من نافلة القول إن أزمة المناهج في التعليم الشرعي الجامعي جزء طبيعي من أزمة المناهج في تخصصات العلوم الإنسانية الجامعية عموما وجزء من الأزمة التي تعيشها البلاد العربية في التعليم بمراحله المختلفة.

لكن تخصيص مناهج التعليم الشرعي بالحديث نابع من أهمية هذا التعليم في بناء المجتمع المصطبغ بالصبغة الدينية، إضافة إلى كون خريجي هذه الكليات يقدمون أنفسهم ويقدمهم الناس بوصفهم أحد أهم أصناف قادة الرأي في المجتمع.

والحديث عن أزمة المناهج لا يمكن الإحاطة به في مقال أو بضعة مقالات، بل هو إشارات لأهم تجليات الأزمة في هذه المناهج.

علوق في الماضي وغياب عن الحاضر

فرق كبير بين التعلق بالماضي والعلوق فيه، فالتعلق بالماضي لا يكون سببا للغياب عن الحاضر أو التقوقع في دهاليز الحقب السالفة، في حين أن العلوق في الماضي هو السبب الرئيس في الغيبوبة عن الواقع المعيش.

ولا تزال الكثير من مناهج التعليم الشرعي الجامعي عالقة في الماضي من حيث الأحكام وأمثلتها، ومن حيث الإسقاط على الوقائع وربطها به، فلم تستطع هذه المناهج طي صفحة الأمثلة التي لم تعد موجودة في بيئة المتعلم، وقد كانت تناسب حقبة زمنية ألفت كتب العلوم الشرعية فيها.

فعلى سبيل المثال لا الحصر لا تزال أحكام الرق والعبيد حاضرة بتفاصيل أحكامها الفقهية لا بوصفها قضية تحتاج الفهم في سياقها الزمني وبيان آليات التعامل الفكري مع الاتكاء عليها لمهاجمة الإسلام.

كذلك لا تزال الأمثلة في أحكام السياسة بعيدة في كثير منها عن الواقع، فلا تزال القسمة الثنائية إلى دار الإسلام ودار الكفر هي المهيمنة على المناهج في ظل تغير الواقع السياسي في العالم كله وتبدل خرائط الحقب السالفة إلى خرائط أكثر تعقيدا وتشابكا.

وكم هو مستغرب أن تبقى أبواب الطهارة في مناهج معاصرة تتحدث عن قضايا ما عاد الناس يعرفونها كالاستجمار بالعظم ونحوه.

وأليس من العجيب أن يبقى الحديث مقتصرا على حكم إجارة الدابة في وقت غدا فيه استئجار الطائرات أمرا متعارفا عليه والعالم مقبل على استئجار المركبات الفضائية؟!

من الطوام الكبرى أن يكون الطلاب في قاعاتهم الجامعية عالقين في أمثلة على الأحكام الشرعية التي يدرسونها لا تمت إلى واقعهم بكثير صلة، في حين يموج العالم خارج هذه القاعات بالمتغيرات المتسارعة في ميادين السياسة والاقتصاد والمجتمع وبالوقائع التي تفجرها التكنولوجيا كل يوم ويقف الناس أمامها حائرين بأحكامها الشرعية.

هذا الواقع الجديد الذي تتكاثر فيه القضايا الجديدة -والذي يشهد تحولات جذرية على مستوى العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ونظام الأسرة والواقع الشبابي- يحتاج إلى مناهج تكون على مستوى بناء طالب علم شرعي قادر على فهم هذا الواقع من حوله والتعامل معه شرعيا.

غياب العلوم الإنسانية

يقدم علماء الشريعة أنفسهم ويؤكدون على طلابهم دوما أنهم أهم قادة الرأي في المجتمع، ولكن هذا يصاحبه غياب أهم مفاتيح العلوم الإنسانية التي لا يمكن لأحد أن يكون قائد رأي مؤثرا وفعالا في المجتمع وهو غائب عنها.

كيف نتوقع من طلاب العلوم الشرعية أن يكونوا هم الأكثر تأثيرا في واقعهم ومجتمعهم ومناهج التعليم الشرعي تكاد تكون قاصرة على الكتب الشرعية وبعض الكتب القانونية؟!

لا نجد في كثير من مناهج التعليم الشرعي الجامعي مدخلا إلى علم الاجتماع أو مدخلا إلى علم النفس أو مدخلا إلى علم السياسة أو علم الاقتصاد أو علم التربية أو علم التاريخ أو علم الإدارة أو الإعلام والتواصل أو غيرها من العلوم الإنسانية الضرورية لفهم المجتمع والتعامل معه.

