الأردن: اعتراف إسبانيا بفلسطين يوم تاريخي.. وستنعم منطقتنا بالسلام عندما ينشأ وطن فلسطيني عاصمته القدس الشرقية
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين بـ"اليوم التاريخي"، قائلا "هذا بالفعل يوم تاريخي لإسبانيا؛ للعدالة وللقانون الدولي، ولحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، وللعيش حرًّا من الاحتلال والقمع، إنه بالفعل يوم تاريخي للسلام".
وأضاف الصفدي - في مؤتمر صحفي مشترك عقده ونظراؤه أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة بالتحرك الدولي لوقف العدوان على غزة مع وزير الخارجية الإسباني اليوم في مدريد - إن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ يعكس تصميم إسبانيا على حماية القانون الدولي وتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط؛ بشكل يضمن الاستقرار والأمن لجميع شعوب وبلدان منطقتنا".
وثمّن الصفدي، اعتراف إسبانيا، والنرويج، وإيرلندا، وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية، وحث جميع البلدان الأخرى وخاصة الأوروبية على أن تحذو حذوهم.
وأكد "أن مستقبل المنطقة لا يمكن ولا ينبغي أن يبقى رهينة لحكومة إسرائيلية راديكالية متطرفة تواصل عدوانها الصارخ على الشعب الفلسطيني، وتتجاهل القانون الدولي وإرادة المجتمع الدولي، وتنتهك قرارات محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتنتهك قيمنا الإنسانية المشتركة".
وأشار إلى أن المجازر التي أحرقت الأطفال أحياء في رفح، خلال اليومين الماضيين؛ تكشف وحشية هذا العدوان، وضرورة قيام المجتمع الدولي بوقف هذه الوحشية وإنقاذ المنطقة ومستقبلها من سياسات وإجراءات الحكومة الإسرائيلية المدمرة.
كما أعرب عن تضامن المملكة الكامل مع إسبانيا ضد الهجمات غير الأخلاقية، التي يقوم بها بعض المسؤولين الإسرائيليين ضد إسبانيا وقيمها وثقافتها... وقال "ندين هذه الهجمات، وينبغي أن لا يكون هناك مجال في العلاقات الدولية للتنمر أو الترهيب ضد الدول، أو محكمة العدل الدولية، أو المحكمة الجنائية الدولية، أو أي منظمة دولية أخرى، ويجب على الجميع الوقوف ضد هذا التنمر والترهيب".
وأكد الصفدي، استمرار المملكة في العمل مع إسبانيا، والشركاء في المجتمع الدولي لإنهاء العدوان، وضمان احترام القانون الدولي، وتنفيذ حل الدولتين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة باعتباره الطريق الوحيد للعدالة والسلام الدائمين الذي يريده ويستحقه الجميع.
وزاد "إن العدوان على غزة يجب أن ينتهي فورًا، والشعب الفلسطيني يستحق العدالة والحرية، ومنطقتنا تستحق السلام، والدور الذي تلعبه إسبانيا في هذا الأمر أساسي".
ولفت إلى أنه "نيابة عن الملك عبد الله الثاني وشعب الأردن، نشكر إسبانيا على هذا القرار، ونشكرها على تجديد الأمل". وزاد "كل شيء بدأ في مدريد منذ أكثر من ٣٠ عامًا، وما قمتم به هو إعادة إشعال هذا الأمل، وهذا يشكل خطوة نحو العودة إلى المسار الصحيح لتحقيق السلام العادل والدائم، وإنهاء الظلم والتأكد من أن شعوب منطقتنا تعيش في سلام وأمن".
وقال الصفدي: "ستنعم منطقتنا بالسلام عندما تقوم دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية، وينشأ وطن سيادي عاصمته القدس الشرقية يعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمن".
