ماذا وراء فشل منتخب العراق بالتأهل لكأس العالم 2026 حتى الآن؟
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
بعدما فشل منتخب العراق في تصفيات كأس العالم 2026 خلال المرحلة الأولى ثم في الملحق الآسيوي الذي استضافته السعودية مؤخرا، تدور تساؤلات كثيرة في الشارع الرياضي العراقي والعربي: لماذا لم ينجح "أسود الرافدين" في الوصول إلى المونديال من خلال التصفيات والملحق رغم وجود جيل موهوب حقق نتائج مبشرة في بدايات التصفيات؟
"منتخب العراق يمتلك بالفعل عناصر قادرة على بلوغ المونديال، لكن الاستقرار والإدارة الذكية هما المفتاح الحقيقي للنجاح"، هكذا لخص الخبراء مسار المنتخب في السنوات الأخيرة.
ويواجه المنتخب العراقي نظيره الإماراتي يوم الخميس المقبل 13 نوفمبر/تشرين الثاني على ملعب "محمد بن زايد" بالعاصمة الإماراتية، في ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، على أن تلعب مباراة العودة في ملعب البصرة الدولي في 18 من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
ونستعرض فيما يلي أهم الأسباب التي أدت إلى عدم تأهل "أسود الرافدين" لمونديال 2026 خلال المراحل السابقة وكيف يتدارك الأمر أمام الإمارات.
أولا: الأسباب الفنية وراء إخفاق منتخب العراق1. ضعف الفاعلية الهجومية رغم وفرة الفرصأجمع المحللون على أن منتخب العراق عانى من مشكلة واضحة في استغلال الفرص داخل منطقة الجزاء. فخلال المباريات الحاسمة، خاصة أمام السعودية، أضاع الفريق أكثر من فرصة مؤكدة كانت كفيلة بتغيير النتيجة والتأهل.
وأقر الأسترالي غراهام أرنولد مدرب العراق بذلك حيث قال في تصريحات عقب مباراة السعودية: "أدّينا مباراة قوية، لكن غابت عنا اللمسة الأخيرة.. كنا نستحق أكثر من التعادل".
إقالة كاساس منتصف التصفيات وتعيين أرنولد مكانه أربك منظومة الفريق، إذ تغيّرت الخطط التكتيكية وأسلوب اللعب أكثر من مرة، ويرى خبراء أن هذا التبديل السريع أفقد المنتخب الانسجام المطلوب في مرحلة حاسمة من التصفيات.
غياب بعض العناصر الأساسية بسبب الإصابات، وعدم جاهزية البدلاء بالمستوى نفسه، جعل الفريق يعاني من هبوط الأداء في الشوط الثاني لمعظم المباريات.
إعلانكما أشارت تقارير محلية إلى أن ضغط المباريات والسفر الطويل أثر سلبا على اللياقة الذهنية والبدنية للاعبين.
4. أخطاء فردية وتكتيكية في اللحظات الحرجةاستقبل المنتخب العراقي عدة أهداف نتيجة فقدان التركيز أو سوء التمركز الدفاعي في الدقائق الأخيرة (ومنها مباراة السعودية)، وهو ما أضاع نقاطا ثمينة، ويؤكد محللون أن المنتخب يفتقر إلى قائد ميداني يوجّه زملاءه عند التوتر أو الضغط.
ثانيا: الأسباب الإدارية والتنظيمية1. اضطرابات داخل اتحاد الكرةشهدت الفترة الماضية توترا واضحا في الاتحاد العراقي لكرة القدم، خاصة بعد إقالة كاساس وما تبعها من تصريحات متبادلة.
ويرى مراقبون أن غياب التنسيق بين الاتحاد والطاقم الفني أثر على الاستقرار المطلوب للفريق الوطني.
تعرض المنتخب العراقي والجهاز الفني لحملة انتقادات كبيرة من الجماهير والإعلام، مما زاد توتر الأجواء داخل المعسكرات.
وحسب تقارير محلية، فإن "البيئة المحيطة بالمنتخب لم تكن مساعدة على التركيز، فكل نتيجة سلبية كانت تُقابل بعاصفة من الهجوم بدل التحليل الهادئ".
