العدوي: استقلالية الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة ضرورة حتمية لتضطلع بمهامها
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
زنقة20ا الرباط
أبرزت الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، زينب العدوي، اليوم الاثنين بالرباط، أن استقلالية الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة ليست مجرد ميزة مؤسسية، بل هي ضرورة حتمية لاضطلاع هذه الأجهزة بمهامها وإحداث الأثر لأشغالها على أرض الواقع.
وأضافت العدوي، في كلمة افتتاحية لندوة دولية حول “استقلالية الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة”، أن هذه الاستقلالية تعتبر أحد المقومات التي لا غنى عنها لتحقيق المقاصد من إنشاء هذه الأجهزة وضمانة لفعالية حماية قيم ومبادئ ربط المسؤولية بالمحاسبة والشفافية والحكامة الجيدة.
وأكدت أن مواجهة التحديات الحاضرة وتحقيق الطموحات المتمثلة في “أجهزة رقابية قوية ومستقلة ومهنية”، يتطلب تجاوز التشخيص الوصفي والوقوف عند الأسباب العميقة الكامنة وراء تأخر تحقق شروط استقلالية الأجهزة كما تم تكريسها في إعلاني ليما ومكسيكو وباقي الوثائق ذات الصلة في الممارسة الرقابية اليومية للأجهزة العليا للرقابة.
كما يقتضي ذلك، بحسب العدوي، العمل على المعالجة الجذرية لتلك الأسباب وظروفها مع مراعاة السياقات الوطنية والجهوية والخصوصيات المتصلة بمختلف نماذج الرقابة العليا على المالية العامة.
وركزت أيضا على ضرورة تبني مقاربات جديدة استباقية وأكثر فاعلية في التعامل مع مسألة الاستقلالية واتخاذ المبادرات الضرورية في الوقت المناسب، موضحة أن مسار تعزيز هذه الاستقلالية يظل رهينا بتبني مقاربات متكاملة وفعالة، من بينها على الخصوص، الانخراط الفاعل للأجهزة العليا للرقابة في بناء فهم مشترك لمفهوم الاستقلالية يضمن تمثلا موحدا له لدى جميع أصحاب المصلحة ويدعم وجاهة مؤشرات ومصفوفات تقييم الاستقلالية.
وأبرزت أن المجلس الأعلى للحسابات للمملكة المغربية يحرص على تعزيز مكتسبات الرقابة العليا على المالية العمومية في مجال الاستقلالية التي مرت بمحطات أساسية.
كما قدمت نبذة عن التدرج الذي عرفه النموذج المغربي والذي انتقل من لجنة إدارية يرأسها قاض، مرورا بتبني النموذج القضائي للرقابة المالية منذ سنة 1979، وصولا إلى التنصيص الصريح لدستور سنة 2011 على استقلالية المجلس الأعلى للحسابات والتنزيل القانوني لذلك الذي يقدم ضمانات للقضاة الماليين من خلال تعيينهم من طرف جلالة الملك مع عدم القابلية للعزل والتحصين المهني والمالي والحماية عند ممارسة مهامهم.
وخلصت إلى أن النقاش الذي ستعرفه هذه الندوة سيمكن من تبادل الأفكار وتقاسم التجارب حول واحد من أكبر التحديات التي تواجهها أجهزة الرقابة على المالية العامة، معتبرة أن مخرجات الندوة وتوصياتها ستشكل منطلقا مهما لتعزيز مكانة الأجهزة المذكورة في مشهدها المؤسسي.
من جانبه، قال المدير العام لمبادرة تنمية الإنتوساي اينار غريسن إن هذه الندوة متميزة بموضوعها المتمحور حول استقلالية الأجهزة العليا للرقابة التي تعد أحد ركائز منظومة المساءلة الوطنية، مضيفا أن استقلاليتها تعتبر أحد أركان بناء ثقة الجمهور فيها وفي تقاريرها الرقابية.
وأضاف غريسن، في كلمة ألقاها نيابة عنه عبد الحكيم بن الازرق ممثل مبادرة تنمية الإنتوساي أن هذه الندوة متميزة أيضا بمستضيفها المجلس الأعلى للحسابات بالمملكة المغربية، الذي كان وما يزال في صدارة الأجهزة الرقابية المستضيفة لأنشطة مبادرة تنمية الإنتوساي، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تطمح دائما لتنظيم أنشطتها بالمغرب “لما نجده في هذا البلد الطيب الكريم من ظروف مناسبة لنجاح أعمالها”.
وأكد ممثل المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأرابوساي) معز الزواغي، من جهته، أن الأمانة العامة للمنظمة العربية على يقين بأن هذه الندوة الثانية حول استقلالية الأجهزة العليا للرقابة، التي تشهد حضورا رفيع المستوى بالنسبة للأجهزة، بمشاركة برلمانيين، ستكون فرصة أخرى لتعزيز التفاعل بين الأجهزة العليا للرقابة والبرلمان في بلدان هذه المنظمة العربية.
وتابع الزواغي، أن هذه الندوة ستقضي أيضا إلى إيجاد آليات فعالة لتنفيذ ومتابعة التوصيات الواردة في تقارير الرقابة بما يضمن إبراز قيمة ومنافع الأجهزة العليا للرقابة وتحقيق القيمة المضافة الأعمالها.
