د.حماد عبدالله يكتب: "مقال خاص" بالمرأة المصرية !!
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
جميل جدًا أن نرى الوطن يتقدم جميل جدًا أن ترى بصيص نور حينما تزداد طيور "ثدييات الوطاويط" ويحجب الضوء عن الوطن !!
جميل جدًا أن نرى ونسمع بأننا نطبق ما نشتدق به فى المنابر وفى الدواوين وفى القهاوى على الطبيعة وفى الواقع الحى !!
حيث تحتل المرأة فى الوطن اعلى المناصب كقاضية ووزيرة وسفيرة وغيرها من مناصب نفخر بها واهمها كام وزوجة واخت وابنة.
فالمرأة فى الإسلام هى السيدة عائشة (أم المؤمنين رضى الله عنها) رمزًا والمرأة فى مصر المعاصرة هى (هدى شعراوى) رمزًا ولم تتخلف المرأة أبدًا فى مصر إلا فى عصور الأقزام من الرجال ومن الحكام وفى عصور المماليك كما جاء بكتاب وصف مصر "وجاك دى شابرول" الذى قال أن المرأة فى مصر لا تظهر مكشوفة الوجه أمام الرجال وقد رأينا نساء بمدينة المحلة الكبرى كن غير محجبات لكنهن كن يسارعن بوضع الحجاب فوق وجوههن أو فى كل مرة يستدعى الأمر فيها أن يحادثن كل واحدًا من الرجال وقد قلن لنا أنهن لا يكشفن وجوههن إلا أمام أزواجهن وأخواتهن.
وجاء أيضًا فى الدراسة أن هناك فتيات يعدون كى يصبحن عالمات (عالمة) منذ نعومة أظفارهن وكل ما يمكن أن يبعث على الإثارة الشهوانية ويكون شغلهن الشاغل تعلم الموسيقى المخنثة وأشعار العشق والغزل والرقص الجنسى وليس ثمة مثيل لرشاقتهن ولو أن ملامح وجوههن كانت على الدوام فى مثل رشاقة قامتهن وفى جمال أذرعهن وأيديهن وفى دقة تكوين سيقانهن وأقدامهن والعوالم فى مصر هن بهجة الأعياد وفى الأحيان يغنين وفى البعض الأخر يقمن بدور عاشقين وأحيان أخرى راقصات على دق الدفوف ويحملن الصاجات مقلدات فى حركاتهن حركات "الجماع" متماثلين منظر الغانيات وهن "يتقصعن ويتمايلن" إنتهى وصف (دى بوا –إيميه) أحد علماء الحملة الفرنسية 1798 فى جزء خاص به من كتاب وصف مصر هكذا كن نساء مصر إما متحفظات متخفيات وراء حجاب ومشربية ونقاب وإما فى "البيزنس" وسط البلد (غانيات)!!.
وهذا التاريخ ليس ببعيد ولكن كفاح عظيم قاده الرجال قبل النساء فى الحصول على الحقوق المشروعة للمرأة وأهم الرجال فى هذا المجال "قاسم أمين" وأهم النساء هدى شعراوى وصفية زغلول وغيرهن من المكافحات المصريات.
ولاشك بأن المحترمات من قادة الفن قد قدن الرأى العام للإعتراف بحق المرأة وكيانها وأشهرهن فى هذا المجال أم كلثوم، فاتن حمامة، وهن الأولى سيدة العالم العربى وكوكبه، والثانية سيدة الشاشة العربية فى مجال الفن الجميل وفى جميع مجالات ومناحى النشاط الحياتى فى مصر توجد نساء كثيرات فى قائمة الكفاح من أجل إعلاء شأن المرأة وتبوأ أعلى المناصب فى الدولة !
كل هذا التاريخ الموجود فى عمود قصير غير قادر على الإسترسال.. يجعلنى أقف إحترامًا اليوم للمرأة...!!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
في كل عام ومع حلول 27 مايو، تتجدد ذكرى ميلاد الفنانة القديرة فاتن حمامة، التي لم تكن مجرد نجمة لامعة في سماء الفن، بل كانت حالة فريدة من النقاء الفني والوعي الاجتماعي والذكاء الإنساني، لم تُعرف فقط بجمال ملامحها، بل بعُمق أدوارها وحرصها على تقديم فن نظيف وهادف يعبّر عن واقع المجتمع المصري ويُلامس قضاياه الحساسة ورغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال فاتن حمامة حاضرة في قلوب الملايين وأذهانهم، رمزًا للأنوثة الراقية والموهبة النادرة والالتزام القيمي.