3. ضعف التخطيط طويل المدىيرى الخبراء أن اتحاد الكرة كان يغيّر المدربين والبرامج بسرعة من أجل نتائج آنية، دون بناء مشروع متكامل يمتد لسنوات، ولو تم الإبقاء على كاساس مثلا حتى نهاية الدورة الحالية، كان يمكن أن يظهر التطور الحقيقي في الأداء والنتائج.
ماذا يحتاج "أسود الرافدين" قبل مواجهة الإمارات؟مع اقتراب مواجهة الإمارات في الملحق الإقليمي المؤهل للمونديال، يرى المحللون المحليون أن المنتخب العراقي بحاجة إلى:
الاستقرار الفني ومنح أرنولد الثقة الكاملة. رفع الكفاءة البدنية للاعبين وتخفيف ضغط المباريات. تطوير الحلول الهجومية وبناء أكثر من سيناريو للتسجيل. فصل الشق الفني عن الإداري حتى لا تتكرر أزمات الماضي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات كأس العالم 2026 المنتخب العراقی منتخب العراق العالم 2026 أکثر من
إقرأ أيضاً:
كأس العالم تحت 17 عامًا.. ماذا تغير في حسابات ناشئي المغرب لضمان التأهل؟
كشف الفوز العريض الذي حققه منتخب المغرب للناشئين على كاليدونيا الجديدة بنتيجة 16-0 في كأس العالم تحت 17 عاما المقامة في الدوحة، عن تغييرات مباشرة في وضع المنتخب داخل حسابات المجموعة وفي موقفه من التأهل للدور التالي من البطولة.
الانتصار رفع رصيد منتخب المغرب إلى 3 نقاط، ليصبح ضمن دائرة المنافسة على التأهل كأحد أفضل المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في دور المجموعات، وفق نظام البطولة الجديد الذي يسمح بمرور 8 منتخبات إضافية من المركز الثالث نحو دور الـ32، وهو ما يجعل النتيجة ذات تأثير فني ومباشر في شكل المنافسة داخل المجموعة الثانية وفي بقية مجموعات البطولة.
الفوز الكبير منح أفضلية تهديفية مهمة للمنتخب المغربي قد تكون عامل حسم مباشر في حال تساوي النقاط مع منتخبات أخرى من مجموعات مختلفة، خاصة أن البطولة تقام لأول مرة بمشاركة 48 منتخباً، مما يجعل عامل الأهداف فارقاً أساسياً في تحديد المراكز النهائية للتأهل بين أصحاب المركز الثالث.
المباراة شهدت تفوقاً كاملاً من جانب المغرب، مع استغلال واقعي لحالة النقص العددي التي عانى منها منتخب كاليدونيا بعد طرد لاعبين في الدقيقتين 22 و31 من المباراة، الأمر الذي فتح مساحات واسعة في الخط الخلفي للمنافس وأتاح زيادة فرص التسجيل على مدار شوطي اللقاء.
النتيجة تُعد الأكبر في تاريخ مشاركات المغرب في بطولة كأس العالم للناشئين، كما أنها من بين النتائج الأعلى المسجلة في تاريخ المسابقة، ما يمنح المنتخب دعماً معنوياً قبل الانتقال إلى مرحلة المباريات الإقصائية المحتملة حال تأكد تأهله رسمياً في نهاية الجولة الثالثة لبقية المجموعات.
وتنتظر المنتخب المغربي الآن نتائج باقي مباريات المجموعات الأخرى لتحديد مركزه النهائي ضمن قائمة أفضل الثوالث، خاصة أن أكثر من مجموعة تضم عدة فرق متقاربة في النقاط، مما يجعل الجولة الأخيرة عاملاً حاسماً للترتيب النهائي.
البطولة تستمر في نسختها الحالية داخل قطر والتي ستستضيف كأس العالم للناشئين لخمس نسخ متتالية بداية من 2025 وحتى 2029، في خطوة تهدف لتطوير البنية التحتية ورفع مستوى حضور الفئات العمرية عالمياً على أرض الشرق الأوسط.
وبذلك يكون المنتخب المغربي قد عزز حضوره في البطولة بنتيجة تاريخية، ويترقب الآن موقفه النهائي في جدول الترتيب لمعرفة المنافس الذي سيواجهه في دور الـ32 حال تأهله رسمياً.