الدويري: ما تقدمه القسام خارج عن المألوف وكمين الشابورة نُفذ بنفق وهمي
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري ما تقدمه كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أمرا خارجا عن المألوف، مؤكدا أن كمين الشابورة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والذي ظهر في مقطعها الأخير، نُفذ بنفق وهمي بعد استدراج جنود الاحتلال إليه.
وبثت كتائب القسام مشاهد من إعداد وتنفيذ كمينين ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي داخل مخيمي يبنا والشابورة في مدينة رفح تحت عنوان "كمائن الموت الجزء الثاني" وتضمنت مشاهد من استدراج ورصد جنود الاحتلال في الكمينين، الذي كان أحدهما بمنزل في مخيم بيبنا والآخر بفتحة نفق في مخيم الشابورة.
وأوضح الدويري أن الكمين الأول تم عبر إعداد مسبق لمنزل دخل فيه عدد من الجنود، بينما الكمين الثاني استخدم نفقا وهميا تحت المنزل لا يرتبط بشبكة الأنفاق الرئيسية، مشيرا إلى أن معظم الأنفاق المستخدمة ليست جزءا من شبكة الأنفاق تلك وإنما تُنشأ خصيصا للعمليات الفردية.
وتابع موضحا بأن الأنفاق تُقسم إلى أقسام مختلفة، ومنها الأنفاق القتالية التي تنقسم بدورها إلى دفاعية وهجومية، كما أن منها الأنفاق الوهمية التي تمتد لبضعة أمتار على شكل زاوية قائمة، ويكتشف الجندي الإسرائيلي بعد نزوله فيها أنها مغلقة.
وأشار الدويري إلى أن الفيديو يعرض القوة الأولى وهي تدخل المبنى الذي تم تفخيخه بشكل محكم، في حين تتحكم القسام في التفجير من مكان مسيطر عليه، وهو ما يُظهر كفاءة عالية في التخطيط والتنفيذ.
ألغام قديمة
كما لفت الدويري إلى أن استخدام الحشوات البرميلية في العملية الثانية يعتمد على ألغام قديمة مخزنة منذ عقود تحت الأرض، والتي تفقد جزءا بسيطا من قدرتها بمرور الزمن، وهو ما يعكس خبرة المقاومة في الاستفادة من الموارد المتاحة بشكل فعال.
وأضاف أن المعارك في المناطق المبنية تعتبر جزءا حيويا من الحروب غير المتناظرة، حيث يعتمد الجنود على معرفة دقيقة بالمكان وتسليح فعال لمواجهة قوات الاحتلال بأعداد أقل، ولكن بكفاءة أكبر.
ويرى الدويري أن إدارة المعركة من قبل المقاومة الفلسطينية متقدمة جدا ويجب أن تُدرّس في جميع الكليات العسكرية بالعالم، مشيرا إلى أن ما تطبقه المقاومة خارج عن المألوف ويفكرون دائما خارج الصندوق التقليدي، مؤكدا على إيلاء إدارة المقاومة اهتماما نوعيا برفع الروح المعنوية لمقاتليها.
وأوضح الدويري أن تزامن المعارك في الشمال والجنوب يرتبط بما تحدث عنه رئيس الأركان هرتسي هاليفي من أن الضغط العسكري يهدف لإجبار حماس على تقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى.
ولفت الخبير العسكري في هذا السياق إلى عثور جيش الاحتلال على جثامين 5 أسرى منهم 4 جنود عسكريين في أحد الأنفاق.
ويرى الدويري أن المعارك الضارية التي تجري في تل الهوى ورفح تكشف مستوى عالٍ من الكفاءة القتالية لدى فصائل المقاومة، مشيرا إلى أن استمرار هذا الإيقاع الميداني في تل الهوى سيؤدي إلى نتائج ملموسة خلال فترة قصيرة ويدفع جيش الاحتلال للانسحاب مرة أخرى منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدویری أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
عمليات حجارة داود سلسلة كمائن لكتائب القسام
ردت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على عملية "عربات جدعون" بإطلاقها سلسلة عمليات وكمائن في مناطق عدة بغزة، ومنها كمائن "حجارة داود" التي استهدفت القوات والآليات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت" قد أقر خطة عملية "عربات جدعون" مطلع مايو/أيار 2025، بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة واحتلاله بالكامل، وسعيا لإجبار حماس على القبول بصفقة تبادل.
