د. بحر ابوقَردة: براعة وفد التفاوض
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
لابد من الإشادة بوفد حكومة السودان الي مشاورات جده مع الادراة الامريكية بقيادة الاخ الوزير محمد بشير ابونمو ، تمتّع الوفد المفاوض بدرجة عالية من المناورة السياسية و القدرة التفاوضية ، حيث تمكن الوفد من اكتشاف النوايا الحقيقية من نقل المفاوضات من جده إلى سويسرا و هي محاولة للتخلص من منبر جده و التخلص من التزامات مليشيا الدعم السريع في جده بالكامل و تأسيس منبر جديد لإنفاذ استراتيجية جديدة.
تمكن الوفد من التعرف على دوافع الاصرار المدهش للإدارة الامريكية علي وجود دولة الإمارات في المفاوضات ( طبعاً الحضور بصفة المراقب هذا فقط للتسطيح ) و ايضاً تكّشف خداع الامريكان لحكومة السودان بإصرارهم للذهاب إلى سويسرا بوفد بقيادة عسكرية عليا و تصريحاتهم حول عدم اعطاء شرعية للأطراف مما يعني اتصال وزير الخارجية الأمريكي بلنكن برئيس مجلس السيادة و اعترافه له كان مجرد خداع و تضليل .
يعني باختصار مفاوضات سويسرا تعني:
– انهاء منبر جده
– انهاء التزامات منبر جده و بالتالي تخليص مليشيا الدعم السريع من التزاماته السابقة في جده
– تخليص دولة الامارات من اي تبعات قانونية من خلال وجودها كوسيط في عملية صنع السلام و عليه شكاوى السودان في مجلس الامن و المحاكم الدولية او اي شكاوى اخرى يقوم بها اي جهة او شخص تصبح بلا قيمة .
لكل ذلك علي حكومة السودان ان تتحرك سريعاً منذ الان للتحسب لرد فعل الادارة الامريكية المباشر و عبر وكلائها سياسياًو عسكرياً، و هذا يتطلب
سرعة إبرام كل الاتفاقيات المطلوبة و المتوقّفة مع روسيا والصين و تركيا و ايران و قطر و مصر .
يجب إلا يحدثني احد عن سياسة المحاور وضرورة الحياد ، سياسة المحاور تصبح ضرورة عندما تصبح الدولة السودانية مهددة في وجودها كدولة.
مع ملاحظة الانتباه أنه يجب توقيع هذه الاتفاقيات بمقابل استراتيجي واضح عسكرياً و اقتصادياً و سياسياً و دبلوماسياً يقبض الجزء الأساسي منه في الحال.
كما يجب ان تقتنع القيادة منذ الان بأننا لا يمكن أن نعمل استراتيجياً مع امريكا بشكل خاص والغرب بشكل عام وعليه يجب تصميم سياسة مبنية علي علاقات عامة لا نجاهر بالعداء معها ولا نتعامل معها استراتيجياً.
و الاهم من كل ذلك ضرورة تقوية الميدان العسكري ذلك بدعم القوات المسلحة بكافة مطلوبات القتال من البشر و المعدات بأسرع ما يمكن و بدعمها بالمقاومة الشعبية المسلحة و القوات المشتركة و كافّة المستنفرين.
علي الشعب السوداني أن يدرك بوضوح ان هذه الحرب فرضت على السودان بعناية و منذ فترة برعاية دولية و اقليمية و بوكالة دولة الامارات و تنفيذ مليشيات الدعم السريع علي الارض بأجندات منسقة و مرتبة من كافة مستويات التآمر . و عليه الا تتوقعوا بأنّ رعاتها سوف يتوقّفون عنها بسهولة.
فقط هم يحاولون احيانا اعطاء بعض الوقت لالتقاط الأنفاس او تأجليها لفترة أطول نسبياً ذلك بإبقاء علي مليشيا الدعم السريع من خلال هدنة طويلة نسبياً تبقي على قوتين عسكريتين او دمج شبه متساوي ، هذا هو سر الاصرار علي التفاوض باسم جيشين.
برغم من الدمار الذي لحق بالبلاد و المعاناة الإنسانية المستمرة للشعب في كل شرائحه يجب أن ننبه بانه اي وقف إطلاق نار و من ثم انهاء الحرب لا يقوم على قاعدة الجيش الوطني الواحد اي الدمج المباشر دون اي تأخير لكل القوات بدون استثناء في القوات المسلحة السودانية ، سوف تندلع الحرب مرة اخري ، عندئذ سوف تدفعون ثمناً اكثر مما يجري الان في كافة الجوانب و سوف لن تجدون السودان مرة.
اذاً محكوم علينا الان الاجتهاد و الصبر للوصول إلى حل مستدام لا تكرر الحرب مرة أخرى.
