أسهم برنامج "إمكان 1" في صقل مواهب المهندسين ورفع كفاءتهم في إدارة المشاريع الحكومية. كما عزز البرنامج الذي نفذته الأمانة العامة لمجلس المناقصات على مدى 6 أشهر من تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تتواءم مع رؤية عُمان 2040 في إدارة المشاريع الحكومية القادمة منها تعزيز المحتوى المحلي وتقليل المدة المُنجزة وتقليل التكلفة التشغيلية بالإضافة إلى رفع الكفاءة في الإدارة وتقليل الأوامر التغيرية.

استطلعت "عُمان" عددًا من المسؤولين والمهندسين المشاركين في البرنامج من مختلف الجهات الحكومية للوقوف على أهمية البرنامج ومدى تحقيقه للأهداف المرجوة والفوائد التي ستصب في صالح المشاريع الحكومية القادمة. مما أكد عدد منهم أن هذا البرنامج الأول من نوعه هو انطلاقة مهمة في رفع كفاءة الكادر الوطني في إدارة المشاريع والعقود الحكومية القادمة.

مواكبة خطط سلطنة عُمان لرؤية 2040

وقال عبد الله بن سيف الحوسني مستشار تنمية المواهب والجدارات في الأمانة العامة لمجلس المناقصات بالندب لـ"عُمان": إن برامج "إمكان" ذات أهمية قصوى في مواكبة خطط سلطنة عُمان لرؤية 2040، كما أنها تتوافق مع استراتيجية الأمانة العامة لمجلس المناقصات في رفع كفاءة العاملين وحسن إدارة المشاريع والعقود الحكومية.

وأضاف: إن البرنامج يسعى لإنشاء قاعدة بيانات ومصفوفة وظيفية في جميع دوائر المؤسسات الحكومية في مجال المشاريع والعقود والمناقصات.

وأضاف الحوسني: إن البرنامج سيعالج العديد من التحديات التي تواجه العقود والمشاريع منها تأخر المشاريع، وتعثرها، وطول المدة المنفذة، بالإضافة إلى غيرها من التحديات كتغيرات والزيادات التي غالبًا ما تطرأ على المشاريع، مما يترتب عليها مبالغ إضافية.

وأوضح مستشار تنمية المواهب والجدارات في الأمانة العامة لمجلس المناقصات بالندب: أنه تم تصميم البرنامج بخبرات مختصين ليحقق الفائدة القصوى المرجوة، ويتضمن الأعمال النظرية مع ورش وزيارات ميدانية والتعلم عن بعد مع تنفيذ برامج مصاحبة، على أن يبقى المهندسون على رأس العمل بحيث تعود الفائدة المرجوة مباشرة على العقود والمشاريع التي تُنفذ حاليًا ويزيد من جودة المشاريع وكفاءة الإنفاق.

إدارة المشاريع بكفاءة وفعالية

من جانبها، قالت المهندسة وداد بنت حمود بن حمد المنذرية، رئيسة قسم المشاريع بتعليمية الظاهرة بوزارة التربية والتعليم: إن برنامج إمكان يُعد مهمًا ومميزًا، وجاء بأفكار جديدة، فهو برنامج مختلف عن غيره من البرامج التدريبية التي اعتدنا عليها، فهو عبارة عن رحلة ممتعة وشيقة امتدت ستة أشهر، استمتعنا حقيقة بالتعلم المدمج الذي جمع بين المعرفة والتطبيق العملي والزيارات الميدانية، بالإضافة إلى حلقات النقاش وتبادل الخبرات النافعة.

وأضافت المنذرية: استفدنا من خلاله في مجال إدارة المشاريع بشكل أكثر كفاءة وفعالية، وأضاف لنا مزيدا من المهارات والقدرات المميزة منها: مهارات إدارة الوقت والميزانية والتخطيط السليم وتحقيق الأهداف بدقة، ومهارات تخصيص الموارد بحكمة، وإدارة المخاطر، والحفاظ على العلاقة المتوازنة مع أصحاب المصلحة، وكذلك إدارة وتنظيم المستندات والوثائق المتعلقة بالمشروع، وإعداد التقارير وتحليل البيانات باستخدام أدوات وتقنيات لاتخاذ القرارات المستنيرة.

