حذر محلل استخباراتي عسكري أمريكي سابق من أن إسرائيل تخاطر بخوض حرب ضد حزب الله لضمان البقاء السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن ذلك سيكون سوء تقدير قد يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في كل من لبنان وإسرائيل.

وقال هاريسون مان، الرائد في وكالة الاستخبارات الدفاعية والذي ترك الجيش الشهر الماضي بسبب الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة، في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" إن مثل هذه الحرب الكارثية الجديدة من شأنها أن تجر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي.


وأضاف "مان"، وهو أكبر ضابط عسكري أمريكي استقال بسبب غزة حتى الآن، إن التقييم متفائل وأن هناك خطرا كبيرا من قيام إسرائيل بشن حرب على حدودها الشمالية لأسباب سياسية داخلية، بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي لا يزال يسيطر على السلطة ويواجه خطر العزل بسبب اتهامات الفساد، والذي يعتمد إلى حد كبير على كون الدولة في حالة حرب.

وقال: "نعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجب أن يستمر كزعيم في زمن الحرب إذا كان يريد إطالة أمد حياته السياسية والبقاء خارج المحكمة، لذلك فإن هذا الدافع موجود"، مضيفا أن أي حكومة إسرائيلية ستكون حساسة للضغوط السياسية التي يمارسها عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا من المنطقة الحدودية بسبب هجمات حزب الله الصاروخية والمدفعية.


وتابع "إن الجيش الإسرائيلي يدرك جيدًا أنه لا يستطيع توجيه ضربة حاسمة ضد ترسانة حزب الله المخيفة بضربات استباقية، حيث يتم حفر الصواريخ والقذائف والمدفعية في المناطق الجبلية اللبنانية".

وتوقع أن يطلق حزب الله هجوما صاروخيا وصاروخيا شاملا إذا شعر أنه يتعرض لتهديد وجودي، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون لديهم القدرة على التغلب جزئيًا على الأقل على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وضرب البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء البلاد، وإلحاق مستوى من الدمار بإسرائيل لست متأكدًا من أن إسرائيل شهدته حقًا في تاريخها - وبالتأكيد ليس في حربها الأخيرة".

وحذر المحلل الاستخباراتي العسكري الأمريكي السابق، من أن قصف المدن الإسرائيلية في هذه الأثناء سيجعل من المستحيل على إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، في الفترة التي تسبق الانتخابات، رفض مناشدات نتنياهو للولايات المتحدة للمشاركة بشكل أكبر.

واختتم بالقول إنه نظرًا لعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تدمير ترسانة حزب الله الجوية، فسيشن هجومًا بريًا على جنوب لبنان، الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر باهظة في صفوف الإسرائيليين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نتنياهو حزب الله

إقرأ أيضاً:

قطرة في بحر.. إسرائيل تسمح بدخول 100 شاحنة فقط لغزة

أعلن مسؤول أممي أن إسرائيل سمحت بدخول نحو 100 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة، غير أن ذلك يبقى غير كاف وفق تعبير مسؤول في منظمة الصحة العالمية، و"قطرة في بحر" بحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جينس لاركي "لقد طلبنا وحصلنا على الموافقة لدخول المزيد من الشاحنات اليوم، وهي أكثر بكثير مما تمت الموافقة عليه أمس".

وعندما تم سؤاله عن العدد المحدد، قال لاركي في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الثلاثاء "حوالي 100".

وبعد حصار إسرائيلي دام 11 أسبوعا، سمحت إسرائيل أمس الاثنين بدخول 9 شاحنات مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، رغم أن لاركي أشار إلى أن خمسًا فقط دخلت فعليًا إلى غزة.

وقال لاركي "الخطوة التالية هي جمعها، ثم سيتم توزيعها من خلال النظام القائم، وهو النظام الذي أثبت جدارته"، مشيرًا إلى أن تلك الشاحنات تحتوي على طعام للأطفال ومنتجات غذائية للأطفال.

وارتفعت معدلات سوء التغذية في غزة خلال الحصار الإسرائيلي وقد ترتفع بشكل كبير إذا استمرت أزمة نقص الغذاء، حسبما قال مسؤول صحي في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في نفس المؤتمر الصحفي.

إعلان

وقال أكيهيرو سيتا مدير الصحة في أونروا "لدي بيانات حتى نهاية أبريل/نيسان وتظهر أن سوء التغذية في ارتفاع.. إذا استمر الوضع الحالي فسيرتفع بشكل كبير، ومن ثم يتجاوز السيطرة".

ورغم موافقة إسرائيل على دخول شحنات من المساعدات إلى غزة، فإن مسؤولا بمنظمة الصحة العالمية أكد أن كمية المساعدات المسموح بدخولها "غير كافية على الإطلاق"، فيما اعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاديا كالاس أنها تمثل "قطرة في بحر".

وأكدت الأمم المتحدة أن ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لا يبرر القتل الجماعي ومنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إن الوضع في غزة كارثي والشعب الفلسطيني يحتاج إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى.

بدوره، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن الوضع في غزة غير مقبول وكارثي ويجب السماح بإدخال المساعدات فورا.

ودعا وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب إلى إدخال المساعدات الإنسانية لغزة دون شروط. مطالبا إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.

أونروا تحذر

من جانبها، حذرت وكالة أونروا من أسوأ أزمة إنسانية قد يواجهها قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأضافت في منشور عبر صفحتها بموقع فيسبوك "أسفر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر عن سقوط مئات الضحايا وتشريد جماعي".

وأكدت أونروا أنها تحتاج لدعم هائل بلا عوائق ولا انقطاع لضمان وقف انتشار الجوع في غزة، ودعت إلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية لأن الأوضاع في قطاع غزة تتدهور بشكل يومي وسوء التغذية ينتشر في القطاع.

ودعت الوكالة إلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخال المساعدات إلى غزة.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يملك النفوذ اللازم لتغيير الوضع في غزة وضمان رفع الحصار وحصول السكان على المساعدات.

إعلان

وأضاف لازاريني  في مؤتمر صحفي أنه أمر مؤسف أن نواجه حالة مجاعة في غزة، مشيرا إلى "استغلال الجوع والغذاء لأغراض سياسية وعسكرية". وأكد أن ما نحتاجه في غزة دعم هائل ومستمر ودون عوائق لضمان عكس مسار الجوع المتفاقم.

ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات منذ مطلع مارس/ آذار الماضي.

وزادت تلك القيود من معاناة سكان القطاع الذين يواجهون إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • قطرة في بحر.. إسرائيل تسمح بدخول 100 شاحنة فقط لغزة
  • دُعيتُ لإدخاله عالم السياسة.. تفاعل على ما قاله سفير أمريكي سابق حول لقائه بالشرع عام 2023
  • مسؤول أمريكي يحذر من الاستخفاف بالحوثيين ويقول إن جيش بلاده يراقب سلوكهم
  • مقرر أممي: خطط إسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة سياسية لا إنسانية
  • قلق أمريكي من صفقة «آبل وعلي بابا» بسبب مخاوف أمنية
  • مسؤول أميركي يكشف سبب تراجع جي دي فانس عن زيارة إسرائيل
  • مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • نتنياهو: على إسرائيل أن تمنع حدوث مجاعة في غزة "لأسباب دبلوماسية"
  • تحت ضغط أمريكي وأوروبي.. إسرائيل توافق على إدخال المساعدات إلى غزة
  • مسؤول إماراتي: ترامب أحدث تغييرات جذرية في الاقتصاد الأمريكي.. وناخبوه وثقوا بإصلاحاته