د. بحر ابوقَردة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تؤيد العقوبات الأمريكية على الجيش لاستخدامه الأسلحة الكيمائية والتسبب بكارثة إنسانية
تؤكد قوات الدعم السريع، أن العقوبات الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ضد جيش الحركة الإسلامية الإرهابية، تمثل خطوة متقدمة تكشف حجم الجرائم البشعة المرتكبة بحق الشعب السوداني.. هذه العقوبات جاءت تعزيزاً لما ظلت تحذر منه قواتنا مراراً بشأن خطورة استخدام جيش الإرهابيين لأسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في مختلف مناطق السودان.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوات الدعم السريع
بيان مهم
25 مايو 2025
تؤكد قوات الدعم السريع، أن العقوبات الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ضد جيش الحركة الإسلامية الإرهابية، تمثل خطوة متقدمة تكشف حجم الجرائم البشعة المرتكبة بحق الشعب السوداني.. هذه العقوبات جاءت تعزيزاً لما ظلت تحذر منه قواتنا مراراً بشأن خطورة استخدام جيش الإرهابيين لأسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في مختلف مناطق السودان.
في بيان سابق صدر بتاريخ 31 مارس 2025، نبهت قواتنا إلى تمادي الجيش الإرهابي في ارتكاب جرائم حرب باستخدام أسلحة كيميائية، أدّت إلى مقتل آلاف المدنيين، مستندة إلى تقارير موثقة جمعتها منذ يناير، عبر فرق مختصة وتحقيقات ميدانية، تضمنت أدلة قوية وشهادات حية من مناطق مختلفة.
لقد رصدت دوائر دولية متخصصة في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وعدد من الدول الأوروبية، أدلة متزايدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل "جيش الدواعش"، مما أدى إلى صدور العقوبات الأخيرة بحق قياداته. وقد تم توثيق هذه الجرائم في مدن مثل (مليط والكومة) بولاية شمال دارفور والعاصمة الخرطوم، من خلال فحوصات لعينات التربة والمياه وبقايا جثامين محترقة لضحايا مدنيين، وشهادات فرق تحقيق محايدة.
وقد تم تعزيز هذه الأدلة عبر مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام دولية، ظهر فيها عناصر من الجيش وهم يعرضون هذه الأسلحة، بالإضافة إلى شهادات صحفيين أجانب زاروا السودان بدعوة من مجموعات موالية للفلول كما ساهم ناشطون سودانيون في توثيق هذه الجرائم وصولاً إلى إدانة وزارة الخارجية الأميركية لقيادات الجيش الإرهابي.
وتؤكد قواتنا أن ما يُعرف بـ"لواء البراء بن مالك"، إحدى الكتائب التابعة للحركة الإسلامية الإرهابية، هو الجهة التي تتحكم في الأسلحة الكيميائية ، بأوامر مباشرة من المجرم البرهان. وقد كشفت قواتنا في وقت سابق استعانة هؤلاء الإرهابيين بخبراء أجانب لادارة هذه الأسلحة الفتاكة.
إن قواتنا تحذر من كارثة بيئية خطيرة سببها وجود أسلحة كيميائية في مخازن داخل كلية التربية في أم درمان، وبعض المواقع الأخرى تعود إلى جيش الحركة الاسلامية وكتائب البراء. وقد أدت إلى تفشي حالات تسمم وإسهالات حادة خلال اليومين الماضيين، ليس بسبب الكوليرا كما رُوّج، وإنما بسبب التلوث الكيميائي.
تؤكد الشواهد أن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يكن محدوداً، بل جرى على نطاق واسع في شمال وجنوب دارفور والعاصمة الخرطوم والجزيرة ، حيث طالت مناطق مدنية مكتظة، منها أحياء بيت المال، الضباط، الشهداء، الركابية، الهاشماب، الموردة، وأجزاء من الخرطوم بحري ووسط وشرق العاصمة، بما فيها منطقة القصر الجمهوري.
إننا في قوات الدعم السريع نُدين، بأشد العبارات، هذه الجرائم ضد الإنسانية، ونعتبرها جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ونشير إلى تواطؤ بعض الدول مع هذه الجرائم بمحاولة توفير الحماية للارهابيين كما أن بعض أجهزة الإعلام مارست تعتيما اعلاميا على هذه الجريمة الخطيرة .
ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفتح تحقيق مستقل وشفاف، وتقديم المتورطين إلى العدالة الدولية.
نُجدد التزامنا الكامل بالدفاع عن حقوق الشعب السوداني، ونؤكد مواصلة القتال من أجل تحرير كامل الوطن من قبضة هذه العصابة الإرهابية، وبناء دولة سودانية جديدة، عادلة،، تحترم حياة مواطنيها وتصون حقوقهم.
الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار
الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع