تجمع بين سحر التاريخ وجمال الطبيعة.. لماذا عليك زيارة تركيا؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
إسطنبول ـ تخيل أن تستيقظ على صوت الأذان العذب يتردد بين مآذن إسطنبول، تبدأ منها رحلة لا تُنسى في قلب تركيا، من القرى الجبلية في الشرق إلى الشواطئ البكر في الغرب.
فبينما تنساب أشعة الشمس الذهبية على مياه البوسفور، تكتشف جمال إسطنبول الذي لا يضاهى، في كل زاوية من هذه المدينة، تجد حكاية ترويها الأزقة القديمة، وروعة العمارة البيزنطية والعثمانية التي تتجلى في آيا صوفيا والمسجد الأزرق.
ومن إسطنبول إلى مدينة كابادوكيا، حيث تأخذك المناظر الطبيعية الخلابة إلى عالم آخر، تعلو فيه المناطيد الملونة في السماء الصافية مع شروق الشمس، ليترسم أمامك مشهد ساحر لا يمكن نسيانه.
ثم سافر إلى أنطاليا، حيث تلتقي الشواطئ الذهبية بالمياه الزرقاء الصافية، في لوحة طبيعية تبعث على الاسترخاء والسلام، وتنتشر في منطقة أنطاليا آثار الحضارات القديمة على طول الساحل، فتجد نفسك تتجول بين آثار بيرج وأسبندوس، وأنت تشعر بروح التاريخ تنبض في كل حجر.
في الشمال التركي، تكتشف سحر طرابزون ومرتفعاتها الخضراء التي تشبه قطعا من الجنة، بينما يتجلى جمال بحيرة أوزونغول وسط الجبال المكسوة بالأشجار الكثيفة، مقدمة لك فرصة للهروب من صخب الحياة اليومية، والانغماس في هدوء الطبيعة وسحرها الأخاذ.
ثم تختتم رحلتك في الشرق، هناك تجد ضيافة أهل الأناضول، وتتعرف على ثقافات وتقاليد متنوعة تتوارثها الأجيال. القرى المحاطة بالجبال توفر لك مناظر خلابة وتجارب فريدة، من ركوب الخيل إلى تذوق الأطباق المحلية التي تحمل في نكهاتها قصص الزمن. في تلك القرى، تشعر بروح الأصالة والتراث التي تضفي على رحلتك طابعا خاصا.
ترافقكم الجزيرة، في هذا التقرير، للتعرف على أجمل المعالم السياحية في تركيا، وبعض التفاصيل الأساسية التي تساعد في جعل رحلتكم تجربة ماتعة.
قبل الرحلة استخراج التأشيرةقبل السفر إلى تركيا، يجب عليك معرفة ما إذا كنت تحتاج إلى تأشيرة دخول أم لا، وهذا يعتمد على جنسيتك، حيث تختلف المتطلبات من بلد لآخر.
ووفقا للموقع الرسمي لنظام التأشيرات التابع لوزارة الخارجية التركية، فإن المسافرين إلى تركيا لأغراض السياحة أو التجارة يجب أن يحصلوا على تأشيرة إلكترونية، ويمكنك التحقق مما إذا كنت تستطيع الحصول على تأشيرة دخول إلكترونية من خلال تحديد جنسيتك على الموقع.
من بين الدول العربية التي لا يحتاج مواطنوها إلى تأشيرة دخول للبقاء في تركيا لمدة تصل إلى 90 يوما: المغرب، تونس، الإمارات، عمان، السعودية، البحرين، الأردن، قطر، الكويت، ولبنان.
كما يتوجب الحصول على تأشيرة دخول إلكترونية مستقلة للرضع، حتى وإن كانوا مسجلين على جوازات سفر الأبوين.
ولمعرفة الرسوم المفروضة على التأشيرة الإلكترونية للدخول إلى تركيا، يجب زيارة الموقع الرسمي لاستخراج الفيزا (https://www.evisa.gov.tr/ar/tour/) والذي يحدد الرسوم حسب الجنسية، كما يتم دفع رسوم تأشيرة الدخول الإلكترونية بالدولار فقط.
تكلفة الطيرانتختلف تكلفة الطيران إلى تركيا بحسب بلد السائح وشركة الطيران المختارة، وتوسعت شركتا الخطوط الجوية التركية وبيغاسوس للطيران منخفض الكلفة بشكل كبير لتغطيا رحلات مباشرة من مختلف أنحاء العالم.
كما أن الموقع الجغرافي المميز لإسطنبول، أكسبها ميزة أن تصبح محطة رئيسية لمعظم شركات الطيران العالمية، مما عزز مكانة تركيا كوجهة سياحية رائدة بفضل تنوع وتعدد خطوط الطيران التي تصل إليها من مختلف دول العالم.
