كيف سترد واشنطن على الحكومة السودانية إذا رفضت مباحثات جنيف؟
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
بورتسودان- توقّع مُراقبون أن تُقدِم الولايات المتحدة الأميركية، التي فرضت نفسها وسيطا لحل الأزمة السودانية، على فرض عقوبات على الحكومة لعدم استجابتها للدعوة التي قدمتها لرئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان للتفاوض في جنيف.
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، دعت الإدارة الأميركية طرفي الصراع في السودان إلى جولة جديدة من المفاوضات في جنيف لوضع حد للحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال وزير الخارجية السوداني حسين عوض: "نحن بالطبع لم نرفض بشكل مطلق دعوة واشنطن لبحث الوصول لوقف إطلاق نار وحماية المدنيين وإيصال المساعدات". وأكد أنهم رحبوا -في ردهم على الدعوة- بأي جهد يصب في هذا الاتجاه، على أن يكون في إطار إعلان جدة، وألّا يتراجعوا عما تحقق فيه أو "ينسخوه بإنشاء منبر جديد".
وأضاف أنهم -لذلك- تمسكوا بضرورة تنفيذ ما اتفقوا عليه في جدة، الذي يُخاطب القضايا نفسها المطروحة حاليا. وأكد أن الاتصالات بين البلدين حول الأمر لم تتوقف، حيث كانت هناك اجتماعات في السعودية، فضلا عن الاتصالات الهاتفية.
وأشار عوض إلى أن القاهرة ستستضيف اجتماعات بين الحكومة السودانية وكلا الوسيطين. وتابع: "وعليه ليس هناك ما يُبرر الحديث عن عقوبات من واشنطن أو غيرها. فالحكومة هي الأحرص على مصالح شعبها وحمايته، ولا تُحرّكها الضغوط أو الإغراءات إذا كانت تتعارض مع ما يريده شعبنا".
وأعلن مجلس السيادة السوداني، أمس الأحد، عن إرساله وفدا إلى العاصمة المصرية لمناقشة رؤية الحكومة في تنفيذ اتفاق جدة الذي يُلزم قوات الدعم السريع بالخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية، وذلك بناء على طلب من الحكومتين الأميركية والمصرية.
وكان البرهان قد أكد -في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي- أن الحكومة السودانية لن تذهب إلى جنيف لمناقشة التوصل لاتفاق جديد. وقال إنه "إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مساعي السلام بالسودان، فلتلزم الدعم السريع بتنفيذ قرار مجلس الأمن بإنهاء حصار مدينة الفاشر ووقف تدمير المستشفيات وقتل المدنيين".
رد فعل واشنطنورغم الرفض "الدبلوماسي" للدعوة الأميركية، فإن الأوساط السياسية والصحفية في السودان لم تستبعد حدوث ردة فعل من واشنطن على امتناع الحكومة السودانية وذلك بفرض عقوبات عليها.
وبرأي البعض، ظلت واشنطن تستخدم "العصا أكثر من الجزرة" في وساطاتها السابقة لمعالجة الأزمات في جنوب السودان وإقليم دارفور وجبال النوبة حيث لجأت لعقوبات أحادية عديدة ومباشرة، أو مفروضة عبر مجلس الأمن.
وزاد من منسوب المخاوف باحتمال فرض واشنطن لعقوبات على الحكومة ما صرح به رئيس الوفد السوداني التشاوري لمباحثات جدة التي استبقت مفاوضات جنيف، محمد بشير أبو نمو.
وقال أبو نمو -عقب عودته من المباحثات مع الجانب الأميركي- "إن الوفد الأميركي كان يستبطن التهديد والوعيد، وجاء إلى جدة بأجندة جاهزة دون مشاورتهم في الإعداد ولم يقدّموا سببا واحدا لنقل المفاوضات إلى جنيف، وفشلوا في توفير أي ضمانات لتنفيذ مقررات منبر جدة".
