أكد عدد من الناشطين في مجال البيئة والاستدامة، ضرورة تكاتف جميع شرائح المجتمع القطري من مؤسسات وأفراد، للعمل على حفظ وصون البيئة القطرية بشقيها البحري والبري، وذلك لما تحتويه على تنوع حيوي وبيولوجي واسع، والذي يشمل العديد من النباتات والحيوانات البرية والبحرية النادرة، لافتين إلى أن النشطاء في مجال البيئة يقومون بدور هام في حماية مكونات البيئة المحلية، وذلك من خلال مشاريعهم ومبادراتهم البيئية التي قاموا بإطلاقها بجهودهم الفردية.

وأشاروا خلال حديثهم مع «الشرق»، إلى أهمية قيام الجهات الرسمية والتي تتمثل في وزارة البيئة والتغير المناخي، بدعم ورعاية أصحاب المبادرات البيئية، والوقوف خلفهم للاستمرار في هذه المشاريع التطوعية، مما يساهم في انتشار الوعي البيئي بين أفراد المجتمع القطري، وزيادة أعداد الناشطين في العمل البيئي من شباب وفتيات من أبناء قطر، مطالبين بضرورة وجود قنوات تواصل بين الناشطين في مجال البيئة، وبين المسؤولين بوزارة البيئة والتغير المناخي.

وأشاروا إلى أن مبادرة «رواد البيئة» التي أطلقتها وزارة البيئة والتغير المناخي قبل نحو عام، دخلت مرحلة الثبات العميق، والتي كانت تعتمد بشكل أساسي على التواصل بين نشطاء البيئة وبين مسؤولي الوزارة.

وأوضح الفاعلون في المجال البيئي، بأن الجهات الرسمية لا تستطيع العمل منفردة في حماية مكونات البيئة، ولكن يجب على الجميع التكاتف والتعاون للقيام بهذه المسؤولية بشكل متميز، وبما يحقق أهداف الدولة في عملية التنمية الشاملة والمستدامة، والركيزة الرابعة من رؤية قطر الوطنية 2030، والخاصة بالتنمية البيئية، مؤكدين على ثراء البيئة القطرية وتمتعها بتنوع بيولوجي فريد يشمل مجموعة كبيرة من النباتات والكائنات البرية والبحرية المتميزة، مما يتطلب من الجميع التعاون والتكاتف لحمايتها وحفظها.

حسن الكثيري: قطر تمتلك ثروات تعزز السياحة البيئية

أشار السيد حسن أحمد الكثيري، الخبير البيئي، إلى أن دولة قطر تمتلك ثروات بيئية كثيرة في البيئة البرية والبحرية، كما تضم البيئة القطرية مجموعة واسعة من التنوع الحيوي والبيولوجي الواسع، لافتاً إلى أن التنوع سيعمل على تعزيز السياحة المحلية والدولية، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من البيئة الطبيعية، عبر إنشاء المزيد من المرافق السياحية التي تسمح للزوار باستكشاف طبيعة البلد، مؤكداً على ضرورة التركيز على المسؤولية المترتبة على الجميع للحفاظ على هذه الطبيعة.

وطالب حسن الكثيري، بضرورة التوسع في برامج تنمية وإثراء جميع مناطق البيئة المحلية، لافتاً إلى أن التنمية البيئية والحفاظ على مكوناتها الطبيعية بما في ذلك التنوع البيولوجي، تعتبر إحدى ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، وأشار إلى أن الطريق إلى تحقيق ذلك يأتي من خلال رفع التوعية البيئية بين جميع أفراد المجتمع المحلي، مع أهمية التركيز على الشباب والفتيات في المراكز الخاصة بهم، كذلك الطلاب.

وأشار حسن الكثيري إلى قيام الدولة خلال السنوات الماضية بإصدار مجموعة القوانين والتشريعات البيئية لحماية هذا التنوع البيولوجي، والتي ساهمت في حفظه وإكثاره بشكل كبير، ما جعل البيئة القطرية تحافظ على تنوعها، مشيراً إلى قيام الدولة بإطلاق العديد من البرامج والمشاريع التي ساهمت في حفظ وصون الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي، والتي كان من أهمها برامج تربية وإكثار الحيوانات المهددة بالانقراض في الأسر، مثل المها العربي وغزال الريم والنعام والحبارى والأرنب البري.

