جدة – ياسر خليل

تحتل الأغذية المصّنعة حيزاً كبيراً من اقتصاد الدول الكبرى، حيث تعتبر من القطاعات الأكثر ربحية، غير أن الدراسات العلمية أثبتت في السنوات الأخيرة وجود علاقة بين درجة معالجتها وتأثيرها على الصحة. وقال عدد من المختصين لـ”البلاد” إن أضرار هذه الأغذية على الصحة كبيرة، لذلك ينبغي تجنبها قدر الإمكان.

في البداية، يقول مستشار الإعلام الصحي الصيدلي الدكتور صبحي الحداد: تُعرِّف وزارة الزراعة الأمريكية الطعامَ المُصنَّع بأنه أيِّ سلعةٍ زراعيَّة خام كانت عرضةً للغسل، أو التنظيف، أو الطحن، أو القطع، أو التقطيع، أو التدفئة، أو البسترة، أو الطَّهي، والتعليب والتَّجميد والتجفيف والخلط والتعبئة أو غيرها من الإجراءات التي تغيِّر الطعام من حالته الطبيعية. واستنادًا إلى هذا التعريف، فإن جميع الأطعمة هي أطعمة مصنعة إلى حدٍّ ما. ولكن بعض طرق تصنيع الطعام الحديثة تنزع المغذيات، وعلى سبيل المثال، يُزيل الطحن النخالة والقشرة من الحبوب، وبذلك يُزيل الألياف، والحديد، والعديد من فيتامين (ب) منها، كما تضيف المعالجة مواد إضافية مثل المواد الحافظة (البنزوات، والسوربات، والنتريت، والسلفيت، وحامض الستريك)؛ والألوان الاصطناعية، والنكهات، والمحليات؛ والمثبتات؛ والمستحلبات؛ والفيتامينات والمعادن الاصطناعية والمضافات الأخرى بما في ذلك الملح، وغلوتامات أحادي الصوديوم (MSG)، والسكر، والدهون، والزيوت المكررة.

ويؤكد د. الحداد أنه يمكن لبعض الإضافات الغذائية أن تؤثر سلبًا على الأطفال بشكل خاص، حيث أصبحت الأطعمة فائقة المعالجة (على سبيل المثال، الحلوى، والوجبات الخفيفة المالحة، والمشروبات المحلاة بالسكر، والوجبات الجاهزة للأكل، والوجبات السريعة) شائعة بشكل متزايد، وتشكل ما يقرب من نصف الإمدادات الغذائية في العديد من البلدان.

‎وأضاف: تكون هذه الأغذية مصنوعة من مُكَوِّنات غير مكلفة -بما في ذلك الدهون غير الصحية، والحبوب المحسنة، والنشاء، والسكر والملح المضافين- التي غالبًا ما تترافق مع الإضافات الغذائية (الألوان الاصطناعية، والنكهات، والمواد الحافظة) لجعلها غير مكلفة ولذيذة بشكلٍ استثنائي وإطالة مدة صلاحيتها.

‎وأشار إلى أن هذه الأطعمة تتسبب في زيادة الوزن وقلة وارد العناصر الغذائية القيِّمة، مما يزيد من خطر مقاومة الأنسولين وربما اضطرابات أخرى (مثل داء الشريان التاجي، والإكتئاب ومتلازمة الأمعاء المتهيجة، والسرطان، وحتى الوفاة المبكرة).


وتعرّف استاذة الغذاء والتغذية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة جميلة بنت محمد هاشمي الأغذية المصنعة بقولها: هي أغذية تم تصنيعها باستخدام طرق تصنيع مختلفة مع استخدام تكنولوجيا الغذاء في محاولة للحفاظ على جودة الغذاء المصنع وحفظه لمدة طويله دون ان يتعرض للتلف. وعادة ما تحتوي هذه الأطعمة على كميات كبيره من الملح أو السكر أو الدهون، وهذا بدوره يزيد من السعرات الحرارية المستهلكة.

