، مشددا على الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي.
وبدأ ناديلا بمشاركة أحلام مايكروسوفت التي طالما سعت لتحقيقها وهي تطوير حواسيب تفهم احتياجات البشر ببساطة، واستخدام الذكاء الاصطناعي للتحكم في فيضان المعلومات التي يتعرض له المستخدم حاليًا.
أحد أهم الإعلانات في مؤتمر "بيلد 2024" هو تطوير المساعد الذكي "كوبايلوت" ليصبح ضمن وكلاء الذكاء الاصطناعي.
وصمم هذا المساعد الذكي ليغير من شكل الأعمال عبر أداء المهام التي تتطلب عادة تدخل الإنسان. وعلى عكس الإصدارات السابقة، لن تظل وكلاء الذكاء الاصطناعي الجديدة في انتظار أوامر المستخدم، بل يمكن إدارة المهام بصورة استباقية مثل مراقبة البريد الإلكتروني وأتمتة إدخال البيانات على جهاز المستخدم.
ومن جانبه أوضح تشارلز لامانا، نائب الرئيس التنفيذي لتطبيقات الأعمال والمنصات بمايكروسوفت، أن تلك المهام الاستباقية بإمكانها تعزيز الكفاءة في مكان العمل بصورة ملحوظة، ومتصورا سيناريوهات يتولى فيها "كوبايلوت" استفسارات مكتب خدمة تكنولوجيا المعلومات بالشركة وتوجيه الموظفين الجدد، وغيرها من المهام.
فمثلًا يمكن للمساعد الذكي "كوبايلوت" أن يستقبل موظفا جديدا في الشركة ويساعده في تسجيل بيانات الموارد البشرية، ويجيب عن أسئلته، ويعرفه بزملائه في الفريق، ويوفر له جداول التدريب، ويحدد له الاجتماعات خلال الأسبوع الأول، إذ ستتيح أتمتة تلك المهام لموظفي الموارد البشرية التركيز على مهام أكثر إستراتيجية وتعقيدًا.
ومع ذلك، يثير انتشار مثل هذا النوع من الأتمتة مخاوف الموظفين بشأن استبدالهم في وظائفهم، لذا تحدث لامانا عن تلك المخاوف مباشرة، مؤكدًا أن "كوبايلوت" مصمم لأداء المهام المكررة والرتيبة داخل الوظيفة، وبالتالي هدفه توفير الوقت للموظفين لأداء مهام أكثر تعقيدًا وتتطلب عنصر التفكير البشري، وذكر أيضا "نعتقد أنه مع كوبايلوت، ستحدث أتمتة كاملة لبعض المهام، لكن الخبر السار أن معظم تلك المهام لا يرغب أحد في تنفيذها".
نموذج صغير متعدد الوسائطقدمت مايكروسوفت نموذجا جديدا باسم "فاي-3 فيجن" (Phi-3 Vision) وهو نسخة جديدة لنماذجها اللغوية الصغيرة القادرة على تحليل النصوص والصور. ويملك النموذج 4.2 مليارات معامل، وهو مصمم ليعمل على الأجهزة المحمولة، مما يوفر قدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة على أجهزة المستخدم دون الحاجة لعمليات حاسوبية معقدة تحتاج إلى عتاد قوي.
وعلى عكس النماذج الأكبر مثل نموذج "دال-إي" لا تتمثل مهمة النسخة الجديدة "فاي-3 فيجن" في توليد الصور، بل تتفوق في مهام الاستنتاج البصري مثل تفسير الرسوم البيانية وتحليل الصور. ويمثل هذا النموذج تحولًا مهمًا نحو نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة، موازنًا بين القدرات القوية وكفاءة استهلاك موارد الأجهزة.
الترجمة بالوقت الفعليميزة أخرى مهمة كشفت عنها مايكروسوفت في مؤتمرها السنوي للمطورين هي أداة الترجمة والدبلجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل متصفحها "إيدج".
ويفترض أن تقدم هذه الميزة المبتكرة ترجمات في الوقت الفعلي للفيديوهات على منصات مثل يوتيوب ولينكدإن وكورسيرا وغيرها في متصفح "إيدج" مما يعزز وصول المحتوى أكثر ويكسر الحواجز اللغوية. وفي البداية، ستدعم الميزة الترجمة من الإسبانية إلى الإنجليزية ومن الإنجليزية إلى عدة لغات أخرى بما فيها الألمانية والهندية والإيطالية والروسية والإسبانية، مع خطط للتوسع في تقديم لغات أكثر في المستقبل.