طبعا، ليس المقصود على الإطلاق أن يكون طلاب الكليات الشرعية متخصصين في هذه العلوم، بل أن يتم تمليكهم مفاتيحها وفتح النوافذ لهم للإطلالة عليها من خلال مداخل عامة تجعلهم أقدر على التعامل مع هذا المجتمع الذي نريد لهم أن يكونوا قادة الرأي فيه.

كثافة لا تكثيف وفقدان ترابط

تعاني المناهج الجامعية في كثير من الكليات الشرعية من الكثافة والتطويل الكمي على حساب التكثيف النوعي، مما يجعل الطالب مستهلكا في المطولات والحفظ الكمي.

كما تعاني كثير من هذه المناهج من غياب الترابط والتنسيق بين مفرداتها، ويعود ذلك إلى إشكال في تنظيم المعارف المتضمنة داخل المساق نفسه من جهة وإلى إشكال في التنسيق بين مساقات المنهاج المختلفة من جهة أخرى.

وسبب ذلك هو غياب الرؤية الشاملة والتكاملية للمنهاج، مما يوقع الطالب في مصيدة التكرار الذي لا طائل منه ولا يغطي القضايا من زوايا نظر مختلفة.

كما يجعله غير قادر على التحصيل النوعي بسبب استنزاف الطاقة في هذه المناهج.

إن وضوح الأهداف وتكاملها وتركيزها هو الذي يضمن أن نتحول من حالة الكثافة الكمية إلى التكثيف النوعي في المعارف التي يريد المنهاج بناء طلاب العلوم الشرعية عليها.

غياب ملكة النقد وعدم البناء على الإبداع

عندما أبدع العلماء القدامى مناهج النقد في علوم الحديث وعندما أسسوا لقواعد الاجتهاد في علم أصول الفقه فإنهم بذلك بنوا في طلابهم ملكة النقد وحولوهم من مجرد نسخ من الكتب التي يدرسونها إلى شخصيات قادرة على تحويل علوم الشريعة إلى علوم متحركة من خلال التدافع العقلي بالتفكير والمحاججة.

لكن المناهج في الكليات الشرعية اليوم غدت تعتمد مبدأ تلقي المعرفة لا إبداع المعرفة.

ومن أجلى صور هذا هو تحويل علوم الآلة من وسائل إلى غايات قائمة بذاتها، فأصول الفقه وأصول التفسير ومنهج النقد في الحديث هي علوم آلة ينبغي أن تكون وسائل لتفجير الإبداع الشرعي وبناء الملكة النقدية، لكنها تحولت مع الأسف إلى علوم غايات يتلقاها الطالب بالحفظ والدراسة والتوغل في تفاصيلها والغرق في أمثلتها المحفوظة دون استخدامها في الإبداع المعرفي.

وقد نبه ابن خلدون إلى ذلك في مقدمته متحدثا عن علوم الآلة، إذ يقول
"وهذا كما فعل المتأخرون في صناعة النحو وصناعة المنطق وأصول الفقه لأنهم أوسعوا دائرة الكلام فيها وأكثروا من التفاريع والاستدلالات بما أخرجها عن كونها آلة وصيرها من المقاصد، وربما تقع فيها لذلك أنظار ومسائل لا حاجة بها في العلوم المقصودة، فهي من نوع اللغو، وهي أيضا مضرة بالمتعلمين على الإطلاق لأن المتعلمين اهتمامهم بالعلوم المقصودة أكثر من اهتمامهم بوسائلها فإذا قطعوا العمر في تحصيل الوسائل فمتى يظفرون بالمقاصد؟!".

إن بناء المناهج التي تنمي في طلاب الكليات الشرعية مهارات التفكير وملكة النقد وتفتح لهم أبواب الإبداع على مصاريعها هي من أهم وسائل إطفاء الشذوذات التي تطفو على السطح الشرعي باسم الإبداع.

إن إعادة إنتاج المناهج الشرعية وفق رؤية تجديدية تقوم على الانطلاق من الماضي دون العلوق فيه، والتعامل مع الحاضر ومستجداته، والواقع ومسائله، والمجتمع واحتياجاته، وبناء طالب العلوم الشرعية المتملك مداخل العلوم الإنسانية لفهم المجتمع والمبني على قواعد التفكير والإبداع هي حاجة ماسة في هذا الواقع المتغير الذي لا ينتظر أحدا ولا يرحم متباطئا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العلوم الإنسانیة العلوم الشرعیة هذه المناهج المناهج فی أن یکون لا تزال کثیر من أو علم

إقرأ أيضاً:

طب قصر العيني" تعتمد تقليص المناهج وتطلق برنامج بكالوريوس الطب بالجامعة الأهلية العام المقبل

ترأس  الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، الجلسة الشهرية لمجلس الكلية لشهر يونيو 2025، والتي عُقدت يوم الثلاثاء 17 يونيو بقاعة علي باشا إبراهيم بمركز التعليم المتطور، بحضور السادة الوكلاء، نواب المدير التنفيذي للمستشفيات، مستشاري العميد، رؤساء الأقسام، ممثلي أعضاء هيئة التدريس، وأمين الكلية، لمناقشة عدد من الملفات التعليمية والإدارية والبحثية.

