شهادات “قاسية” و”مروعة”.. 1200 أسير فلسطيني من غزة يواجهون “فظائع” تعذيب في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
الجديد برس:
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، شهادات جديدة لمجموعة من معتقلي غزة القابعين في سجن “النقب الصحراوي”، وذلك استنادًا إلى شهادات ثمانية معتقلين، معظمهم تعرضوا للاعتقال في بداية الاجتياح البري لغزة.
وتضمنت شهادات المعتقلين الثمانية، تفاصيل عن جرائم التعذيب، والتنكيل، والاعتداءات المرعبة التي تعرضوا لها، تحديداً في الفترة الأولى من اعتقالهم، وذلك قبل نقلهم إلى سجن (النقب).
وأشارت إلى أن التفاصيل المروّعة التي تعرضوا لها بشكل أساسي ارتبطت بالفترة الأولى من اعتقالهم.
وأوضحت أن هذا لا يعني أن جرائم التعذيب قد توقفت بحقهم بعد نقلهم من المعسكر الذي أشاروا إليه على أنه في (غلاف غزة) إلى السجون، بل لا يزال جميع المعتقلين يتعرضون لظروف صعبة ومأساوية تعجز اللغة بحسب وصفهم عن نقل حقيقة ما يجري بحقهم بشكل لحظي داخل السجن، وتحديداً في المرحلة الحالية بسبب انتشار الأمراض الجلدية بين صفوفهم، وخاصة مرض (السكايبوس – الجرب)، الذي أصبح أداة من أدوات التعذيب والتنكيل.
وبحسب المعطيات المتوفرة من معتقلي غزة في سجن “النقب”، فإن هناك حوالي 1200 معتقل من غزة في سجن “النقب”، موزعين على ثمانية أقسام، كل قسم يضم “150” معتقلاً.
واستعرضت هيئة الأسرى ونادي الأسير في تقرير، شهادة مركزية لأحد المعتقلين، إضافة إلى إفادات أخرى ضمت تفاصيل عن جرائم تعرضوا لها، وكذلك عن ظروف السجن حالياً.
وأشار التقرير إلى أن هذه الزيارات جزء من سلسلة زيارات أجرتها المؤسسات الحقوقية، وهي زيارات محدودة تمت بشكل أساسي للمعتقلين في معسكر “عوفر”، وسجن “النقب”، إضافة إلى عدد من الزيارات لمعتقلين في معسكر “سديه تيمان” الذي شكّل المحطة الأبرز لجرائم التعذيب لمعتقلي غزة، إلى جانب مجموعة من المعسكرات التي لا يقل فيها مستوى جرائم التعذيب عن مستوى الجرائم التي تعرض لها المعتقلون في معسكر (سديه تيمان).
ونقل التقرير شهادة المعتقل (س.د) (37 عامًا) معتقل منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ويقبع اليوم في سجن “النقب”، والتي قال فيها : “اعتقلت في شهر تشرين الثاني، عبر ما يسمى (بالممر الآمن)، خلال نزوحي من الشمال إلى الجنوب، وتعرضت للضرب المبرح بعد الاعتقال، والذي تركز على المناطق الحساسة، حتى تعمدوا سحبي من شعر جسدي بطريقة مؤذية ومذلّة، وأنا مقيد ومعصوب العينين، وبعد نقلي إلى أحد المعسكرات في غلاف غزة إلى جانب العديد من المعتقلين”.
وأضاف “كنا نتعرض لعمليات تعذيب على مدار الساعة، إذ ربطني أحد السجانين لمدة ثمانية أيام من الخلف، وتعرضت للضرب على ظهري حتى نزل الدم من جسدي، فضلاً عن الإهانات وعمليات الإذلال الممنهجة بكل الطرائق والأساليب، ففي المرحلة الأولى كان المعتقلون يضطرون إلى قضاء حاجتهم في ملابسهم”.
وتابع “كنا نواجه العطش والجوع، ففي تلك المرحلة كان الطعام عبارة عن ثلاث قطع من الخبز، وجميع المعتقلين في المرحلة الأولى أصيبوا بكسور وجروح بالغة، ولم نتلقَّ أي علاج”. وأكمل المعتقل (س.د) “بقيت لثمانية أشهر وأنا أرتدي الملابس نفسها، كما حُرمنا من الاستحمام لمدة 18 يوماً، وفعلياً كان الهدف من الضرب في المرحلة الأولى، إعدامنا، والتسبب في عاهات مستدامة لنا، ومع ذلك ما زلنا نتعرض لظروف اعتقال قاسية جداً”.