⭕️ تصريح صحفي
٢٠٢٤/٨/١٨
بناءً على إتصال مع الحكومة الإمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي الي السودان توم بيرييلو ، وإتصال من الحكومة المصرية بطلب إجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ إتفاق جدة ، عليه سترسل الحكومة وفداً الي القاهرة لهذا الغرض . pic.twitter.com/wqXIpzwL7e
— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) August 18, 2024
موقف سليمفي حديثه للجزيرة نت، أكد الخبير الدبلوماسي السفير علي يوسف أن أميركا لن تلجأ لمجلس الأمن لأنها تعلم أن "عصا حق النقض (الفيتو) الروسي-الصيني مرفوعة في وجهها دون تردد".
ورأى أن رفض القيادة السودانية الذهاب إلى جنيف كان موقفا سليما وصحيحا شكلا ومضمونا، لأنه كان واضحا أن الإدارة الأميركية تُحاول فرض واقع جديد يتجاوز مخرجات جدة وينقل المفاوضات إلى أفق سياسي بمشاركة قوى سودانية تبحث عن السلطة.
وحسب يوسف، فإن الشيء الوحيد الذي يُمكن أن يؤثر على الموقف الأميركي هو قوة التحالف مع روسيا والتوجه شرقا نحو الصين وماليزيا وفيتنام وإيران.
وأشار إلى أن ما ترتب على عدم ذهاب الحكومة إلى جنيف هو فشل المحاولة واضطرار واشنطن للتفاوض مع الحكومة -اليوم- في القاهرة برعاية مصرية، لبحث وسائل تنفيذ اتفاق جدة والمساعدات الإنسانية وكيفية وصولها بسرعة إلى المواطنين.
وأكد الخبير الدبلوماسي أن الحكومة السودانية "ستحارب وتفاوض كما فعلت المليشيا بعد اتفاق جدة، وأنها ستحقق انتصارات كبيرة يتم بعدها التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبدأ المرحلة النهائية لوقف الحرب"، حسب تعبيره.
وتشير الإحصاءات الحكومية إلى أن خسائر الحرب في السودان -خلال 16 شهرا- فاقت 150 مليار دولار، بينما تذهب تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب خلفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ خارج السودان وداخله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحکومة السودانیة إلى جنیف إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء يؤكد ضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان
رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اليوم في الرياض.
وفي مستهل الجلسة؛ اطّلع مجلس الوزراء على مضمون الرسالة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- إلى جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وعلى فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه سمو ولي العهد من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
أخبار متعلقة عاجل: قرار من "الشورى" بدراسة تحليلية لمعالجة "الثغرات السياحية"وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 68 لمساعدة سكان قطاع غزةوأعرب المجلس عن تطلع المملكة العربية السعودية إلى أن تسهم نتائج (قمة شرم الشيخ للسلام) التي استضافتها جمهورية مصر العربية لإنهاء الحرب بقطاع غزة؛ في تعزيز جهود إحلال الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني الشقيق، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، والبدء في خطوات عملية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد المجلس ضرورة الوقف الفوري للحرب في السودان، والحفاظ على وحدته ومؤسساته، وتجنيب هذا البلد وشعبه الشقيق المزيد من المعاناة والدمار، وتنفيذ ما جرى التوقيع عليه في (إعلان جدة) بتاريخ 11 مايو 2023م.
وأوضح معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء استعرض إثر ذلك مستجدات أعمال اللجان المشتركة بين المملكة العربية السعودية وعددٍ من الدول الشقيقة والصديقة، والتقدم المحرز في مسارات العمل الثنائي الهادف إلى تعزيز العلاقات وتوسيع آفاق التعاون؛ بما يحقق المصالح والمنافع المتبادلة في مختلف المجالات.
وتناول المجلس نتائج استضافة المملكة عددًا من الاجتماعات والملتقيات الدولية، مشيدًا في هذا السياق بنجاح أعمال "الملتقى العلمي الخامس والعشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة" الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وما اشتمل على مبادرات مبتكرة ستسهم -بمشيئة الله- في تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وعدّ مجلس الوزراء إطلاق الشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ خطوة عملية نحو بناء منظومة متقدمة تعزز قدرات دول المنطقة في مكافحة الفساد وغسل الأموال.
