وزير الزراعة السوداني: لاتوجد مؤشرات مجاعة بالسودان
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
السودان- نفى وزير الزراعة السوداني أبو بكر البشرى وجود مؤشرات مجاعة بالسودان. وقال في حوار خاص مع الجزيرة نت إن كل ما يثار عن وجود مجاعة في السودان الغرض منه فتح الحدود السودانية واستغلال ذلك لإدخال الأسلحة والعتاد لقوات التمرد، والتمهيد لدخول قوات أجنبية، وهذا يضر بسيادة السودان، حسب قوله.
ودحض البشرى صحة تقارير المنظمات الأممية التي تحدثت عن تعرض ثلث سكان السودان للجوع الحاد، وتساءل: كيف استطاعوا أن يجمعوا هذه البيانات والأرقام على الأرض؟ وكيف استطاعت فرقهم دخول الأراضي التي يحتلها الدعم السريع؟
وأضاف "نحن لا نعاني من نقص الإنتاج، ولكن نجد صعوبة في إيصال المواد الغذائية لبعض الولايات والمجتمعات في المناطق التي تحتلها قوات الدعم السريع، ويجب مساعدتنا شأننا شأن أي دولة أخرى في الأمم المتحدة.
وفيما يلي نص الحوار:
يتنامى الحديث عن وجود مجاعة تهدد حياة السودانيين، ما مدى صحة ذلك؟
بالتأكيد ليس هنالك مؤشرات مجاعة بالسودان، وكل ما يقال عن المجاعة الغرض منه فتح حدود السودان، مما يسمح بإدخال الأسلحة والعتاد لقوات التمرد ودخول قوات أجنبية تضر بسيادة السودان. من المعروف أن السودان يملك من الموارد الزراعية ما لا تمتلكه دولة في أفريقيا من حيث المساحة الصالحة للزراعة (172 مليون فدان) ووفرة المياه من نهر النيل (18 مليار متر مكعب)، بالإضافة للأنهار الموسمية والمياه الجوفية (حوض النوبة المائي)، هذا الى جانب معدلات الأمطار.
كيف تنظر لتقارير بعض المنظمات الأممية التي تحدثت عن أن ثلث سكان السودان يواجهون خطر المجاعة والجوع الحاد؟كما ذكرت لك نحن نملك من الموارد الزراعية ما ينفي صحة هذه الفرضية، السودان كان ولا يزال يمد جميع دول الجوار بمنتجاته الزراعية، فهي دول لا تملك أراضي زراعية كافية. وسؤالي وسؤال كل سوداني لهذه المنظمات هو كيف استطاعت أن تجمع هذه البيانات والأرقام على الأرض؟ وكيف استطاعت الفرق الميدانية لهذه المنظمات دخول الأراضي التي يحتلها الدعم السريع؟
ألا تخشى أن تؤثر هذه الإفادات التطمينية على انسياب المساعدات الغذائية والإنسانية للأسر المتضررة من الحرب في السودان؟
نحن لا نزيف الحقائق والتقارير، لكن نحن نتفق مع هذه المنظمات أن هناك مجتمعات تعاني من ناحية الأمن الغذائي وهي مجتمعات توجد في المناطق التي تحتلها المليشيا وهذه المجتمعات يجب مساعدتها، شأننا شأن أي دولة أخرى في الأمم المتحدة. وأكرر نحن لا نعاني من نقص الإنتاج ولكننا نجد صعوبة في إيصال المواد الغذائية لبعض الولايات، وعلى المنظمات أن تعيننا في ذلك.
إلى أي مدى يمكن أن تتأثر المشاريع الزراعية إذا استمر الوضع الأمني في السودان على هذا النحو؟قد تتأثر المشاريع الزراعية إدارياً، ولا أحد يستطيع أن يوقف المزارعين عن الزراعة، إلا بالقتل والترهيب.