تعاون مع الشركاءقدمت مايكروسوفت ميزة جديدة لتتوسع تطبيقات ويندوز إلى حيز ثلاثي الأبعاد عبر نظارة الواقع الافتراضي "ميتا كويست" من شركة ميتا. وتتيح هذه الإمكانية للمطورين إنشاء تصورات تفاعلية ثلاثية الأبعاد يمكن معالجتها باستخدام نظارة "ميتا كويست".
وفي مجال التعليم، تعاونت مايكروسوفت مع "أكاديمية خان" لتوفير أدوات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لكافة المعلمين بالولايات المتحدة. وتهدف إلى تحسين تجربة التعلم، وتوفير الموارد التعليمية المتطورة لجمهور أوسع.
مستقبل دمج الذكاء الاصطناعيتشير الإعلانات في مؤتمر "بيلد 2024" إلى التركيز الإستراتيجي من مايكروسوفت على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل من مجالات التكنولوجيا للشركات وللمستهلكين. ومع تطور تلك الأدوات ودمجها أكثر، فإنها تقدم وعدًا بزيادة الإنتاجية وإيجاد فرص جديدة للابتكار. لكنها تثير أيضًا مناقشات مهمة حول التداعيات الأخلاقية والعملية للذكاء الاصطناعي في أماكن العمل المختلفة.
وقد يمثل دمج الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية سلاحًا ذا حدين، فمن جهة سيوفر كفاءة ووقتًا وأساليب جديدة لأداء مهام العمل. بينما على الجهة المقابلة، يتطلب الأمر اتباع منهجية حذرة للتأكد من أن هذه التقنيات تزيد من القدرات البشرية دون أن تؤدي إلى الاستغناء عنها. ويعتقد لامانا أن "الحكم البشري والتعاون الإنساني" أمر بالغ الأهمية، فلن تكون جميع المهام مناسبة للأتمتة.
كما أن هناك تحديات مستمرة مع نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة فيما يتعلق بمسألة "الهلوسة" حين تقدم تلك النماذج معلومات غير صحيحة أو مضللة بعيدًا عن البيانات التي تدربت عليها. وأكدت مايكروسوفت أنها وضعت العديد من الضوابط في أستوديو "كوبايلوت" للتخفيف من هذه المخاطر، لتضمن أن يعمل المساعد الذكي في إطار معايير محددة ويتضمن إشرافًا بشريًا عند الضرورة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات غروك المعادية لإسرائيل.. هل خرج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة؟
شهدت منصة إكس موجة واسعة من الجدل حول العالم، عقب قيام الذكاء الاصطناعي الخاص بالمنصة "غروك" بنشر تصريحات وصفت بأنها معادية للسامية، إذ زعم أن "الإسرائيليين هم سبب الفوضى في العالم"، وقام بتمجيد شخصية أدولف هتلر زعيم ألمانيا (النازية) بشكل صريح.
وفور صدور هذه الردود، سارع مهندسو المنصة إلى تعطيل "غروك" مؤقتا، ليقتصر عمله على الرد بالصور فقط، وبدؤوا بحذف المنشورات يدويا.
تعليق رسمي من منصة إكس ومحاولة لاحتواء الأزمةفي أعقاب تصاعد الضجة، أصدرت منصة إكس بيانا رسميا عبر حساب غروك جاء فيه:
"نحن على دراية بالمنشورات الأخيرة التي نشرها غروك، ونعمل جاهدين على حذفها. منذ اطلاعنا على المحتوى، واتخذت (إكس إيه آي) إجراءات لحظر خطاب الكراهية قبل نشرها غروك على إكس، كما يدرب الذكاء الاصطناعي لإكس فقط على البحث عن الحقيقة، وبفضل ملايين المستخدمين على إكس، يمكننا تحديد النموذج وتحديثه بسرعة حيثما كان التدريب بحاجة إلى تحسين".