وأضافت: من الأمثلة الشائعة على الأغذية المصنعة الوجبات السريعة، حبوب الافطار السريعة التجهيز، المشروبات الغازية، الزيوت النباتية خاصة زيت الذرة ودوار الشمس المعدلة جينياً، وزيت الكانولا… إلخ، أيضا الدهون المهدرجة والتي يتم فيها تحويل الزيت السائل إلى دهن صلب بإضافة غاز الهيدروجين، واللحوم المصنعة مثل النقانق، المرتديلا والتي يضاف لها أملاح النترات والنتريت لتحسن لونها وكمادة حافظة صناعية، كذلك تستخدم الألوان ومواد حافظة كيماوية في عمليات التصنيع.


وتؤكد بروف جميلة أن استهلاك مثل هذه الأطعمة يضر بالصحة، خاصة إذا تم استهلاكها بصورة مستمرة ولأكثر من مرة في اليوم الواحد. فقد أثبتت بعض الدراسات أن إستهلاك الوجبات السريعة والدهون المهدرجة قديتتسبب في الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. ومضت قائلة: زيادة استهلاك هذه الأطعمة تؤدي إلى السمنة وما يرتبط بها من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. كما أن احتواء هذه الأغذية المصنعة على كميات كبيرة من الملح أو السكر أو الدهون (وهذه الثلاثة هي المسؤولة عن إعطاء الطعم واللذة للطعام)، فإن ذلك قد يؤدي الى الإدمان عليها وطلب المزيد والمزيد منها، هنا تصبح كالإدمان على التدخين والمخدرات وغيرها من أنواع الإدمان، لذلك وجب رفع وعي المستهلك بضرر هذا النوع من الأغذية المصنعة واستبدالها بأخرى طبيعية لضمان صحة أفضل.

وتؤكد أخصائية الغذاء والتغذية هند مجدي أبو يونس، بأن توافر وسرعة الأغذية فائقة المعالجة والاستهلاك الفوري يشجعان الاستهلاك في شكل “وجبات خفيفة” وليس كجزء من وجبة منظمة (مثل الوجبات الخفيفة والحبوب والمشروبات المحلاة والأطباق الشخصية السريعة التحضير والحساء الفوري وما إلى ذلك)، قد تكون الأطعمة فائقة المعالجة أرخص من الأطعمة الطازجة ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى الكثير من الاستهلاك.

وتشير الإخصائية هند إلى أن الدراسات العلمية أثبتت في السنوات الأخيرة وجود علاقة بين درجة معالجة الأطعمة الأخرى وتأثيرها على الصحة. حيث تم استنتاج أن الزيادة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة على حساب المنتجات الغذائية الأخرى مرتبطة بحالات مثل زيادة السمنة وزيادة الوزن، وزيادة الأمراض المزمنة، وزيادة مخاطر (10٪ على الأقل) الإصابة بأمراض في أنواع مختلفة من السرطان، وتغير في الميكروبيوم (تكوين البكتيريا في الجهاز الهضمي)، وزيادة في مؤشرات الالتهاب في الجسم، وزيادة الأمراض والشيخوخة المبكرة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الأغذیة المصنعة فائقة المعالجة هذه الأطعمة

إقرأ أيضاً:

مفاجأة.. تناول الأطعمة السبايسي يخفض درجة حرارة الجسم في الصيف

في مفاجأة قد تُخالف التوقعات، نصح خبراء تغذية بريطانيون بتناول أطعمة حارة، مثل: الكاري، الفلفل الحار، والشوربة الساخنة لمواجهة موجات الحر، مؤكدين أن هذه الأطعمة تساهم بشكل غير مباشر في خفض حرارة الجسم.

تناول أطعمة يخفف من الشعور بالحر في الصيف

أكد خبير التغذية البريطاني دانيال أوشوجنيسي، في تعاون مع منصة "Just Eat" الإلكترونية، أن العرق الناتج عن تناول الطعام الحار أو الساخن يتبخر عند ملامسة الهواء، مما يخلق تأثيرًا مبردًا يساعد الجسم على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

سبب خفي وراء فشل أغلب الأنظمة الغذائية .. لن تتوقعهتناول الفلفل الألوان يوميًا .. سر الصحة والشباب في خضار واحد

لماذا الطعام الحار يُبرد الجسم؟

أوضح أوشوجنيسي، أن مادة الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحار يرسل إشارات للمخ بأن الجسم ساخن، مما يدفعه إلى إفراز المزيد من العرق، وعندما يتبخر هذا العرق، يتم امتصاص الحرارة من الجسم فيبرد بشكل طبيعي.