وأردف “نحن محتجزون في قسم الخيام، وجميعنا نعاني أمراضاً وكسوراً وتحديداً الأمراض الجلدية، التي تفشّت بيننا نتيجة انعدام النظافة، والظروف الصحية داخل السجن، فأنا وأغلبية المعتقلين نعاني انتشار حبوب ودمامل في أنحاء الجسد كافة، التي سببت لنا التهابات حادة، وما فاقم انتشارها الفرشات الإسفنجية، وهي فرشات دون غطاء، وتحتك أجسادنا بها مع قلة النظافة، ما أدى إلى مفاقمة معاناتنا من الحكة الشديدة والالتهابات.
وأشار إلى أنه يقبع داخل القسم المحتجز فيه اليوم 150 معتقلاً، مضيفاً “كنا على مدار الفترة الماضية نستخدم حماماً واحداً، والأغطية لا يتم غسلها مطلقاً، وفي فترات الحر الشديد انتشرت الثعابين والحشرات”.
وأوضح أنه “منذ فبراير الماضي، لم يتم تغيير أوعية الطعام، التي تحولت إلى مصدر أساسي لانتشار الأمراض، كما واجهنا في شهر أبريل مجاعة حقيقية، فقد تم حرماننا من الطعام، اليوم فقط، ما تم إضافته هو حمام للـ150 معتقلاً، يتم تحديد ساعات محددة لاستخدامه، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً”.
وفي إفادة أخرى للمعتقل (ف.ي) (35 عاماً) الذي اعتُقل في نوفمبر 2023، ويقبع في سجن” النقب”، تحدث إلى جانب جرائم التعذيب التي تعرض لها، عن انتشار مرض (الجرب- السكايبوس).
وأكد أن أغلبية المعتقلين يعانون انتشار الدمامل في أجسادهم، والتهابات شديدة نتيجة للحكة الشديدة التي يعانونها على مدار اللحظة، ويواجهون كل ذلك دون أدنى نوع من أنواع العلاج.
وأشار إلى أن ظروف الاعتقال قاسية جداً وصعبة، مع انعدام النظافة، فالحمامات التي نستخدمها يخرج منها الديدان، ومنذ اعتقالنا لم نحصل على مقص للأظافر، فنضطر إلى برد أظافرنا بالحائط، حيث إن انعدام النظافة حوّل القسم إلى مكان موبوء”.وهذا ما أكده بقية المعتقلين الذين تمت زيارتهم.
وفي السياق، أفاد ثلاثة معتقلين آخرين جرى اعتقال اثنين منهم من مدارس كانت تضم نازحين، وآخر تم اعتقاله برفقة العشرات من مستشفى الشفاء، بأن جنود الاحتلال تعمدوا تجريدهم من ملابسهم بعد اعتقالهم، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح قبل نقلهم إلى أحد المعسكرات في غلاف غزة، خلالها تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والإهانات والسحل والشد من الشعر والحرمان من استخدام المرحاض، ومنذ نقلهم إلى سجن (النقب) بعد عدة تنقلات تعرضوا لها، فإن جميع المعتقلين بحسب وصفهم ينامون وهم جوعى، فضلاً عن مرض الجرب الذي تحوّل إلى شكل من أشكال التّذيب الجسدي والنفسي.
وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أنه بعد مرور نحو عام على حرب الإبادة المستمرة بحق شعبنا، فإن الاحتلال يواصل استخدام كل السياسات الممكنة والأدوات في سبيل تعذيب المعتقلين في سجونه ومعسكراته، التي تحوّلت إلى ساحة لعمليات التعذيب، والتي تتم بشكل لحظي.
وأشارا إلى أن ما يجري بحق المعتقلين يشكل اليوم وجهاً من أوجه حرب الإبادة، وهذا ما تعكسه شهادات المعتقلين المروعة والقاسية التي لا تتوقف.
وأوضحا أن عامل الزمن ومرور المزيد من الوقت على المعتقلين في ظل هذه الجرائم، يضاعف التهديدات التي تمس مصيرهم، إذ تعمل منظومة السجون على ابتكار المزيد من الأدوات لسلبهم إنسانيتهم.
وجددا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية باستعادة دورها اللازم، ووضع حد لحالة العجز أمام جرائم الاحتلال الممنهجة، في ضوء حرب الإبادة المستمرة، وكذلك الجرائم التي تنفذ بحق المعتقلين، وتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية لمحاسبتهم على حرب الإبادة وعمليات السلب والمحو التي تتم بشكل ممنهج بحق كل ما هو فلسطيني.
