بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قال الأردنيون: ان ايران هي التي دعت الصفدي لزيارتها (وهذا غير صحيح). وقالت وكالات الأنباء: انه هرع لزيارة طهران حاملا ثلاث رسائل خطية، واحدة من امريكا، وأخرى من تل أبيب. وثالثة من الملك الذي وضع مقاوماته الأرضية والجوية في خط الدفاع الاول عن اسرائيل. .
كانت الرسالتان الاولى والثانية تتضمنان التهديد والوعيد، وتنذران بإدخال المنطقة في حروب طويلة الأمد تشارك فيها حاملات الطائرات الأمريكية وسفن النيتو، اما الرسالة الثالثة فكانت دبلوماسية خدمية لعبت فيها الأردن دور الوسيط المرغم على الانحياز الى الطرف المتهور.
فالأردن ومعها مصر من اكثر الأنظمة العربية المرعوبة من الرد الايراني بعد اغتيال ضيوفها. وكان من الطبيعي ان تتقدم الاردن صفوف المهرولين إلى طهران، ذلك لأن النظامين (الأردني والمصري) مجرد دمى كارتونية تؤديان وظيفتيهما التخادمية المُذلّة لحساب القوى التوسعية الداعمة لهما. وبالتالي فإن بقاءها مرهون بما يقدمانه من ولاء معلن للقطعان. وسوف يدخلون الحرب مرغمين بأوامر صدرت اليهما من البيت الأبيض ومن قيادة المنطقة الوسطى. ولكل منهما دوره وواجباته. .
تتلخص مشاركتهما بالنشاطات التالية: حشد الأبواق الإعلامية واستنفار الذباب الإلكتروني لشن هجمات طائفية وتحريضية ضد ايران. . رفع حالة الاستعداد القصوى في التصدي للصواريخ الموجهة ضد تل ابيب. . تقديم الدعم اللوجستي من خلال تفعيل سلاسل التوريد البحرية والبرية. . تكليف الأردن بلعب دور الوسيط التحذيري، فجاءت رحلة الصفدي بناء على ما قرره حلف الشيطان. .
وهكذا كانت رحلته لتعطيل الرد الإيراني ولو لبضعة ايام من اجل منح سفن النيتو الوقت الكافي لأخذ مواقعها فوق المسطحات المائية الساخنة. فكان من الطبيعي ان يتعرض الصفدي للتعنيف والإزدراء على يد القيادة الإيرانية، وهذا ما اكده البيان الأردني بعد عودة الصفدي. .
جاءت في البيان جملة لا محل لها من الإعراب ولا محل لها من الاخلاق العربية والإسلامية والدبلوماسية: (دعونا نتجاوز خلافات الماضي). والسؤال الذي لابد من طرحه الآن: ما هي الخلافات الأردنية – الإيرانية. وهي التي تحتضن الان 16 قاعدة حربية أمريكية، ومجموعة من القواعد البريطانية والفرنسية والألمانية ؟. ثم كيف يفكر ملك الأردن بالقفز فوق خلافات الماضي وهو الذي حشد هذه القواعد كلها فوق ارض بلاده ؟. وهل تمتلك الأردن الخيار الذي يجعلها خارج نطاق الخدمات الإلزامية المفروضة عليها ؟. .
اللافت للنظر ان الأردن نفسها لم تبعث رسالة عزاء باستشهاد (ابو العبد)، ولم تشارك في صلاة الجنازة، ولم تعلن الحداد عليه، بل ظلت صحفها ومنصاتها تكيل الشتائم واللعنات على ايران وعلى المقاومة في كل مكان حتى ساعة كتابة هذه المقالة. ثم لماذا تنبه ملك الأردن الآن إلى ضرورة نزع فتيل الخلافات القديمة ولم يفكر بها في وقت سابق ؟. .
باختصار وبلا لف ودوران كان الصفدي عبارة عن ساعي بريد مكلف بتسليم رسائل اسياده الكبار في المحافل التلمودية، فعاد بخفي حنين. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
عُمان تعلن استضافتها الجولة الـ4 من المحادثات الأمريكية الإيرانية
أعلنت سلطنة عمان، مساء الجمعة، استضافة الجولة الرابعة من المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية غير المباشرة، الأحد المقبل، في العاصمة مسقط.
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، على حسابه في منصة إكس "بعد التنسيق مع إيران والولايات المتحدة، ستنطلق الجولة الرابعة من المفاوضات الأحد المقبل 11 مايو/أيار في مسقط"، دون تفاصيل أكثر.
وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة من المحادثات في روما السبت الماضي، لكن البوسعيدي أعلن تأجيلها لأسباب "لوجستية".
وترافق ذلك آنذاك مع انتقادات حادة وجهها متحدث وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، للولايات المتحدة بسبب العقوبات التي فرضتها مؤخرا بـ"ذرائع مختلفة ضد أشخاص وشركات إيرانية وغير إيرانية".
إذ اعتبر تلك العقوبات "مؤشرا جليا على إصرار الساسة الأمريكيين على انتهاك القانون وخرق حقوق ومصالح سائر البلدان".
وفي وقت سابق الجمعة، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الجولة الرابعة من المحادثات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة ستُعقد في مسقط الأحد.
وتعليقا على مسار التفاوض، أشار الوزير الإيراني في تصريحات صحفية إلى أن "المحادثات تتقدم، وبطبيعة الحال، كلما أحرزنا تقدما، ازدادت الحاجة إلى المزيد من المشاورات والمراجعات".
وأردف: "اللجان التفاوضية تحتاج أيضا إلى مزيد من الوقت لبحث القضايا المطروحة، لكن المهم أننا نسير تدريجيا نحو الخوض في التفاصيل".
وفي سياق متصل، أعلن عراقجي، أنه سيجري السبت زيارة رسمية إلى السعودية، على أن يتوجه بعدها إلى قطر.
تجدر الإشارة إلى أن المحادثات بين طهران وواشنطن استؤنفت في 12 أبريل/ نيسان الماضي، بعد أن أرسل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مارس/ آذار الماضي، رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، دعاه فيها إلى بدء مفاوضات نووية جديدة، وهدد ضمنيا باستخدام القوة.
بدورها، ردّت طهران على الرسالة عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عُمان، ومن ثم انعقدت 3 جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما.
وأعلنت كل من واشنطن وطهران عن "تقدم ملموس" في هذه المحادثات.
ومحادثات الجولة المرتقبة هي رابع اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لعام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.
ووصف ترامب حينها الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى.
ونتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأمريكية ضمن حملة "الضغط الأقصى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.