وهنأ المجلس العالِمَ والمشرف على مركز التميز المشترك بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة كاليفورنيا بيركلي البروفيسور السعودي عمر بن مؤنس ياغي بحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025م؛ مجسدًا بذلك الدعم والرعاية من الدولة لمنظومة البحث والتطوير والابتكار، وللعلماء والباحثين في مختلف المجالات.
واطّلع المجلس على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انـتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها، وقد انتهى المجلس إلى ما يلي:
أولاً:
الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ثانيًا:
تفويض معالي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمياه -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الصيني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين الهيئة السعودية للمياه ومركز أبحاث العلوم البيئية بالأكاديمية الصينية للعلوم في مجال صناعة المياه، والتوقيع عليه.
ثالثًا:
الموافقة على النموذج الاسترشادي لمذكرة تفاهم للتعاون في مجال الترويج والتسويق السياحي بين الهيئة السعودية للسياحة والأجهزة النظيرة لها في الدول الأخرى، وتفويض معالي وزير السياحة رئيس مجلس إدارة الهيئة -أو من ينيبه- بالتباحث والتوقيع في ضوء النموذج الاسترشادي.
رابعًا:
الموافقة على مذكرتي تفاهم بين الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية ومركز الإحصاء الوطني في دولة قطر، والمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ للتعاون وتبادل الخبرات في مجال الإحصاء.
خامسًا:
تفويض معالي رئيس مجلس إدارة هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب التركي في شأن مشروع مذكرة تفاهم في مجال البحث والتطوير والابتكار بين هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية ومجلس البحوث العلمية والتكنولوجية في الجمهورية التركية، والتوقيع عليه.
سادسًا:
تفويض معالي النائب العام -أو من ينيبه- بالتوقيع على مشروع مذكرة تفاهم بين النيابة العامة في المملكة العربية السعودية ومكتب المدعي العام في محكمة الاستئناف العليا في الجمهورية التركية.
سابعًا:
تفويض وزير التعليم رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الكوري في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم الإلكتروني بين المركز ومنظمة خدمة كوريا للمعلومات والبحوث التعليمية، والتوقيع عليه.
ثامنًا:
تعديل نظام مهنة المحاسبة والمراجعة، وتنظيم الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين.
تاسعًا:
تعديل تنظيم صندوق التنمية الوطني، وذلك على النحو الوارد في القرار.
عاشرًا:
إسناد مهام تشغيل وصيانة محطات تنقية مياه السدود والمياه الجوفية وإعمارها التي تقل سعات إنتاجها اليومية عن (5.000) متر مكعب إلى الهيئة السعودية للمياه، وذلك بشكل تدريجي.
حادي عشر:
اعتماد الحسابين الختاميين لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمؤسسة العامة لجسر الملك فهد لعامين ماليين سابقين.
ثاني عشر:
الموافقة على ترقيات بالمرتبتين (الخامسة عشرة) و (الرابعة عشرة)، وذلك على النحو الآتي:
-ترقية بندر بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المرشد إلى وظيفة (مدير مكتب) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوزارة الداخلية.
-ترقية فيصل بن دخيل الله بن فرج الروقي العتيبي إلى وظيفة (مستشار مالي أول) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوزارة الحرس الوطني.
-ترقية تركي بن محمد بن عبدالعزيز الحقباني إلى وظيفة (مستشار أعمال) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بوزارة الداخلية.
-ترقية خالد بن أحمد بن حمود محمد الشريف آل خيرات إلى وظيفة (مدير عام) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بوزارة الحرس الوطني.
-ترقية أحمد بن عبدالله بن عبدالعزيز المشيطي إلى وظيفة (مستشار أعمال) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بوزارة الحرس الوطني.
-ترقية خالد بن محمد بن عبدالرحمن الثنيان إلى وظيفة (مدير عام) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
-ترقية عبداللّه بن صالح بن محمد الرشيد إلى وظيفة (مدير عام) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بالمحكمة العليا.
كما اطّلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارة البيئة والمياه والزراعة، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة العامة للأوقاف، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والمركز الوطني لنظم الموارد الحكومية، والمركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.