وطالب حسن الكثيري بضرورة الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي، من خلال التوسع في برامج ومشاريع التوعية البيئية، وتنفيذ المبادرات المتنوعة لتشجيع المزارعين وأصحاب المشاتل على التشجير، وزراعة الأشجار المحلية كمصدات للرياح.

ميعاد الجاسم: إطلاق مبادرة بيئية تستهدف طلاب المدارس

أكدت الاستاذة ميعاد الجاسم، الناشطة في مجال البيئة والاستدامة، على أهمية الاعتناء بالبيئة المحلية كإرث وطني، وذلك لما تمتلكه البيئة القطرية من ثراء وتنوع حيوي كبير في شقيها البحري والبري، لافتة إلى أن العناية بالبيئة يأتي من خلال رفع عملية التوعية بين جميع أفراد وشرائح المجتمع القطري، خاصة الجيل الجديد من طلاب وطالبات المدارس.

وعن نشاطها البيئي، ذكرت ميعاد الجاسم، أنها تقوم بجهود كبيرة في نشر التوعية البيئية، وذلك من خلال إقامة المحاضرات والورش لجميع شرائح المجتمع القطري، والتي تشمل إقامة الورش بالمراكز الشبابية ومراكز الفتيات، مشيرة إلى أنها بصدد إطلاق مبادرة بيئية بالتعاون مع مركز أصدقاء البيئة تستهدف طلاب المدارس، وذلك تحت عنوان «نتعلم نلعب نحافظ».

وأوضحت الناشطة البيئية أهمية وجود قنوات تواصل بين الشباب والجهات الحكومية، وذلك بما يخدم الشأن البيئي في قطر، والعمل على امتلاك هؤلاء الشباب للمعارف والقدرات والمهارات التي تساهم في الحافظ على البيئة، والعمل على استدامتها بما يتناسب مع الجهود التي تبذلها الدولة للحافظ على البيئة البحرية والبرية، مما يساهم في إدراك جميع أفراد المجتمع أهميتها وضرورة الحفاظ عليها، وانهم مسؤولون بجانب المؤسسات الرسمية للحفاظ على هذا الإرث الوطني الكبير.

وعن التحديات البيئية التي يجب العمل عليها، أشارت ميعاد الجاسم، إلى ضرورة التركيز على الأمن المائي، خاصة وأننا في منطقة تكمن مشكلتها الكبرى في ندرة الأمطار وانتشار الصحاري، هذا بالإضافة لتأثيرات ظاهرة التغير المناخي، التي باتت مشكلة كبرى تهدد دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، لافتة إلى أن الأمن المائي يعتبر من مسلمات عملية التنمية المستدامة، والتي تقوم على تأمين الثروات الطبعية والحفاظ عليها للأجيال المقبلة.

علي الحنزاب: منح الناشط البيئي حق الضبطية ضرورة

طالب الناشط البيئي علي الحنزاب، بضرورة أن يكون هناك تواصل مباشر بين المسؤولين في وزارة البيئة والتغير المناخي وبين الناشطين والمهتمين بالشأن البيئي، مقترحاً أن تقوم الوزارة بمنح الناشط البيئي حق إعطاء المخالفات للمستهترين والذين ينتهكون الحياة الفطرية، مؤكداً أن الناشط البيئي موجود بشكل مباشر ويومي في البيئة ويقوم برصد العديد من المخالفات، ولكنه لا يستطيع أن يقوم بمنع هذه الانتهاكات التي يتم رصدها بشكل دوري.

ولفت الناشط البيئي الذي يساهم في تشجير البر القطري، إلى ضرورة أن تقوم الجهات الرسمية بالوقوف خلف أصحاب المبادرات، مما يساهم في استمرار مشاريعهم البيئية والتي تقوم بدور هام في حفظ وصون مكونات البيئة المحلية وحماية التنوع الحيوي، بالإضافة إلى دورهم الهام في تسليط الضوء على تحديات البيئة المحلية، مما ساهم في لفت أنظار المجتمع والجهات الرسمية لهذه التحديات.

وشدد الحنزاب على أهمية التعاون بين جميع مكونات المجتمع القطري، بما يحقق أهداف الدولة في حماية مكونات البيئة، لافتاً إلى أهمية نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع القطري، وزيادة أعداد الناشطين في العمل البيئي من الشباب والفتيات من أبناء قطر.