يُذكر سلطات الاحتلال فرضت جريمة الإخفاء القسري على الآلاف من معتقلي غزة، ويرفض الاحتلال حتى اليوم السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم أو معرفة أي معطيات تتعلق بهم، فضلاً عن جملة العراقيل الكبيرة التي تواجه الطواقم القانونية منذ بدء الحرب في متابعتهم وزيارتهم.
وكان نادي الأسير، أشار في بيان قبل أسابيع، إلى اعتقال الاحتلال أكثر من 10 آلاف و300 مواطن من الضفة الغربية بما فيها القدس، من دون أن تشمل هذه الأرقام معتقلي قطاع غزة، التي تقدر أعدادهم بالآلاف، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: جرائم التعذیب حرب الإبادة معتقلی غزة تعرضوا لها فی المرحلة فی سجن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما أهداف الاحتلال من عدوانه على بلدة “بيت جن” بريف دمشق؟
#سواليف
شهدت بلدة ” #بيت_جن ” في #ريف_دمشق تصعيداً ميدانياً اسرائيلياً أسفر عن استشهاد 13 سورياً وجرح العشرات، ووقوع #القوة_الإسرائيلية في #كمين أدى لإصابة عدد من #الجنود بينهم #إصابات_خطيرة.
وقال الخبير في العلاقات السورية الإسرائيلية خالد خليل إن إسرائيل تحاول اليوم فرض #واقع_احتلالي كامل الأركان في الجنوب السوري عبر اعتداءات استباقية تستبق التفاهمات الجيوسياسية التي اجرتها دمشق و”تل ابيب” خلال الأسابيع الماضية. وأشار إلى أن #الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 13 سورياً وجرح العشرات يأتي ضمن سلوك إسرائيلي يسعى لفرض واقع شبيه بالضفة الغربية، معتبراً #الجنوب_السوري “الضفة الغربية الثانية”.
ونوه إلى أن هذا التصعيد يمثل انقلابًا إسرائيلياً مبكراً على سلسلة من جلسات التفاوض العلنية والمباشرة التي طالبت فيها دمشق بالعودة الى حدود 8 ديسمبر مقابل وقف الاعتداءات والانتقال الى مرحلة بناء الداخل السوري. ولفت الى ازدواجية “تل ابيب” التي تجلس على طاولة التفاوض بينما تواصل انتهاكاتها السافرة والمخالفة للقانون الدولي.
مقالات ذات صلة عائلتا شهيدي جنين تكشفان ما جرى لحظة إعدام الاحتلال للشابين 2025/11/29وأشار خليل إلى أن القصف الذي طال منازل المدنيين فجراً وصل إلى مستوى غير مسبوق من الشراسة، في محاولة لفرض وقائع جديدة تستبق التفاهمات والتحولات الجيوسياسية في المنطقة.
التحولات الإقليمية والقلق الإسرائيلي من الانفتاح على #سوريا_الجديدة
وأشار خليل في حديث خاص لـ”قدس برس” إلى أن سوريا بعد سقوط نظام الأسد تدخل في انسجام إقليمي جديد مع قوى مثل السعودية وتركيا، وأن اسرائيل تنظر بقلق الى الانفتاح الامريكي على سوريا الجديدة، معتبراً ذلك احد دوافع التصعيد الاستباقي.
ونوه الى ان اسرائيل منزعجة من التحالفات الجديدة التي تدخل فيها دمشق، ومنها الانفتاح على التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، والتقارب الامريكي السوري، وبروز الندية مع السعودية بعد حصول ولي العهد محمد بن سلمان على طائرات الشبح F-35.
واضاف ان زوال المشروع الايراني في سوريا ةالانتكاسة التي تعرض لها حزب الله خلق اختلالاً استراتيجياً يدفع اسرائيل لاعتماد “العربدة العسكرية” وفرض هيمنتها بالقوة. ولفت الى ان تل ابيب تحاول اختلاق روايات جديدة حول “خصوم سنة غير متوقعين” في لبنان، مستشهداً بتقارير يديعوت احرونوت حول ممر القنيطرة وروايات استغلالية عن العرائس الدروز والتفاح.
وقال ان هذه المقاربات لا تعتمد على منطق استراتيجي بقدر ما تعكس تخبطاً ومحاولة لخلط الاوراق قبل تشكل المعادلات العالمية الجديدة.