النشأة.. بداية موهبة مبكرة
ولدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، حيث كان والدها يعمل موظفًا في وزارة التعليم.
منذ طفولتها، بدت عليها ملامح النجومية؛ فقد شاركت في مسابقة لجمال الأطفال وفازت بها، مما لفت أنظار المخرج الكبير محمد كريم، الذي قدمها لأول مرة في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت لم تتجاوز التاسعة من عمرها. ومن هنا بدأت رحلة الصعود، التي ستجعل من هذه الطفلة واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ السينما العربية.
مسيرة فنية امتدت لعقود.. رقي وأداء بلا حدود
طوال أكثر من 60 عامًا، أبدعت فاتن حمامة في تقديم شخصيات متنوعة عكست تطور المرأة المصرية وتحولاتها، وتعاونت خلالها مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ. جسّدت المرأة القوية، المظلومة، المكافحة، العاشقة، والمتمردة، فتركت بصمة لا تُنسى في كل دور قدمته.
من بين أبرز أفلامها: "دعاء الكروان" (1959)، "أريد حلًا" (1975)، "الحرام" (1965)، "نهر الحب" (1960)، "الخيط الرفيع" (1971)، "أفواه وأرانب" (1977)، "إمبراطورية ميم" (1972)، "بين الأطلال"، "لا أنام"، و"الطريق المسدود".
كما أثرت الشاشة الصغيرة بمسلسلات ناجحة أبرزها "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، الذي كان آخر ظهور فني لها في عام 2000.
فاتن حمامة والسينما النظيفة
لم تكن فاتن حمامة مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كانت تمتلك رؤية وضميرًا فنيًا حيًا. كانت من أوائل الفنانات اللاتي رفضن المشاهد الجريئة أو الأدوار التي تُهين صورة المرأة أو تهدم القيم. بل كانت دائمًا تحرص على أن تقدم رسالة اجتماعية أو إنسانية من خلال كل عمل، لذلك لُقّبت بـ "صاحبة المدرسة النظيفة في السينما المصرية".
زيجاتها.. حبّان في حياتها وثالث كان السكينة
مرت فاتن حمامة بثلاث زيجات شكلت فصولًا مختلفة من حياتها:
عز الدين ذو الفقار: المخرج الذي تزوجته عام 1947 وأنجبت منه ابنتها "نادية"، وكان له دور كبير في بداياتها الفنية.
عمر الشريف: نجم السينما العالمي الذي وقعت في حبه أثناء تصوير "صراع في الوادي"، وتزوجا عام 1955، وأنجبا ابنها طارق، لكن انتهت علاقتهما بالطلاق بسبب حياة عمر الشريف العالمية.
الدكتور محمد عبد الوهاب: وهو طبيب مصري تزوجته عام 1975، وعاشت معه حياة مستقرة بعيدة عن الأضواء حتى وفاتها.
تكريمات وجوائز.. اعتراف عالمي ومحلينالت فاتن حمامة عشرات الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبتها وحرصها على تقديم فن راقٍ، منها:
جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران الدولي، جائزة أفضل ممثلة من مهرجان جاكرتا، جائزة "نجمة القرن" من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013، وسام الفنون والآداب من فرنسا.
الرحيل في صمت.. لكن صوتها لا يزال حيًا
في 17 يناير 2015، غابت فاتن حمامة عن عالمنا إثر أزمة صحية عن عمر ناهز 83 عامًا. رحلت في هدوء كما عاشت، لكن ظلت سيرتها تتردد في كل بيت، وكل لقاء عن الفن الأصيل.
خرجت جنازتها من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وسط حضور فني وجماهيري كبير، مودعين واحدة من أنبل من عرفتهم الشاشة العربية.
إرث لا يُنسى.. مدرسة في الفن والخلق
بموهبتها وثقافتها واحترافها، أرست فاتن حمامة قواعد فنية وأخلاقية لا تزال تُدرَّس حتى اليوم. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت صوت المرأة الواعية، والضمير الحي للفن. وفي كل ذكرى لميلادها، يعود جمهورها ليتأمل أعمالها، ويتذكر قيمة فنية وإنسانية قلّ أن تتكرر.
رحلت فاتن حمامة، لكن أعمالها لا تزال تنطق بالحياة، واسمها محفور في الذاكرة العربية كأعظم من أنجبتهم الشاشة المصرية.