ويتراوح متوسط سعر تذكرة السفر إلى تركيا حوالي 280 دولارا في فصل الشتاء، ويرتفع إلى حوالي 400 دولار في فصل الصيف، نظرا للطلب المتزايد بموسم العطلات، وهذه الأسعار هي للخطوط التركية من دول الخليج ومصر والأردن والجزائر وتونس والمغرب.
وتتأثر هذه الأسعار بعوامل عديدة مثل توقيت الحجز، والخدمات المقدمة على متن الطائرة، ووقت السفر.
أبرز الوجهاتمن عادة السياح العرب سواء الأفراد أو العائلات أن يجعلوا إسطنبول أولى محطاتهم السياحية عند الوصول إلى تركيا، وذلك لما تتميز به من أماكن سياحية مميزة وأنشطة متنوعة تناسب جميع الأذواق.
إسطنبولبجمالها التاريخي وسحرها الحضري، تقدم إسطنبول للسياح تجارب لا تُنسى، من زيارة المعالم الأثرية مثل آيا صوفيا والمسجد الأزرق "مسجد السلطان أحمد"، إلى الاستمتاع بالتسوق في البازارات التقليدية والاسترخاء على ضفاف مضيق البوسفور المترامية الأطراف، فضلا عن الرحلة البحرية إلى جزر الأميرات أو الجزر الحمراء.
وعندما يتعلق الأمر بالتكلفة، تُعتبر إسطنبول مدينة عالية التكلفة مقارنة بالمدن التركية الأخرى، إذ يبلغ متوسط إنفاق السائح حوالي 75 دولارا يوميا، تشمل الطعام والنقل، وأما أسعار الفنادق في إسطنبول فتختلف باختلاف الموقع ودرجة الفندق، ولكن بشكل عام، يبلغ متوسط تكلفة الإقامة نحو 50 دولارا لليلة الواحدة.
بعد زيارة إسطنبول، يمكنك الانتقال إلى مدينة كابادوكيا الواقعة في شرق الأناضول وسط تركيا، ويمكنك الذهاب بالسيارة أو عبر الطيران الداخلي الذي يبلغ متوسط سعره للفرد 60 دولارا.
وكابادوكيا إحدى أبرز المناطق التي يفضلها العرب للسياحة في تركيا، حيث تشتهر بتضاريسها الفريدة من نوعها، وصخورها المدهشة والمدن الأثرية التي تعود إلى العصور القديمة، ومن أبرز معالمها:
المتحف المفتوح: واحد من الكنوز التاريخية التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985، يضم مجموعة من الكنائس والمغارات الصخرية التي تعود إلى القرون الوسطى، والتي تتميز برسوماتها الجدارية البيزنطية الجميلة. تعكس هذه الرسومات التاريخ الديني والفني للمنطقة، ولا تتجاوز قيمة تذكرة الدخول نصف دولار للفرد.
التحليق بالمنطاد: تُعد جولة التحليق بالمنطاد واحدة من الأنشطة الشهيرة والمميزة في كابادوكيا، يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الساحرة للمنطقة، بما في ذلك القرى والآثار الصخرية المدهشة من الجو، وتتراوح تكلفتها في فصل الشتاء بين 190 و280 دولارا، بينما ترتفع في فصل الصيف لتتراوح بين 230 و300 دولار.
طرابزونلا يجب أن تفوت فرصة زيارة مدينة طرابزون، التي تقع على ساحل البحر الأسود، لتعيش تجربة عائلية هادئة بين أحضان الطبيعة والجبلية دائمة الخضرة، تحتضن هذه المدينة الغنية بالتاريخ والثقافة العديد من المعالم السياحية الرائعة، ويبلغ متوسط تكلفة تذكرة الطيران من إسطنبول إلى طرابزون 60 دولارا، ومن أبرز معالمها:
طرابزون التاريخية: تضم العديد من المعالم التي تعود إلى العصور القديمة، مما يجعلها وجهة غنية بالتراث والثقافة، يمكن للزوار التجول في شوارعها الضيقة واستكشاف السوق التقليدي الذي يعج بالحياة والألوان، وزيارة الجامع الأزرق الشهير بجماله وروحانيته.
بحيرة أوزنغول: من أبرز المواقع السياحية في منطقة طرابزون، حيث تتميز بمياهها الزرقاء الصافية التي تحاكي السماء في صفائها، ومحاطة بالجبال الخضراء والغابات الكثيفة التي تضفي عليها سحرا خاصا.
هذه المعالم ليست سوى لمحة بسيطة من الكنوز السياحية التي تزخر بها تركيا، إذ ما زال هناك العديد من الأماكن الرائعة التي تنتظركم لاكتشافها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تأشیرة دخول إلى ترکیا فی فصل
إقرأ أيضاً:
القشع بالجبل الأخضر .. وجهة مثرية لسياحة المغامرات واكتشاف الطبيعة
العُمانية: تعد قرية القشع بولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية وجهة مثرية لسياحة المغامرات لما تتمتع به من تضاريس وجيولوجيا استثنائية ذات مناخ معتدل صيفًا وبارد شتاءً.
