لبنان ٢٤:
2025-05-19@00:36:40 GMT

عين إبل لا تريد الفتنة

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

عين إبل لا تريد الفتنة

كتبت آمال خليل في "الاخبار": للمرة الثانية في خمسة أيام، شيّعت عين إبل (قضاء بنت جبيل) إلياس الحصروني عصر أمس. لكن، بدل نقل جثمان «الحنتوش» إلى مدافن البلدة، حمل الأهالي النعش من سيارة الإسعاف إلى مدفن الشهداء في باحة كنيسة السيدة، إذ إن «الأدلة» التي استجدّت لدى العائلة بعد الدفن الأول في الخامس من آب الجاري، جعلتها تستبدل نظرية مقتله في حادث سير بنظرية خطفه واغتياله.

  التحريض الافتراضي لم ينعكس في البلدة. في منزل الحصروني، على بعد 200 متر من موقع الحادث، كان الصمت هو الضيف الأثقل. في صالة الاستقبال، لا أحد سوى زوجته وأولاده ووالدته يواسي بعضُهم بعضاً. العائلة تمسّكت بعدم التعليق على ملابسات الحادثة، منتظرة حكم القضاء. عماد للوس، رئيس بلدية عين إبل، أكّد لـ«الأخبار» أنه لا يتهم أي جهة، وتبرّأ من بيان ضد الحزب نُسب إلى أهالي بلدته. وأصدر بياناً أمس طلب فيه من وسائل الإعلام «عدم نشر أخبار مغلوطة باسم البلدة»، مؤكداً «أننا لا نوجه اتهاماً إلى أي جهة أو شخص».   تتعدّد سيناريوهات الجريمة في انتظار حسم القوى الأمنية لفصولها كاملة. مصادر متابعة أفادت بأن التحقيق يتحرك على أكثر من صعيد، من بينها التدقيق في ما إذا كانت لديه خلافات مع رفاقه في حزب القوات أدّت إلى استقالته قبل خمسة أشهر من منصبه كمنسّق لها في البلدة. وكذلك التدقيق في خلافات شخصية مع أشخاص، منهم من يفد إلى كازينو قصر الصنوبر الذي يملكه بجانب منزله.   للوس نفى وجود مشاكل مالية أو شخصية أو حزبية للحصروني، متسائلاً عن الغاية من تصفيته. «في حال كان المجرمون ينتقمون لدوره في جيش لحد إبان الاحتلال الإسرائيلي، فقد مرّ على التحرير 23 عاماً عمل خلالها في شركة الكهرباء في بنت جبيل، وواصل بعد تقاعده قبل ست سنوات التردد إلى مقر الشركة وحافظ على صداقات واسعة في بنت جبيل وعيترون وبليدا وغيرها. أما في ما يتعلق بالدوافع المالية أو الشخصية، فهو ليس مديناً ولا يملك عداوات مع أحد»، مؤكداً أن الجريمة «تهدف إلى زعزعة السلم الأهلي وإخافة المسيحيين من محيطهم. وهو ما لن يحصل».  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اليمن قبيلة تريد ان تكون دولة 

قال الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل، اليمن قبيلة تريد ان تكون دولة، كلام يصدر من كاتب سياسي صاحب تجربة سياسية خاض مرحلة مهمة من مراحل النضال العربي، وما يؤكد كلامه ان الحقل السياسي في اليمن لم يتحرر من سلطة القبيلة، وكانت الاحزاب السياسية تتسابق لكسب ولاء القبائل، وقوة تأثير الحزب جماهيرا يعتمد على القبيلة نفسها.

فالمجتمع اليمني جنوبه وشماله مجتمع قبلي، وتأثير القبيلة متجذرا في سلوك الافراد، والمناطق المدنية محصورة في عدن وجزا من تعز والمكلا، على اعتبار انها مدن بنسيج اجتماعي تمرد على القبيلة، بحكم تنوعه العرقي والثقافي و الرقي الفكري الذي تشكل من هذا التنوع، و هو اليوم مستهدف من قبل القبائل وصراعها على السلطة.

القبائل التي تتلقى دعم غير محدود من قبل المحيط الاقليمي المتآمر على الدولة الوطنية في اليمن، يريدها دولة تستقيم على ثقل قبلي واسري، عرقي سلالي، خاليه من أي فكر سياسي، فنجد المجتمع اول ما ينقسم لا ينقسم على فكر سياسي، بقدر انقسامه القبلي والمناطقي والعقائدي، وهذا ما يخدم القوى التقليدية والعسكرية، و بنيتها القبلية، وهي التي تمسك بأطراف المشهد السياسي، و وكلا يجره اليه في تشظي واضح، قبائل ومناطق وجهوية، حتى الايدلوجيا التي كانت تسيطر على الجنوب صارت بحامل قبلي ومناطقي، مجتمع كهذا فقد قدرته على انتاج سلطة مدنية، ترسم شكل الدولة الجامعة، ليكن نمط دولة الجماعة هو السائد، دولة مبنية على القبيلة وتضيق حلقات البنى فيها لمستوى القرية.

دولة كهذه من الطبيعي ان تكون التشكيلات الامنية ولائها للقبيلة وقائدها، والوطن مجرد شعار وراية للمزايدة فقط، دولة تستند على قائد هو مصدر الثقة، ومصدر القرار، تتوزع اسرته على مواقع مهمة تحمي سلطة الاسرة والقبيلة.

وبالتالي لا تغيير حقيقي، تبقى القوى التقليدية والعسكرية القبلية هي نفسها تحكم، وان تغيرت الاوجه .

