كثّفت وزارة الأوقاف جهودها لعودة الأنشطة الدعوية إلى مصليات النساء، وإعادة دورها الحقيقى فى بناء الوعى الدينى الوسطى الرشيد المستنير، ومن بين هذه الأنشطة كانت مقارئ القرآن الكريم للسيدات بالمساجد، والتى يتم إطلاقها لأول مرة. وحسب تقرير رسمى، فإن هناك أربع مقارئ كبرى للسيدات فى محافظات الشرقية والغربية والمنوفية والإسكندرية، تقودها الواعظات والمحفّظات وعضوات هيئة التدريس، حيث تُعقد المقرأة يوم السبت من كل أسبوع عقب صلاة العصر بمصلى السيدات.

وكيل الدعوة: نسعى لنشر الفكر الوسطى داخل المصليات بقراءة وشرح آيات القرآن بوسطية صحيحة

د. أيمن أبوعمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، أوضح لـ«الوطن» أن الوزارة تسعى لعناية القرآن الكريم وأهله، وتفعيل دور المرأة فى المجتمع، من خلال تدشين مقارئ السيدات والشيخات لأول مرة فى تاريخ الدعوة، حيث اعتمد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فى أغسطس العام الماضى مقارئ النساء بالمحافظات، وتسعى من خلالها للعناية بالقرآن الكريم، خدمة لكتاب الله، ونشر الفكر الوسطى بين قطاع السيدات من خلال حفظهن كتاب الله وشرح آياته بصورة وسطية صحيحة، بعيداً عن الغلو والتطرّف. وأوضح «أبوعمر» أن المقارئ تشهد إقبالاً وحرصاً كبيراً من رائدات مصليات النساء على الحضور إليها لتدبّر آيات القرآن الكريم ودراسته على أيدى محفّظات مهرة بفهم عصرى مستنير، تشجيعاً على تلاوة القرآن الكريم وإتقانه وحفظه وفهم معانيه.

مقرأة الإسكندرية: نقوم بحملة تنوير كبيرة للمرأة

داخل المقرأة، تجلس واعظات الأوقاف بجوار بعضهن، كل منهن تحاول الحصول على نَفَس طويل، قبل بدء المقرأة، بعضهن ترتدى زى الواعظات الموحّد، والأخريات ما زلن محفّظات، الكل يفتح المصحف من أجل بدء القراءة وسط حالة من الفرحة والبهجة بأن بيوت الله أصبحت تجمعهن من جديد، وتحت رعاية وتشجيع من الدولة متمثّلة فى وزارة الأوقاف.

ماجدة محمود، شيخة مقرأة مسجد على بن أبى طالب بالإسكندرية أكدت لـ«الوطن» أن «الأوقاف تقوم بحملة تنوير كبيرة للمرأة، لكى تصبح ملمّة بكل ما يخص الدين وإعدادها جيداً، من حيث التنوير والدراسة والعلم، فلأول مرة، تصبح المرأة مقرئة، فنعيش العصر الذهبى للمرأة». وأوضحت «ماجدة» أن كل ما تبحث عنه السيدات فى الأمور الدينية يجدنه فى مصليات النساء اليوم، والتى تحولت إلى منارة علم وتنوير وفكر.

د. محاسن عطية، إحدى مشرفات مقرأة الإسكندرية، قالت: «لم يكن هناك توقع بأن يأتى يوم وتتجمّع فيه النساء معاً فى مقرأة ويقرأن الآيات ويتدبرن القرآن معاً وتكون هناك جلسة قرآن لهن، فهى خطوة مهمة على طريق التنوير»، مشيرة إلى أن المقرأة تعمل على تبادل الثقافة والقراءة بين الواعظات والمحفظات والسيدات وتدبر الآيات والشرح والقراءات، وتعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة.

مقرأة طنطا: هدفنا الاستقرار الأسرى ونحد من حالات الطلاق

بدورها، قالت د.عايدة مخلص، شيخة مقرأة مسجد السيد البدوى بطنطا للسيدات، لـ«الوطن»: «القائمات على مقارئ النساء جميعهن من حفظة القرآن الكريم، ودرسن علومه وأحكامه، وخلال اختبارات المسابقة خضعن لعدة اختبارات، منها التأكد من حفظ القرآن الكريم كاملاً، وأحكام التجويد ومخارج الحروف والتمكّن من قراءة آيات القرآن الكريم بصورة صحيحة، ومعرفة علومه». وأوضحت «عايدة» أن المقارئ تعمل على توضيح مفاهيم الدين فى الشئون الحياتية والأسرية للمساعدة على الاستقرار الأسرى والحد من الظواهر السلبية كالطلاق، فيكون الزوج والزوجة على دراية كاملة بالواجبات والحقوق التى عليهما، ومن ثم يحدث التفاهم والانسجام بين الزوجين والقدرة على التعايش معاً فى جو من الهدوء والاستقرار. وأضافت: «هناك حرص من الأمهات على حضور الحلقات الدينية فى المساجد برفقة أطفالهن وبناتهن من أجل حفظ القرآن الكريم وفهم أحكامه وتعاليمه، فالمرأة أساس الأسرة، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع».

وفى سياق متصل، قالت أمل السيد، شيخة مقرأة الشرقية: «نقوم بتحفيظ القرآن للأطفال، وعدد كبير من السيدات، ودورنا يشمل تقديم التوعية والدروس الدينية للسيدات فى المساجد يومياً بعد أذان صلاة العصر». أوضحت «أمل» أن المقرأة فرصة للعمل بالقرآن الكريم، وهناك البرنامج الصيفى للطفل فى المسجد ويكون لمدة 3 أيام فى الأسبوع لتعلم معانى القرآن والسيرة النبوية، بالإضافة إلى الدرس المنهجى، مؤكدة أن الوزارة لا تألو جهداً فى خدمة كتاب الله عزّ وجل، متوقعة زيادة عدد مقارئ السيدات خلال السنوات المقبلة.