البعد الشخصي والسياسي في سلوك نتنياهو ومحاولاته خلط الأوراق
وأوضح خليل ان هناك اسباباً سياسية وشخصية تتعلق بنتنياهو حصراً، مشيراً الى ان هذا العام هو عام انتخابي، وان اليمين المتطرف يعلم ان المعادلات الجديدة لن تمنحه الفرص ذاتها لأنه يعتمد المقاربات العسكرية على حساب المقاربات الاقتصادية التي تتجه اليها المنطقة.
وأوضح أن نتنياهو يعيش صراع أجنحة داخل حزبه، وانقسامات داخل الائتلاف مع الأحزاب الدينية المتطرفة حول قضية التجنيد، إضافة إلى الازمات التي سبقت حرب غزة نتيجة التعديلات القضائية.
ونوّه إلى أن نتنياهو يستخدم أسلوباً رخيصاً في الدعاية الانتخابية، ويبحث عن تراكم أوراق تفاوضية تحمي سجله السياسي، محاولاً الظهور كبطل قومي. ولفت إلى أنه كان يحرص على استمرار الحرب في غزة وتوسيعها إلى لبنان وسوريا لأنه يعلم أن انتهاء الحرب قد يعني دخوله السجن.
وأشار خليل إلى أن نتنياهو يتجه نحو خطاب أيديولوجي يتحدث فيه عن “مهام روحانية” و”إسرائيل الكبرى”، في انزياح خطير عن الحسابات الاستراتيجية، ومخالفة للمناخ الإقليمي والدولي الذي يتجه نحو الاستقرار والتنمية الاقتصادية.
وقال إن الأشهر العشرة المتبقية من عمر اليمين المتطرف ستكون حبلى بالمفاجآت نتيجة “جنون العظمة” الذي يدفع نتنياهو إلى تفجير الأزمات، مستشهداً باستهداف منظومة الأمن الخليجي في قطر قبل شهرين من دون مبررات عسكرية أو أمنية.
مستقبل الجنوب السوري والتفاهمات الممكنة وحدود التصادم
ونبّه خليل إلى أن التوقيت حساس جداً بالنسبة لسوريا التي تمر في مرحلة انتقالية تتسم بالهشاشة وضعف منظومة الرد العسكري، ما يفرض عليها إعطاء الأولوية لتوحيد الصف الداخلي وتحصين الجبهة الوطنية، إضافة إلى الاعتماد على الضغط السياسي والدبلوماسي والتحالفات الإقليمية والدولية.
وتوقف عند العقبات التي تواجه أي توافق سوري–إسرائيلي، مؤكداً أن اليمين المتطرف يشكل العقبة الأكبر، يضاف إليه المزاج الشعبي السوري الرافض لأي تفاهمات بسبب الذاكرة التاريخية والهوية والمصير المشترك مع الفلسطينيين، وسياسة العربدة الإسرائيلية وحرب الإبادة في غزة.
وقال إن عملية بيت جن قد تدفع إسرائيل إلى إعادة حساباتها، مشيراً إلى خلل واضح في الرواية العسكرية الإسرائيلية، وإلى احتمال أن تكون بعض إصابات الجنود نتيجة نيران صديقة بسبب القصف الجوي الذي رافق العملية وعرقل انسحاب القوة.
وختم خليل بالتأكيد أن المنطقة تشهد تحولات عميقة نحو الدمج الاقتصادي والأمني، بينما يحاول اليمين المتطرف في تل أبيب فرض وقائع جديدة في الوقت بدل الضائع لإيجاد مخارج سياسية لنتنياهو وخلط الأوراق في الجنوب السوري.
وخلص إلى أن أحداث بيت جن ليست حادثاً معزولاً، بل حلقة في سياق إسرائيلي واسع يسعى إلى استغلال اللحظة الانتقالية في سوريا وتجاوز التحولات الإقليمية المتسارعة. ورأى أن الجنوب السوري مقبل على مرحلة جديدة من إعادة تشكيل التوازنات، وأن مصير التفاهمات بين دمشق وتل أبيب سيبقى مرهوناً بالتحولات الداخلية في إسرائيل وبمسار حكومة نتنياهو المتداعية.
ويوم أمس استُشهد 20 مدنياً في بيت جن نتيجة الاشتباكات والغارات الإسرائيلية، بينما اعترف العدو بجرح 6 من جنوده، بينهم ضباط، وُصفت إصابات بعضهم بالخطيرة، في ردّ يُعدّ الأقوى من السوريين ضد الاحتلال.