التسميةاختارت إسرائيل اسما توراتيا لعمليتها العسكرية ضد المقاومة في غزة، في مسعى واضح لـ"إضفاء شرعية دينية" على العدوان، وترويج سردية مفادها أن "القلة المؤمنة" تنتصر على "الأغلبية المتفوقة عددا وعدة".
واستوحت اسم العملية من شخصية جدعون التوراتية، وهو قائد خاض معركة حاسمة بعدد محدود من الجنود وانتصر على جيش يفوقه حجما (المديانيين وهم بدو من الحجاز) وفقا لسفر القضاة في العهد القديم، في محاولة منها لتغليف الحرب بطابع ديني مقدّس.
وبالمقابل ردّت كتائب القسام باختيار تسمية تنهل من الحقل الرمزي الديني نفسه، فأطلقت على عملياتها اسم "حجارة داود" في إحالة إلى القصة التي هزم فيها النبي داود عليه السلام خصمه جالوت بالمقلاع والحجر، في رسالة مفادها أن الإرادة الصلبة والمقاومة والعقيدة الراسخة كفيلتان بقلب موازين القوة، حتى في وجه ترسانة متطورة.
العملية الأولى
بثت كتائب القسام في 28 مايو/أيار 2025 مشاهد من أولى عمليات "حجارة داود" في بيت لاهيا (شمالي قطاع غزة) تزامنا مع إعلانها تنفيذ مقاتليها هجمات وكمائن مركبة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع.
إعلانوتضمنت المشاهد استهداف دبابة من طراز "ميركافا" بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع، واشتعلت النيران داخل هذه الآلية بعد استهدافها. كما أظهرت قصف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد.
وكذلك، أعلنت القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "بي-29" في منطقة الفخاري شرقي خان يونس (جنوبي القطاع) في حين فجرت حقل ألغام بقوة هندسية تسللت ليلا في حي الشجاعية (شرقي غزة) واستهدفت دبابتي "ميركافا" وقنصت جنديا إسرائيليا.
العملية الثانيةوفي 29 مايو/أيار من العام نفسه، بثت كتائب القسام ثانية عمليات "حجارة داود" وتضمنت مشاهدها استهداف جنود وآليات جيش الاحتلال في منطقة مدرسة الأقصى ببلدة القرارة (شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع).
وقالت الكتائب -في بداية الفيديو- إن مقاتليها خدعوا جيش الاحتلال باستخدام تكتيك "عواء الذئب" واستدرجوا جنوده إلى عين نفق مفخخة.
وأوضحت أن المقاتلين فجّروا عين النفق بجنود الاحتلال وأطبقوا عليهم من المسافة صفر، ثم استدرجوا قوات الإنقاذ وفجروا عبوتين مضادتين للأفراد بها.
وعقب ذلك، فجّر مقاتلو القسام 3 مبانٍ تحصّنت بها قوات الاحتلال، وذلك بعد عملية رصد دقيقة لتقدم الآليات الإسرائيلية نحو منطقة الكمين.
وقد علت تكبيرات المقاتلين بعد تفجير عين النفق بالقوات الإسرائيلية، قبل أن يختتم فيديو القسام بتوثيق إطلاق النار على أحد الجنود وفراره.
العملية الثالثة
وفي 30 مايو/أيار 2025 بثت كتائب القسام ثالثة عمليات "حجارة داود" وتضمن المقطع مشاهد قنص جندي إسرائيلي واستهداف قوة راجلة من جيش الاحتلال في حي الشجاعية بمدينة غزة (شمالي القطاع).
وأظهر المقطع في بدايته 3 جنود وهم إلى جوار جرافة إسرائيلية قبل أن يسقط أحدهم بعد أن قنصه أحد مقاتلي القسام ببندقية "الغول" وفرّ زملاؤه من حوله قبل عودتهم لأخذ سلاحه وسحبه من مكان الاستهداف.
إعلانوتلت ذلك مشاهد عملية استدراج قوة إسرائيلية راجلة إلى منطقة كمين بعبوتين ناسفتين، وتم تفجيرهما في 3 جنود.