استُهل الاجتماع بتهنئة أعضاء المجلس وأسرة الكلية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، في تقليد يرسّخ روح المودة والترابط بين أفراد المنظومة الأكاديمية. ثم انتقل المجلس لاستعراض فعاليات المؤتمر السنوي للكلية الذي عُقد في الفترة من 28 إلى 29 مايو 2025، وما سبقه من ورش تدريبية أيام 26 و27 مايو، حيث أثنى الأعضاء على المشاركة الواسعة والنتائج الإيجابية التي عكست نشاط الكلية العلمي وحيويتها.

في محور التطوير الأكاديمي، أكد عميد الكلية أن خطة تحديث المناهج الدراسية تتضمن إعادة ترتيب المحتوى وتقليصه، وفق استراتيجية تركز على تجنّب التكرار وترتيب الأولويات، مع الاسترشاد بتجارب جامعات دولية مرموقة تحتل مراتب متقدمة ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى العالم، معتبرًا ذلك ضرورة تطويرية تهدف إلى رفع كفاءة التعليم الطبي وتقليل العبء الدراسي مع الحفاظ على الجودة الأكاديمية.

من جانبها، قدمت الدكتورة حنان مبارك، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، عرضًا تفصيليًا عن مراحل تطوير مناهج برنامج البكالوريوس، التي تأتي وفقًا لتوجيهات عميد الكلية، وطبقًا لمعايير NARS 2017، وبالاعتماد على مبدأي الجدارة والتكامل، وذلك ضمن إطار أكاديمي مؤسسي يعكس التزام الكلية المستدام بالتحديث والتطوير.

وأوضحت أن لجنة تطوير المناهج وضعت خطة متكاملة للعام الجامعي 2025/2026 بالتنسيق مع الأستاذة الدكتورة نادية بدراوي، شملت عقد 15 اجتماعًا تنسيقيًا مع رؤساء الأقسام، أسفرت عن توافق شامل على دمج المقررات وتعزيز التكامل الأفقي والرأسي بين المواد الأكاديمية، بما يضمن التناغم بين العلوم الأساسية والسريرية ويخدم المسار الأكاديمي للطالب.

وخلال الاجتماع، شدّد الدكتور  حسام صلاح على أهمية الإسراع في استكمال تجهيز برنامج بكالوريوس الطب بجامعة القاهرة الأهلية – فرع جامعة مصر الدولية بالشيخ زايد ليبدأ في العام الدراسي 2025/2026، في خطوة تعليمية توسّع من تنوع البرامج الأكاديمية وتدعم قاعدة التميز. كما أشار إلى أن انطلاق هذا البرنامج يتزامن مع بداية تطبيق برنامج KAF، ما يمثل نقطة انطلاق جديدة في منظومة التعليم الطبي الجامعي.

وفي سياق متصل، وافق المجلس على إقرار اللائحة الداخلية الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسة الطبية، إلى جانب سياسة تنظيم استخدامه في البحث العلمي، تماشيًا مع التوجهات الاستراتيجية لرئيس جامعة القاهرة. 

واعتبر العميد أن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم والممارسة الطبية هو تحول نوعي يعزز من كفاءة الخدمة الطبية، ويُعد بمثابة نقلة رقمية تضع المريض في صدارة أولويات التطوير.

وتناول المجلس نتائج زيارة سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الكلية يوم 11 يونيو 2025، في إطار تعزيز العلاقات الأكاديمية الدولية مع الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، وفتح آفاق للتعاون التعليمي، خاصة من خلال برنامج KAF الذي يُعد إحدى أدوات الربط مع المؤسسات الإفريقية.

كما تم استعراض نتائج اجتماع لجنة الأمانة العلمية وأخلاقيات البحث العلمي مع رئيس الجامعة المنعقد يوم 3 يونيو 2025، بما يعكس التزام الكلية بالحوكمة الأكاديمية وأعلى معايير النزاهة في البحث العلمي.