مقرأة المنوفية: ربات البيوت أكثر المستفيدات

وأكدت ميسا جابر، إحدى عضوات مقرأة المنوفية، أن هناك صحوة كبيرة تشهدها الدعوة النسائية بفضل إنشاء الجمهورية الجديدة فى عهد الرئيس السيسى، ودور وزير الأوقاف فى دعم المرأة دعوياً، مشيدة بالتنسيق بين الأزهر والأوقاف لتحقيق الارتقاء بالمرأة والدعوة. وأوضحت أن المقارئ النسائية تقوم بدور مهم فى تصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال تحفيظ النساء القرآن الكريم والمناقشة والرد على استفساراتهم فى أمور الدين داخل مساجد السيدات، وكل هذا يصب فى مصلحة المواطن لعدم الانسياق وراء الأفكار الهدّامة والمتطرفة.

وقالت سناء طه، إحدى المسئولات عن مقرأة المنوفية: «تطوعت فى وزارة الأوقاف وحصلت على دورات أكاديمية، ودورات الحاسب الآلى، وقواعد الفقه الكلية، وفقه المواريث والصلاة والزكاة والحج والصوم، حتى أصبحت واعظة ومفتية ومقرئة، وهناك طفرة كبيرة فى المجال الدعوى، وأكثر المستفيدات من المقارئ ربات المنازل اللاتى يعانى البعض منهن من ضعف الإيمان، ولكن مع الدروس الدينية وتحفيظ القرآن وتفسيره لهن فى المساجد أصبحن أكثر إيماناً».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف وزارة الأوقاف ختان الإناث وزارة الأوقاف القرآن الکریم من خلال

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء» تحذر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم بالموسيقى: حرام شرعًا

حذَّرت دار الإفتاء المصرية من تتبع مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها، مشيرة إلى أن هذا الأمر ممنوعٌ شرعًا؛ لما فيه من تهوينِ شأنِ القرآن في القلوب، والأصل إماتة المنكر بالإعراض عنه، والبعد عن الانشغال باللغو الممنوع؛ وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله: «وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» المؤمنون: 3، كما أنَّ في متابعة تلك المقاطع المسيئة إعانةً على إذاعة الباطل والمنكر ومساعدةً له في الانتشار بكثرة عدد مرات المشاهدات.

ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات

وحثَّت دار الإفتاء المصرية جموع المسلمين على ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات باعتبارها قنوات تدعو إلى الكراهية وتتضمن الإساءة إلى الأديان؛ فهذا يُعدُّ من القيام بواجبنا تجاه كتاب ربنا القرآن الكريم، كما أنَّه من الإعانة على إزالة المنكر.

وقد أكَّدت دار الإفتاء المصرية في بيان سابق أنَّ قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية أمرٌ محرمٌ شرعًا بإجماع الأمة، لما في ذلك من التهاون والتلاعب بمكانة القرآن الكريم وقدسيته، كما أنَّ فيه انتقاصًا لشأن القرآن الكريم في نفوس الناس، وأن من حق القرآن الكريم أن يُسمع في جوٍّ من السكينة والاحترام بما يليق بقدسيته وجلاله؛ قال الله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» الأعراف: 204.

تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمرٌ مستحبٌّ شرعًا

ونبَّهت دار الإفتاء المصرية إلى أنَّ تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمرٌ مستحبٌّ شرعًا؛ ففي الحديث الشريف أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ»، والضابط في ذلك: مراعاة شرط الأداء المعتبر، وعدم الإخلال بالقراءة الصحيحة من حيث مخارج الحروف وأحكامها المتلقاة بالسند المتصل من أهل الإقراء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

المحافظة على قدسية القرآن الكريم

وتُهيب دار الإفتاء المصرية بالجميع إلى ضرورة المحافظة على قدسية القرآن الكريم وعدم المساس بها حتى تتحقق الغاية التي من أجلها نزل القرآن الكريم؛ فهو كتاب هداية أنزله الله تعالى على رسوله الكريم هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان.

مقالات مشابهة

  • داعية: غناء القرآن الكريم بآلات موسيقية استهزاء وسخرية وتهكم على كتاب الله
  • ورد اسمه 136 مرة.. من النبي الأكثر ذكرا في القرآن الكريم؟
  • علماء بالأزهر: المؤسسات الدينية استغلت التطورات التكنولوجية لتعزيز الهوية
  • تعرف على آيات جبر الخواطر في القرآن الكريم.. ما هي؟
  • مفتي الجمهورية: الإسلام دعا إلى الحوار وأسس له نظريا في القرآن الكريم
  • شاهد بالصور.. تخريج الدفعة الثانية عشر من حفظة القرآن الكريم بخلاوي عرفات بمدينة الأبيض
  • أوقاف القليوبية: انعقاد 81 مقرأة أسبوعيًا للجمهور ورواد المساجد
  • لاعب مانشستر يونايتد يتلو القرآن الكريم بصوت عذب ..فيديو
  • «الإفتاء» تحذر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم بالموسيقى: حرام شرعًا
  • الصحف الصومالية تبرز تكريم الرئيس السيسي لوزير الأوقاف والشؤون الدينية السابق بدولة الصومال