وأشارت رئيسة قسم المشاريع بتعليمية الظاهرة بوزارة التربية والتعليم: "نحن متفائلون أن نحقق تقدما ملحوظا في مجال إدارة المشاريع وتحسين فرص نجاح مشاريعنا بشكل كبير عن طريق تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية وفي إطار الجودة المطلوبة".

كذلك مع برنامج "إمكان الأول" سيتم إدارة المشاريع بطريقة أسهل وأكثر كفاءة مما كنا سنفعلها بدونه؛ بالاستخدام الأمثل للموارد، وتحسين الإنتاجية، وإبقاء المشروع على المسار الصحيح.

موضحة المهندسة وداد المنذرية: "ما يميز برنامج إمكان الأول أنه لم يعطنا المعرفة فحسب وإنما فتح لنا أفق نستطيع من خلاله أن ننطلق وبقوة".

تمكين الكوادر البشرية

من جانبها أوضحت المهندسة فرح بنت سالم بن محمد المعولية بالأمانة العامة لمجلس المناقصات: إن البرنامج التدريبي "إمكان" هي مبادرة تسعى فيها الأمانة العامة لمجلس المناقصات لتعزيز دورها في تمكين الكوادر البشرية العاملة في إدارة العقود والمشاريع والمناقصات في الجهات الحكومية في سلطنة عمان. وأضافت المعولية: إن أهم ما تم تداوله في (إمكان 1) هو كيفية إدارة المشروع من بداية فكرة المشروع ودراسة الجدوى وحتى إغلاق المشروع من خلال وضع الخطط والميزانيات وإنجاز العمليات المرتبطة بزمن التنفيذ والجودة والتكلفة وقواعد مراقبة العمل للوصول إلى أهداف المشروع وأساليب التعامل مع التحديات التي تظهر أثناء العمل ضمن المشروع، وتوقع العوائق المحتملة قبل وقوعها، ووضع سياسة لحل المشاكل بهدف ضمان القدرة على إبقاء المشروع تحت السيطرة.

وأضافت المهندسة فرح: أسهم البرنامج في تطوير الكوادر العاملة في إدارة المشاريع من خلال وضع الإطار اللازم للتخطيط والتنفيذ والمتابعة بشكل يضمن تحقيق النتائج المرجوة من خلال التخطيط الجيد ووضع إطار زمني واضح، يمكن للمهندسين تجنب العديد من التحديات التي تواجه المشاريع، مثل الفشل في الالتزام بالمواعيد النهائية أو تجاوز الميزانيات.

ويعد نقل المعرفة عملية حاسمة في إدارة المشاريع، حيث يتم من خلالها تبادل الخبرات والمهارات بين أعضاء الفريق، مما يعزز من قدراتهم ويحسن أداء المشروع بشكل عام. ومما لا شك فيه أن المؤسسات التي تطبق منهجية إدارة المشاريع في إجراءاتها وممارساتها يتيح لها -على سبيل الذكر لا الحصر- تسليم مشاريعها في الوقت المحدد وبالموازنة المعتمدة، كما أنها تساعد المؤسسات على تحقيق أهداف المشروع وحل الإشكاليات التي تعترض المشاريع بإجراءات واضحة ومحددة وسهولة اتخاذ القرار.

وتحدث ياسر بن سالم العامري، مهندس في بلدية مسقط، عن مدى استفادته من البرنامج، فقال: "إن برنامج "إمكان" مثري جدًا، واستفدت كثيرًا من البرنامج، إذ تعرفت من خلاله على طريقة التعاقد مع الشركات والأمور التغيرية، واستطعت جني ثمار البرنامج في الشهرين الماضيين، حيث عملت في إدارة مشاريع كبيرة، وبدأ بتطبيق المعلومات التي تعلمها من البرنامج حيث بدأ أثناء الاتفاق مع الشركات في طلب إخلاء التقارير الأسبوعية واليومية والشهرية إلكترونيًا مع التحديث والمتابعة المستمرة ليسهل عمل المهندسين في متابعة المشاريع، كما استفدنا من الزيارات الميدانية في المواقع حيث كان لها دور إيجابي في طريقة الصياغة ومعرفة العقبات التي واجهتها المؤسسات الحكومية مع الشركات المتعاقدة معها في تنفيذ المشاريع مثل التأخير والأمور التغيرية والقوانين والتشريعات، ويطمح العامري أن يستمر برنامج "إمكان" ويستقطب أكبر عدد من المؤسسات الحكومية لإكساب الكفاءات الوطنية العاملة في إدارة المشاريع الحكومية بالمهارات والمعلومات اللازمة.

