عربي21:
2025-06-27@21:02:23 GMT

الأسد وخطأ إدمان المراهنة عليه

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

بين الفينة والأخرى تطل علينا دول وجهات بالمراهنة على نظام الأسد، متجاهلة أن هذا النظام لم يعد له وجود، في ظل وجود عشرة جيوش إقليمية ودولية على الأرض السورية. لقد استطاعت هذه القوى خلال السنوات الماضية تجريده من كل أدوات السلطة، وجردته معها من مقدرات الدولة وأدواتها، وبالتالي لم يعد النظام بالنسبة لهذه الجيوش إلاّ أداة تبريرية لبعضها بالوجود، فالبعض قادم من أجل حمايته، والبعض الآخر قادم من أجل حماية نفسه من تهديدات مصدرها هذا النظام بطريقة أو بأخرى.



راهنت الجامعة العربية على مدار العام الكامل، وراهنت معها دول على تسويقه، ولكن سريعا ما يتبين للجميع أن العقرب لا يمكن أن يغير سلوكه، وأكبر دليل عملي حسي على ذلك شحنات الكبتاغون والمخدرات الصادرة منه باتجاه تلك الدول وغيرها، والتي كان آخرها إلى الأردن والسعودية ومصر، وهذا هو المعلوم، أما المكتوم، والذي لم يجد طريقه للوصول دون الكشف عنه ومعرفته فلا أحد يستطيع أن يقدره بعد أن وصلت تقديرات بريطانية بحجم تجارة المخدرات السورية إلى 57 مليار دولار أمريكي.

في ملف العلاقات الخارجية وتحديدا العلاقة مع إيران لا يزال يُعوّل البعض على قدرة النظام وذكائه في فصل الماء الأسدي عن الماء الخامنئي، وهو أمر مستحيل، فقد ثبت بطلان هذه النظرية مرارا وتكرارا منذ أيام الخميني واصطفاف النظام السوري إلى جانب إيران ضد العراق، ومن بعده في محطات كثيرة، ولكن لا يزال بعض العرب يقنع نفسه بأن عملية الإبعاد ممكنة، ليتبين لاحقا استحالة ذلك، مع استدعاء خامنئي أخيرا لرأس النظام إلى طهران وإبلاغه رسالة قوية ضد تحركاته التي فُهم منها إرضاء لدول عربية بالابتعاد عن إيران، وإن كان الخامنئي يدرك تماما استحالة أن تنجح تلك السياسة، بعد أن رهن النظام السوري وعلى مدى عقود نفسه للإيراني، بالإضافة إلى تغلغل الدور الإيراني في كل مفاصل الدولة والمجتمع السوري. ونحن نرى الاتفاقيات الاقتصادية والتعليمية والثقافية، واللغوية واتفاقياته مع الجامعات السورية، بالإضافة إلى شراء العقارات والممتلكات، والعمل الممنهج الخطير والبعيد المدى في تغيير المجتمع السوري، من إقامة روضات للأطفال، وبناء حسينيات، أو تغيير مساجد أهل السنة إلى حسينيات شيعية.

إيران التي تواجه اليوم ضربات صهيونية على مواقعها في دمشق وحلب وغيرها، تشعر أنها تجاوزت ربما بعض الخطوط الحمراء التي لم تكن تل أبيب ترغب لها أن تتعداها، ولكن إيران تلتزم الصمت في ردها على الضربات الإسرائيلية، لقناعتها بأن المكاسب والإنجازات التي أحرزتها لا يمكن التضحية بها، ولذلك فهي غير معنية بالرد. ولكن مع هذا فإن معركة الخلافة على خامنئي قد تفجر الأبواب كلها، وقد تنعكس سلبا على واقع المليشيات الإيرانية والموالية لها في سوريا. وقد رأينا بعد الخلافات التي تُرجمت إلى اشتباكات عسكرية محدودة في الجزيرة السورية بعد مقتل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم الطائرة المعروف، لكن هذا الحادث أعطى مؤشرا لكثير من المتابعين والمحللين أن الصورة ستكون أكبر وربما أخطر على واقع الوجود الإيراني؛ ليس في سوريا فقط وإنما على وجودها في عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى الخلاف الشديد والمرير عمن سيخلف خامنئي نفسه في منصبه، حال وفاته.

