بوابة الفجر:
2025-05-28@19:57:08 GMT

محمد سويد يكتب: شيطنة الدعم النقدي

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

من المستفيد من شيطنة مساعِ الدولة للتحول للدعم النقدي، وتحويل القضية  إلى صراع بين الاشتراكية والرأسمالية ؟ ولماذا لا يحصل المواطن على حقه من الدعم دون وسطاء؟!.

كلما دار الحديث عن الدعم النقدي.. يقفز إلى ذهن المواطن النية الخفية للحكومة لإلغاء دعم الزيت والسكر ورغيف الخبز، لا أحد يريد أن يناقش أو يفهم ما أصاب هذه المنظومة من عطب منذ عقود طويلة، وما عاصرها من تحولات.

أتفق مع هذا المواطن المتكئ بحمله وحمل أسرته على هذا الدعم، كون رصيد الثقة بينه وبين الحكومة غير كاف، لإقناعه بأن المسألة لا تحتوي على نوايا سيئة، أو رغبة في التخلص من الدعم، كما أتفق معه أيضًا أنه لم يصدق - حتى الآن - أن ما يجري تعديل مسار الاستهداف، وتحسين كفاءة القنوات الناقلة لهذا الدعم، حتى لا تستدين الدولة ليستفيد غيره بحقه.

قطعًا، لا يرضي من يحصل على الدعم، ولا من يدفعه، أن يكون الحديث الرسمي لوزارة المالية وللجنة الخطة والموازنة، بمجلس النواب، عن فاقد من الدعم يتجاوز 30% من قيمته ولعل هذه الأرقام مرعبة إذا ما قورنت بقيمة الدعم المرصود لرغيف الخبز والسلع التموينة فى موانة 2024 والذى يقدر 127 مليار جنيه، الحكومة تتحدث صراحة عن فاقد يتجاو 37 مليار جنيه !.

وهنا يكمن السؤال الأدق.. هل نمتلك رفاهية فقد 37 مليار جنيه سنويا ؟  بينما تتراكم الديون الدخلية والخارجية لتمويل عجز الموازنة، وماذا لو توجه هذه المبالغ المفقود لتحسين جودة الدعم، أو إعادة ضخه في ميزانيات لا تقل أهمية فى حياة المواطن مثل الرعاية الصحية والتعليم!.

أما المضحكات المبكيات في هذا المشهد العبثي، لمن يحتكرون هذه الصناعة  – أصحاب المصلحة – يمثلون دكتاتورية الأقلية، أصوات عالية وحناجر تضج بالدفاع عن حق المواطن المسكين في الدعم العيني، بل سيل من الشائعات والأكاذيب التي تروج لنية غير حقيقية  للحكومة في إلغاء الدعم، نستطيع أن نقول تغييب متعمد للوعي بخطورة هذه القضية حفاظًا على استمرار مكاسب لا يجب أن تستمر على هذا النحو.

الحلول العملية متاحة ولا تحتاج لتنظير مِنَّى، فكل مواطن يمتلك كارت ذكي يستطيع من خلاله أن يحصل على السلع التى كان يحصل عيها في الدعم من أي مكان، لا داع للتقيد بمن يحتكر القيمة والجودة والآليه، ولا مبرر لأن يفرض عليه منتج ردئ أو سيئ، وأحيانا لا يصلح للاستهلاك الآدمي، فقط لأنه منتج مدعم !

والوصول للمواطن أسهل بكثير من التعامل من تعقب مراحل تخزين القمح مرورا بالطحن والنقل والعجن والخبز وخلافه، من يملك الدعم يستطيع أن يختار بكم يشتري ومن أين يحصل على ما يريده بجودة.

