تعقيدات الانتخابات الأمريكية بعد خروج بايدن
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
أربك انسحاب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024 المشهد الانتخابي الأمريكي، ما أثر بشكل كبير على حسابات الحزب الديمقراطي وأعاد تشكيل ساحة المعركة الانتخابية. وكان واضحا أن القرار المدفوع بالضغوط المتزايدة من داخل الحزب الديمقراطي والمخاوف بشأن عمر بايدن وصحته، له تداعيات آنية وطويلة الأجل تستحق الكثير من الحسابات سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو لدى الكثير من حلفائها وبشكل خاص الدول الأوروبية.
ويترك خروج بايدن الحزب الديمقراطي في حالة من عدم اليقين والقلق للوصول إلى قناعة حول مرشح جدير وقادر على تحدي المرشح الجمهوري ترامب. ووضع تأييد بايدن لنائبة الرئيس كامالا هاريس في المقدمة، لكن طريقها لتأمين الترشيح محفوف بالتحديات المحتملة وحسابات الحزب الداخلية. ووفقا للمصادر، فقد حصلت هاريس بالفعل على دعم كبير من شخصيات مؤثرة في الحزب، بما في ذلك الرئيس السابق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، في حين احتفظ الرئيس السابق باراك أوباما بتأييده، مؤكدا على الحاجة إلى عملية ترشيح قوية.
ويجب على ترامب، الذي استهدفت حملته الانتخابية بايدن باستمرار، أن يركز الآن على مواجهة خصم جديد، ومن المحتمل يزيد هذا التحول من نشاط حملته الانتخابية التي ركزت استراتيجيتها بشكل كبير على مقارنة سياساته مع رئاسة بايدن. صعود ترامب الأخير في استطلاعات الرأي، إلى جانب انسحاب بايدن، قد يعززان فرصه في استعادة الرئاسة. ويفتح ترشيح هاريس، أيضًا، احتمالًا تاريخيًا لفوز أول امرأة في الانتخابات ودخولها البيت الأبيض باعتبارها «الرئيس»، ومن الممكن أن يؤدي هذا الاحتمال إلى تحفيز مجموعة ديموغرافية واسعة من الناخبين، وخاصة النساء والأقليات، الذين دعوا لفترة طويلة إلى تمثيل أكبر في أعلى المناصب في أمريكا. ومع ذلك، يجب على هاريس أن تتعامل وفي وقت قصير جدا مع مشهد سياسي معقد جدا في أمريكا، كما عليها أن تأمن الدعم الكامل لحزبها ومعالجة المخاوف والأولويات السياسية لجمهور متنوع من الناخبين. وتشير التحليلات الواردة من مختلف الصحف الأمريكية ووكالات الأنباء ومراكز الدراسات الأمريكية إلى أن قرار بايدن، على الرغم من كونه مربكا، يمكن أن يوحد الحزب الديمقراطي حول رؤية جديدة وطاقة متجددة. لكن يجب إدارة المرحلة الانتقالية بدقة لمنع أي تجزئة يمكن أن يستغلها الحزب الآخر.
يبقى خروج جو بايدن من السباق الانتخابي لحظة محورية في السياسة الأمريكية، ولها آثار عميقة على الحزب الديمقراطي والمشهد الانتخابي الأوسع. وستكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان الديمقراطيون قادرين على الاحتشاد بفعالية خلف زعيم جديد، والحفاظ على وحدة الحزب، وتقديم بديل مقنع لمواجهة ترامب. وتضيف إمكانية تولي امرأة رئاسة تاريخية بعدا مقنعا لهذه الدراما السياسية التي تتكشف، ومن المحتمل أن تعيد تشكيل مستقبل القيادة الأمريكية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی
إقرأ أيضاً:
بأوامر من ترامب .. تسريح أكثر من 1300موظف في الخارجية الأمريكية
باشرت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، تسريح أكثر من 1300 موظف من كوادرها، في خطوة غير مسبوقة تأتي في إطار حملة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى تقليص حجم القوة العاملة الفيدرالية بشكل حاد، ضمن مشروع "إعادة هيكلة الدولة" الذي يقوده البيت الأبيض بعد عودة ترامب إلى السلطة.
وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست، فقد تلقى 1107 من أعضاء الخدمة المدنية و246 من موظفي السلك الدبلوماسي إشعارات تسريحهم عبر البريد الإلكتروني، ما أثار موجة انتقادات داخل الوزارة وخارجها.
ووفقًا للآليات المُعلنة، سيُفصل موظفو الخدمة المدنية نهائيًا بعد 60 يومًا من تلقي الإشعار، في حين سيُمنح أفراد الخدمة الخارجية فترة 120 يومًا قبل سريان قرار التسريح، مع وضعهم في إجازة إدارية فورية.
جاءت هذه الإجراءات بعد قرار قضائي بارز للمحكمة العليا الأمريكية، صدر قبل ثلاثة أيام فقط، أزال العقبات القانونية أمام إدارة ترامب للمضي قدمًا في تنفيذ خططها لتقليص الجهاز البيروقراطي. فقد ألغت المحكمة التي يهيمن عليها المحافظون قرارًا سابقًا لمحكمة أدنى كان يمنع تسريح جماعي لموظفين فدراليين.
انتقادات حادة من الدبلوماسيين السابقينالخطوة قوبلت بإدانة واسعة من الأوساط الدبلوماسية. فقد أصدرت رابطة موظفي الخدمة الخارجية بيانًا ناريًا وصفت فيه القرار بأنه "ضربة كارثية لمصالحنا الوطنية"، في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات كبيرة كالحرب في أوكرانيا، وتصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران، وعودة التوترات في بحر الصين الجنوبي.
وجاء في البيان أن "تقليص قوتنا الدبلوماسية في هذه اللحظة الحاسمة هو تصرّف غير مسؤول ويضعف قدرة الولايات المتحدة على حماية مصالحها ومواطنيها حول العالم".
بدوره، وصف نيد برايس، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، عملية التسريح بأنها "عشوائية ومبنية على أسس غير موضوعية"، مضيفًا: "يطردون الموظفين بناءً على أماكن تعيينهم في يوم عشوائي، لا على الأداء أو الكفاءة".
هيكلة جذرية بقيادة ماركو روبيو وماسكتسريحات الخارجية ليست سوى جزء من خطة أوسع أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في أبريل الماضي، تتضمن تقليص عدد الموظفين بنسبة تصل إلى 15%. وصرح روبيو حينها بأن الهدف من ذلك هو "تحقيق الكفاءة وإزالة الترهل الإداري".
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أصبحت "هيئة الكفاءة الحكومية"، التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك، الجهة المسؤولة عن مراجعة أداء وكالات الحكومة الفيدرالية، وتوصي بتقليص النفقات والوظائف. وقد شملت إجراءات التخفيض بالفعل قطاعات متعددة بينها وزارة التعليم والوكالات البيئية.