الهيمنة الأمريكية وصلت إلى "الأولمبياد"
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
تشو شيوان
في الوقت الذي جرت فيه فعاليات الألعاب الأولمبية بباريس، شاهدنا تيارًا خفيًا استغل وسائل الإعلام والهيئات المعنية الأمريكية وقام بنشر الإشاعات الكاذبة واتهام الرياضيين من دول أخرى بتعاطي المنشطات من ناحية، ومن ناحية أخرى أخذت خذت تُدافع وتحمِي الرياضيين الأمريكيين الذين أظهرت نتائج فحص المنشطات إيجابية في عيناتهم؛ مما يثبت وصول هيمنة الولايات المتحدة وازدواجية معاييرها حتى في الرياضة، لا بل تستغل الرياضة كسلاح تحارب به خصومها السياسيين!
لقد أصدرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "وادا" بيانًا في 7 أغسطس كشفت فيه أن وكالة مكافحة المنشطات الأمريكية أعفت رياضيين استخدموا الستيرويدات والإريثروبويتين من التهم والعقوبة في ثلاث حالات على الأقل منذ عام 2011، وسمحت لهم بمواصلة المنافسة، واعتبر البيان أن هذه الممارسة تعد انتهاكًا واضحًا لقواعد "وادا" ذات الصلة، وتقوض نزاهة المنافسات الرياضية، وتعرض سلامة الرياضيين المعنيين للخطر، وأكد بيان "وادا" وجود مشكلة خطيرة في الحركة الرياضية الأمريكية، تتمثل في تعاطي المنشطات على نطاق واسع وبشكل منظم ومنهجي، وبين أن المجتمع الدولي أدرك بوضوح أن الولايات المتحدة ستفعل كل شيء للحفاظ على "مركزها المهيمن" حتى في الرياضة حتى لو كانت الوسيلة حماية رياضيها ممن أثبت تعاطيهم للمنشطات.
في ميادين السياسة تحاول الولايات المتحدة دائمًا التغلب على خصومها بكل الوسائل الممكنة أيًا كانت طبيعتها، ولها سجل طويل من هذه الممارسات السيئة في مجال السياسة الدولية، والآن بدأت تستخدم نفس هذه الممارسات في مجال الألعاب الرياضية التنافسية دون أي اعتبار تجاه المنافسة العادلة، التي وُجِدَت من أجلها الرياضة، ونحن نتحدث عن الألعاب الأولمبية التي هي مثال للجهد والاجتهاد والتنظيم والعزيمة، ولكن بمثل هذه الممارسات الأمريكية بات الأمر مغاير تمامًا.
لا ينبغي أن تتلطخ الروح الأولمبية بالهيمنة الأمريكية، ولا ينبغي أن تُستغل جهود مكافحة المنشطات كأداة لتشويه سمعة بلدان أخرى وقمعها، ويجب على الوكالات المعنية فتح تحقيق مستقل في الانتهاكات الأمريكية الخطيرة للاتفاقية العالمية لمكافحة المنشطات. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، فيتعين عليها أن توقف "ولايتها القضائية الطويلة"، وأن تراجع نفسها وتوضح للعالم موقفها من حوادث استخدام المنشطات، بما يساعد في إعادة بناء ثقة الرياضيين في مختلف أنحاء العالم في المنافسة النزيهة، واستعادة البيئة النظيفة والآمنة للحركة الأولمبية.
