هيئة أممية: أدلة على استخدام الاغتصاب بشكل منهجي في السودان
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن هناك "أدلة متزايدة على أن الاغتصاب يستخدم عمدا وبشكل منهجي" في السودان، في ظل تفشي المجاعة وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع في البلاد.
وقالت المديرة الإقليمية للهيئة في شرق وجنوب أفريقيا، آنا موتافاتي، خلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الثلاثاء، إن "كل يوم يتأخر فيه العالم عن التحرك، تلد امرأة تحت القصف، أو تدفن طفلها جوعا، أو تختفي دون عدالة".
وأضافت موتافاتي أن شهادات النساء من مدينة الفاشر -التي وصفتها بأنها "قلب الكارثة الأخيرة في السودان"- كشفت عن معاناة مروعة.
وأشارت إلى أن "النساء الحوامل اضطررن لوضع أطفالهن في الشوارع بعد تدمير ونهب آخر مستشفى ولادة في المدينة".
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط تقارير عن "فظائع واسعة النطاق تشمل إعدامات ميدانية وعنفا جنسيا"، وفق تقارير حقوقية.
ودفعت تلك الانتهاكات -وفقا لموتافاتي- آلاف النساء والفتيات إلى الفرار نحو بلدات طويلة، التي تبعد نحو 70 كيلومترا، وكورما ومليط، حيث الوجود الإنساني محدود للغاية.
أمهات يجعن ليشبع أطفالهن
وأكدت المسؤولة الأممية أن "أجساد النساء أصبحت مسرحا للجريمة في السودان"، محذرة من أنه "لا أماكن آمنة" متبقية يمكن للنساء فيها الحصول على الحماية أو الدعم النفسي والاجتماعي.
وتابعت أن "الكرامة الأساسية انهارت بالكامل"، موضحة أن عبوة الفوط الصحية الواحدة تُباع بنحو 27 دولارا في شمال دارفور، بينما يبلغ متوسط المساعدة النقدية الإنسانية للأسرة نحو 150 دولارا شهريا فقط لأسرة مكونة من 6 أفراد.
وأضافت "ربما لا تتناول معظم النساء والفتيات الطعام على الإطلاق في السودان. غالبا ما تتجنب النساء وجبات الطعام ليتمكن أطفالهن من تناول الطعام، بينما تحصل المراهقات في كثير من الأحيان على أقل حصة، مما يقوض تغذيتهن وصحتهن على المدى الطويل".
إعلانوقالت موتافاتي إن الجوع الذي تعانيه النساء "يؤدي إلى آثار مضاعفة"، حيث أبلغ العاملون الصحيون عن ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد بين الرضع بسبب تراجع قدرة الأمهات الجائعات على الإرضاع الطبيعي.
ودعت المسؤولة الأممية إلى وقف العنف فورا وتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية، وزيادة التمويل للمبادرات المحلية مثل مطابخ الحساء التي تقودها النساء.
تفشي المجاعة وانعدام الأمن
ونقلت الهيئة -في تقريرها- تحليلا للأمن الغذائي، أُجري أوائل الشهر الجاري، أكد وجود المجاعة في الفاشر وكادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وفي بيان منفصل، حذّرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، من أن الانتهاكات الواسعة وانعدام الأمن في الفاشر أدت إلى موجة نزوح ضخمة فاقمت الأزمة الإنسانية في السودان.
وقالت بوب إن فرق المنظمة "تستجيب حيثما أمكن، لكن نقص الإمدادات وانعدام الأمن يمنعان الوصول إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين".
وحذرت المسؤولة الأممية من أن العمليات الإنسانية "توشك على الانهيار الكامل" دون تمويل عاجل وضمانات للوصول الآمن.
وأضافت أن نحو 90 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين بسبب القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخل المدينة. كما فرّ قرابة 39 ألف شخص من شمال كردفان خلال الفترة بين 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأكدت المنظمة أن المستودعات الإنسانية شبه فارغة، وأن قوافل المساعدات تواجه مخاطر أمنية جسيمة وقيودا تمنعها من الوصول إلى المدنيين، داعية المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى التحرك الفوري لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح وضمان وصول المساعدات بأمان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات حريات فی السودان
إقرأ أيضاً:
محادثات جزائرية–أممية لتعزيز الجهود الإنسانية لصالح اللاجئين الصحراويين
استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، لوناس مقرمان، اليوم بمقر الوزارة، مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية، للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، روفيندريـني مينيكديويلا، في إطار الزيارة الرسمية التي تقوم بها إلى بلادنا، خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 14 نوفمبر 2025.
وحسب بيان الوزارة، فقد شكل هذا اللقاء، فرصة تطرق فيها الطرفان للسبل الكفيلة بتعزيز التعاون والتنسيق الثنائي بين الجزائر والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطلاقا من روح التضامن والمسؤولية المشتركة، بغية التكفل الأمثل بانشغالات وتطلعات اللاجئين، لاسيما من خلال دعم البرامج الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين.
كما أكد الطرفان بهذه المناسبة، على أهمية مواصلة الجهود وتعزيزها بهدف تعبئة المساهمات الدولية لدعم اللاجئين، في ظل السياق السياسي والإنساني الراهن.
وبهذه المناسبة، أشادت مينيكديويلا بالجهود المتواصلة والمتميزة التي تبذلها الجزائر منذ أكثر من خمسين عاماً في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لصالح اللاجئين الصحراويين، منوهة بالبعد الإنساني والتضامني الذي يميز الالتزام الجزائري في هذا المجال.