احتفل الآلاف في بوينس آيرس، صباح الاثنين، عقب تتويج المنتخب الأرجنتيني بلقب كوبا أميركا 2024 لكرة القدم، إثر الفوز على كولومبيا 1-0، بعد التمديد، بملعب "هارد روك" في ميامي.

وأُقيمت الاحتفالات حول النصب التذكاري الأيقوني أوبيليسكبين بين المشجعين المبتهجين، الذين لفّ العديد منهم العلم الأرجنتيني حول جسده، وذلك في ساعات الصباح الأولى، على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة.

وانتهت الحفلة فجأة بعد أكثر من 4 ساعات، عندما نشرت الشرطة شاحنات الإطفاء والضباط لإخلاء الشوارع، الأمر الذي تسبّب في تدافع الناس.

وألقى عدد من المحتفلين الحجارة على الشرطة، لكن الكثيرين تفرّقوا بسرعة أمام القوى الأمنية المجهزة لمكافحة الشغب، فيما أفادت السلطات بعدم حصول اعتقالات أو وقوع إصابات.

Argentinian soccer fans took to the streets of Buenos Aires to celebrate as their team won a record 16th Copa America title by beating Colombia 1-0 https://t.co/wJgjoJtw4A pic.twitter.com/8KSAr6Q4Tq

— Reuters (@Reuters) July 15, 2024

قال المشجّع بابلو إنيغو "نحن أبطال قارة أميركا، فلنستمتع بهذه اللحظة الثمينة والفريدة من نوعها، لأن لدينا فرصة للاحتفال مع الأعظم، وهو ليونيل ميسي ووداعية أنخيل دي ماريا".

وهنّأ الرئيس خافيير ميلي المنتخب المتوّج باللقب للمرة الثانية تواليا، حيث كتب على "إكس" (تويتر سابقا) "هيا بنا يا أرجنتين!!! نحن الأبطال مجددا..!".

وصنع "ألبيسيليستي" التاريخ كونه أصبح أول منتخب في القارة الأميركية الجنوبية يفوز بثلاث بطولات كبرى تواليا، بعد كوبا أميركا 2021 وكأس العالم 2022.

وتجمّع المئات من المشجعين في الساحة لمتابعة المباراة لكنها لم تُبث على الشاشات، واضطروا إلى مشاهدتها على هواتفهم، كما ازدحمت الحانات والمقاهي المحيطة، حيث تجمّع الناس حول أجهزة التلفاز.

وتشوّهت الاحتفالات بوفاة أحد المشجعين الذي بدأ قبل المباراة تسلّق هيكل أمام النصب ليرفع علما، لكنه فقد توازنه وسقط من ارتفاع 6 أمتار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟

في كل صباح، وقبل أن نرتشف أول فنجان قهوة، تهجم علينا مشاهد الدم والدمار من غزة والسودان وسوريا وأوكرانيا، تقتحم غرف النوم عبر الهواتف والتلفزة، وتسكن الذاكرة بصرخات الأطفال، وصور البيوت المنهارة على ساكنيها، لم يعد العنف حدثًا عابرًا في نشرات الأخبار، بل أصبح مادة يومية تقتات عليها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتجرعها الناس بلا وعي ولا حماية.

لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذه المشاهد المستمرة لا تذهب دون أثر، بل تزرع داخل النفوس خوفًا خفيًا وقلقًا دائمًا، وتسهم في خلق «اكتئاب جماعي» داخل المجتمعات، يعطل الأمل، ويقلل الحافز على العمل والإصلاح.

-الخوف المزمن والعجز المكتسب

كيف تتحول المشاهدة إلى مرض نفسي؟ قد يظن البعض أن مشاهدة مشاهد العنف مجرد مرور عابر لصورة مؤلمة، لكن الأبحاث النفسية تؤكد أن التعرض المستمر لمشاهد العنف يولد: • اضطرابات القلق والخوف المزمن.

•اضطرابات النوم وضعف التركيز.

•خدر المشاعر والتعاطف مع الآخرين بسبب كثافة الصدمات.

ويذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، حين تتحول هذه التجارب اليومية إلى ما أطلق عليه عالم النفس مارتن سلجمان «العجز المكتسب» (Learned Helplessness)، وهي حالة نفسية يشعر فيها الفرد أو المجتمع بالعجز أمام الأحداث، حتى لو كان بإمكانهم إحداث تغيير.

يقول سلجمان: إن التعرض المستمر لمواقف سلبية لا يمكن للفرد التحكم بها يولد استسلامًا نفسيًا وصمتًا داخليًا، يتحول لاحقًا إلى اكتئاب مزمن. في حالتنا، حين نشاهد المجازر والانتهاكات يوميًا دون قدرة على التدخل أو المساعدة، يبدأ الإحساس بأن العالم مكان خطر وظالم، وأن محاولات التغيير لا جدوى منها، ويترسخ الشعور بأن الألم قدر لا مفر منه.

العنف الإعلامي يقتل الأمل ببطء الخطير في هذه المشاهد اليومية إنها:

 تطبع العنف وتجعل الدم والقتل أمرًا اعتياديًا.

•تزرع الخوف الجماعي والاستقطاب داخل المجتمعات.

•تسلب الأمل من النفوس وتقتل الحافز على الفعل.

•تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق وضعف الثقة بالإنسانية والعدالة.

ومع الوقت، يتحول الصمت أمام الظلم إلى قبول ضمني به، ويتراجع التضامن والعمل التطوعي، وتصاب المجتمعات بـ «شعور جماعي بفقدان الأمل»، يجعلها أقل قدرة على مواجهة الأزمات أو دعم القضايا العادلة.

ماذا نفعل لمواجهة هذه الموجة الصامتة؟ 

لن يتوقف الإعلام عن بث مشاهد العنف، ولا الصراعات عن الظهور، لكن ما نستطيع فعله هو: 

-التوعية النفسية بكيفية التعامل مع هذه المشاهد وتقليل التعرض المفرط لها.

-بناء التفكير النقدي لدى الأطفال والشباب لتفسير ما يشاهدونه دون استسلام للصدمة.

-إعادة تسليط الضوء على قصص الأمل والصمود والعمل الإنساني.

-توفير مساحات نقاش ودعم نفسي مجتمعي للتعامل مع مشاعر العجز والخوف.

إن المجتمعات التي تفقد الأمل تصبح هشّة أمام العنف والاستقطاب والتطرف، بينما المجتمعات التي تحمي صحتها النفسية وتحافظ على أملها، تكون أقدر على مواجهة الأزمات والعمل للتغيير، حتى وسط الحروب والصراعات.

ختامًا: ما نبثه ونشاهده ليس مجرد محتوى إعلامي، بل هو غذاء يومي للروح والعقل، وقد يكون سببًا في تدمير الصحة النفسية الفردية والجماعية إن لم ننتبه.

 في زمن العنف المستمر، حماية الأمل أصبحت واجبًا نفسيًا ومجتمعيًا، حتى لا تصبح مشاهد الدم والدمار بابًا لصناعة اليأس، إنما تكون دافعًا للعمل والوقوف مع القضايا العادلة بوعي ومسؤولية.

مقالات مشابهة

  • الرسوم الأمريكية تعكر مزاج عشاق القهوة البرازيلي وتدفع المصدّرين نحو الصين
  • كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
  • رسميًا.. المنتخب الوطني يتوج بلقب البطولة العربية لكرة السلة في البحرين
  • كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟
  • حلم دام 15 عامًا: ترامب يبدأ بناء قاعة احتفالات فاخرة في البيت الأبيض
  • بيراميدز يستعد للاحتفال ببطولة دوري أبطال أفريقيا في هذا الموعد
  • حرائق ضخمة في غات إثر احتفالات طلابية بالنجاح في الشهادة الثانوية
  • اليونان تحتفي بقيم الديمقراطية والحرية وسط توترات سياسية داخلية وأوروبية
  • احتفالات رسمية وشعبية في أثينا بذكرى عودة الديمقراطية بعد 51 عامًا
  • رسمياً.. فيكتور أوسيمين ينتقل إلى جالاتا سراي في صفقة ضخمة