في مارس الماضي، أظهرت نتائج اختبار المنشطات للرياضي الأمريكي إريون نايتون، وأثبتت تعاطيه لمادة محظورة من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، ولكن وكالة مكافحة المنشطات الأمريكية ادعت أن ذلك بسبب اللحوم المُلوّثة. وأصدرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بيانًا قالت فيه، إن ممارسة الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات بالسماح للرياضيين الذين يتعاطون المنشطات بالمشاركة في البطولة تعد انتهاكًا واضحًا لقواعد الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات المصممة لحماية نزاهة المنافسة الرياضية. ولم توافق الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات على ممارسة الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات التي تسمح لرياضيي المنشطات بالمنافسة لسنوات. ولكن لأن الرياضي أمريكيٌ لم يُمنع من المشاركة، والقضية هنا ليست في إدانة الرياضي الأمريكي؛ بل في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع مثل هذه الحادثة، في حين أنه في حوادث مشابهة كانت الولايات المتحدة ووسائل إعلامها تتعامل بصورة مغايرة تمامًا.
في ظروف مغايرة قبل سنوات، اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية 23 سبّاحًا صينيًا باستخدامهم للمنشطات، وقد ثبتت براءتهم فيما بعد في قضية لعبت الولايات المتحدة على خيوطها كثيرًا، والسبب أن السباحين كانوا صينيين! لكن عندما يتعلق الأمر برياضيين أمريكيين قامت الولايات المتحدة بحمايتهم وأثارت وسائل إعلامهم موجة غير مسبوقة داخل الأروقة الرياضية وخارجها لتشويه صورة بقية الدول. هذه الازدواجية باتت أمرًا معروفًا وبصمة موجودة أينما حلّت الولايات المتحدة؛ سواءً في السياسة والآن في الرياضة.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت وما زالت تستخدم هيمنتها كسلاح لحماية مصالحها تجاريًا وعسكريًا وسياسيًا والآن رياضيًا، وهذا أمر لم يعد مقبولًا، خصوصًا وأن العالم بات يدرك هذه الحقيقة ويعيها جيدًا، ويحاول أن يؤسس لنظام عالمي جديد قائم على تعدد الأطراف بعيدًا عن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الوکالة العالمیة لمکافحة المنشطات ت الولایات المتحدة المنشطات ا
إقرأ أيضاً:
عراقجي يحذر الولايات المتحدة: "جاهزون للرد مجددا"
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الإثنين، إن هجوم طهران على قاعدة "العديد" العسكرية الأميركية في قطر جاء ردا على "العدوان الأمريكي على سيادة إيران وسلامة أراضيها".
ونقل بيان نشر على حساب وزارة الخارجية الإيرانية على تلغرام عن عراقجي القول إن إيران ستكون جاهزة للرد مجددا في حال اتخذت الولايات المتحدة أي إجراء آخر.
وكان مصدر أمني إيراني، قد قال لـ"رويترز" الإثنين، إن طهران تأمل ألا يؤدي قصف قاعدة "العديد" لأزمة دبلوماسية مع قطر.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية، عن المصدر قوله إن إيران " لم تهاجم قطر كدولة، لكن هدفها كان القاعدة الأميركية حصرا".
من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين إن إيران أرسلت للولايات المتحدة إخطارا مسبقا قبل إطلاق الصواريخ على قاعدتها العسكرية في قطر، وهو ما ساعد على عدم فقد أي أرواح.
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "يسرني أن أبلغكم أنه لم يلحق أي أذى بأميركي، ولم يحدث أي ضرر يُذكر. والأهم من ذلك، أنهم تخلصوا من كل الرغبات الملحة في الهجوم، ونأمل ألا يكون هناك مزيد من الكراهية".
وأضاف ترامب "ربما تستطيع إيران الآن المضي قدما نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماس على القيام بالمثل".
وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، مساء الإثنين، إحباط الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة "العديد" الأميركية.
وأفاد الأنصاري في مؤتمر صحفي: "أحبطنا الهجوم الصاروخي ولا خسائر"، مضيفا: "اتخذنا كافة الإجراءات مما أفشل الهجوم الصاروخي".
وتابع قائلا: "الهجوم الصاروخي فاجأنا في ظل مواقفنا الداعية لخفض التصعيد".
وشدد الأنصاري على أنه "لا خيار أمام جميع الأطراف سوى العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن خيار السلام".