تقع قرية القشع عند السفح الشرقي لأحد الجبال الشاهقة عند نهاية أحد أطول المدرجات الجبلية من جهتها الغربية أما شمالها فتطل عليها قرية العين، بينما تحدها من الجنوب قرية سلوت ومصيرة الرواجح.
وتتفرد القرية بمدرجاتها الزراعية التي تضم العديد من أشجار الفاكهة كغيرها من قرى الولاية كأشجار الرمان والجوز والخوخ والمشمش، إضافة إلى المحاصيل الزراعية الموسمية كالثوم والبصل وغيرها.
ووضح وليد بن سيف الزكواني، عضو المجلس البلدي في ولاية الجبل الأخضر وأحد الأهالي في القرية لوكالة الأنباء العُمانية أن سبب تسمية القرية بالقشع يرجع إلى انحدار الصخور نحوها من مختلف الاتجاهات، ومن معانيها اللغوية أيضًا انقشاع الغيوم بعد أن تغطي كبد السماء، وهو وصف مجازي يليق بعلاقتها الساحرة بالطبيعة.
وذكر الزكواني أن القرية تشتهر بالكثير من الشواهد والأدلة الأثرية التي تعود إلى بدايات الاستيطان البشري الأول في الجبل الأخضر، حيث تنتشر المقابر القديمة بعدة أشكال واتجاهات غير معتادة، مختلفة عن النمط الإسلامي، ما يُشير إلى أزمنة ما قبل الإسلام، وربما إلى العصر الحجري القديم، وتحجر بعض المدرجات الزراعية بفعل العوامل الجيولوجية والطقس ما يدل على قدمها. كما توجد آثار كهوف سكنية تتضمن مواقد للنار وآثارًا للدخان، ما يعزز فرضية استخدامها البشري كما لا تزال هناك مبانٍ حجرية قديمة فيها وهي بحاجة إلى دراسات أثرية معمقة من قبل الجهات الحكومية المعنية.
وبيّن ارتباط نشأة قرية القشع بالعمق التاريخي والموروث التراثي المتنوع، حيث تضم شواهد تاريخية وعددًا من المساجد منها مسجد البلاد ومسجد الوادي ومسجد الجفرة ومسجد الحجرين، إلى جانب عدد من الأفلاج والعيون المائية والتي تروى بها المزروعات كفلج لعور وفلج الغوج وفلج ازل وفلج الحرف، وعين السمنة وعين السويب وعين شاذان وغيرها.
وأشار عضو المجلس البلدي في ولاية الجبل الأخضر إلى أن حصاد الورد والرمان ومختلف أصناف الفاكهة يتم خلال فصل الصيف مما يجعل الولاية وجهة سياحية للكثير من السياح والزوار، حيث إن هذه المواسم تُضفي على قرية القشع تنوع المنتج السياحي، ويتعرف الزائر عن قرب على آلية تصنيع ماء الورد بشقيه التقليدي والحديث، مؤكدًا على أن زراعة الورد والرمان في القرية تعد ذات جدوى اقتصادية ولها أهمية كبيرة كونها أحد مصادر الدخل للمزارعين.
وقال حمد بن صبيح الزكواني، أحد أهالي قرية القشع لوكالة الأنباء العُمانية: إن القرية تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مزار سياحي بارز حيث يتوافد إليها محبو الطبيعة، خصوصًا في فصل الصيف، لما تتميز به من شلالات ساحرة مثل شلال وادي العين، وشرجة العنبور، وشلال كور أزك والتنوّع الجيولوجي في تكوينات الصخور (متحولة، رسوبية، ونارية)، وكهوف ومغارات فريدة مثل كهف لمبرد، بالإضافة إلى النمو النادر لأشجار استوائية تُعرف محليًّا بـ"السوجر" والتي تنبت على طول وادي العين، وهي ميزة تنفرد بها قرية القشع عن سائر قرى الجبل.
وأكد الزكواني أنه توجد في القرية طرق مهيأة لرياضة المشي الجبلي (الهايكنج)، والتي تمر عبر عدد من الشعاب والأودية والمدرجات الزراعية في مناخ متوسطي معتدل، مشيرًا إلى أنه من أبرز هذه المسارات طريق اللمد وطريق الساب وطريق مسلك المغارات والتي تربط القرية بعدد من القرى المجاورة وكانت تستخدم في تنقل الأهالي قديمًا.
وقال: إن مواسم حصاد الفاكهة في ولاية الجبل الأخضر بشكل عام وقرية القشع بشكل خاص تسهم في جذب السياح والزوار للتعرف من خلالها على المقومات السياحية من خلال سياحة المغامرات والسياحة الطبيعية والتراثية وغيرها.