ولكن القتل والترهيب حدث بالفعل على أرض الواقع؟نعم، قد حدث ذلك بالفعل في كثير من القرى، إلا أنه في القرى الآمنة استمر المزارعون في زراعتهم لأنها حرفتهم التي يعيشون منها عبر السنين.
من واقع تمدد الدعم السريع في مناطق زراعية مثل ولايتي الجزيرة وسنار كم نسبة الأراضي التي خرجت عن النطاق الزراعي؟بالنسبة للجزيرة ما زالت منطقة المناقل بأكملها تحت إدارة المشروع الزراعي بالإضافة الى مساحات شاسعة في أرياف الجزيرة تمت زراعتها هذا الموسم، أما في ولاية سنار فالحمد لله تمت زراعة كل المشاريع المروية بما فيها مشروع السوكي الزراعي، وهناك أيضا مناطق شاسعة في القطاع المطري تمت زراعتها بمحصولي الذرة والسمسم، ما عدا القرى التي يسيطر عليها التمرد.
ما البدائل التي يمكن بها تعويض إنتاج المناطق التي خرجت عن النطاق الزراعي بسبب الحرب؟نحن طبعا ركزنا كثيرا على زراعة الذرة والدخن لأنهما يشكلان غالب قوت المواطنين. وحسب التقرير الزراعي وحتى 15 أغسطس/آب تمت زراعة مساحات أكبر في كل من ولايات كسلا ونهر النيل والشمالية. كما أصدرنا قرارا ولأول مرة بزراعة 10% من مساحات الري الحديث بولايتي نهر النيل والشمالية (ذرة). وبلغت جملة المساحة المزروعة 23 مليون فدان، منها 12 مليون فدان ذرة، وما زالت الزراعة مستمرة.
بالتأكيد مليشيا الدعم السريع حاولت تعطيل نظام الري ولكن بفضل مهندسي الري تمت بعض الصيانات للكثير من الترع ومنظومات الري، وقد بلغت إشارة مياه خزان سنار في الثاني من سبتمبر/أيلول 2024 في ترعة الجزيرة 10 آلاف و500 مليمتر مكعب، وهو المطلوب بالضبط. وبلغت في ترعة المناقل 7500مليمتر مكعب، وكان المنفذ 6650 مليمتر مكعب.
إلى أي مدى تأثرت عمليات ما قبل الزراعة (التمويل) وما بعدها (المخزون الإستراتيجي) بالحرب، وكيف يمكن معالجة ذلك؟كانت هناك صعوبات في إيصال مدخلات الزراعة في ولايات سنار والنيل الأبيض ولكن بحمد الله تم إدخال الوقود والسماد والبذور حتى إلى ولايات دارفور.
هل هناك أي أرقام أولية لعدد المزارعين الذين أُجبروا على مغادرة مزارعهم وتحولوا من منتجين إلى نازحين؟ليست هناك إحصاءات حسب علمي لكن كثيرا من المزارعين أجبروا على النزوح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
صفقة أسلحة أمريكية للإمارات تثير جدلا حول دورها بالسودان وتجاوز الكونغرس
أعطت الإدارة الأمريكية، الضوء الأخضر، الإثنين، لبيع الإمارات العربية المتّحدة ستّ طائرات هليكوبتر من طراز شينوك ومعدّات عسكرية أخرى، وذلك في صفقة قدّرت قيمتها بما يُناهز 1.4 مليار دولار.
كذلك، تمّت الموافقة أيضا على برنامج بقيمة 130 مليون دولار لصيانة طائرات مقاتلة من طراز إف-16، فضلا عن طائرات النقل العسكرية الستّ من طراز شينوك CH-47F التي تصنّعها شركة بوينغ الأميركية.
وبحسب وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، عبر بيان، فإنّ هذه الصفقة "ستساهم في السياسة الخارجية الأميركية والأمن القومي من خلال تعزيز أمن شريك إقليمي مهم".
Statement from RM @RepGregoryMeeks on the Trump admin’s decision to bypass the Congressional committee review process and immediately notify major arms sales to the UAE despite the country’s continued support of the Rapid Support Forces militia in Sudan.
