مسؤول فلسطيني لـ«الاتحاد»: مصير آلاف المفقودين في غزة لا يزال مجهولاً
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
عبدالله أبو ضيف (رفح، القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلن مسؤول دائرة الإحصاء في وزارة الصحة الفلسطينية، زاهر وحيدي، أن المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسراً وثّق بيانات 1300 مفقود خلال الحرب على غزة، في وقت استحال على عائلاتهم التحقق مما إذا كانوا أحياءً أم أمواتاً، فيما تعذر توثيق مئات آخرين بسبب فقدان عائلات بأكملها من دون بقاء أحد من أفراد الأسرة لتوثيق حالات الفقد أو الاختفاء القسري.
وأضاف وحيدي، في تصريحٍ لـ«الاتحاد»، أن أعداد المفقودين تُحصى بالآلاف، وتنتظر دائرة الإحصاء استكمال جميع إجراءات الإبلاغ عن المفقودين والقتلى، ومن المتوقع أن يزيد عددهم بالآلاف عما هو معلن.
وأشار إلى أن ملف المفقودين يُعد أحد أهم الملفات الصعبة التي تواجه دائرة الإحصاء في وزارة الصحة الفلسطينية، خاصة مع ضعف الإمكانات اللوجستية، إضافة إلى صعوبة عمليات الإبلاغ، في ظل التنقل المستمر لعشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية خلال أشهر الحرب.
وذكر وحيدي أن إدارة السجون الإسرائيلية لم تُفصح عن أي بيانات أو معلومات دقيقة حول أعداد ومصير من تم اعتقالهم خلال الحرب، وما إذا كانت تحتجزهم أحياءً أم أمواتاً، وهو ما يعني أن مئات من العائلات لن تستطيع التحقق من مقتل أبنائها مدى الحياة.
وبحسب تقديرات «الصليب الأحمر»، فإن هناك قائمة موسعة بالمفقودين تصل إلى نحو 7 آلاف حالة لا تزال عالقة ومصيرها غير معروف، ولا يشمل ذلك تلك الحالات التي يُعتقد أنها تحت الأنقاض، وفقاً للمتحدث الرئيسي كريستيان كاردون.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وزارة الصحة الفلسطينية غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة
إقرأ أيضاً:
تساؤلات حول مصير هدار غولدن.. هل كان حيا حتى الحرب الأخيرة؟
أثار إعلان كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عن استخراج جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وأفادت القسام بأنها انتشلت جثامين 6 من شهدائها في المدينة، إلى جانب جثة غولدن الذي يعد أحد أطول الأسرى الإسرائيليين بقاء في قبضة المقاومة داخل القطاع المحاصر، بعد أكثر من 11 عاما على أسره خلال معركة "العصف المأكول" في أغسطس/آب 2014.
الجزيرة تعرض مشاهد حصرية حصلت عليها لانتشال كتائب القسام جثة الضابط هدار غولدن في رفح#عاجل pic.twitter.com/LXKF6FMinR
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 8, 2025
ويعد غولدن عقدة عسكرية وسياسية لإسرائيل، إذ فشل جيش الاحتلال واستخباراته طوال عقد كامل في استعادته عبر القوة العسكرية أو المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"رياضة بنكهة السياسة".. الشرع يلعب السلة مع قادة بالجيش الأميركيlist 2 of 2حرب إعلامية أم تضليل حقيقي؟.. فيديو القسام لعملية استخراج جثث الأسرىend of listمعركة استخبارية وصراع إراداتتباينت ردود الفعل حول إعلان القسام العثور على الجثة بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأوا أن استخراج جثة غولدن من رفح يحمل رمزية عميقة للمجتمع الإسرائيلي، فهو المفقود الوحيد منذ حرب 2014.
وأضاف آخرون أن احتفاظ المقاومة بجثة غولدن طوال 11 عاما داخل أحد أنفاق رفح يعكس اقتدارا أمنيا واستخباراتيا لافتا، إذ تم الاحتفاظ بها بسرية تامة رغم العجز الأمني الإسرائيلي في الوصول إليها، قبل أن تقوم بانتشالها الآن ضمن ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار.
11 عام مضى على احتفاظ #المقاومة بجثة الجندي الإسرائيلي هدار غولدن بسرية تامة، وبعد عجز أمني فاضح لدى الاحتلال بالوصول اليه، هاي هي المقاومة تستخرجه من باطن أرض رفح وتسلمه ضمن ترتيبات إتفاق وقف اطلاق النار.
مقاومة أعجزت الاحتلال من الوصول الى جثامين جنوده هي مقاومة لا ولن تنكسر.…
— Khaled Fahd – خالد فهد (@khaledfahed4) November 8, 2025
وأوضح مدونون أن عملية الانتشال تجسد جوهر المعركة الاستخبارية بين المقاومة والاحتلال، فهي ليست مجرد جمع معلومات، بل سباق صبر وصراع إرادات. فالقوة الحقيقية -برأيهم- تكمن فيمن يملك الصبر والانضباط ليختار توقيت الكشف عن أوراقه، بينما يبقى خصمه عاجزا أمام من يملك الأرض والمعرفة.
