"هل قطع الأشجار السبب؟".. خبراء يردون على تقرير حول نذير شؤم للعالم ينطلق من مصر
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
رد خبراء مصريون على تقرير وكالة "بلومبرغ" حول شعور خبراء الأرصاد في مصر بالقلق تجاه أن يكون هذا الصيف أكثر قسوة من العام الماضي، ويحدث دمارا في الحياة اليومية.
إقرأ المزيدوقال المتخصص في علوم الطقس والمناخ جمال عبد الحليم في حديث لـRT إن الخرائط الجوية والتوقعات بعيدة المدى تشير إلى احتمالية تأثر مصر بأجواء صيفية اعتيادية وليست متطرفة فقط شهر يونيو الذي جاءت فيه درجات الحرارة أعلى من معدلاتها الطبيعية بقيم ملحوظة.
وتابع عبد الحليم: "في حين تشير التوقعات الخاصة بشهر يوليو 2024 أن الحرارة ستكون حول معدلاتها الطبيعية، بارتفاع طفيف على محافظات جنوب الصعيد مع ارتفاع نسب الرطوبة السطحية شمال البلاد والقاهرة وحتى شمال الصعيد، والتي بدورها تعمل على زيادة الإحساس بحرارة الطقس مع سيطرة منخفض الهند الموسمي".
ونوه الخبير المصري المتخصص في علوم الطقس بأن توقعات أغسطس 2024 تشير إلى أنه قد يكون أفضل حالا من ناحية درجات الحرارة، حيث تبقى درجات الحرارة حول معدلاتها الطبيعية، مع ارتفاع طفيف عن المعدل على مناطق جنوب الصعيد وجنوب سيناء.
وأشار إلى أن الظاهرة الأبرز والأكثر تأثيرا على مناخ مصر خلال الصيف المقبل هي ظاهرة اللانينا المناخية التي تتشكل وسط وشرق المحيط الهادي الاستوائي، في الغالب ينعكس تأثيرها على مصر وكما هو معتاد في سنوات سابقة بأن حرارة الصيف تكون حول معدلاتها، المشكلة فقط في ارتفاع نسب الرطوبة السطحية شمالي البلاد.
وأكد أيضا أنه من نتائج تأثيرات اللانينا المناخية هو ارتفاع معدلات الأمطار في منطقة المنابع الإستوائية وهضبة إثيوبيا خلال شهور الصيف، وهو ما يعد إيجابيا بالنسبة لمصر حيث يعمل ذلك على ارتفاع منسوب فيضان نهر النيل، وهو ما يساعد مصر على تلبية احتياجاتها المائية بشكل كافي.
واختتم قوله: "مما لاشك فيه أن هناك فعليا خلل في معدلات الأمطار، درجات الحرارة في مناطق مختلفة حول العالم، وهو ما يؤثر سلبيا على الإنتاج الزراعي وتضرر العديد من المحاصيل كما حدث سابقا في البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وغيرها، وتضرر المحاصيل ونقص الإنتاج الزراعي بالكاد سيؤدى الي ارتفاع أسعار الغذاء عالميا.
من جانبه، قال مستشار وزير التموين الأسبق والأستاذ بجامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين إنه في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة فوجئ الجميع في مصر بصور لحملة غير مبررة لقطع الأشجار المعمرة، مضيفا أن هذا الأمر لا يوجد مبرر منطقى له وفي دولة صحراوية مثل مصر ثمثل الصحاري فيها 93% ولا تزيد مساحة الأراضي الزراعية عن 3.5% فقط من إجمالي مساحتها وبالتالي فهي في حاجة إلى كل شجرة قائمة وينبغي زيادتها دوريا كمسطح أخضر لا يكلف الدولة أي مياه إضافية حيث تعيش هذه الأشجار منذ القدم على المياه الجوفية القريبة بعمق متر ونصف في المدن والقرى المحيطة بالأرض الزراعية بمساحة 3% من مساحة مصر.
وتابع: "حرص المصريون منذ عقود طويلة بالتشجير حول جوانب الترع والمصارف وفي المدن المقامة على نهر النيل الذي يخلق مساحة من المياه الجوفية السطحية تمتد لعشرات الكيلومترات على جانبي ضفتي النهر".