وبين الحنزاب أنه ومن خلال جهوده الفردية، قام بإطلاق مبادرة بيئية بعنوان: “تشجير بر قطر”، شملت زراعة أكثر من 5000 شتلة في الثلاث سنوات الماضية، بالإضافة لقيامه بسقاية الروض ذات الأشجار النادرة وذلك للحفاظ على البيئة المحلية.

حمد الخليفي: تعزيز آلية العمل المشترك

طالب السيد حمد الخليفي المصور البيئي، ومؤسس مبادرة عدسة البيئة القطرية، بتطوير مبادرة رواد البيئة التي أطلقتها وزارة البيئة والتغير المناخي قبل اكثر من عام، من خلال وضع آلية محددة لتفعيلها على أرض الواقع لحفظ وحماية البيئة المحلية، لافتا إلى أن المبادرة وعقب اطلاقها لم تجتمع بشكل نهائي.وأكد على تميز الفكرة التي قامت عليها المبادرة، والتي كانت تهدف إلى حماية وتحسين الوضع البيئي في دولة قطر، وتعزيز آلية العمل المشترك في القضايا البيئية، وزيادة الوعي بالتحديات المتعلقة بالاستدامة والتغير المناخي، كذلك تقدير ودعم إسهامات الأفراد والمؤسسات الرائدة في مجال البيئة والتغير المناخي.

محمد الجعبري – الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: وزارة البیئة والتغیر المناخی البیئة المحلیة المجتمع القطری البیئة القطریة فی مجال البیئة مکونات البیئة أفراد المجتمع الناشطین فی یساهم فی من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين حصار لا ينتهي وموت بطيء .. الحقيقة التي يحاول العالم تجاهلها في غزة

في قطاع غزة اليوم، تتحوّل الحياة إلى اختبار يومي للبقاء، حيث يعيش السكان تحت حصار متواصل، ومعاناة متراكمة، وسياسات قاسية تمارس بشكل ممنهج، من قبل العدو الصهيوني، ما يُعانيه الفلسطينيون ليس مجرد تداعيات العدوان، ولا أضراراً جانبية للعدوان، بل خطة واضحة لإخضاع المجتمع وإبقائه في حالة إنهاك دائم، من نقص الغذاء والدواء، إلى تدمير البنية التحتية والمستشفيات، ومن المعابر المغلقة إلى التهجير القسري للمدنيين، كل عنصر من عناصر الحياة اليومية في غزة أصبح أداة ضغط، بينما الوعود الدولية بتحسين الوضع الإنساني تبقى حبراً على ورق.

يمانيون / تحليل / خاص

 

هذا التحليل يستعرض الواقع القاسي على الأرض من خلال رصد مباشر للتنكيل والإذلال الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتداعيات السياسات المطبقة على المجتمع في كل من غزة والضفة الغربية، كما يوضح كيف تتحوّل هذه السياسات إلى تفكيك ممنهج للجغرافيا والمجتمع، واستنزاف للقدرة على الصمود أو المقاومة، وتحويل الفلسطيني إلى نسخة منهكة من نفسه.

 

الواقع يكشف خطة منظمة لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتحويل حياته إلى صراع يومي للبقاء

غزة ليست مجرد مدينة محاصرة، ولا مجرد قطاع يتعرض لإبادة ووحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً،  إنها مختبر للقسوة الممنهجة على المدنيين، حيث تُدار الحياة اليومية بآليات الضغط والإرهاب النفسي والجسدي، ما يشهده السكان ليس عشوائياً، بل هو نتيجة سياسة واضحة لإبقاء الفلسطيني عاجزاً، منكسراً، ومرهقاً إلى أقصى حد ممكن.

 

وقفات الإنسانية الموعودة .. وعود بلا أثر

اتفاقات وقف إطلاق النار المتكررة لم تُحسّن الواقع الإنساني، بل أعادت إنتاجه بشكل أكثر إيلاماً، المعابر الإنسانية المفتوحة بشكل محدود لا تكفي لتوصيل المياه، الدواء، أو الوقود،  والمستشفيات تعمل على الشظايا، والطواقم الطبية تنهار تحت ضغط مستمر، والمرضى يموتون بلا علاج متوفر، والحياة اليومية هنا تحولت إلى سلسلة من الاختبارات القاسية للبقاء، بدل أن تكون حياة.