إعلانورأى آخرون أن هذه العملية تؤكد عقلية المقاومة وإرادتها الثابتة، معتبرين أن من يمتلك الصبر والانضباط يكتب قواعد اللعبة ويحدد توقيت كل حدث في الميدان.
إشارات ميدانية وتساؤلات مفتوحةولفت ناشطون إلى أن وجود 6 شهداء من القسام في موقع انتشال غولدن يرجح أن المكان لم يكن مجرد نقطة دفن، بل كان موقعا ميدانيا نشطا احتضن عملية حماية هدف ثمين للغاية.
دلالة وجود 6 شهداء من القسام في مكان انتشال هدار جولدن:
وجود هذا العدد من الشهداء في نقطة واحدة يرجّح أنها لم تكن مجرد نقطة دفن، بل موقع ميداني نشط، غالبًا ما احتضن عملية حماية هدف ثمين للغاية.
هذا الهدف، وفق التقديرات، كان الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، مما يعني أنه كان على…
— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) November 8, 2025
ورجح آخرون أن الإعلان عن العثور على جثة غولدن وبالقرب منها جثامين المقاتلين الستة المعروفين بالاسم يشير إلى أنهم كانوا مكلفين بحراسته، وأنهم قتلوا مؤخرا خلال الحرب الأخيرة، لا قبل 11 عاما كما تزعم إسرائيل.
وأشار بعض المغردين إلى أن صور الشهداء الذين انتشلوا من الموقع ذاته لا يمكن أن تعود لمجموعة كانت تحرس جثة، وذلك ما يفتح الباب أمام احتمال أن غولدن كان حيا حتى وقت قريب، وربما قتل خلال العدوان الأخير أو أثناء عملية ميدانية محددة.
كما تساءل مغردون: متى قتل هدار غولدن؟ أكان يوم أسره في أغسطس/آب 2014 كما تزعم إسرائيل، أم ظل حيا حتى قتل مع آسريه؟
وربط ناشطون بين تسليم جثة غولدن وإنهاء أزمة مقاتلي القسام العالقين في أنفاق رفح، معتبرين أن الحدث يكشف عن عمق السيطرة الميدانية للمقاومة رغم العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في المنطقة.
حتى هذه اللحظة.
حماس لم تسلم جثة هدار غولدن لإسرائيل مما يرجح وجود مفاوضات جارية حاليا.
الجثة مقابل خروج المقاومين من انفاق رفح pic.twitter.com/iEnu6P9OpZ
— Hanzala (@Hanzpal2) November 9, 2025
ضربة معنوية لإسرائيلرأى ناشطون أن توقيت إعلان كتائب القسام وطريقة تسريبه يحملان رسائل سياسية ومعنوية عميقة، إذ تعرف الكتائب بانضباطها الصارم في إدارة ملف الأسرى، وذلك يعني أن تسريب معلومة من هذا النوع لا يمكن أن يكون عشوائيا.
وأوضح مدونون أن الرسالة موجهة بشكل مباشر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك عبر إحراجه أمام عائلة الضابط هدار غولدن التي تطالب منذ سنوات بمعرفة مصير ابنها، وفضح المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أعلنت وفاته رسميا بعد مدة وجيزة من أسره.
بعد أكثر من 11 عاماً على أسره في أوج معركة "العصف المأكول"#كتائب_القسام تُعلن استخراج جثة الضابط الإسرائيلي #هدار_غولدن من مدينة #رفح جنوبي #قطاع_غزة يحمل رمزية عميقة لدى المجتمع الإسرائيلي، فهو المتبقي الوحيد منذ حرب عام 2014.
أن تحتفظ #المقاومة بجثة #غولدن إحدى عشرة سنة في… pic.twitter.com/3Wc8hVAiBD
— Kanaan_AKH (@K_11_10N) November 9, 2025
وأشاروا إلى أن اختيار هذا التوقيت بالذات يبعث بإشارة واضحة لتل أبيب مفادها أن ما يعلن في إسرائيل ليس الحقيقة الكاملة، وأن ما كشفت عنه القسام يتجاوز كونه خبرا ميدانيا إلى كونه صفعة سياسية ومعنوية مركبة لحكومة الاحتلال، جرى توقيتها بعناية لفتح جبهة ضغط جديدة في وقت تعيش فيه إسرائيل أزمة داخلية غير مسبوقة.
إعلانوختم مدونون بالقول إن ما حدث في رفح أسقط رواية السيطرة الكاملة التي روج لها الاحتلال في الأسبوع الأخير، بعد أن تباهى بمعرفته المسبقة بأماكن الأسرى وادعى أن عدم تدخله الميداني كان "قرارا محسوبا".
لكن واقع الميدان -بحسبهم- فضح زيف هذه المزاعم، فالعدو الذي يزعم أنه يعرف كل شيء لم يعرف حتى ما يجري تحت قدميه، بينما أثبتت المقاومة أن المعرفة الحقيقية ليست في الأقمار الاصطناعية ولا في المراقبة الجوية، بل في الإيمان بالحق والدقة في الفعل.