الحرب طويلة وتوسّعها صعب.. ولا تسوية داخلية
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
كل المؤشرات السياسية والميدانية توحي بأن الحرب المندلعة في قطاع غزة والمعارك المشتعلة في جنوب لبنان لن تنتهي قريبا، لا بل قد تطول اكثر مما يتوقع البعض، خصوصا وأن الحكومة الاسرائيلية اعادت إستيعاب الموقف السياسي العالمي وتأقلمت مع الضغوط الاميركية ليبقى امامها استحقاق ايلول المرتبط بالانتخابات الرئاسية الاميركية والحملات الانتخابية هناك، فإذا لم تستطع واشنطن فرض وقف اطلاق النار عليها، فإن الاشتباك العسكري سيستمر.
حتى ان المقاومة الفلسطينية التي عادت واستلمت زمام المبادرة الميدانية او اقله استعادت الحيوية بعد اشهر من فقدان التوازن تتعامل على قاعدة انها قادرة على الصمود لوقت طويل، في المقابل يتعامل "حزب الله" عند الحافة الامامية وبأن كل الاحتمالات واردة، لذلك لا يكشف الا جزءا بسيطت من امكاناته ويترك هامشا واسعا للمفاجآت التي سيتم كشفها تدريجيا كما فعل في الاشهر الثمانية الماضية.
حتى الواقع الديبلوماسي بات يتعامل بخجل وببطء شديد مع الازمة، كأن هناك قناعة شاملة لدى الدول الغربية وبعض الدول العربية بأن التسوية تحتاج الى حدث استثنائي يقلب موازين القوى لصالح هذا الفريق او ذاك قبل البدء بمبادرة جديدة، علماً ان حسابات اسرائيل تحديدا لم تعد حسابات عسكرية ميدانية فقط وباتت مرتبطة بالمستقبل وكيف ستتعامل مع اعدائها في حال قدمت تنازلات بعد كل ما حصل في السابع من تشرين.
لبنانيا تبدو التطورات متناسقة مع تطورات المنطقة، اذ تباطأت المبادرات بشكل لافت بالرغم من حراك " اللجنة الخماسية" الذي يركز على التسوية السياسية الداخلية بعد فشل كل المفاوضات بشأن الجبهة الجنوبية، ومن الواضح ايضا ان الثنائي الشيعي يعمل على تجاهل اي اقتراح داخلي لا يؤمن له انتصارا واضحا او تحقيق اهدافه التي وضعها قبل الحرب وتحديدا تلك المرتبطة بالانتخابات الرئاسية.
حتى ان رفض "الثنائي الشيعي"للمبادرة الفرنسية ولاقتراحات هوكشتاين توحي بأن هناك قرارا واضحا بضرورة انتظار نتائج المعركة للبحث في الترتيبات السياسية، لا بل يبدو ان "الثنائي" يريد ان يؤجل النقاش الداخلى الى ما بعد وقف اطلاق النار، حتى لو نفى ذلك، لكن التعامل بقلة حماس واضحة مع اي تواصل خارجي يؤكد ان تأجيل الحلول سيكون الاستراتيجية المتبعة في المرحلة الحالية الى حين تحقيق مكاسب كبيرة بعد الحرب.
كل الاستحقاقات مؤجلة وكل الخطاب السياسي الداخلي الذي يطلق اليوم يخدم تمرير الوقت لا اكثر، حتى ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تحدث بالكثير من الهدوء عن الميدان معتبرا، بما معناه، ان وقت المفاجآت لم يبدأ بعد، وان على نتنياهو انتظارها، وهذا يؤكد ان المرحلة الحالية ستطول، حتى ان تجاوب الرئيس نبيه بري مع اقتراحات "الخماسية" كان اقل من المرات السابقة، ما يوحي بأن مسار التفاوض سيكون صعبا وشاقاً..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حتى ان
إقرأ أيضاً:
تسوية بين نتنياهو وكوشنر لترحيل 200 مسلح من أنفاق رفح
القدس المحتلة – وكالات
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم، عن التوصل إلى تسوية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي جاريد كوشنر، تقضي بترحيل نحو 200 مسلح عالقين داخل أنفاق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، قوله إن الاتفاق ينص على السماح للمسلحين بالخروج من الأنفاق ومغادرة القطاع "بشكل آمن وبدون استهداف مباشر"، في إطار تفاهمات خاصة جرت بوساطة أمريكية.
ووفقاً للمصدر، فإن التسوية تهدف إلى تجنب مواجهة عسكرية مباشرة داخل الأنفاق، وما قد يترتب عليها من خسائر بشرية أو تعقيدات ميدانية، مشيراً إلى أن التفاهمات تشمل ترتيبات لعدم تعرض المجموعة لأي عمليات قصف أو اعتقال أثناء عملية الإخلاء، دون الكشف عن الوجهة التي سيتم نقلهم إليها، أو الجهة التي ستشرف على عملية الترحيل.