سودانايل:
2025-11-07@17:59:57 GMT

السودان…هنا…والآن

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

السودان...هنا...والآن ..
Here and Now
==============
د فراج الشيخ الفزاري
===========
من أحدث العلاجات النفسية وأكثرها رواجا تقنية علاجية جديدة ...خلطة بين علم النفس المعرفي وعلم النفس السلوكي.(العلاج المعرفي السلوكي)..خلطة تجمع مابين التفكير العقلاني ورد الفعل السلوكي الطبيعي..بحيث يتم إزالة كل التشوهات المعرفية والتركيز في الحالة الماثلة.

.هنا والآن..
وهذا يعني بالضرورة التركيز في ما يجب أن نتعامل معه الآن.. من أجل الآن ومآلاته القادمة..
هذه المقدمة التي قد تبدو غريبة عن موضوع هذا المقال..إلا انها اتكاءة لابد من جعلها وسادة ونحن نفكر بعقلانية في حال وطننا السودان..
فإذا كانت الأطراف المسلحةالمتحاربة تخرب وتدمر وفي كل يوم وآخر.. يسرحون ويمرحون ويكسرون ويدمرون ويحرقون..وبموارد السودان وكأن البلاد ملكهم وحدهم..فيجب للقوي المدنية أن تسرح وتمرح أيضا ولكن بسلاح البناء والتعمير والتشييد..حتي ولو يدمرون اليوم ما شيدناه بالأمس ...فعجلة التعمير يجب ألا تتوقف أبدا..
يجب ألا تستسلم روح الكفاح المدني والبناء فينا أبدا.. وهو بناء الروح والقيم والأخلاق والفنون والغناء والطرب والفرح ..حتي يطغي صوت الربابة علي هدير الدبابة..وكورال المسرح علي صراخ (البل )و(الجغم ) وصوت انسياب مياه النيل علي زفرات الدم..
السودان. ..هنا .. والآن وبكل شموخه وكبريائه..حاضره القريب وماضيه التليد..يجب أن يكون حاضرا ..خيالا وتجسيدا.. يظلل ويحفز وجودنا ويعمر صدورنا ويحشد مشاعرنا ويصبح صدي لحناجرنا وهي تؤكد
بأننا لازلنا هنا ...والآن في أرضنا وإرثنا وحضارتنا وفنوننا وأهازيج فرحنا ولن تلغي الحرب مهما اشتد أوارها أن تبدد صدي صوتنا وأن يتلاقى شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ويردد...نحن هنا و لازلنا هنا..والآن.. وفي بلدنا الحبيب السودان...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الشهيد …حكاية الخلود في ذاكرة الوطن

 

في كل وطن تروى فيه حكايات المجد، يطل وجه الشهيد كفجر لا يأفل وكقنديلٍ يبدد عتمة الدروب حين يشتد الليل.

ليس الشهيد رقما في سجل الحرب ولا صورة مؤطرة على جدار تكسوها الذكريات، بل هو النبض الذي يسري في شرايين الأرض والضمير الذي لا يهدأ في ذاكرة الأجيال. هو الحاضر الغائب الذي يسكن الوجدان فتنبض الأوطان باسمه وتزهر الحقول من دمه.

الشهيد يولد مرتين، مرة من رحم الأم ومرة من رحم الوطن. في لحظة الفداء لا يسمع ضجيج المدافع ولا يخشى الموت، بل يرى في عيون رفاقه الحياة تتجلى في أبهى معانيها. يقدم جسده جسراً يعبر عليه الآخرون إلى بر الأمان ويترك خلفه دمعا حارا ممزوجا بفخر عظيم. هو الذي فهم أن العبور إلى الخلود لا يكون إلا عبر باب التضحية وأن المجد الحقيقي يكتب بالدم لا بالحبر.

حين يشتد العصف وتضيق الأزمنة يصبح الشهيد المعنى الأصدق للانتماء. هو الذي آمن أن الأرض لا تصان بالكلمات ولا تحمى بالشعارات، بل بالفعل وبالدم الطاهر الذي يخط على التراب حروف الكرامة. لذلك، حين نذكره لا نرثيه بل نحتفي به كما يحتفى بالشمس حين تشرق بعد ليل طويل. لقد علمنا أن الوطن ليس حدودا ترسم على الخرائط بل أم تتنفس من صدور أبنائها وأن الحرية لا تمنح بل تنتزع والكرامة لا تشترى بل تصان بالتضحيات.

تمر الأعوام وتتبدل الوجوه لكن ملامح الشهداء تبقى ثابتة في ذاكرة الوطن كالنجم في سمائه. في كل بيت لهم صورة وفي كل شارع اسم وفي كل قلب دعاء. الأمهات يربين أبناءهن على قصصهم والمعلمون يزرعون سيرهم في عقول الطلبة وكأن الوطن بأسره يردد: من مات لأجلي حي في إلى الأبد.

دماؤهم لا تجف بل تتحول إلى نهر يسقي شجرة العزة فتثمر أمنا وعدلاً وكرامة ومن ذلك النهر تولد الأوطان الحقيقية تلك التي تشيّد في القلوب لا على الورق.

وحين نكتب عن الشهيد فإننا لا نستعيد ماضيا انقضى بل نرسم ملامح مستقبل يبنى بدماء الطهر والإيمان. ذكراه ليست مرثية تتلى، بل نشيد يغنى في كل صباح ووعد أن تظل رايته خفاقة ما دام في الأمة نبض وفي القلب وطن.

سلام على من وهبوا أرواحهم لتبقى الحياة أجمل وسلام على من عبروا إلى الخلود ليعلمونا أن الموت في سبيل الحق حياة.

مقالات مشابهة

  • محمد مندور يكتب: الموسوعة العربية الشاملة.. حكاية الشارقة والأمن المعرفي
  • علي جمعة: القرآن يربّي النفس على الصدق مع الله تعالى ومع الذات
  • النصر والهزيمة.. التحدّي المعرفي
  • دولة جنوب السودان … عداوة مستمرة.. وصمت حكومي
  • الشهيد …حكاية الخلود في ذاكرة الوطن
  • النفس البشرية
  • عرض"افتحوا الكشاف" يناقش خفايا النفس في مهرجان الفضاءات غير التقليدية
  • القومي للإعاقة يشارك في ورشة عمل بالأردن حول التغيير السلوكي والاجتماعي لدمج الأطفال ذوي الهمم
  • رئيس جامعة الأزهر يفتتح معملي علم النفس والقياس بكلية التربية للبنات بالقاهرة
  • إصابات إثر حادث تصادم في وادي الغفر/ اربد … صور