وختم الصفدي "دور إسبانيا أساسي، ونحن شركاء وسنعمل معًا وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لإنهاء هذا الفصل المظلم من تاريخنا الإنساني، والأولوية الآن هي إنهاء العدوان، وإنهاء استخدام التجويع سلاح حرب، وأن يُسمح للأطفال والنساء الفلسطينيين بالحصول على طعام على المائدة، والعودة إلى المدارس، والرعاية الصحية والطبية، والاستيقاظ كل صباح دون خوف من التعرض للقصف حتى في الملاجئ التي أعلنت إسرائيل نفسها أنها مناطق آمنة، ولكن من الواضح أنه لا يوجد مكان آمن في غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسبانيا أيمن الصفدي
إقرأ أيضاً:
الأردن والقضية الفلسطينية: ثبات في الموقف رغم العواصف
صراحة نيوز- بقلم/ المحامي محمد ذياب جرادات
منذ تأسيس الدولة الأردنية وحتى يومنا هذا، ظلّ الأردن لاعبًا أساسيًا في ملف القضية الفلسطينية، متحمّلًا عبء الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مختلف المراحل التاريخية، ودافعًا ثمن مواقفه تضحياتٍ جسامًا في الأرواح والموارد. هذه ليست شعارات سياسية، بل حقائق ثابتة تؤكدها الوقائع والتضحيات الممتدة لأكثر من سبعة عقود.
لقد خاض الجيش العربي الأردني معارك بطولية دفاعًا عن فلسطين، وسجّل تاريخه بالدماء الزكية في اللطرون وباب الواد،والشيخ جراح ، وعلى أسوار القدس، . ولا تزال مقابر الشهداء الأردنيين في القدس والخليل وعلى ثرى فلسطين تروي قصص رجال ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الأرض والمقدسات. هذه التضحيات لم تكن استعراضًا سياسيًا، بل إيمانًا راسخًا بعدالة القضية الفلسطينية ووحدة المصير.
لقد فتح الأردن أبوابه على مدار العقود لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين شُرّدوا من بيوتهم منذ نكبة 1948 وحتى يومنا هذا . لم يتعامل معهم كغرباء، بل اندمجوا في المجتمع الأردني، وحظوا بحقوق كاملة في التعليم والعمل والرعاية الصحية، ليكون الأردن من أكثر الدول التي احتضنت الفلسطينيين إنسانيًا واجتماعيًا.
يولي الأردن أهمية قصوى للقدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، انطلاقًا من دوره التاريخي والديني كصاحب الوصاية الهاشمية. ولم يتزحزح الأردن عن موقفه الرافض لكل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير هوية المدينة ومعالمها، مؤكدًا أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة
يدرك الأردن حدوده وإمكاناته، فهو ليس دولة نفطية ولا قوة عسكرية عظمى، لكنه يواصل دعم الشعب الفلسطيني في غزة ضمن ما تسمح به إمكانياته السياسية والاقتصادية. فقد كانت قوافل المساعدات الأردنية من أدوية وغذاء وإغاثة إنسانية تصل إلى غزة في كل عدوان، كما لعب الأردن دورًا دبلوماسيًا بارزًا في المحافل الدولية للدعوة إلى وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع.
كما يقف الأردن دائمًا في الصف العربي والإسلامي الرافض لسياسات الاحتلال، ويدعو إلى حلّ الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. كما لا يفوّت فرصة لتأكيد أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة، وأن تجاهلها لن يجلب إلا مزيدًا من العنف وعدم الاستقرار.
ورغم هذه المواقف، يتعرض الأردن لحملات تشويه من بعض المنابر الإعلامية، سواء في الداخل أو الخارج، تحاول التشكيك في التزامه بالقضية الفلسطينية. غير أن الوقائع التاريخية والمواقف السياسية والأخلاقية تكشف زيف هذه الادعاءات، فالأردن لم يتاجر بالقضية يومًا، بل دفع ثمن مواقفه من دماء أبنائه واستقرار اقتصاده.
وسيبقى الأردن، بقيادته وشعبه، على موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مساندًا لأهلها بكل ما يستطيع. فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردنيين ليست ملفًا سياسيًا عابرًا، بل قضية وجود ومبدأ لا يقبل المساومة، وواجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لا يسقط بالتقادم.
النائب السابق
والسلام…