كما أشار أوشوجنيسي، إلى أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكركم يُعد خيارًا ممتازًا في الطقس الحار، نظرًا لخصائص الكركمين المضادة للالتهابات، ودوره في تحسين الدورة الدموية وتسريع تدفق الدم، مما يُساهم في خفض حرارة الجسم.

لماذا الطعام الحار يُبرد الجسم؟

الشوربة في الصيف؟ نعم!

ورغم أن الشوربة تُعتبر وجبة شتوية تقليدية، إلا أن أوشوجنيسي أكد أنها فعالة في التبريد إذا تم تناولها مساءً مع انخفاض درجات الحرارة، حيث تحفّز الجسم على التعرق وبالتالي التبريد بشكل طبيعي.

أطعمة مثالية لمواجهة الحر في الصيفأطعمة مثالية لمواجهة الحر في الصيف

ـ البطيخ: 

يحتوي على نسبة عالية من الماء ومركب سيترولين الذي يساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية.

ـ النعناع: 

يعطي إحساسًا فوريًا بالانتعاش عند تناوله أو إضافته للطعام.

ـ السبانخ: 

غنية بالمعادن والفيتامينات التي تساهم في توازن ضغط الدم وتنظيم حرارة الجسم.

ـ حليب جوز الهند (كما في الكاري التايلاندي): 

ويدعم ترطيب الجسم ويقي من الإجهاد العضلي في الأجواء الحارة.

ـ البصل: 

ويُستخدم في الطب الهندي القديم لعلاج ضربة الشمس.

أطعمة يجب تجنبها في موجة الحرأطعمة يجب تجنبها في موجة الحر

حذر أوشوجنيسي من الإكثار من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل: الأرز والحبوب الكاملة، وكذلك الأطعمة عالية البروتين، مثل: اللحم والدجاج، لأنها تتطلب جهدًا أكبر للهضم، وهو ما يولد حرارة داخلية إضافية (تُعرف بـ"الحرارة الناتجة عن الهضم").

وأشار أوشوجنيسي، إلى أن الأطباق النباتية خيار مثالي، إذ تتطلب طاقة أقل للهضم، مما يجعلها أكثر ملاءمة في درجات الحرارة المرتفعة.

وفي موجة الحر، قد تكون أفضل خياراتك الغذائية هي الحساء الدافئ أو طبق كاري حار مع نعناع وبطيخ، وتجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالبروتين.

طباعة شارك أطعمة الشعور بالحر الكاري الفلفل الحار الشوربة الساخنة موجات الحر خفض حرارة الجسم الصيف

مقالات مشابهة

  • مفاجأة.. تناول الأطعمة السبايسي يخفض درجة حرارة الجسم في الصيف
  • برامج تدريبية متنوعة ضمن البرنامج الصيفي بـ"جامعة التقنية" في المصنعة
  • لوحة جدارية تزين مدخل مدينة طرطوس الجنوبي بطول 180 متراً
  • احترس منها.. هذه الأطعمة تسبب القلق والتوتر
  • استشهاد طفل برصاص قوات الاحتلال في رام الله.. وهجمات للمستوطنين
  • مصرع شاب وإصابة آخر في حادث سير بطريق دمو في الفيوم
  • تؤدي لشيخوخة الأمعاء.. 9 عادات شائعة تضر بالميكروبيوم الصحي
  • استمرار مجازر الاحتلال ضد المجوّعين على أعتاب مراكز توزيع الأغذية الأميركية
  • نزيف دماء مجوعي غزة مستمر على أعتاب مراكز توزيع الأغذية الأميركية
  • هذه الأغذية تسبب أمراض البروستاتا.. تعرف على الأعراض وطرق الوقاية