عياد: علاقة الإنسان بالكون الذي يعيش فيه علاقه تعارف وتكامل
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
شارك الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في فعاليات مؤتمر «الابتكار المستدام في صناعة المنسوجات لإنقاذ الكوكب من أجل مستقبل صافي الانبعاث الصفري»، بتنظيم المركز العالمي للإبداع والابتكار البيئي وريادة الأعمال، برئاسة الدكتورة منى فؤاد إبراهيم، الرئيس التنفيذي، وذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية بالمشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج.
وقال الأمين العام خلال كلمته إن هذا اللقاء له أهمية كبيرة لأنه يتعلق بقضايا البيئة والتنمية المستدامة وهى حلقة مهمه لأنها تصب في الصالح العام كما أنها تحقق الصلاح للبلاد والعباد، مضيفًا أن هذا المؤتمر يأتي في وقته وفي حينه باعتبار أنه يشير إلى واحد من الأدوار المهمة التي ينبغي أن تقوم بها المؤسسات والمجتمعات الأهلية والمدنية، وهذا ما يؤكد على أن التنمية لا يمكن أن تقتصر على جانب بعينه أو وجهه بعينها.
أضاف عياد أنه إذا كانت المؤسسات الرسمية تقوم بجملة من الجهود المنظمة أملًا في تحقيق ما يعرف بالتنمية المستدامة فإن جانبًا من الأعمال تقع على المؤسسات المدنية والأهلية والأبحاث العلمية، وهذا ما يؤكد على أهمية التعاون والتكامل بين المؤسسات المدنية والمؤسسات الرسمية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الوثيقة التي تربط بين المضامين الدينية وبين العلوم العصرية والقضايا المجتمعية، إذ من الوهلة الأولى أو من اللحظة الأولى قد يظن البعض بأن هذا الموضوع والذي يتعلق بجانب من الصناعات وهو ما يتعلق بصناعة المنسوجات قد يكون مقطوع الصلة بالقضايا الدينية أو الموضوعات الدينية، ولكن الأمر على خلاف ذلك إلا إننا إذا ما نظرنا إلى طبيعة هذا الموضوع لوجدنا أنه يتعلق بقضية تعرف بالتنمية المستدامة هذا المصطلح الحديث الوليد والذي يظن البعض أنه مقطوع الصلة بالتعاليم الدينية إلا أن الأمر على خلاف ذلك.
أوضح الأمين العام أن علاقة الإنسان بالبيئة أو الكون الذي يعيش فيه إنما هي علاقه تعارف وتكامل انطلاقًا لمن المهمة التي خلق الله تعالى الإنسان لها والوظيفة التي أعد من أجلها قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، مؤكدًا أن هذه الآية تنص على أن الإنسان مستخلف لعمارة الكون ومن باب هذه العمارة ما يتعلق بالبناء والصناعات والتشيد والعمران وذلك مصداق لقولة تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ وجاء النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدًا على ذلك عندما قال: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ».
وختم عياد كلمته بالتأكيد على أن هناك علاقة وثيقة تربط الدين بقضايا البيئة وموضوعات التنمية المستدامة خصوصًا وأن الدين ينظر إلى الإنسان وعلاقته بالكون بشكل عام والبيئة بشكل خاص على أنها علاقة طبيعية تكاملية فالإنسان ليس ندًا للطبيعة أو البيئة أو متسلط عليها، وإنما هي علاقة الأمين على ما يستأمن عليه وبالتالي أمر الله تبارك وتعالى الإنسان لحسن استغلالها وجميل التعامل معها سيما وأن الله تعالى يقول {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}.
اقرأ أيضاًأمين البحوث الإسلامية: النظام الاقتصادي في الإسلام يقدم للإنسانية نموذجا فريدا يميزه عن غيره
أمين البحوث الإسلامية: الترجمة كانت ولا تزال أهم عوامل الحفاظ على التراث العلمي والثقافي
أمين البحوث الإسلامية: جهود دؤوبة للأزهر في الاهتمام بالجانب النفسى
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أمين البحوث الإسلامية البحوث الإسلامیة على أن
إقرأ أيضاً:
دعاء الصالحين .. مُجرّبة ومستجابة تنير لك الطريق إلى الله
علينا أن نسير في طريق الله بنهجٍ جديد، نجعل فيه الله تعالى مقصودَنا، ورضاه مطلوبَنا، وكان من دعاء الصالحين: «إلهي أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي».
ويُحكى أن جماعةً من العارفين اجتمعوا يتذاكرون القرآن، فقال أحدهم: قرأت القرآن كله من أوّله إلى آخره، فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 1 - 3]، فقدم جماله على جلاله، ورحمته على عذابه، ووعده على وعيده، وترغيبه على ترهيبه.
وقال آخر: قرأت القرآن كله من أوّله إلى آخره، فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50] . فقدم جماله على جلاله، ورحمته على غضبه، وترغيبه على ترهيبه، ووعده على وعيده .
وقال ثالث: قرأت القرآن كله، فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
وقال رابع: قرأت القرآن كله، فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 82] .
أدعية الصالحيناللهم إنا نلتمس عونًا منك لنقوم بشكر نعمك، فيا ربنا أطفئ لوعة قلوبنا بفيض من حبك ولطفك يا جواد يا كريم يا رب العالمين.
اللهم اجبر الكسر وَزِدِ البرَّ واكبت الشر، يا من تزيد في الخلق ما تشاء زدنا قوة منك نتقوى بها على طاعتك يا رب العالمين.
اللهم ربنا لك الحمد، أتمم علينا النعمة والفضل والعافية والستر يا أرحم الراحمين.
اللهم اعصمنا من الزلل، واجبر ما بنا من خلل، نعوذ بك من طول الأمل، وحبوط العمل.
اللهمَّ عافنا في أبداننا، وعافنا في أسماعنا، وعافنا في أبصارنا، لك الحمد على جمالك وجلالك وعظمتك وكبريائك يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك يا رب العالمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذ بك يا الله من فراغ العين والقلب، نعوذ بك من حب الدنيا والتعلق بشيء منها أو الانشغال به عنك يا رب العالمين.
اللهم لا تبتلينا بما هو فوق طاقتنا، وإن ابتليتنا فألهمنا الصبر الجميل والعطاء الذي لا يخطر على قلب بشر يا أرحم الراحمين.
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة واشغلنا بذكرك عمَّن سواك يا رب العالمين.
اللهم اعصمنا من المعاصي والآثام، واشغلنا بخير ما يرضيك عنا، واشغلنا بك عن همومنا يا مفرج كل كرب ويا غافر كل ذنب يا رب العالمين.
يا أكرم الأكرمين نسألك بركتك وعطفك ولطفك وعافيتك وبرك ورحمتك وحبك.
اللهم استعملنا فيما تشغل به أحبابك، ودلَّنا بهدايتك لما يرضيك عنَّا وخُذْ بنواصينا إليك أَخْذَ الكرام عليك يا أرحم الراحمين.