كل السلطات المتعاقبة على البلد لم تأتي بإرادة الناس، بل اتت بحامل أيدلوجي ودعم قبلي او مناطقي وجهوي معزز عسكريا، وبالتالي لا تمثل تطلعات الشرائح الاكبر بالمجتمع بل تمثل تطلع نخبة هي التي تتكون منها السلطة والمناصرين.

ولهذا تقاتلوا في الجنوب على السلطة بمجرد تفكير المستعمر بالرحيل، وضلت القبيلة في الشمال تفرض نفسها حاكمة، بالتوارث والاصطفاء القبلي، حتى وصلت للاصطفاء الالهي، وتقسيم الناس لأسياد وعبيد، وتحولت المجتمعات لقطيع.

صحيح ان الشعب اليمني يقاوم هذه التركيبة، ويثور ويسمح له ان يثور بحيث لا يهدد التركيبة، حينها ترفع العصاء، كما لوح بها في كل المراحل، قال الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل، اليمن قبيلة تريد ان تكون دولة، كلام يصدر من كاتب سياسي صاحب تجربة سياسية خاض مرحلة مهمة من مراحل النضال العربي، وما يؤكد كلامه ان الحقل السياسي في اليمن لم يتحرر من سلطة القبيلة، وكانت الاحزاب السياسية تتسابق لكسب ولاء القبائل، وقوة تأثير الحزب جماهيرا يعتمد على القبيلة نفسها.هذه العصاء التي تدافع عن المقدس، مشروع وراية وقائد، ان بحثت في محتوى هذا المقدس ستجده يحمي سلطة القبيلة.

مع الاسف ان البعض يرى في هذه السلطة ضرورة تاريخية، ولكنه يتجاهل ان لا ضرورة بدون حرية، الحرية تضع الضرورة المقرونة بالمسؤولية، بل وتستطيع اعادة تفكيكها واعادة انتاجها ان لزم الامر مرة ومرات، دون ان تحدث انفجار يستفز تركيبة السلطة وهي القبيلة، وترفع عصاها لتفكك المجتمع معها وضد، واقتران السلطة بالمسؤولية ان تجعل العسكري يقف موقف شجاع لخدمة الوطن، وليس لحماية السلطة وما تحمله من جهوية وايدلوجيا وعقيدة، تحمي الوطن و المصالح العامة وتخدم تطلعات الناس وحقوقهم وكرامة الامة .

القبيلة ان اجتمعت اغتصبت السلطة، وان تفرقت تقاتلت عليها، وفي كل الاحوال المواطن هو الخسران، ويضيع الوطن تحت بسبب قائد بليد ورايه مقدسة وشعار للمزايدة ، حيث لا يسمح للحرية ان تبدي رايها وتختار ما يلبي تطلعاتها، اغتصاب يحول الجماهير لمجرد قطيع في مزرعة الحاكم، بعد ان استطاع تشكيل ادواتها الاعلامية واستحوذ على ادوات المجتمع المدني، فلا غرابة ان نجد من يفتي بتقديس المقدس، وامن يرفع عصاه ليهدد من يخرج عن الحاكم وعن مشروعه و الراية ، فالوطن وطنه ونحن عبيد، انها عبودية الجهل والتخلف، عبودية المصالح، عبودية السلطة والمال والجاه.

اكيد سلطة كهذه لن تنظر للناس، ولن تهتم لاحتياجاتهم، تنصب جهودها في حماية اركانها، تربرب عسكرها وتنمي قدرتها الدفاعية، وتجمع حولها المنافقين والافاقين، ومن يتماهون معها في الجهوية، وترمي الفتات لمن اراد ان يقتات من فتاتها، فتغتصب المؤسسات وتهدر طاقاتها ومقوماتها، لتنتج سلطة ذات نمط يعتمد على العلاقات الضيقة، العلاقات الاجتماعية التقليدية بعد تفكيك منظومتها الاخلاقية، لتكن مؤهلة بعوامل التسلط والاستبداد، ولن تكن إلا بأدوات فاسدة، وتؤمن بشعارات فارغة، وقائد وعسكر .

انها السلطة دولة الجماعة، لا دولة الاجماع، وهي الدولة العميقة، لها مؤسساتها الموازية، وقرارتها الخاصة، لتتحول المؤسسات من عامة لخاصة، وهذا ما يفضي لنتائج خطرة، هي انحياز الافراد عن الحياة العامة ليعيشوا حياتهم الخاصة، وتنقطع صلتهم بحياة الناس، وبالتالي يبقى الناس بلا سلطة تحميهم، مهما صرخوا واستغاثوا واستنجدوا، فلا رابط يربطهم بتلك السلطة، فينزلق المجتمع في حرب خدمات وتجويع وانهيار للعملة، و تفتح ابواب الفهلوة والشطارة والانتهازية والكذب والتدليس، وهذا ما نحن فيه اليوم .

مقالات مشابهة

  • أكشن مع وليد : هل جماهير الاتحاد تريد استمرار المدرب بلان
  • ماذا تريد إيران دوليا وإقليميا من منتدى طهران للحوار؟
  • الرئيس سليمان استقبل رئيس بلدية جبيل
  • الجيش اللبناني: غارة إسرائيلية تستهدف حاجزًا في بنت جبيل وإصابة شخصين
  • ماذا تريد أميركا من الشرع؟
  • المومني: الأردن عصي على الفتنة الإعلامية ويرفض خطاب الكراهية
  • اليمن قبيلة تريد ان تكون دولة 
  • استشهاد فتى برصاص الاحتلال في البلدة القديمة من القدس 
  • إسرائيل لا تريد اليونيفل بل منطقة عازلة
  • مديرية أمن طرابلس تحذر من “عناصر مندسة” تسعى “لإشعال الفتنة” في مناطق التماس