⬇️⬇️⬇️ pic.twitter.com/uQJUCFdsQw — House Foreign Affairs Committee Dems (@HouseForeign) May 13, 2025 Statement from RM @RepGregoryMeeks on the Trump admin’s decision to bypass the Congressional committee review process and immediately notify major arms sales to the UAE despite the country’s continued support of the Rapid Support Forces militia in Sudan.
⬇️⬇️⬇️ pic.twitter.com/uQJUCFdsQw — House Foreign Affairs Committee Dems (@HouseForeign) May 13, 2025
وأضافت الوكالة أنّ: "دولة الإمارات العربية المتحدة شريك أساسي للولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط".
إلى ذلك، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على الصفقة، وأخطرت بها وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للكونغرس، الذي باتت أمامه الآن مُهلة ثلاثين يوما لإبداء اعتراضه عليها أو تركها تمرّ.
وقال كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي، جريغوري ميكس: "في الليلة الماضية، أبلغتني إدارة ترامب بنيّتها تجاوز عملية المراجعة في الكونغرس مجددًا، وتجاهل سنوات من الأعراف الراسخة، والمضي في إبلاغ صفقات بيع أسلحة بمليارات الدولارات إلى الإمارات".
وأضاف ميكس بأنّ: "هذا القرار ينتهك ممارسات ثابتة منذ سنوات ويقوّض الدور الدستوري للكونغرس في الإشراف على نقل الأسلحة"، مردفا: "في وقت سابق من هذا العام، أعلنت علنًا تجميدي لصفقات السلاح الكبرى لأي دولة تديم الصراع في السودان".
وتابع: "على الرغم من الإدانة الدولية، بما في ذلك من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين، لا تزال الأدلة الموثوقة تُظهر أن الإمارات تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة. الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيم زمزم للنازحين أدت لمقتل مئات المدنيين، بينهم تسعة من عمال الإغاثة، وتشريد نحو 400,000 شخص".
واسترسل: "أودت الحرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بحياة أكثر من 150,000 شخص، وتسببت في تشريد قرابة 13 مليونًا منذ اندلاعها في عام 2023. ويواجه قرابة مليون شخص خطر المجاعة".
"وعلى الرغم من حظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على دارفور، فقد مكّنت الأسلحة والإمدادات الإماراتية قوات الدعم السريع من شن هجمات على المدنيين وأطالت أمد القتال" وفقا لكبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي.
وأبرز: "تدّعي الإمارات أنها أوقفت دعمها لقوات الدعم السريع، لكن تقارير وتحقيقات موثوقة عديدة، من داخل وخارج الحكومة الأمريكية، تشير لعكس ذلك. والآن، وتحت إشراف ترامب، لم تواجه الإمارات أي عواقب على دورها في استمرار هذا الصراع".
واسترسل: "يجب على الجهات الخارجية وقف دعمها للأطراف من أجل تغيير الحسابات وجعل السلام المتفاوض عليه ممكنًا"، مضيفا: "أظهر الرئيس ترامب تجاهلًا تامًا لدور الكونغرس كفرع مساوٍ في السلطة، وفشل في اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الفظائع في السودان".
واختتم بالقول: "نظرًا لخطورة الوضع في السودان واستمرار تورط الإمارات، سأقوم، بالتعاون مع زملائي في مجلس الشيوخ، بتقديم قرارات رفض مشتركة لتعطيل هذه الصفقات ومنع وصول الأسلحة الأمريكية إلى دول تُؤجّج مزيدًا من الفظائع".
تجدر الإشارة إلى أن هذا الإعلان، يأتي في الوقت الذي انطلق فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واشنطن، في جولة شرق أوسطية، تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. إذ يأمل أن تكون غنية بعقود اقتصادية، تتراوح من الدفاع إلى الطيران، بما في ذلك في قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي، وكذلك أيضا بحلول سياسية بشأن إيران وغزة.