نزار العقيلي: (قرون الإستشعار)
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
ظهور البرهان في حفل التخرج بمنطقة جبيت حاملا سلاحه الشخصي ( طبنجة ) و بندقية القنص المفضلة لديه و مرتديا” قبعة القناصة يؤكد بأن البرهان كان على علم مسبق بان هناك محاولة لإغتياله .. بدون ادنى شك اجزم بان الأجهزة الإستخباراتية قد حذرته مسبقا” لكن البرهان كما عرفناه دائما” لا يعرف الخوف طريقا” إلى قلبه .
كنت قد حذرت من هذه المحاولة في مقال بداية الشهر الجاري بعنوان ( صراع الأجهزة ) و كما ظللت اردد دائما باني لست عرافا” او كاهنا” بل كل ما في الأمر اني اجيد تحليل المخاطر .. قد يختلف معي البعض و يرمون الإتهامات لبعض الدول الخارجية لان الهجوم تزامن مع عمليات اغتيال واسعة طالت قادة حماس و كعادتي احترم رأي و رؤية الآخرين .. لكن للاسف الشديد لا علاقة لاي جهة خارجية بعملية جبيت الفاشلة .. و حتى لو افترضنا بان مليشيا آل دقلو هي من كانت تقف وراء العملية كما يروج البعض فلنسأل انفسنا هل تستطيع مليشيات آل دقلو ان تهاجم اكبر منطقة عسكرية في شرق السودان بدون اي مساعدة من داخل الاجهزة الأمنية ؟؟
لا تقولوا لي بأن المتعاونين مع المليشيا وراء العملية .. هذا تضليل ليس إلا و تغبيش للحقائق و عدم معرفة بطبيعة العمل الأمني و الإستخباراتي .. من المستحيل ان تستطيع المليشيا إختراق منطقة عسكرية ايا” كان موقعها و حجمها ما لم يكن لديهم تعاون مع خونة داخل اجهزتنا الإمنية .. و لا ادري الى متى سيظل يستخدم البرهان إسلوب الحفر بالإبرة مع الخونة داخل اجهزته الإستشعارية ؟؟
على البرهان اليوم قبل الغد ان يشرع في قطف الرؤوس التي اينعت داخل بيته الأمني و الإستخباراتي .. هناك وجوه يجب ان تذهب اليوم قبل الغد الى محاكمات عسكرية عااااجلة و وجوه أخرى يجب ان يبقوا بجوار زوجاتهم في المنزل قيد الإقامة الجبرية .
قد يظن البعض بان هذه هي العملية الاولى التي استهدفت البرهان و في حقيقة الامر هناك عدة عمليات تم إجهاضها قبل ان تبداء في عدة مواقع زارها البرهان و آخرها كانت خلال زيارته الاخيرة لولاية سنار .
من الاسباب التي تعلل الوفد الامريكي بها و طالب بلقاء البرهان في مطار بورتسودان هي وجود قيود امنية منعتهم من الدخول لبورتسودان و هذا دليل على ان الامريكان لديها علم مسبق بمحاولات لإغتيال البرهان داخل بورتسودان .
على البرهان ان يشرع فورا” في تشذيب و نظافة قرني الإستشعار و قبل هذا عليه ان يحيل بعض الضباط اللايفاتية الذين يخرجون بالزي الرسمي للقوات المسلحة و يتحدثون في الشأن السياسي الدولي دون ان يكون لهم علاقة بالإعلام الحربي او الرسمي للدولة .
لا يوجد في هذا الكوكب كله من يرتدي ملابس جيش بلاده و يخرج برتبته القيادية و يتحدث في الشأن السياسي و بل يعلن تضامنه و تعاطفه مع حركة ثورية او حركة سياسية مسلحة او حتى حركة مرور في دولة أخرى .. هذا لعمري هو عين التسيب و عدم الإنضباط العسكري و مخالفة صريحة للوائح و قوانيين القوات المسلحة و هذا ينعكس سلبا” على سمعة الجيش السوداني .
احسم هؤلاء يا برهان و اضرب بيد من حديد فاذا كان لديك طاقة صبر و تحمل يجب ان تعلم بان شعبك لم يعد يتحمل هذا العبث و الهوان الذي يحدث .. مرارتنا اتفقعت ياااااخ .
