بوابة الوفد:
2025-05-17@17:21:41 GMT

الرياضة بين التسييس والاتجار!!

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

أثار حفل افتتاح أوليمبياد باريس الأسبوع الماضى، جدلًا كبيرًا حول العالم، وردود أفعال متباينة عن مستقبل الصراع البشرى وانزلاق الرياضة إلى هذا المستنقع، على اعتبار أن الرياضة كانت إحدى وسائل تقارب الشعوب، وأهم أدوات بناء النموذج الأخلاقى والقيم الايجابية والسلوك الانسانى البناء والمتحضر فى المجتمعات وهو أمر دفع الأمم المتحدة قبل سنوات لعقد اتفاق مع اللجنة الأوليمبية الدولية بهدف التهاون لأغراض السلام والتنمية على اعتبار أن الرياضة إحدى أدوات نشر السلام والتقريب بين البشر ولها ارتباط وثيق بمنظومة القيم الحضارية من تعميق للأخلاق والتسامج وضبط النفس فى مواجهة كل أشكال التعصب والعنصرية والكراهية والعنف.

. بينما جاء حفل افتتاح أوليمبياد باريس الذى نظمته فرنسا، كدولة علمانية قائمة على الحرية المطلقة، صادمًا فى عدد من المشاهد التى تدعم المثلية الجنسية، وترسيخ فكرة الجنس الثالث وحقهم فى الزواج والتبنى وغيرها من الحقوق المدنية والاجتماعية، وعلى نفس السياق، جاء مشهد - العشاء الأخير - للسيد المسيح عليه السلام، مثيرًا للاشمئزاز، وأثار غضب طوائف مسيحية عديدة باعتباره أمرا يشكل إهانة للرموز المقدسة وضربا لعقيدة المسيحيين حول العالم.

لا شك أن فرنسا قد أبدعت فى اخراج هذا الحفل على المستوى الفنى والتنظيمى، عندما استدعت كل إمكانياتها ومكوناتها الثقافية والتاريخية والفنية لتحويل مدينة باريس إلى مسرح متكامل ومتجانس ولوحة فنية كبيرة للمدينة البديعة بداية من نقطة الانطلاق فى مسرح الحفل أسفل برج إيفل على نهر السين، ومرور يخوت الفرق الدولية المشاركة عبر النهر، ثم استعراض مراحل الشعلة والعروض فى حدائق التروكاديرو والشانزلزيه وقوس النصر حتى ساحة الكونكورد الذى تتوسطه المسلة المصرية فى استعراضات رياضية وفنية باهرة واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى عمليات الابهار البصرى والنقل الفضائى على مدار أربعة ساعات جذبت انتباه الملايين حول العالم.. إلا أن الكثيرين تحفظوا على تسييس فرنسا للحدث الأكبر والأهم وهو الأليمبياد التى تقام كل أربع سنوات من خلال فرض قيمها العلمانية وحريتها المطلقة، لتثير من جديد قضية التوحد البشرى وترسخ للانقسام الواضح الذى يمر به العالم، وتحديدًا فى منظومة القيم التى تختلف من ثقافة لأخرى، ومن مجتمع لآخر، وتتصادم بشكل قاطع مع الرسالات السماوية والأديان والمعتقدات الروحية التى تتمسك بها كثير من المجتمعات وتثير حساسية شديدة وهو الأمر الذى دعا منظمى حفل الأوليمبياد إلى الاعتذار لأى شخص شعر بالاهانة، ادعى تومس جولى المدير الفنى للحفل أنه كان يهدف للتنوع وليس الاساءة فى محاولة لوقف الغضب.

