ناقش قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة قناة السويس، رسالة دكتوراه بعنوان:" أثر اليأس والقنوط على الضروريات الخمس ودور المؤسسة الدينية في علاجهما"والمقدمة من الباحث محمد إسماعيل حرى، بمديرية أوقاف الشرقية.

تناولت الرسالة علاج مشكلة اليأس والقنوط التي يعاني منها كثير من البشر اليوم، إذ استفحل اليأس بصوره المختلفة، وشمل العديد من جوانب الحياة، فجعل الناس في حالة من الفتور والخوف الذي يطارد النفوس ليلا ونهارًا، فأفرز فقدان الثقة، والعزوف عن العمل والإنتاج والإتقان والإبداع، وليست هذه المشكلة وليدة اليوم أو الأمس بل عرفتها البشرية منذ القدم، وقد تناول القرآن الكريم هذه القضية في أكثر من موضع، وبين أسبابها، وحذر من عواقبها، وبين الفقهاء أهمية علم المقاصد وأنه من أهم علوم هذه الشريعة الإسلامية الغراء التي لا يستغنِي عنها مسلم بحال، لأن الشريعة الإسلامية جاءت بما يصلح الإنسان في الدنيا والآخرة، فالهدف الأسمى للشريعة الإسلامية هو سعادة الإنسان وإصلاح دنياه ونجاته في الآخرة.

كما تناولت الرسالة: دراسة موضوع اليأس والقنوط في الشريعة وما لهما من آثار على المقاصد الضرورية للشريعة، وسبل معالجة هذه الظاهرة التي انتشرت في المجتمع الإسلامي في عصرنا الحاضر، أهمية كبري نستخلصها من تحذير القران والسنة من عواقب التمادي في اليأس والقنوط، وما لمقاصد الشريعة الإسلامية من أهمية كبرى تتناول جميع الجوانب اليومية للفرد والمجتمع، وإضافة لما سبق ما جاء في نصوص الشريعة الإسلامية من وسائل مختلفة لعلاج آثار اليأس والقنوط والحفاظ على مقاصد الشريعة بجميع صورها.

و تهدف الدراسة: بيان صلاحية الشريعة الإسلامية السمحة لكل زمان ومكان، واهتمام الإسلام بقضايا المجتمع، والقدرة على علاجها، مع مراعاة أحوال الناس، و تسليط الضوء على بعض الظواهر الخطيرة الناتجة عن اليأس والقنوط، وبيان الأسباب والدوافع والعواقب وكيفية العلاج من خلال دور المؤسسة الدينية المصرية في ذلك والمتمثلة في الأزهر -ـحفظه الله- منارة الإسلام والعلم في العالم الإسلامي، ووزارة الأوقاف المصرية من خلال الدور الأساسي للخطباء في المساجد، ودور دار الإفتاء المصرية لبيان أن رسالة الإسلام هي إصلاح الدنيا بالدين.

وخلال المناقشة طالب الباحث، بضرورة الاهتمام بدراسة المقاصد الشرعية لاسيما الضروريات الخمس والتوسع في ذلك لعلاقتها الوثيقة بالكثير من النوازل والحوادث والمستجدات ومعالجتها، والدفاع عن الدين وما يحاك له من مدعي التنوير والحداثة، بكشف الشبهات والرد عليها، ومواجهة حملات الاستهزاء المتعمدة بالنصوص الشرعية والطعن في علماء الأمة وحملة لواء الدين، والتوجيه الدائم بكفالة الإسلام لحق الحياة الإنسانية والعناية بها، وإقامة المؤتمرات التي تندد بانتهاك حق الإنسان في حياة آمنة مطمئنة، وإظهار دور المؤسسات الدينية في وضع العلاج النافع لما يتعرض له المجتمع من قضايا وأفكار منحرفة، وقيام أجهزة الإعلام على اختلاف أنواعها بالدور المنوط بها حيث إرشاد الناس وتوجيههم إلى خطر اليأس والقنوط وما يترتب عليهما من آثار مضرة بالفرد والمجتمع، و بث ونشر روح التفاؤل والأمل في النفوس وانتزاع اليأس والتشاؤم تحقيقًا لسلامة وأمن المجتمع.

وأشار الباحث في رسالته لدور علماء الأزهر والأوقاف في علاج أثر اليأس والقنوط على الضروريات الخمس من خلال المؤتمرات والخطاب والمواعظ الأسبوعية وإصدار الفتاوى بجانب المقالات والكتابات المنشورة في مجلة الأزهر والصحف القومية.

هذا وتكونت لجنة الإشراف والحكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور عبد الحفيظ محمد حسن، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بالكلية، ووكيل الكلية للدراسات العليا الأسبق (مناقشًا ورئيسًا)، الدكتور الحسيني سليمان جاد، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الزقازيق (عضوًا ومناقشًا)، الدكتور حسنين السعيد حسنين أستاذ الدراسات الإسلامية ووكيل معهد الدراسات الأفروأسيوية (مشرفًا وعضوًا)، الدكتور حسن محمود غنايم، أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة قناة السويس (مشرفًا وعضوًا).

و منحت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة الباحث درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، حضر المناقشة لفيف من علماء وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جامعة قناة السويس الشرقية الدراسات الإسلامية رسالة دكتوراة أوقاف الشرقية الشریعة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

ورقة بحثية: إسرائيل تشن حربًا داخل إيران.. تفكيك الثورة دون إسقاط الدولة

كشفت ورقة بحثية صادرة عن مركز مدى للدراسات بلندن أن الضربات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في العمق الإيراني منذ 13 يونيو/حزيران 2025، تمثل "عملية مركبة" تهدف إلى إعادة تشكيل النظام الإيراني من الداخل، وليس إسقاطه أو تدميره كما يُروّج.