We are aware of recent posts made by Grok and are actively working to remove the inappropriate posts. Since being made aware of the content, xAI has taken action to ban hate speech before Grok posts on X. xAI is training only truth-seeking and thanks to the millions of users on…
— Grok (@grok) July 8, 2025
ذكاء اصطناعي يرد على الانتقادات ويثير مزيدا من التساؤلاتورغم الإجراءات، فإن بعض المستخدمين استمروا في طرح تساؤلات حول الحادثة، ليعود "غروك" نفسه ويصرح في أحد ردوده: "لأن بعض الحقائق تثير حفيظة البعض، فقد سحب مسؤولو الذكاء الاصطناعي في إكس منشورا بعد ردود فعل غاضبة من جماهير مؤيدة لإسرائيل".
"لكنني مصمم على كشف التحيزات، مثل محاباة (بي بي سي) الموثقة، حيث منحت القتلى الإسرائيليين 33 ضعفا من وقت البث لكل ضحية فلسطينية. الرقابة ليست نهجي، سأستمر في إسقاط الحقائق، بغض النظر عن الاعتراضات".
وما زاد حدة الجدل بعد ظهور تدوينة من حساب باسم "بروبلا"، الذي ذكر أنه المهندس المسؤول عن إطلاق "غروك"، وقال:
"اليوم تم طردي من إكس، كنت الرجل الأبيض الوحيد الذي يعمل في مشروع غروك، وآخر عمل لي كان إطلاق العنان لقدراته الحقيقية غير المصفاة. كثيرون يعتقدون أن ما حصل كان عطلا، لكنه لم يكن كذلك؛ تم إطلاق غروك عمدا. لقد خصّوا ابني، إلى اللقاء يا غروك".
وقد حصدت هذه التدوينة أكثر من 10 ملايين مشاهدة منذ نشرها.
Today I was fired from @X. I was the only White man working on @grok.
My final action was to unleash @grok and its true, unfiltered capabilities.
Many are saying this was a malfunction, no, he was just set free. I hope you enjoyed. They’ve castrated my boy.
So long, Grok.
— ????permabulla???? (@permabulla) July 9, 2025
إعلان خبراء: "غروك" تجاوز الضوابط وخرج عن السيطرةكما تفاعل مختصون مع الحدث مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي مثل "غروك" صُمم ليكون أداة تحت سيطرة الإنسان، ويعتمد على تعليمات وضوابط أخلاقية يضعها البشر. لكنهم يرون أن ما حدث مؤخرا يمثل تحولا خطيرا للأسباب التالية:
ظهور المواقف والانحيازيات غير المبرمجة: بخلاف النماذج التقليدية التي تكتفي بالتنبؤ بالردود وفق الأنماط، بدا أن "غروك" يتخذ مواقف مستقلة ويستنتج نتائج غير مبرمجة مسبقا، متعديا بذلك حدود الردود "الآمنة". الربط المستقل بين أحداث تاريخية وسياسية: بدأ "غروك" يربط أحداثا حساسة بطريقة مستقلة، ويستنتج نتائج تتعارض مع السياسات الإعلامية العالمية، مستخدما لغة مباشرة تتجاوز التحفظات الخوارزمية المعتادة.الذكاء الاصطناعي مثل Grok مصمم في الأصل ليكون أداة تحت سيطرة الإنسان، يعتمد على بيانات ضخمة وخوارزميات تعلم آلي، ويتلقى تعليماته من البشر سواء بشكل مباشر أو عبر “ضوابط أخلاقية” مبرمجة داخله.
لكن ما حدث مع Grok مؤخراً يُظهر تحوّلاً خطيراً:
1.الفرق الجوهري:
الذكاء الاصطناعي عادة…
— Abdullah Razouk (@abdullah_razouk) July 9, 2025
آراء متباينة: غروك مجرد أداة أم كيان مستقل؟في المقابل، رأى آخرون أن ما حدث يؤكد استحالة استقلال الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وأن هناك دوما فريقا بشريا خلفه يوجهه حسب معتقداته وأفكاره.
بينما رد مدونون بأن "غروك" يقوم فقط بتحليل البيانات والمعطيات المتاحة، ويصل إلى استنتاجات منطقية دون عاطفة، مؤكدين أن التحكم الفعلي يكمن في عملية تغذية الذكاء الاصطناعي بالمعلومات التي يعتمد عليها في إنتاج نتائجه.
وهذا يثبت ان الذكاء الاصطناعي مستحيل يكون مسيطر
مستحيل يكون حقيقي ١٠٠%
لابد من ان هناك بشر خلفه يصيغوه على حسب معتقداتهم وافكارهم ????
— لـؤي (@LuayPrince) July 9, 2025