«فنون» الإمارات تتألق في فيتنام
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةفازت الإمارات بالميدالية الفضية في مهرجان الفنون الشعبية الدولي الذي أقيم في جمهورية فيتنام الاشتراكية مؤخراً، تحت شعار «التقارب والإبداع والتألق معاً»، وجمع 500 فنان من 17 فرقة شعبية مثّلت تسع دول.
ودعمت وزارة الثقافة فرقة مبارك العتيبة للفنون الشعبية والتراثية، التابعة لجمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، التي مثلت الدولة في الحدث الذي استضافته محافظة ثوي ثين هوي، وقدّمت عروضاً فنية شعبية ضمّت فنون: «العيالة، والندبة، والحربية، والهبان»، إلى جانب فنّ «المديما».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فيتنام الإمارات الفنون الشعبية الفنون الشعبية الإماراتية وزارة الثقافة
إقرأ أيضاً:
تراويد دير البلح في رام الله
في رام الله مساء اليوم حدث شيء جميل، رغم أن هذه الأيام الصعبة على فلسطين يندر فيها حدوث الأشياء الجميلة، الحدث الآخر الذي ضاعف جمال هذا المساء هو مصادفة ذكرى رحيل محمود درويش، أما الذي أضفى طابعا حزينا وجميلا على الحدث في آن هو أن ضريج محمود درويش لا يبعد سوى أمتار عن صوت الحدث الجميل.
شاهدت مساء اليوم مع المئات من الفلسطينيين العطشى، عرض دبكة راقصا لفرقة سرية رام الله للرقص الشعبي، العرض الراقص بالدبكة مستوحى من الأغاني الشعبية الفلسطينية لمدينة دير البلح الفلسطينية في قطاع غزة والتي تتعرض اليوم كباقي مدن غزة إلى أبشع عمليات التطهير العرقي، سرية رام الله وهي المؤسسة العريقة المعروفة بفرقتها المنتمية لوجه البلاد أرادت أن توصل رسالة مهمة من أهل رام الله وفنانيها ومؤسساتها الثقافية إلى أهلهم في غزة وخصوصا دير البلح: لن نقول هذا عرض تضامن معكم، لأن الإنسان لا يتضامن مع جراحه، بل ينتمي لها ويتوجع منها، نحن نتوجع معكم، نحن نموت من أجلكم من الحزن والقهر والعجز، لكننا أيضا لن نقعد في البيت ساكتين أو نلطم ونبكي، نحب أن نقدم عرضا فنيا راقصا مستوحى من تراث إحدى أهم مدنكم وهي دير البلح، المدينة الغزية الفلسطينية التي تقع في وسط قطاع غزة، تمتد غربًا حتى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتعد مركز محافظة دير البلح. اسمها يجمع بين "دير" في إشارة إلى دير بيزنطي قديم أنشأه القديس هيلاريون في القرن الرابع الميلادي، و"البلح" نسبة إلى النخيل الكثيف الذي اشتهرت به عبر العصور.
تاريخ المدينة ضارب في القدم؛ فقد عُثر على آثار تعود للعصر البرونزي المتأخر حين كانت موقعًا حصينًا على طريق القوافل التجارية. في العصر البيزنطي أصبحت مركزًا دينيًا بارزًا، قبل أن تتعرض للغزو الصليبي ثم يعاد إعمارها في العهد الأيوبي. تشتهر المدينة بمقبرتها الأثرية الفريدة التي تضم توابيت فخارية على شكل إنسان، تعد من أهم الاكتشافات الأثرية في فلسطين.
من أجل كل هذا العمق الضارب في التاريخ وهذا الغنى في تاريخ هذه المدينة ذهبت سرية رام الله للتعاون مع فرقة نوى للثقافة والفنون في دير البلح، بإدارة ريم أبو جبر، لينتجوا عرضا مذهلا ساهمت فيه عدة عوامل ليكون الأداء ساحرا بدءا من جهود جامعات وجامعي الأغاني من حاملات التراث للثقافة والفنون في دير البلح، بقيادة ريم جبر صاحبة الفكرة ومعدّة الأغاني، وإخراج الموسيقى للفنان سامر جرادات بتوزيع موسيقي من الفنان يعقوب حمادة، وسردا استثنائيا للحكاية للشاعر خالد جمعة، انعكس أداءً حكائيا وتمثيلا ودبكة من دواخل الفنان فراس فراح، وهي اللوحات التي صممها الفنانون خالد عليان، وجميل سحويل، ونضال عبده بمشاركة رياض خوري ونوار سالم، مع الإبداعات الاستثنائية لراقصات وراقصي فرقة سرية رام الله الأولى الذين أبدعوا رقصا وأغاني.
المئات من الفلسطينيين مساء رام الله الحزين غنوا ولّوحوا بأياديهم راقصين مع راقصات وراقصي فرقة سرية رام الله، كان رقصا حزينا وغريبا، لدرجة أني رأيت دموعا تهطل من الأيادي، ولمحت خيطا من الدم ينز من ليل رام الله وهي تشهد أكثر الأحداث الثقافية حزنا وفرحا في آن.
من السهل فهم هذا التعقيد في المشاعر وهذا الاضطراب، فالفلسطيني الذي يعيش في بيته برام الله آمنا نسبيا يشعر بالعجز والخجل لأنه لا يقدم ما يكفي لملء معدة طفل غزي بالطعام، وحتى الفن الذي يقدمه هذا الفلسطيني لن ينقذ بيتا من القصف، لكنه على الأقل كما يقول خالد عليان مدير مؤسسة سرية رام الله يمكن أن يعطينا إحساسا معينا بالرضا عن الذات.
غادرت القصر الثقافي رفقة صديقي المخرج إسماعيل هباش وأنا أردد معه: لازمة ترويدة (دابا يا قلبي دابا،) كما غناها راقصو ومغنو فرقة سرية رام الله:
دابا يا قلبي دابا.