الحقيقة أن - تسييس - الرياضة بات واقعًا سواء فى المحافل الدولية أو المجتمعات المحلية فى ظل الشغف الهائل بالأنشطة الرياضية، وبخاصة كرة القدم التى تجذب الملايين فى كل مكان بعد أن تحولت إلى صناعة وروافد اقتصادية للدولة والاتحادات والأندية وبعض رجال الأعمال، وهو أمر له تأثير سلبى على الجوانب الايجابية للرياضة التى كانت تعد أهم محفزات القيم الايجابية والسلوك المتحضر والتسامح والتنافس الشريف وغيرها من الايجابيات التى تسمى - بالروح الرياضية - التى نفقدها الآن بشكل واضح فى مجتمعنا الكروى المصرى لذات السبب وهو تسييس الرياضة المصرية وعلى رأسها كرة القدم، بعد أن باتت تدار بالتوجيهات بدلاً من القوانين واللوائح المنظمة للعبة دوليًا ومحليًا، ولم يعد مستغربًا أن تنتقل مشاكل الرياضة إلى ساحات المحاكم، وتحقيق خسائر كبيرة على المستوى الفنى وأيضًا المالى والذى يشكل إهدارًا للمال العام، ناهيك عن أخطر الجوانب وهى الاحتقان الجماهيرى والتعصب الأعمى، وكلها نتائج طبيعية وخطيرة للإدارة بالتوجيهات ولعبة التوازنات، وضعف وغياب الاتحاد المنظم لكرة القدم ولجانه المتعددة وعلى رأسها لجنة الانضباط وجميعها تتقاضى رواتب خيالية، ولا تقدم مردودًا ايجابيًا لكرة المصرية التى تراجعت فى السنوات الأخيرة على المستوى المحلى والدولى.

حفظ الله مصر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ حفل افتتاح أوليمبياد باريس مواجهة كل

إقرأ أيضاً:

الإصلاح والنهضة: زيارة رئيس الوزراء لمنجم السكري تؤكد جدية الدولة في تعظيم عوائد التعدين

قال رامي عمرو، الأمين المساعد للجنة الاقتصادية بحزب الإصلاح والنهضة، إن زيارة دولة رئيس الوزراء لمنجم السكري تمثل رسالة قوية تعكس اهتمام الدولة الحقيقي بقطاع التعدين، وحرصها على تعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية المصرية، بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

وأشار عمرو إلى أن قطاع التعدين يُعد أحد المحاور الاستراتيجية في تحقيق التنمية الشاملة، مؤكدًا أن مصر تمتلك إمكانيات واعدة في هذا القطاع، لكنها لم تُستثمر بالشكل الأمثل حتى الآن، وأن الوقت قد حان لوضع رؤية متكاملة تنطلق من تحديث التشريعات، وتسهيل إجراءات الاستثمار، وضمان الشفافية في التراخيص، بما يعزز مناخ الاستثمار ويشجع الشركات الوطنية والدولية على الدخول بقوة في هذا المجال.

وأوضح أن حزب الإصلاح والنهضة يرى ضرورة خلق توازن بين الاستغلال الاقتصادي المسؤول للثروات المعدنية، والحفاظ على البيئة وحقوق المجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع التعدينية، وذلك في إطار استراتيجية وطنية تحقق التنمية المستدامة.

وأضاف عمرو أن زيارة منجم السكري، باعتباره أحد النماذج الناجحة، يجب أن تكون بداية لسلسلة من الخطوات التنفيذية التي تترجم توجه الدولة إلى واقع ملموس ينعكس على مؤشرات النمو الاقتصادي، ويُسهم في توفير فرص عمل، وزيادة الصادرات، وتقليل الفجوة في الميزان التجاري.

طباعة شارك الإصلاح والنهضة منجم السكري التعدين المجتمعات المحلية

مقالات مشابهة

  • "حكماء المسلمين" يشارك في إطلاق وثيقة عالمية لدعم كبار السن
  • «وليد عباس» نائبا لقطاع التخطيط والمشروعات بهيئة المجتمعات العمرانية
  • في اجتماع وزراء الثقافة لمنظمة التعاون الإسلامي .. السودان يؤكد اهمية الحوار الثقافي في بناء المجتمعات
  • بإطلالة جذابة .. نسرين طافش تثير إعجاب جمهورها
  • الإصلاح والنهضة: زيارة رئيس الوزراء لمنجم السكري تؤكد جدية الدولة في تعظيم عوائد التعدين
  • ماذا يجري فى نيالا؟
  • حكيم باشا رقم واحد| حوار جريء لـ أحمد صادق.. وهذا رأيه في أحمد الفيشاوي والعوضي
  • عبدالله بن زايد: الأسرة النواة الأساسية في بناء المجتمعات المترابطة
  • جياني إنفانتينو : كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية ويتابعها 5 مليارات نسمة
  • بيتنا الذى كان .. او ما تبقى منه