ولن تكتمل لوحة فشل تصدير وتعويم الأسد وحكمه إن لم نقم بإلقاء نظرة على الحراك في السويداء، والذي تأتي أهميته من أن القائمين عليه هم من الأقلية الدرزية، مما يؤكد فشل النظام السوري في ترويج نظريته القائمة على حماية الأقليات، وبالتالي فقد ضرب مصداقية دول تسعى إلى ترويج قصة حمايته للأقليات، وتبنيه لها، وضرب معها نظرية أن الثورة السورية فقط مقتصرة على أهل السنة، وبالتالي فهي فرصة من أجل فضح الرواية الأسدية وداعميه، وقبل هذا وبعده يأتي إصرار الشعب السوري بكافة رموزه وشرائحه على رفض النظام السوري والمحتلين؛ بعد هذه السنوات الطوال من القتل والتشريد ليؤكد للعالم استحالة تسويقه ثانية.

النظام السوري لم يعد مشكلة للسوريين فقط، وإنما غدا مشكلة حقيقية للقوى الإقليمية والدولية نفسها، ولا أصدق على ذلك من شحنات المخدرات التي يقوم بالاتجار بها، وثانيا دوره في تشجيع العنف والإرهاب، والذي سيظهر خطره لاحقا ربما بصورة أخطر وأوسع، بالإضافة إلى حالة التوتير الإقليمي والدولي بين القوى المتنافسة والمتصارعة، ولا ننسى قنبلة المهاجرين والمشردين التي تلقي بتداعياتها على دول الجوار، وحتى على ما بعد دول الجوار كأوروبا.. فالحل باستئصال الورم الخبيث، حينها لن يرتاح الشعب السوري فحسب، وإنما سيرتاح العالم كله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأسد إيران سوريا إيران سوريا الأسد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟

قدم الكاتب الإسرائيلي نيتسان سادان في تقرير نشرته صحيفة "كالكاليست" رؤية شاملة لترسانة الرؤوس الصاروخية الإيرانية، بدءا من الرؤوس العنقودية وصولا إلى الصواريخ المصممة لملاحقة الأهداف المتحركة.

واستعرض الكاتب في التقرير القدرات التدميرية للصواريخ الباليستية الإيرانية وأفضل الطرق للتصدي لها بفاعلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: لماذا كان ترامب واثقا من أن إيران تطوّر قنبلة نووية؟list 2 of 2نيويورك تايمز: هل تثني الضربة الأميركية لإيران دولا أخرى عن امتلاك القنبلة؟end of list الرأس العنقودي

وأوضح الكاتب أن الرأس العنقودي يُطلق ذخائر فرعية صغيرة في طريقه إلى الأرض، ولا يسبب أضرارا بالغة لكن يغطي مساحة كبيرة.

وأشار إلى أن هذه الرؤوس التي استخدمتها إيران ضد إسرائيل تُطلِق ما يصل إلى 36 ذخيرة فرعية مع قنبلة بوزن 2.5 كيلوغرام، وتتفرع عن الصاروخ الأصلي على ارتفاع 6 آلاف متر.

وحسب الكاتب، فقد طورت إيران هذه الرؤوس من أجل إصابة الأهداف السهلة والكبيرة، مثل منشآت النفط الخليجية.

الرأس المتشعب

يوضح الكاتب أن الرأس المتشعب يُطلق عدة رؤوس من صاروخ واحد في الفضاء، قبل الدخول إلى الغلاف الجوي، ولكل رأس قنبلة مصغرة ودرع حراري خاص به، يضمن بقاءه بعد الاحتكاك.

ويضيف أنه عندما يتكون صاروخ واحد من عدة رؤوس، يمكن للعدو استخدام عدد أقل من القاذفات وتقليل خطر إصابتها.