نزار العقيلي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
فرص بورتسودان في مقاومة مهدداتها العسكرية
فرص بورتسودان في مقاومة مهدداتها العسكرية
صلاح شعيب
دخلت البلاد منعطفاً جديداً بعد التصعيد الأخير في الحرب، والذي يهدد بالفوضى الشامل في المناطق التي تسيطر عليها سلطة بورتسودان، خصوصاً في ظل تقارير تشير إلى التأثير الضخم في المستقبل القريب لفقدان الوقود على مجمل الحياة هناك.
فانهيار مصفات ومستودعات المحروقات الإستراتيجية سيولد أزمات كبيرة لا حدود لها بعد التدمير الهائل الذي لحقها، فضلا عن تأثير عدم وجود رادع للقصف الجوي، وهذا ما يستدعي التساؤل حول مدى سلامة السكنى في المدينة الساحلية.
إن صيغة البل التي اعتمدها دعاة الحرب كوسيلة للنصر لم تتجل بكل عنفوانها إلا في الدمار الذي تشهده بورتسودان، وأجزاء من القطر هذه الأيام. فهل هذا هو البل المقصود التي تصوروا حدوثه ام أنهم لم يضعوا في الحسبان ان الحرب غير مضمونة العواقب بالنسبة لهم؟
ونتمنى الآن فقط أن يكون السودانيون جميعاً قد أدركوا أن تخريب الكيزان للانتقال الديمقراطي قد أوردنا إلى هذه الكلفة الفادحة للحرب حتى أصبحنآ في موقف لا يحسد عليه أمام العالم.
فكل الخراب المادي – والذي لا يوازي فقدان الأروج المهدرة عبر الحرب – هو تدمير للرصيد التنموي للشعب السوداني جميعه، وهو أمر محزن للغاية سواء كان مسرحه نيالا أو كسلا؟
نحن لا نمل التكرار المقصود بأن الحركة الإسلامية الآن فهمت أن لمغامراتها الاعتباطية ثمناً باهظاً لا يدفعه قادتها بقدرما جعلت السودانيين جميعاً على حافة البكاء المر لانهيار دولتهم.
حتى الآن اختلف الناس حول الوسائل التي استخدمت في القصف المستمر للمنشات العسكرية، والاقتصادية، هذه. أهي مسيرات، أم صواريخ، أم طائرات مسيرة خرجت من نطاق الرصد ثم الدفاع بالنظر؟. وكذلك شمل الاختلاف المواضع التي انطلقت منها هذه الوسائل القتالية الدقيقة في قصد أهدافها. أهي آتية من مطار أم جرس أم غرب النيل أم ناحية البحر والشرق كما قال وزير الطاقة والنفط السوداني؟.
ولكن على كل حال فإن التصعيد في الحرب الذي تكاد نتيجته تشل عقل حكومة بورتسودان سيولد واقعاً جديداً سيدفع تحالف السلطة هناك ثمنه، والذي قد يصل إلى تصدع فاعليتها.
لقد تزامن قصف المدن مع قطع مجلس الأمن والدفاع العلاقة مع الإمارات. وهذا تصعيد دبلوماسي أرعن لن يساعد البرهان، وحلفائه، في تحقيق النصر في الحرب. ورغم قول خبراء بعدم شرعية قطع هذا المجلس العلاقات – وققاً للوثيقة الدستورية – فإن سلطة بورتسودان ذاتها لا تملك الشرعية بعد انقلابها على الانتقال الديمقراطي لثورة ديسمبر.
إن ما فعله البرهان بمعاونة الحركة الإسلامية من تدمير للسودان ينبغي أن يحمل كل السودانيين العقلاء لمضاعفة الجهد للوقوف ضد هذه الحرب التي أرادها الإسلاميون سريعة لاسترداد مجدهم الزائف.
فالدمار الذي عايشناه في اليومين الماضيين – مضافاً إليه الدمار المادي والبشري لعامين – أكد بلا شك رجاحة حجة الرافضين للحرب، والذين ما تركوا سانحة طوال هذه الفترة إلا واستغلوها في التحذير من عواقب القتال بين الطرفين، وما يجره من مآسٍ إنسانية، وعمرانية. ولكن يبدو أن سلطة البرهان، وحلفائه، والكيزان، التي ظلت تتعنت دون الاستجابة لنداءات محلية واقليمية لإحداث التسوية فهمت الآن جدوى التسوية التفاوضية، وفشل القول بوجود مجد للبندقية.