من جهته قال المهندس فهد العلوي من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني: الاستفادة من البرنامج كبيرة إذا استطاع من خلاله إدارة المشاريع بطريقة احترافية والتعامل مع المقاولين بصورة أفضل، ويأمل أن يستمر البرنامج في السنوات المقبلة وينصح العاملين في مجال إدارة المشاريع الاشتراك فيه لتستفيد المؤسسات الحكومية في إدارة مشاريعها بكفاءة وجودة عالية.

وبين المهندس الحارث بن أمين العامري، مهندس متابعة مشاريع في بلدية ظفار، أن البرنامج مثري من الناحية العلمية والاجتماعية، واستفاد منه في إدارة المشاريع مع تعاون بيوت الخبرة الوافدة، وطبق بشكل مستمر ما تعلمه من البرنامج، ويأمل أن يكون البرنامج في المرحلة القادمة بشكل أوسع ليستفيد منه عدد أكبر من المهندسين العمانيين العاملين في مجال إدارة المشاريع في جميع المؤسسات الحكومية.

وأما فادية بنت علي البلوشية، رئيسة قسم متابعة المشاريع والشؤون الهندسية في وزارة الصحة، فقد تعرفت من خلال برنامج "إمكان" على معلومات كثيرة في إدارة المشاريع لم تكن تعرفها، حيث تعلمت جميع مراحل إدارة المشروع منذ بداية التكوين حتى إغلاقه، وطبقت ما تعلمته في إدارة المشاريع في وزارة الصحة. واقترحت البلوشية أن يتضمن البرنامج في المرات القادمة ورشًا يقدمها المشاركون في البرنامج، عوضًا عن أن يكون البرنامج منصبًا فقط على المحاضر، لإعطائهم الثقة في تقديم الورش التدريبية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأمانة العامة لمجلس المناقصات إدارة المشاریع الحکومیة فی مجال إدارة المشاریع المؤسسات الحکومیة فی إدارة المشاریع الحکومیة القادمة البرنامج فی من البرنامج من خلاله من خلال

إقرأ أيضاً:

قيادات حكومية من 17 دولة تطّلع على التجربة الإماراتية في الجاهزية الحكومية وإدارة الأزمات

 

 

 

نظم مكتب التبادل المعرفي الحكومي في وزارة شؤون مجلس الوزراء، سلسلة زيارات ميدانية وورش عمل معرفية ضمن فعاليات “البرنامج القيادي الدولي للأمن والسلامة وإدارة الأزمات” بمشاركة نخبة من القيادات الحكومية، بينهم وزراء ومسؤولون يمثلون 17 دولة من مختلف أنحاء العالم، تعرفوا خلالها على التجارب الإماراتية الرائدة في مجالات الأمن، والسلامة العامة، وإدارة الأزمات، إلى جانب استكشاف أفضل الممارسات في توظيف التكنولوجيا لتعزيز الجاهزية والاستجابة الحكومية.

وتأتي هذه المبادرة ضمن رحلة معرفية تخصصية امتدت على مدار خمسة أيام، تضمنت 777 ساعة من العمل التفاعلي، و18 اجتماعاً رسمياً، و15 زيارة ميدانية إلى عدد من الجهات الحكومية الرائدة في دولة الإمارات.

وخلال البرنامج، التقى المشاركون 60 خبيراً ومسؤولاً إماراتياً من مختلف القطاعات، ما وفر لهم منصة غنية لتبادل الخبرات، والاطلاع على أفضل الممارسات في مجالات الحوكمة الأمنية، وإدارة الطوارئ، والاستعداد الاستراتيجي، ومختلف جوانب العمل والتحديث الحكومي.