وشهد الاجتماع تهنئة عدد من الفرق الطبية والبحثية بالكلية على إنجازات علمية وطبية متميزة، 

أبرزها: نشر بحث دولي لفريق أمراض الكلى حول مستقبل الرعاية الكلوية بمصر في واحدة من أبرز المجلات العالمية المدرجة في تصنيف SCImago 2025، ما يعزز من مكانة القسم والكلية كمؤسسة علمية مرجعية.

كما قدّم المجلس التهنئة للفريق الجراحي المتخصص في جراحة القلب على نجاحه في إجراء جراحة نادرة عالية الخطورة باستخدام تقنية ECMO، التي تتطلب دقة وكفاءة عالية، ما يؤكد المستوى المتقدم للكوادر الطبية بالكلية.

كما نوّه المجلس إلى إنجاز بحثي نوعي للفريق البحثي الذي نجح لأول مرة عالميًا في استخدام تقنية Blood Speckle Imaging لتشخيص ارتفاع ضغط الشريان الرئوي باستخدام تخطيط صدى القلب، بما يعكس ريادة الكلية في تطوير أدوات تشخيصية غير جراحية.

وفي ملف الجودة والاعتماد، أعلن الدكتور  حسام صلاح عن حصول مجمع العيادات الخارجية للأطفال (أبو الريش) على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR)، ليُعد بذلك أول منشأة طبية تابعة لقصر العيني تنال هذا الاعتماد، مشيرًا إلى خطة شاملة لتأهيل باقي المستشفيات الجامعية لنيل الاعتماد، من خلال تشكيل لجان متابعة في كل قسم، بالتعاون مع المكتب التنفيذي للجودة برئاسة د. رباب مأمون، بما يضمن توافق السياسات التشغيلية مع معايير الجودة الوطنية.

كما استعرض المجلس الأنشطة العلمية بالأقسام، والتي تضمنت تنظيم ورشة عمل لقسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية يوم 15 يونيو 2025، وورشة لقسم جراحة القلب والصدر في 16 يونيو، تأكيدًا على استمرارية التدريب الطبي وبناء القدرات.

وفي جانب خدمة المجتمع، أشار المجلس إلى تنظيم قافلتين طبيتين ضمن أنشطة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الأولى إلى منشأة رضوان بمنشأة القناطر يوم 14 مايو 2025، والثانية إلى مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان" بمنطقة بولاق يوم 18 مايو 2025، تأكيدًا على التزام الكلية بدورها التنموي في المجتمع.

وتناول المجلس جهود قطاع شؤون الطلاب في تنظيم الامتحانات وضمان مطابقتها للمعايير الأكاديمية، بما يضمن تحقيق العدالة وجودة التقييم، وسط متابعة دقيقة توفر بيئة مناسبة للطلاب.

واستعرض الاجتماع نشاط المستشفيات الجامعية خلال فترة عيد الأضحى، حيث قام عميد الكلية بجولة تفقدية لمتابعة جاهزية المستشفيات واستمرارية تقديم الرعاية، ما يعكس المسؤولية الإدارية ومتابعة الكفاءة التشغيلية.

واختتم المجلس جلسته بالموافقة على تبرعات المستشفيات الجامعية لشهر يونيو 2025، كمورد رئيسي يعزز من استمرارية الخدمات الطبية، ووجّه د. حسام صلاح في ختام الاجتماع خالص الشكر والتقدير لأعضاء المجلس على جهودهم الدؤوبة في دعم الكلية ومسيرتها الأكاديمية والطبية.

مقالات مشابهة

  • تنسيق الجامعات 2025 .. المصروفات والبرامج الدراسية بجامعة الجلالة الأهلية
  • إيران ترفض الاستسلام.. أستاذ علوم سياسية يكشف سيناريوهات حرب طهران وتل أبيب
  • تربويون لـ"الرؤية": رقمنة المناهج التعليمية "ضرورة حتمية" لتفادي التخلف الحضاري
  • طب قصر العيني" تعتمد تقليص المناهج وتطلق برنامج بكالوريوس الطب بالجامعة الأهلية العام المقبل
  • كلية الإعلام تطلق ملتقى لتطوير مناهج الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي
  • هل تزكى المرأة عن ذهب الزينة المستعمل؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • بوتين: روسيا لا تسعى إلى استسلام أوكرانيا وتريد الاعتراف بالواقع الذي نشأ على الأرض
  • سندويتشات تربوية
  • علوم الأزهر بأسيوط تطلق مؤتمرها الدولي السابع للعلوم بالغردقة
  • ملتقى التأثير المدني: الشرعيَّة بخيار راديكاليّ!