 

التنكيل بالمدنيين

في رفح ومناطق أخرى، ظهرت مشاهد التحقير والإذلال التي لم تعد أحداثاً فردية، بل مؤشراً على سياسة منظمة لإخضاع المجتمع، المحتجزون يُسحلون، يُعرضون، يُهانون أمام الكاميرات، بينما يُترك المدنيون يعيشون في رعب دائم من أي تحرك أو اعتراض.
هذه السياسة  أداة تحكم قصوى، جسد الفلسطيني كوسيلة لإرهاب النفس الجمعي، وفي الضفة الغربية، امتداد نفس الاستراتيجية، لا تختلف الصورة، من اغتيالات منتظمة للأسرى والمحررين، واعتقالات عشوائية مستمرة، وتوسع استيطاني يفتت الأرض والفكر، وتقسيم المجتمع إلى مناطق معزولة عن بعضها، بهدف إنتاج مجتمع عاجز عن المقاومة المنظمة أو الحياة الطبيعية، مجزأ جغرافياً ونفسياً.

 

تفكيك المجتمع

السياسات التي يطبقها العدو الصهيوني في غزة والضفة تعمل وفق منهجية خبيثة تهدف إلى إرهاق السكان اقتصادياً بالبطالة، ونقص الخدمات، وتوقف تام لمشاريع البنية التحتية، وتجويع نفس المجتمع المنهك الموجوع بنقص الغذاء والماء والدواء، وتفكيك الجغرافيا إلى كانتونات معزولة، وطرق مقطوعة، ومناطق مغلقة، وإبقاء أبناء غزة في إرهاق نفسي دائم،  الخوف من القصف، والاعتقال، والتنكيل .

النتيجة هي مجتمع يعيش وهو غير قادر على الانفجار، حيث تحوّل كل يوم إلى اختبار للصبر على الألم، وليس لإعادة بناء حياة طبيعية.

 

التأثير العميق على الحياة اليومية

أطفال يموتون بسبب نقص الأدوية، نساء يقطعن أميالاً بحثاً عن ماء صالح، رجال يسهرون في انتظار المعابر، شوارع تتحوّل إلى مقابر صامتة، ومستشفيات تتكدس بالمصابين بلا علاج.
كل هذه التفاصيل تكشف حقيقة مؤلمة وواضحة، أن القسوة ليست نتيجة العدوان الصهيوني فقط، بل سياسة ممنهجة لإضعاف المجتمع وإبقائه تحت السيطرة المطلقة.

 

 كشف الحقيقة واجب لا يمكن تأجيله

غزة اليوم ليست مجرد مشهد للمعاناة المستمرة، بل أرض تجارب للقسوة والإخضاع اليومي، والحقائق على الأرض تصرخ، من السياسات الصهيونية التي تحاول تحويل الفلسطيني إلى نسخة منهكة من نفسه، لكن الإنسانية تبقى شاهدة، وصرخة الحقيقة لا يمكن كتمها.

مقالات مشابهة

  • «الأمن البيئي» يضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة في محمية طويق الطبيعية
  • جامعة قناة السويس تنفّذ برنامجًا تدريبيًا لرفع الوعي البيئي لدى طلابها
  • مسؤولون في وزارة الدفاع: محطة وطنية لتجديد العهد مع تضحيات أبناء الوطن
  • بين حصار لا ينتهي وموت بطيء .. الحقيقة التي يحاول العالم تجاهلها في غزة
  • بي واي دي تستدعي 89 ألف سيارة هجينة بسبب مخاوف تتعلق بسلامة البطارية
  • أبو العينين: ما حدث في غزة اختبار لإنسانيتنا ولقدرة المجتمع الدولي على حماية المدنيين
  • هيئة الاستثمار تبحث مع الشركات القطرية الفرص المتاحة في مصر
  • تكريم وزاري لنائب رئيس جامعة كفر الشيخ لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة
  • حرب تضليل مكشوفة .. من يهاجم حماية المنتج الوطني هي نفس الأدوات الرخيصة التي رفعت الدولار الجمركي وخنقت المواطن
  • ملتقى جلوب البيئي بمسندم ينمي وعي الطلبة بالبحث العلمي والاستدامة البيئية