ولن أغفل هنا فرضية المواطن غير كامل الأهلية، الذي يبدد ما حصل عليه من الدعم النقدي، ويترك أولاده وأسرته جوعى بلا خبز، وربما تمتد هذه الفرضية إلى توجيه مبلغ الدعم النقدي لأولويات الإنفاق، التي ربما أن تكون طارئ صحي أو ظرف قهري، وبالتالي تبقى الأسرة مرة أخري بلا خبز.. وهنا يجب أن يرتبط رصيد الكارت الذكي من الدعم النقدي بالصرف، مقابل الحصول على سلع معينة أو خبز من السوق الحر، بلا أي تقيد بمنطومة تهدر عشرات المليارات حتى يصل الدعم في هذه الصورة.

ولتكن البداية بتحرير صناعتي الطحن والخبز، ولتكن المنافسة مفتوحة للجميع بين المطاحن التموينية والخاصة والمخابز الحرة والتموينية لمن يقدم أفضل جودة بأقل سعر. 
وفي الأخير، ربما يكون هذا المقال تمهيدًا أو تقديرًا، لموقف عام يحتاج لشرح أكثر تخصصية وعمق في الحلقات القادمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد سويد الدعم النقدي التموين الدعم النقدی من الدعم

إقرأ أيضاً:

محمد محمود يكتب: التصدعات بين الفيفا واليويفا.. تحركات إينفانتينو الـدبلوماسية وأولويات مثيرة للجدل

كثافة الانتقادات الحادة من جانب أعضاء كونجرس الفيفا لرئيسه "إينفانتينو" لتغليبه ما وصفوه بالمصالح السياسية الشخصية على مصالح الدول الأعضاء، ودون إعتبار لقيمة المحفل الذى إنعقد هذا العام فى باراجواي بمشاركة جميع الدول الأعضاء ( ٢١١ )، تدفعنا إلى التفكير فى طبيعة الطموحات الدائرة فى عقل رئيس الفيفا الذي لم يعد مجرد رئيس إتحاد لعبة رياضية، وإنما يترأس منظمة دولية قد تفوق فى صيتها وأهميتها الأمم المتحدة، نظرًا لفعاليتها في خدمة أعضائها وسكان المجرة، مقارنةً بالأمم المتحدة التي أصبحت تعاني من ارتخاء عضلي مزمن، مصحوب بتقييدات حق النقض/ الفيتو، الذى لا يسمح للمنظمة الأممية بممارسة أدوار فاعلة فى أغلب الأحيان، وفى حين يحتاج الحديث حول فاعلية الأطر الدولية متعددة الأطراف إلي جلسات قدح أذهان وجلسات مغلقة فى مراكز الفكر والأبحاث الإستراتيجية والمحافل الدولية والإقليمية، فالحوار حول واقع ومستقبل رئيس الفيفا ومناواشاته مع أعضاء الكونجرس- وبصفة خاصة الأوروبيين - يتم فى أجواء أقل تعقيدًا من الكلام فى موضوعات السياسة.

وبالعودة إلى ما قد يدور في خاطر رئيس إتحاد دولي لامع حول الحاضر والمستقبل المهني، والأسباب التى تدفعه لتكثيف الاتصالات واللقاءات مع الرئيس ترامب، وكذلك أقطاب المجموعات الإقتصادية والسياسية التى تؤثر علي إدارة المشهد العالمي وتديره ( وفى مقدمتهم إيلون ماسك )، فإينفانتينو ( سويسري - إيطالي) يُعد التطور الطبيعي لجوزيف بلاتر ( سويسري) الذى لم تكن فترة توليه المنصب شبيهة بالمسلك  التقليدي الذي إنتهجه سلفه البرازيلى " هافيلانج "، وإنما مليئة بتطورات جعلت عالم المستديرة يدور - تدريجيًا - فى فُلك الاقتصاد والاستثمار الرياضي ورؤوس الأموال والرعايات والبث، ثم تطورت الأمور سلبًا وأطاحت عدة رياح إدارية ومالية ببلاتر وآتت بـ "إينفانتينو " علي رأس الفيفا، وسابق توليه لمنصب سكرتير عام "اليويفا" جعله على دراية بطبيعة وخبايا التفاعلات بين الفيفا والإتحادات القارية، وإن كان الشواهد تشير إلى إرتياحه فى التعامل مع مسئولي الكاف مقارنة بمسئولي الاتحادات القارية الأخري  ، وهو ما ظهر جليًا فى طريقة توجيهه لإنتخابات الكاف والكيفية التى تم بها إختيار رئيس الاتحاد.