ونوه الخبير المصري إلى أنه ضاعت المسؤولية بين المحليات وأجهزة الحكم المحلي وبين وزارتي الزراعة والري حيث نفت وزارة الزراعة مسئوليتها عن الأمر وقالت أن الحدائق التي تتبعها وأهمها حديقتي الأورمان والحيوانات لم يتم تقطيع أي أشجار فيهما وأن مايتم هو تقليم سنوي تقليدي لإزالة الفروع القديمة التي شاخت وإحلالها بفروع جديدة شابة تعيش طويلا وتزيد من مساحة الظل أسفل الأشجار، كما نفت المحليات مسئوليتها عن إزالة أشجار ومساحات خضرية من حديقة الميريلاند وإحلالها بمحلات تجارية وكافيها قام الناشطون المحافظون على البيئة بوضع صورها على شبكات التواصل الاجتماعي ومعها حدائق أنظونيادس والساعة وغيرها بمحافظة الإسكندرية.
وأكد مستشار وزير التموين الأسبق والأستاذ بجامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين لكن لم يتطرق أي مسئول حكومي للرد على قطع أشجار الشوارع في الأحياء الراقية والقديمة حتى لا يقع تحت المسئولية. فمن المعروف أن لكوكب الأرض ثلاث رئات تحافظ على حياة البشر وهي المياه المالحة للبحار والمحيطات والتي تمتص كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون والتي وصل بها الأمر إلي تحمض مياهها بسبب ما أمتصته من الغاز وتحوله إلى حامض كربونيك يقتل الأسماك ويمسح الألوان الزاهية للشعاب المرجانية الجاذبة للسياحة، ثم الرئة الثانية للغابات والأشجار المعمرة، ثم الرئة الثالثة لجليد القطبين الشمالي والجنوبي والبعيدة تماما عن موضع مصر.
ونوه أنه: "بالتالي فقطع الأشجار العمرة في الشوارع والحدائق العامة يحرم مصر من أحدى رئتيها في مناخها الصحراوي ولا يتبقى لها إلا مياه البحرين المتوسط والأحمر وهي بحار مغلقة وصغيرة ذات قدرات محدودة على إمتصاص الانباعاثات الغازية كما أنها لا تنتج غاز الأكسجين ولا توفر ظلال كما في الأشجار. فالمنظمات العالمية للحفاظ على البيئة ومجابهة التصحر الذي أحد أسبابه قطع الأشجار وإزالة الغابات منعت قطع الأشجار وألزمت الدول التي تحتاج إلى أخشابها بزراعة شجرتين مقابل كل شجرة يتم إزالتها بشعار إقامة غابات مضاعفة بدلا من إزالتها A forestation against Deforestation".
وقال في النهاية كما وأن وزارة الري هي المسؤولة عن كل الترع والمصارف في مصر بطول 33 ألف كم للترع و 20 ألف للمصارف تحميها من كل التعديات، فينبغي أيضا إعلان تبعية كل الأشجار المعمرة والغابات والحدائق العامة إلى وزارة الزراعة وليس المحليات فقط على أن يتم مراجعة وإستئذان وزارة الزراعة قبل تقليم أو قطع أي شجرة في شوارع وترع وقرى مصر، وبعدها تقدر الوزارة الأمر وتسمح به أو تمنع كليا أو تمنع التقليم الجائر الذي يقص أشجار الشجرة كاملة حتى سطح الأرض لتأخذ سنين طويلة بعد ذلك حتى تصل إلى حجمها الأصلي. ينبغي لإدارات الحكم المحلي والمحليات تقديم تبريرا عن الأمر بعد الغضب العارم الذي شعر بها المواطن المصري في جميع محافظات مصر.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google درجات الحرارة قطع الأشجار
إقرأ أيضاً:
لماذا تعد سويسرا من بين أسرع الدول ارتفاعا بدرجات الحرارة؟
تتأثر سويسرا بشكل خاص بتغير المناخ، حيث ترتفع درجات الحرارة المتوسطة بوتيرة أسرع من معظم البلدان الأخرى. وتُظهر البيانات طويلة المدى أن الاحتباس الحراري يتسارع بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي، وهو ما يؤثر خصوصا على ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية.
كان يونيو/حزيران 2025 ثاني أكثر الشهور حرارة في سويسرا منذ بدء قياس درجات الحرارة عام 1864. كما سُجِّلت درجات حرارة قصوى في دول أخرى، من أوروبا إلى الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟list 2 of 4ما نقاط التحول المناخية ولِم هي خطيرة؟list 3 of 4الأمم المتحدة: ذوبان الأنهار الجليدية يهدد معيشة ملياري شخصlist 4 of 4ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدةend of listيؤثر ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان على جميع مناطق الكوكب، ومع ذلك، ترتفع درجات الحرارة في بعض الدول أكثر من غيرها. ففي سويسرا، يتسارع الاحتباس الحراري بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي، وفقا للمكتب الاتحادي للأرصاد الجوية وعلم المناخ (ميتيو سويس).
