أمام قادة أفريقيا.. خطاب كاسح لرئيس الصين شمل تعهدات رسمية
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
(CNN)-- تعهد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بتقديم دعم مالي بقيمة 50 مليار دولار لأفريقيا، في حين تعهد بزيادة المساعدات العسكرية، وذلك في خطاب شامل أمام الزعماء الأفارقة في الوقت الذي تسعى فيه بكين إلى تعزيز العلاقات التي تعتبرها أساسية لمكانتها الصاعدة كقوة عالمية.
قال شي، الخميس، مخاطبا وفود أكثر من 50 دولة أفريقية، إنه يتعين على الصين وإفريقيا حشد شعبيهما معًا ليصبحا "قوة قوية" لتعزيز الجنوب العالمي وكتابة "فصل جديد في السلام والازدهار والتقدم".
وقال الزعيم الصيني في قاعة الشعب الكبرى في بكين: "العلاقات الصينية الأفريقية هي في أفضل حالاتها في التاريخ.. وبالنظر إلى المستقبل، أقترح رفع علاقات الصين الثنائية مع جميع الدول الأفريقية، التي تربطها بها علاقات دبلوماسية، إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية".
كما تعهد شي بشكل منفصل بتقديم 280 مليون دولار أخرى كمساعدات للدول الأفريقية، مقسمة بالتساوي بين المساعدات العسكرية والمساعدات الغذائية.
واجتمع زعماء من بينهم سيريل رامافوسا من جنوب أفريقيا، ووليام روتو من كينيا، وبولا تينوبو من نيجيريا، في العاصمة الصينية هذا الأسبوع لحضور منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي يستمر ثلاثة أيام والذي أشادت به بكين باعتباره أكبر تجمع دبلوماسي لها منذ سنوات.
ويأتي منتدى هذا العام وسط تساؤلات حول اتجاه تلك العلاقات حيث تقوم بكين، القوة الاقتصادية الأجنبية الدافعة في أفريقيا منذ فترة طويلة، بإعادة ضبط علاقاتها الاقتصادية الواسعة مع القارة، بينما تعمل القوى الكبرى الأخرى على تكثيف جهودها الخاصة لإشراك أفريقيا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أفريقيا الحكومة الصينية
إقرأ أيضاً:
تنامي التفاعل الشعبي يُعزِّز دفء وعمق العلاقات الصينية العربية
فاتن دونغ **
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية خلال الفترة الماضية، مقاطع مصورة لزيارة مجموعة من المُؤثِّرين الإماراتيين إلى مدينة شانغهاي؛ حيث قاموا بجولة إلى أبرز معالم المدينة، وزاروا المتاحف والمواقع التاريخية، ووثقوا تجاربهم الواقعية بعدساتهم، ما أثار تفاعلًا واسعًا.
وفي ذات الفترة تقريبًا، دعت السفارة الصينية في الكويت وفدًا إعلاميًا كويتيًا إلى زيارة مدينة شنتشن؛ حيث زار الوفد شركات تكنولوجية رائدة مثل "يو بي تك" و"إيهانغ"، للاطلاع على كيف غيّرت الابتكارات الصينية أسلوب الحياة.
وفي أوائل شهر مايو، زار وفد يضم 14 باحثًا عراقيًا مدينة شانغهاي، حيث اطلعوا على تجارب الصين في التحديث والابتكار والحوكمة على مستوى القاعدة. شملت الزيارات معرض تخطيط مدينة شانغهاي، وممر الابتكار في دلتا نهر اليانغتسي(G60)، وموقع المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الصيني، إضافة إلى شركات خاصة وقُرى نموذجية في مجال النهوض الريفي. وقد أظهر الباحثون اهتمامًا حقيقيًا بالتجربة الصينية، ليس فقط فيما يتعلق بسرعة التنمية، بل في كيفية بناء مسار تنموي مناسب للواقع المحلي مع وضع "الشعب" في صميم تلك العملية.
وبالنظر إلى كثافة التفاعلات الأخيرة، تبرز العديد من المؤشرات الإيجابية: القمة الثلاثية الأولى بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي ورابطة آسيان تمثل مرحلة جديدة في التعاون الإقليمي؛ سياسة الإعفاء من التأشيرة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي تعزز انسيابية التنقل؛ أعداد متزايدة من الشباب العرب يزورون الجامعات والشركات والمدن الصينية، وفي المقابل، يقوم عدد متزايد من صانعي المحتوى الصينيين بإنتاج مقاطع الفيديو والأفلام القصيرة لتعريف الجمهور الصيني بجماليات العالم العربي.
لم تعد هذه التبادلات مقتصرة على الزيارات رفيعة المستوى، بل امتدت فعليًا إلى عمق المجتمعات. باحثون، صحفيون، رجال أعمال، صناع محتوى، طلاب دوليون... جميعهم يقطعون المسافات ليتعرفوا على بعضهم البعض عن كثب، ويقيمون جسور التفاهم بلغات متعددة، وينقلون تجربتهم إلى الجمهور الأوسع من خلال عدسات وسائل التواصل الاجتماعي.
ومنذ بداية البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، تطورت العلاقات الصينية العربية إلى ما هو أبعد من مجالات الطاقة والتجارة، لتمتد إلى مجالات التكنولوجيا والتعليم والثقافة والحَوكمة، ويتعاون الجانبان لبناء مجتمع مصير مشترك صيني عربي بمستوى أعلى.
إننا نتطلع إلى رؤية المزيد من الأصدقاء العرب في الشوارع، وفي الجامعات، وفي المعارض، وفي القرى الصينية؛ لأن تزايد التواصل الإنساني، يُضفي دفئًا أكبر على العلاقات الصينية العربية، ويمنحها أُفقًا أوسع نحو المستقبل.
** صحفية صينية