وعلى الرغم من عمله السابق فى "اليويفا " إلا أن العلاقات الحالية بين إينفانتينو ومسئولو الإتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يمكن وصفها بالسلسة، وكثيرًا ما يشوبها مناوشات حول الحوكمة، واستغل رئيس اليويفا ( ألكسندر تسيفرين ) تأخر إينفانتينو عن اجتماع الـكونجرس الأخير للتصعيد ضده وإنسحب مع أعضاء أوروبيين آخرين من الاجتماع ( أبرزهم ألمانيا، بلجيكا، النرويج، أسبانيا …)، بما يعكس أنها ليست إختلافات فى وجهات النظر ( حول عدد الفرق المشاركة في كأس العالم ٢٠٣٠ على سبيل المثال وليس الحصر ) بقدر ما هى الأولويات، وأن السياسة أصبحت تحتل أولوية متقدمة لدى رئيس الفيفا عن الرياضة وفقًا لإنتقادات اليويفا، والعلاقة بين الرئيسين يسودها فترات من الشد والجذب -سواء بشكل علني أو مستتر- وينتهز رئيس اليويفا بعض المناسبات ليعلن عدم الرضاء عن توجهات ومقترحات إينفانتينو، أبرزها موقفه المعارض لفكرة زيادة عدد الفرق المشاركة فى كأس ٢٠٣٠ إلى ٦٤ فريقًا، بمناسبة مرور ١٠٠ عام على إنطلاق البطولة الأكثر شعبية، أخذًا فى الإعتبار أن مساعى إنفانتينو تعظيم بطولة كأس العالم للأندية للإنتقاص من القيمة التسويقية لدوري أبطال أوروبا لم يكتب لها النجاح حتى الآن، وتصريحاته في 'كونجرس باراجواي' أن عالم الكرة سيشهد تطورات مهمة ولكن من خارج أوروبا، قد يُنظر إليها على أنها محاولات للإستقواء بما لديه من صلات بواشنطن ودول أخرى لديها وفرة مالية فى مواجهة التنسيق الأوروبي - اللاتيني المعارض له على طول الخط.

إجمالًا، مشاهد الدبلوماسية الرياضية فى جولة ترامب بدول الخليج، وكذلك الحديث الذى سبق أن دار بينه وإينفانتينو في البيت الأبيض حول كأس العالم للأندية ومونديال 2026، تشجعني وغيري علي البحث في المحركات الدماغية لرئيس الفيفا، والتخمين في طموحات إضافية تشغل بال رئيس اتحاد رياضي يتم إستقباله كرئيس دولة، ودون مبالغة حفاوة إستقبال تفوق بعض رؤساء  الدول والحكومات، هل يطمح إلى منصب سكرتير عام الأمم المتحدة !؟ أو منصب رئيس المفوضية الأوروبية !؟ وربما تكون مساعى الرئيس ترامب لإقتناص جائزة " نوبل للسلام " قد حفزت رئيس الفيفا لحصد جائزة نوبل للرياضة - إفتراضيًا - أو الحث على إستحداث جائزة نوبل للدبلوماسية الرياضية، وبصرف النظر عن الإمتيازات المهنية الحالية والطموحات الشخصية المستقبلية، فلا يمكن إغفال أن علاقات إينفانتينو المتشعبة تستحق التعليق عليها من جانب المهتمين بالشأن الكروي الدولي، ومن المرجح أن تطُل علينا خلال المرحلة المقبلة مشاهد جديدة تعكس التشابكات والتقاطعات بين الدبلوماسية والرياضة والسياسة، وبصفة خاصة فى فترة الإستعداد لمونديال ٢٠٢٦، نظرًا للحساسيات التى طرأت على العلاقات بين الولايات المتحدة وكل من كندا والمكسيك فى النسخة الثانية من رئاسة ترامب.