الورقة التي أعدها الباحث د. مصطفى الوهيب، وصدرت بعنوان "الاشتباك الإسرائيلي مع إيران: قواعد الحرب واليوم التالي لإيران", تطرح فرضية مفادها أن الحرب الإسرائيلية ليست سوى غطاء لعملية استخباراتية داخلية تسعى لإضعاف "التيار الثوري" وتمكين "تيار إيراني بديل" أكثر اعتدالًا وقابلية للانخراط في المنظومة الدولية.

حرب ناعمة لتغيير القيادة

ترى الورقة أن الحرب الجارية تندرج في سياق عملية انقلاب سياسي ناعم داخل إيران، يتم فيها تفكيك نفوذ الحرس الثوري ومراكز القرار العميقة، لصالح تيار تكنوقراطي - إصلاحي يُشار إليه في الورقة بـ"التيار الإيراني".

هذا التيار يتميز بانفتاحه على الغرب، وتفضيله لعقيدة "الدولة الإيرانية" على حساب "الثورة الإسلامية"، وهو ما تراه كل من إسرائيل والولايات المتحدة حلاً مثالياً لإعادة صياغة السلوك الإيراني دون تفكيك الدولة أو زعزعة استقرارها الإقليمي.

تصفية ناعمة لأذرع الثورة

وفقًا للورقة، فإن العمليات الإسرائيلية تستهدف: اغتيال قادة الصفين الأول والثاني في التيار الثوري، ضمن سلسلة بدأت باغتيال قاسم سليماني ولاحقت لاحقًا إبراهيم رئيسي، ضرب الأذرع الإقليمية للتيار الثوري في غزة وسوريا ولبنان، من خلال تعاون استخباراتي مع جهات محلية (بينها النظام السوري وفق الورقة)، واستدراج حماس إلى فخ 7 أكتوبر ثم التخلي عنها، ضمن استراتيجية لتجفيف منابع دعم إيران الخارجي.

أهداف غير معلنة للحرب

ترصد الورقة أهدافًا متعددة للولايات المتحدة وإسرائيل، من أبرزها: إضعاف أو تفكيك البرنامج النووي الإيراني، إعادة احتكار القوة النووية في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل، دفع إيران للانتقال من محور روسيا ـ الصين إلى المحور الأمريكي، إتاحة مخرج سياسي لحكومة نتنياهو من حرب غزة، وربما تعزيز أوراقه الانتخابية.

وتؤكد الدراسة أن كلاً من تل أبيب وواشنطن لا تسعيان لإسقاط النظام الإيراني بالكامل، بل إلى تغييره من الداخل بطريقة تضمن عدم انهياره.

مفاتيح إنهاء الحرب بيد واشنطن

ترى الورقة أن الولايات المتحدة، وليست إسرائيل أو إيران، هي الجهة الوحيدة التي تمتلك مفاتيح إنهاء هذه الحرب، عبر أحد السيناريوهات التالية:

ـ ضغوط دبلوماسية دولية في حال توسّع الحرب إلى أطراف إقليمية مثل حزب الله أو الحوثيين.

ـ حدوث تلوث إشعاعي أو أزمة طاقة قد تُجبر الجميع على وقف القتال.

ـ نفاد الإرادة السياسية لدى أحد الأطراف، خاصة في حال امتداد الحرب وخسائرها.

"اليوم التالي" لإيران: تغيير لا انهيار

تحلل الورقة سيناريوهات ما بعد الحرب، وتطرح نتيجتين رئيسيتين:

ـ في حال فشل إسرائيل: سيخرج التيار الثوري أقوى، وتستمر إيران الثورة.

ـ في حال النجاح الجزئي أو الكامل: سيتم تمكين تيار جديد داخل النظام الإيراني، مع احتمال بقاء "المرشد" كرمزية دينية، لكن بسلطة تنفيذية جديدة منفتحة غربيًا.

حرب لإعادة صياغة إيران لا لكسرها

تؤكد الورقة أن الحرب الجارية ليست عسكرية فقط، بل سياسية واستخباراتية بالدرجة الأولى، وتهدف إلى إعادة ترتيب البيت الإيراني من الداخل، على نحو يتيح شراكة مستقبلية مع الغرب دون تغيير نظام الحكم شكليًا، وإنما عمليًا.

وتخلص الورقة إلى أن ما يجري في إيران اليوم ليس صراعًا مع إسرائيل فقط، بل صراع داخلي بين تيارين على روح وهوية الجمهورية الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية: الشريعة لا تفرِّق في حرمة النفس بين مسلم وغير مسلم
  • مفاجأة| المرشد الإيراني لا يختار قادة الجيش
  • مفاجأة نارية| العاصمة الإيرانية ليست طهران والسر في مكران
  • أستاذ دراسات إيرانية: الزعيم الإيراني هو زعيم الشيعة في العالم
  • كلية الشريعة تمنح أول درجة دكتوراه نقدية في التفسير العلمي لخلق الإنسان في القرآن الكريم بالعصر الحديث
  • جلده مختلف لكنه جميل.. كيف أُهيئ طفلي المصاب بالبهاق لمواجهة المجتمع؟
  • الدكتوراه بامتياز للباحث علي عزي في اللسانيات من جامعة تعز
  • ختام مسابقة الدفاع لكتابة ورقة بحثية
  • ورقة بحثية: إسرائيل تشن حربًا داخل إيران.. تفكيك الثورة دون إسقاط الدولة
  • الجامعة الإسلامية تطلق 9 مبادرات بحثية نوعية لتعزيز البحث العلمي والابتكار