ويهدف هذا الحدث، المنظم على مدى يومين من قبل مبادرة تنمية الإنتوساي، إلى إبراز دور التنسيق المؤسسي، خاصة مع السلطة التشريعية، في مجال تتبع تنفيذ التوصيات الصادرة عن الأجهزة العليا للرقابة، وكيفية تطوير التعاون الدولي وتبادل التجارب والخبرات بين الأجهزة والشركاء بهدف تعزيز مهمة هذه الأجهزة في ضمان الشفافية والمساءلة والفعالية، وذلك في أفق اعتماد المشروع العالمي لاستقلاليتها، الذي أطلقته مبادرة تنمية الإنتوساي، بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصندوق النقد الدولي.
وعلى هامش هذه الندوة سيتم يومي 5و 6 يونيو تنظيم ورشة عمل “الوساطة” لرفع مستوى الدعم للأجهزة العليا للرقابة الخاصة بإقليم الأرابوساي، وذلك من أجل تعزيز الشراكات الإستراتيجية بين الشركاء والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: للأجهزة العلیا للرقابة الأعلى للحسابات هذه الندوة أن هذه
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يشهد ندوة توعوية حول التحول الرقمي وتمكين الشباب
شهد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، فعاليات الندوة التوعوية التي أقيمت بديوان عام المحافظة تحت عنوان "التحول الرقمي وتمكين الشباب شراكة من أجل المستقبل". تأتي هذه الفعالية في إطار تفعيل بروتوكول التعاون المشترك بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومحافظة أسيوط، وبشراكة استراتيجية مع مؤسسة كير مصر للتنمية، بهدف تعزيز القدرات الرقمية للشباب ودعم توجهات الدولة نحو الاقتصاد الرقمي.
وشارك في الندوة الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، وخالد عبد الرؤوف سكرتير عام مساعد المحافظة، ووفد رفيع من وزارة الاتصالات، ضم المهندس محمود ربيع مدير المشروعات بالإدارة المركزية للتنمية المجتمعية الرقمية والدكتور محمد سعد مدير وحدة تقييم وقياس الأثر والمنسق العام لبروتوكول التعاون، وخالد أحمد منسق مشروع "طور وغير" ومدرب رئيسي ومصطفى محسب منسق مشروع "طور وغير" وهاجر محروس مدير مكتبة مصر العامة بالإضافة إلى ممثلي مؤسسة كير مصر للتنمية وعدد من الجهات الشريكة.
وقال محافظ أسيوط في كلمته خلال الندوة نحن نؤمن بأن الشباب هم المحرك الرئيسي لأي تنمية حقيقية، ونعمل على تمكينهم بكل السبل الممكنة، خاصة في المجالات المرتبطة بالتحول الرقمي والتكنولوجيا، التي أصبحت لغة العصر وسوق العمل المستقبلية لافتًا إلى إن هذه الشراكة مع وزارة الاتصالات ومؤسسة كير مصر تمثل نموذجًا فعّالًا للتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني في خدمة أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح المحافظ إننا نسعى لتحويل المحافظة إلى مركز إقليمي للتدريب الرقمي، مستفيدين من طاقات الشباب، وعازمين على إطلاق مشروع لإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية كخطوة عملية نحو بناء توفير فرص تدريب في مجال التصنيع الرقمي وصيانة الإلكترونيات مؤكدًا أن المحافظة ستواصل التوسع في مثل هذه المبادرات التنموية لتهيئة بيئة محفزة للإبداع والابتكار لأبناء أسيوط، لنصنع مستقبلًا أكثر إشراقًا قائمًا على المعرفة والتكنولوجيا.
كما شهدت الندوة استعراض أبرز محاور بروتوكول التعاون، وفي مقدمتها مبادرة "طور وغير"، التي تستهدف تدريب وتأهيل 1000 شاب وفتاة من أبناء المحافظة على المهارات الرقمية ومهارات العمل الحر، من خلال منهجيات تفاعلية تنفذ بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ومديرية الشباب والرياضة، وبدعم من شركة مايكروسوفت ومؤسسة كير مصر وتضمنت الندوة أيضًا عرضًا لآلية اختيار 13 مدربًا من أبناء أسيوط، جرى تأهيلهم عبر اختبارات دقيقة، ليصبحوا نواة تدريبية قادرة على نقل الخبرات والمعرفة إلى مجتمعاتهم المحلية، بما يضمن استدامة المشروع وتأثيره المجتمعي.
من جانبه، أكد المهندس محمود ربيع، مدير مشروعات بالإدارة المركزية للتنمية المجتمعية الرقمية بوزارة الاتصالات، أن التعاون مع محافظة أسيوط يأتي في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز الشمول الرقمي، وتوجيه برامج متخصصة تسهم في تمكين الشباب داخل المجتمعات المحلية، وتفتح أمامهم فرصًا مهنية تتماشى مع متطلبات الاقتصاد الرقمي. كما أكد على أهمية دعم وتمكين الكوادر المحلية من المدربين والمتطوعين بما يعزز من استمرارية المبادرة داخل المحافظة.
وأشار المهندس محمد طه مدير مشروع "طور وغير" بمؤسسة كير مصر للتنمية، إلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني في تنفيذ خطط التنمية الرقمية بالمحافظات، منوهًا إلى أن المشروع يركز على بناء قدرات الشباب من خلال منهجيات تدريبية عملية وتفاعلية، تغطي مجالات التكنولوجيا، والمهارات الشخصية، وريادة الأعمال لافتًا إلى الدور التكميلي الذي تقوم به المؤسسة بالشراكة مع الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لتحقيق الأثر المطلوب.
وتضمنت الندوة مداخلات من فريق "طور وغير"، حيث عرض المهندس كريستيان مجدي، رئيس قسم التحول الرقمي، والأستاذة نورا حسين، رئيسة قسم المهارات والأعمال، تجارب تدريبية ناجحة نفذت بالفعل على أرض أسيوط.