ويهدف البرنامج إلى تعزيز التعاون الإستراتيجي الدولي في مجالات الأمن والسلامة، وتوفير منصة عالمية لتبادل المعرفة والخبرات وإثراء التجارب المتنوعة، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات الإماراتية في عدد من المحاور، ضمن جهود دولة الإمارات لترسيخ مكانتها مركز عالمياً لتبادل المعرفة الحكومية، وبناء الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الدول، بما يعزز الجاهزية العالمية، ويواكب تحديات الأمن والسلامة ضمن نهج تكاملي قائم على الابتكار والاستشراف والتمكين.

وتضمن البرنامج زيارات ميدانية إلى عدد من الجهات الاتحادية والمحلية، من بينها؛ وزارة الداخلية، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، والإدارة العامة للدفاع المدني بدبي، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، والقيادة العامة لشرطة دبي، ومركز الشرطة الذكي، وأكاديمية شرطة دبي، حيث اطلع المشاركون على منظومات الأمن الرقمي، وتكامل العمليات الميدانية، ومبادرات التوعية المجتمعية، وجهود الحد من الجريمة وتعزيز السلامة.

كما شملت الزيارة جلسات أكاديمية تخصصية مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ومجلس الأمن السيبراني، تناولت إستراتيجيات الأمن الشامل، وممارسات الجاهزية المؤسسية، وآليات الاستجابة للأزمات، والتقنيات الحديثة في إدارة المخاطر.

وأكد سعادة عبد الله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، أن تجربة دولة الإمارات في التكامل بين الأداء الحكومي المتقدم والتطور التكنولوجي، أسهمت في ترسيخ مكانتها واحدة من أكثر الحكومات جاهزية للمستقبل، مشيراً إلى أن مشاركة المعارف والخبرات وقصص النجاح مع دول العالم تمثل نهجاً راسخاً لدى الإمارات، انطلاقاً من إيمانها بأهمية تمكين الحكومات لبناء مستقبل أفضل للمجتمعات.

وقال إن البرنامج القيادي الدولي للأمن والسلامة وإدارة الأزمات يجسد حرص دولة الإمارات على توسيع آفاق التعاون المعرفي مع مختلف دول العالم، لافتاً إلى أن منصة التبادل المعرفي الحكومي الإماراتي تمثل منصة عالمية لتبادل الخبرات وتطوير وتحديث ورسم مستقبل العمل الحكومي.

يُذكر أن حكومة دولة الإمارات أطلقت برنامج التبادل المعرفي الحكومي بهدف نقل أفضل الممارسات والخبرات الحكومية إلى الدول الشقيقة والصديقة، وتعزيز التعاون في مجالات التحديث والتطوير الحكومي.

ومنذ إطلاقه عام 2018، نجح البرنامج في إطلاق شراكات مع عشرات الدول حول العالم، بهدف بناء القدرات المؤسسية وتطوير الأداء الحكومي من خلال تبادل المعرفة في مجالات التخطيط الإستراتيجي، والتميز الحكومي، وريادة الخدمات الحكومية، إضافة إلى تنفيذ مبادرات استراتيجية وبناء القدرات المؤسسية.وام


مقالات مشابهة

  • عاجل: برنامج استمطار السحب يحقق نجاحًا نوعيًا في رماح.. وحفر الباطن ضمن المراحل القادمة
  • نقلة نوعية في قطاع النقل العام.. قريباً في شوارع بيروت تاكسي بـ 50 ألف ليرة فقط! (صور)
  • الجنايني: إنشاء قطاع منفصل لكرة القدم يمثل نقلة نوعية في الزمالك
  • إدارة ترامب تنهي برنامج منح الطاقة الشمسية للجميع
  • التعليم العالي: التفكير التصميمي نقلة نوعية في تطوير خدمات دعم الطلاب ذوي الإعاقة
  • التعليم العالي: التفكير التصميمي نقلة نوعية بخدمات الطلاب ذوي الإعاقة بالجامعات
  • ختام فعاليات البرنامج التدريبي المتكامل في إدارة المشاريع الاحترافية PMP بالبحر الأحمر
  • قيادات حكومية من 17 دولة تطّلع على التجربة الإماراتية في الجاهزية الحكومية وإدارة الأزمات
  • نقلة نوعية.. استخدام الخرسانة المدموكة بالرصاصات في طرق المملكة
  • نقلة نوعية في الزراعة بالأقصر.. توسع في صنف جيزة 4 وتقنية الشتل تدخل الخدمة