وبما أن الحديث عن الامتيازات الشخصية ( إقتصادية - إجتماعية - سياسية ) التي ينالها رجل في مكانة إينفانتينو على الساحة الدولية سيطول، فلنكتفي بالقدر الذى يوضح أن المكانة التى تمنحها كرة القدم للأفراد والدول جعلت دول وأقاليم جغرافية تتسابق علي إستضافة الأحداث الرياضية الدولية والقارية، كونها أصبحت منصة مهمة لجذب الإهتمام الجماهيري والإعلامي للدولة المنظمة / المستضيفة، ويلعب رئيس الفيفا الحالي دورًا ملحوظًا في تشجيع الشراكات بين الدول لنيل شرف تنظيم الفعالية الأكبر والأهم علي المستوي الدولي، وستُدشن نسختي ٢٠٢٦ و٢٠٣٤ نموذجًا جديدًا في تنظيم كأس العالم من خلال صيغة ثلاثية، وإن كانت الصيغة التنظيمية  " بالإشتراك مع..." قد سبق تطبيقها عام ٢٠٠٢ فى إطار ثنائي بين كوريا الجنوبية واليابان، ووفقًا للكاتب الرياضي/ طارق الجويني فإن أغلب تقديرات الخبراء ومسئولي الفيفا رجحت حينها أنه لم يكن النموذج الأمثل من نواحي الإستضافة والتنظيم.

وخلال حديث عابر مع أحمد صبري، مراسل قناة أبو ظبي الرياضية، أوضح أنه بزيادة أعداد المنتخبات ووصولها إلى 48 منتخبًا (قابلة للزيادة)، فإن التنظيم المشترك سيُصبح مستقبلا هو الوضع الدائم، الأمر الذى قد يمنح المزيد من الفرص لإنفانتينو للتوسع فى  الدبلوماسية الرياضية وما يرتبط بها من الاستثمارات والتكنولوجيا المتقدمة، وربما فى مرحلة لاحقة الإستفادة بالتطورات المتعلقة بالذكاء الإصطناعي.

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب.. منظومة مكافحة الفساد
  • حساب المواطن يعلن موعد إيداع الدعم لشهر يونيو 2025 (الدفعة 91)
  • البنك المركزي: نظام التوزيع النقدي للدولار في العراق الأمثل بين دول العالم
  • محمد محمود يكتب: التصدعات بين الفيفا واليويفا.. تحركات إينفانتينو الـدبلوماسية وأولويات مثيرة للجدل
  • حزب الأحرار يبرر لمجلس الحسابات إنجازه 3 دراسات بكلفة تناهز نصف مليار سنتيم من مال الدعم
  • 10.2 مليار جنيه لتنفيذ 464 مشروعًا تنمويًا في أسيوط ضمن خطة المواطن الاستثمارية لعام 2024/2025
  • د. محمد بشاري يكتب: من فقه الفتوى إلى فقه البناء.. نحو اجتهاد تركيبي يؤصل المقصد ويوازن الواقع
  • حسني بي: معالجة تقليص النفقات يبدأ بمعالجة استنزاف 14 مليار دولار الدعم
  • الدويش: قد لا يحصل النصر على الثاني ولكنه هزم بالقانون أكثر من خصم
  • كان قد تعرض للتنكيل على يد فرد الدعم السريع “شارون”.. وفاة المواطن الطيب الأرباب عطشاً في أحد سجون الدعم السريع والجمهور: (شهيد إن شاء الله وعند الله تجتمع الخصوم)