كما يؤثر ارتفاع درجات الحرارة في سويسرا على السكان والأنشطة الاقتصادية والمناظر الطبيعية وذوبان الثلوج والأنهار الجليدية. وتُشكل موجات الحر الشديدة والمتكررة خطرا صحيا جسيما، كما تُهدد الحرارة المحاصيل الزراعية والنشاط السياحي. وفي الجبال، تذوب الأنهار الجليدية والتربة الصقيعية، ويتزايد خطر الكوارث الطبيعي.
وكان ارتفاع درجة الحرارة في سويسرا ملحوظا بشكل خاص بين عامي 2015 و2024. وانتهت هذه الفترة بتسجيل البلاد أعلى 3 سنوات حرارة على الإطلاق (2022 و2023، و2024). وكان متوسط درجة الحرارة في هذه الفترة أعلى بمقدار 2.3 درجة مئوية من متوسط الفترة من 1951 إلى 1980.
وتُعدّ سويسرا من أسرع دول العالم ارتفاعا في درجات الحرارة وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وتندرج ضمن هذه الفئة أيضا دول البلطيق، وروسيا، ودول أوروبا الوسطى، ودول الخليج العربي. وتتصدر القائمة مجموعة من الجزر المغطاة بالجليد، تُعرف باسم سفالبارد، والتابعة للنرويج.
إعلانويعزى ارتفاع درجات الحرارة في سويسرا بشكل أسرع من البلدان الأخرى لكونها دولة غير ساحلية، ولا تستفيد من تأثير المحيطات العازل، القادر على امتصاص كميات كبيرة من الحرارة. عالميا، ترتفع درجة حرارة القارات أكثر من المحيطات.
كما يلعب ارتفاع جبال الألب وتضاريسها دورا محوريا. إذ يذوب الثلج والجليد بوتيرة أسرع فأسرع، مما يُقلل من قدرة الأرض على عكس ضوء الشمس إلى الفضاء، أو ما يُسمى "تأثير البياض".
وتميل الأسطح المكشوفة، مثل التربة والصخور التي تنطلق بفعل انحسار الأنهار الجليدية، إلى امتصاص المزيد من الحرارة. وهذا يُسرّع من ارتفاع درجة حرارة البلاد بشكل عام.
يقول أود أونترسي، عالم الأرصاد الجوية في "ميتيو سويس"، إن "النسبة الكبيرة من المناطق الجبلية هي من بين العوامل الرئيسية التي تفسر ارتفاع درجة حرارة سويسرا بشكل أسرع من البلدان الأخرى".
وتشير البيانات إلى أن درجات الحرارة ارتفعت في جميع مناطق سويسرا. لكن حرارة الجانب الشمالي من جبال الألب زادت أكثر من المناطق الجنوبية، ويُعزى ذلك إلى أن شمال جبال الألب كان يتميز قبل عام 1940 بشتاء أكثر برودة وجفافا، قبل أن تقل برودتها.
ولحقت المناطق الواقعة شمال جبال الألب، والتي بدأت بظروف أكثر برودة، بالمناطق الجنوبية، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أكبر في درجات الحرارة في الشمال بأكثر من 3 درجات مئوية، مقارنة بالجنوب (أكثر من 2.7 درجة مئوية) على مدى الـ150 عاما الماضية.
ويرى باحثون أن جهود مكافحة الضباب الدخاني ربما ساهمت أيضا في ارتفاع درجات الحرارة في سويسرا وأوروبا عموما. فالجسيمات الملوثة في الغلاف الجوي، أو الهباء الجوي، تحجب جزءا من ضوء الشمس، وقد يكون لها تأثير تبريدي على المناخ.
وفي سويسرا، تراجعت تركيزات الهباء الجوي في الأراضي المنخفضة بشكل كبير على مدى الـ60 عاما الماضية، ويرى عالم الأرصاد الجوية أود أونترسي أن ذلك أدى إلى انخفاض الضباب والغيوم على ارتفاعات منخفضة فوق الهضبة، مما أدى إلى زيادة الإشعاع الشمسي.
وتشهد سويسرا جراء الحرارة الزائدة ذوبانا سريعا للأنهار الجليدية بسبب التغيرات المناخية، حيث فقدت أنهارها الجليدية حوالي 10% من حجمها بين عامي 2022 و2023. وكان انهيار نهر بيرش الجليدي في جبال الألب تحذيرا مقلقا حول خطورة ارتفاع درجات الحرارة في البلد السياحي.
وتشير البيانات إلى أن درجات الحرارة في سويسرا ستستمر في الارتفاع بشكل أسرع من أي مكان آخر، وسيتعين على البلاد التكيف مع مناخ مختلف بشكل متزايد عن الماضي.