ويلفت الكاتب إلى أن صاروخ "خرمشهر 4" هو الوحيد القادر على حمل عدة رؤوس، ولا يختلف في صعوبة إسقاطه عن الصواريخ الباليستية الأخرى.

وذكر أن هذه الرؤوس هي رؤوس قياسية مزودة بزعانف صغيرة تساعدها على التحرك قليلا إلى اليمين واليسار مع البقاء في المسار قبل وقت قصير من سقوطها، مؤكدا أن هذه الرؤوس تم اعتراضها بنجاح كبير منذ بداية الحرب.

الرأس المناور

وحسب الكاتب، يمكن للرأس المناور تغيير الاتجاه أثناء سقوطه، حيث يظل في مسار متعرج، ويصبح من الصعب على أنظمة الدفاع التنبؤ بمساره واعتراضه، حيث يتم تزويد هذه الرؤوس بمحرك صاروخي يحرك فوهة الدفع ما يؤدي إلى تغيير الاتجاه.

إعلان

وتمتلك إيران صاروخين من هذا النوع، أحدهما هو فتاح 1 المعروف على نطاق واسع ويُطلقه الحوثيون منذ أشهر، والآخر هو فتاح 2 المزود برأس ذي تصميم قادر على توليد قوة رفع والحفاظ على الكثير من طاقته حتى بعد الدخول إلى الغلاف الجوي.

وهذه الرؤوس متطورة لكنها تحمل قنابل صغيرة نسبيا وليست محصنة ضد عمليات الاعتراض.

الرأس الصلب

وأوضح الكاتب أن الرأس الصلب هو رأس يحتوي على المتفجرات، لكن جزءا كبيرا منه مصنوع من الخرسانة.

ويشير إلى أن الفكرة المحورية في هذا الصاروخ هي زيادة كتلة الرأس وتقويته بالمزيد من الطاقة للاصطدام، بهدف اختراق الأهداف العسكرية المحصنة.

ويوضح الكاتب أن مشكلة هذا الصاروخ هي الدقة التي يحتاجها لاختراق التحصينات وإصابة النقطة الأضعف في الهدف، وهو أمر تجد الصواريخ الإيرانية صعوبة بالغة في تحقيقه.

الرأس المضاد للسفن

وهذا النوع، وفقا للكاتب، يحتوي على رادار أو جهاز بصري يمكنه العثور على السفن وتصحيح مساره من أجل استهدافها.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز وأكدته القيادة المركزية الأميركية، أطلق الحوثيون في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2023 صاروخين من هذا النوع باتجاه سفينة في البحر الأحمر.

وأوضح الكاتب أن إيران هي التي صنعت هذا الرأس، لكنه غير ملائم للاستخدام في الصواريخ بعيدة المدى التي تستهدف إسرائيل لأنه يشكل تهديدا كبيرا للسفن في الخليج العربي.

مقالات مشابهة

  • ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغون تفاصيل جديدة
  • مختص: الإدمان ليس اضطرابا نفسيا ويحتاج إلى علاج طويل المدى
  • إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأمريكية
  • سوريا.. ضبط 13 مستودع مخدرات و320 مليون حبة كبتاغون منذ سقوط الأسد
  • وزير الداخلية السوري السيد أنس خطاب: في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات نُجدّد في وزارة الداخلية التزامنا بمواجهة هذه الآفة التي تهدّد الأمن المجتمعي وسلامة شبابنا وبلادنا، وزارة الداخلية تواصل بحزم وعزم تنفيذ حملات مكثفة لضبط شبكات التهريب والترويج وضرب أ
  • من الرهان إلى الخلع.. إدمان الزوج على المراهنات يُفقد الأسرة بيتها واستقرارها
  • صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟
  • ميزر صوان.. السلطات السورية تقلي القبض على "عدو الغوطتين"
  • عاجل | إن بي سي عن مصدرين: تقييم سري للهجمات الأميركية على إيران أحيل للكونغرس واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا
  • تركة ثقيلة من الفساد والحرب.. هل تستطيع الحكومة السورية الجديدة النهوض بالاقتصاد؟